تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

196. ( إن وليي الله ) متولي أموري ( الذي نزل الكتاب ) القرآن ( وهو يتولى الصالحين ) بحفظه
197. ( والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ) فكيف أبالي بهم
198. ( وإن تدعوهم ) أي الأصنام ( إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ) أي الأصنام يا محمد ( ينظرون إليك ) أي يقابلونك كالناظر ( وهم لا يبصرون )
199. ( خذ العفو ) اليسر من أخلاق الناس ولا تبحث عنها ( وأمر بالعرف ) بالمعروف ( وأعرض عن الجاهلين ) فلا تقابلهم بسفههم
200. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( ينزغنك من الشيطان نزغ ) أي إن يصرفك عما أمرت به صارف ( فاستعذ بالله ) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف أي يدفعه عنك ( إنه سميع ) للقول ( عليم ) بالفعل
201. ( إن الذين اتقوا إذا مسهم ) أصابهم ( طيف ) وفي قراءة { طائف } أي شيء ألم بهم ( من الشيطان تذكروا ) عقاب الله وثوابه ( فإذا هم مبصرون ) الحق من غيره فيرجعون
202. ( وإخوانهم ) أي أخوان الشياطين من الكفار ( يمدونهم ) أي الشياطين ( في الغي ثم ) هم ( لا يقصرون ) يكفون عنه بالتبصر كما تبصر المتقون
203. ( وإذا لم تأتهم ) أي أهل مكة ( بآية ) مما اقترحوا ( قالوا لولا ) هلا ( اجتبيتها ) أنشأتها من قبل نفسك ( قل ) لهم ( إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ) وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء ( هذا ) القرآن ( بصائر ) حجج ( من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )
204. ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) عن الكلام ( لعلكم ترحمون ) نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه وقيل في قراءة القرآن مطلقاً
205. ( واذكر ربك في نفسك ) أي سراً ( تضرعاً ) تذللاً ( وخيفةً ) خوفاً منه ( و ) فوق السر ( دون الجهر من القول ) أي قصداً بينهما ( بالغدو والآصال ) أوائل النهار وأواخره ( ولا تكن من الغافلين ) عن ذكر الله
206. ( إن الذين عند ربك ) أي الملائكة ( لا يستكبرون ) يتكبرون ( عن عبادته ويسبحونه ) ينزهونه عما لا يليق به ( وله يسجدون ) أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين


8. سورة الأنفال
1. ( يسألونك ) يا محمد ( عن الأنفال ) الغنائم لمن هي ( قل ) لهم ( الأنفال لله ) يجعلها حيث شاء ( والرسول ) يقسمها بأمر الله فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء ، رواه الحاكم في المستدرك ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع ( وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) حقاً
2. ( إنما المؤمنون ) الكاملو الإيمان ( الذين إذا ذكر الله ) أي وعيده ( وجلت ) خافت ( قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) تصديقاً ( وعلى ربهم يتوكلون ) به يثقون لا بغيره
3. ( الذين يقيمون الصلاة ) يأتون بها بحقوقها ( ومما رزقناهم ) أعطيناهم ( ينفقون ) في طاعة الله
4. ( أولئك ) الموصوفون بما ذكر ( هم المؤمنون حقاً ) صدقاً بلا شك ( لهم درجات ) منازل في الجنة ( عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) في الجنة
5. ( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ) متعلقٌ بأخرج ( وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ) الخروج والجملة حالٌ من كافِ أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في حال كراهتهم وقد كان خيراً لهم فكذلك أيضاً وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلو مكة ليذبوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لأبي جهل ارجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال إن الله وعدني إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى
6. ( يجادلونك في الحق بعد ما تبين ) ظهر لهم ( كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ) إليه عياناً في كراهتهم له
7. ( و ) اذكر ( إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ) العير أو النفير ( أنها لكم وتودون ) تريدون ( أن غير ذات الشوكة ) أي البأس والسلاح وهي العير ( تكون لكم ) لقلة عددها ومددها بخلاف النفير ( ويريد الله أن يحق الحق ) يظهره ( بكلماته ) السابقة بظهور الإسلام ( ويقطع دابر الكافرين ) آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير
8. ( ليحق الحق ويبطل ) يمحق ( الباطل ) الكفر ( ولو كره المجرمون ) المشركون ذلك
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

9. اذكر ( إذ تستغيثون ربكم ) تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم ( فاستجاب لكم أني ) أي بأني ( ممدكم ) معينكم ( بألف من الملائكة مردفين ) متتابعين يردف بعضهم بعضاً وعدهم بها أولا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلُف كأفلس جمع
10. ( وما جعله الله ) أي الإمداد ( إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم )
11. اذكر ( إذ يغشيكم النعاس أمنةً ) أمناً مما حصل لكم من الخوف ( منه ) تعالى ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ) من الأحداث والجنابات ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء ( وليربط ) يحبس ( على قلوبكم ) باليقين والصبر ( ويثبت به الأقدام ) أن تسوخ في الرمل
12. ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة ) الذين أمد بهم المسلمين ( أني ) أي بأني ( معكم ) بالعون والنصر ( فثبتوا الذين آمنوا ) بالإعانة والتبشير ( سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ) الخوف ( فاضربوا فوق الأعناق ) أي الرؤوس ( واضربوا منهم كل بنان ) أي أطراف اليدين والرجلين فكان الرجل يقصد ضرب رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه منها شيء فهزموا
13. ( ذلك ) العذاب الواقع بهم ( بأنهم شاقوا ) خالفوا ( الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) له
14. ( ذلكم ) العذاب ( فذوقوه ) أيها الكافرون في الدنيا ( وأن للكافرين ) في الآخرة ( عذاب النار )
15. ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً ) أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون ( فلا تولوهم الأدبار ) منهزمين
16. ( ومن يولهم يومئذ ) أي يوم لقائهم ( دبره إلا متحرفا ) منعطفا ( لقتال ) بأن يريهم الفرة مكيدة وهو يريد الكرة ( أو متحيزاً ) منضماً ( إلى فئةٍ ) جماعةٍ من المسلمين يستنجد بها ( فقد باء ) رجع ( بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) المرجع هي وهذا مخصوص بما إذا لم يزد الكفار على الضعف​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

17. ( فلم تقتلوهم ) ببدر بقوتكم ( ولكن الله قتلهم ) بنصره إياكم ( وما رميت ) يا محمد أعين القوم ( إذ رميت ) بالحصى لأن كفَّا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر ( ولكن الله رمى ) بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين ( وليبلي المؤمنين منه بلاءً ) عطاءً ( حسناً ) هو الغنيمة ( إن الله سميع ) لأقوالهم ( عليم ) بأحوالهم
18. ( ذلكم ) الإبلاء حق ( وأن الله موهن ) مضعف ( كيد الكافرين )
19. ( إن تستفتحوا ) أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم : اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه ( فقد جاءكم الفتح ) القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ( وإن تنتهوا ) عن الكفر والحرب ( فهو خير لكم وإن تعودوا ) لقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعد ) لنصره عليكم ( ولن تغني ) تدفع ( عنكم فئتكم ) جماعاتكم ( شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) بكسر إن استئنافا وفتحها على تقدير اللام
20. ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا ) تعرضوا ( عنه ) بمخالفة أمره ( وأنتم تسمعون ) القرآن والمواعظ
21. ( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ) سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون
22. ( إن شر الدواب عند الله الصم ) عن سماع الحق ( البكم ) عن النطق به ( الذين لا يعقلون )
23. ( ولو علم الله فيهم خيراً ) صلاحاً بسماع الحق ( لأسمعهم ) سماع تفهم ( ولو أسمعهم ) فرضا وقد علم أن لا خير فيهم ( لتولوا ) عنه ( وهم معرضون ) عن قبوله عناداً وجحوداً
24. ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ) بالطاعة ( إذا دعاكم لما يحييكم ) من أمر الدين لأنه سبب الحياة الأبدية ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته ( وأنه إليه تحشرون ) فيجازيكم بأعمالكم
25. ( واتقوا فتنة ) إن أصابتكم ( لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر ( واعلموا أن الله شديد العقاب ) لمن خالفه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

26. ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ) أرض مكة ( تخافون أن يتخطفكم الناس ) يأخذكم الكفار بسرعة ( فآواكم ) إلى المدينة ( وأيدكم ) قواكم ( بنصره ) يوم بدر بالملائكة ( ورزقكم من الطيبات ) الغنائم ( لعلكم تشكرون ) نعمه
27. ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه إلى بني قريظة لينزلوا على حكمه فاستشاروه فأشار إليهم أنه الذبح لأن عياله وماله فيهم ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ) ولا ( وتخونوا أماناتكم ) ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره ( وأنتم تعلمون )
28. ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ) لكم صادَّة عن أمور الآخرة ( وأن الله عنده أجر عظيم ) فلا تفوتوه بمراعاة الأموال والأولاد والخيانة لأجلهم ونزل في توبته
29. ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله ) بالإنابة وغيرها ( يجعل لكم فرقاناً ) بينكم وبين ما تخافون فتنجون ( ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ) ذنوبكم ( والله ذو الفضل العظيم )
30. ( و ) اذكر يا محمد ( إذ يمكر بك الذين كفروا ) وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة ( ليثبتوك ) يوثقوك ويحبسوك ( أو يقتلوك ) كلهم قتلة رجل واحد ( أو يخرجوك ) من مكة ( ويمكرون ) بك ( ويمكر الله ) بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج ( والله خير الماكرين ) أعلمهم به
31. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ) قاله النضر بن الحارث لأنه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ( إن ) ما ( هذا ) القرآن ( إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين )
32. ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا ) الذي يقرؤه محمد ( هو الحق ) المنزل ( من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) مؤلم على بصيرة وجزم ببطلانه
33. قال تعالى ( وما كان الله ليعذبهم ) بما سألوه ( وأنت فيهم ) لأن العذاب إذا نزل عمَّ ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) حيث يقولون في طوافهم غفرانك غفرانك وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى { لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما }​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

34. ( وما لهم أ ) ن ( لا يعذبهم الله ) بالسيف بعد خروجك والمستضعفين وعلى القول الأول هي ناسخة لما قبلها وقد عذبهم الله ببدر وغيره ( وهم يصدون ) يمنعون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ( عن المسجد الحرام ) أن يطوفوا به ( وما كانوا أولياءه ) كما زعموا ( إن ) ما ( أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن لا ولاية لهم عليه
35. ( وما كان صلاتُهم عند البيت إلا مكاءً ) صفيراً ( وتصديةً ) تصفيقاً ، أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها ( فذوقوا العذاب ) ببدر ( بما كنتم تكفرون )
36. ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ) في حرب النبي صلى الله عليه وسلم ( ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون ) في عاقبة الأمر ( عليهم حسرة ) ندامة لفواتها وفوات ما قصدوه ( ثم يغلبون ) في الدنيا ( والذين كفروا ) منهم ( إلى جهنم ) في الآخرة ( يحشرون ) يساقون
37. ( ليميز ) متعلق بتكون بالتخفيف والتشديد أي يفصل ( الله الخبيث ) الكافر ( من الطيب ) المؤمن ( ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً ) يجمعه متراكماً بعضه على بعض ( فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون )
38. ( قل للذين كفروا ) كأبي سفيان وأصحابه ( إن ينتهوا ) عن الكفر وقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( يغفر لهم ما قد سلف ) من أعمالهم ( وإن يعودوا ) إلى قتاله ( فقد مضت سنة الأولين ) أي سنتنا فيهم بالهلاك فكذا نفعل بهم
39. ( وقاتلوهم حتى لا تكون ) توجد ( فتنة ) شرك ( ويكون الدين كله لله ) وحده ولا يعبد غيره ( فإن انتهوا ) عن الكفر ( فإن الله بما يعملون بصير ) فيجازيهم به
40. ( وإن تولوا ) عن الإيمان ( فاعلموا أن الله مولاكم ) ناصركم ومتولي أموركم ( نعم المولى ) هو ( ونعم النصير ) أي الناصر لكم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

41. ( واعلموا أنما غنمتم ) أخذتم من الكفار قهراً ( من شيء فأن لله خمسه ) يأمر فيه بما يشاء ( وللرسول ولذي القربى ) قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب ( واليتامى ) أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء ( والمساكين ) ذوي الحاجة من المسلمين ( وابن السبيل ) المنقطع في سفره من المسلمين ، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس ، والأخماس الأربعة الباقية للغانمين ( إن كنتم آمنتم بالله ) فاعلموا ذلك ( وما ) عطف على بالله ( أنزلنا على عبدنا ) محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات ( يوم الفرقان ) أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل ( يوم التقى الجمعان ) المسلمون والكفار ( والله على كل شيء قدير ) ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم
42. ( إذ ) بدل من يوم ( أنتم ) كائنون ( بالعُدوة الدنيا ) القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي ( وهم بالعدوة القصوى ) البعدى منها ( والركب ) العير كائنون بمكان ( أسفل منكم ) مما يلي البحر ( ولو تواعدتم ) أنتم والنفير للقتال ( لاختلفتم في الميعاد ولكن ) جمعكم بغير ميعاد ( ليقضي الله أمراً كان مفعولا ) في علمه وهو نصر الإسلام ومحق الكفر فعل ذلك ( ليهلك ) يكفر ( من هلك عن بينة ) أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير ( ويحيى ) يؤمن ( من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم )
43. ( إذ يريكهم الله في منامك ) أي نومك ( قليلاً ) فأخبرت به أصحابك فسروا ( ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ) اختلفتم ( ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلَّمـ ) ـكم من الفشل والتنازع ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
44. ( وإذ يريكموهم ) أيها المؤمنون ( إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ) نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتُقدِموا عليهم ( ويقللكم في أعينهم ) ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالهم وهذا قبل التحام الحرب فلما التحم أراهم إياكم مثليهم كما في آل عمران ( ليقضي الله أمراً كان مفعولاً وإلى الله ترجع الأمور )
45. ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة ) جماعة كافرة ( فاثبتوا ) لقتالهم ولا تنهزموا ( واذكروا الله كثيراً ) ادعوه بالنصر ( لعلكم تفلحون ) تفوزون​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

46. ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا ) تختلفوا فيما بينكم ( فتفشلوا ) تجبنوا ( وتذهب ريحكم ) قوتكم ودولتكم ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) بالنصر والعون
47. ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم ) ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها ( بطراً ورئاء الناس ) حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس ( ويصدون ) الناس ( عن سبيل الله والله بما يعملون ) بالياء والتاء ( محيطٌ ) علماً فيجازيهم به
48. ( و ) اذكر ( إذ زين لهم الشيطان ) إبليس ( أعمالهم ) بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر ( وقال ) لهم ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية ( فلما تراءت ) التقت ( الفئتان ) المسلمة والكافرة ورأى الملائكة وكان يده في يد الحارث بن هشام ( نكص ) رجع ( على عقبيه ) هارباً ( وقال ) لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال ( إني بريء منكم ) من جواركم ( إني أرى ما لا ترون ) من الملائكة ( إني أخاف الله ) أن يهلكني ( والله شديد العقاب )
49. ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( غرَّ هؤلاء ) أي المسلمين ( دينهم ) إذ خرجوا مع قلتهم يقاتلون الجمع الكثير توهماً أنهم ينصرون بسببه قال تعالى في جوابهم ( ومن يتوكل على الله ) يثق به يغلب ( فإن الله عزيز ) غالب على أمره ( حكيم ) في صنعه
50. ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ يتوفى ) بالياء والتاء ( الذين كفروا الملائكة يضربون ) حال ( وجوههم وأدبارهم ) بمقامع من حديد ويقولون لهم ( وذوقوا عذاب الحريق ) أي النار ، وجواب لو : لرأيت أمراً عظيماً
51. ( ذلك ) التعذيب ( بما قدمت أيديكم ) عبر بها دون غيرها لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( وأن الله ليس بظلام ) أي بذي ظلم ( للعبيد ) فيعذبهم بغير ذنب
52. دأبُ هؤلاء ( كدأب ) كعادة ( آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله ) بالعقاب ( بذنوبهم ) جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها ( إن الله قوي ) على ما يريده ( شديد العقاب )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

53. ( ذلك ) أي تعذيب الكفرة ( بأن ) أي بسبب أن ( الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم ) مبدلاً لها بالنقمة ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) يبدلوا نعمتهم كفراً كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل الله وقتال المؤمنين ( وأن الله سميع عليم )
54. ( كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون ) قومه معه ( وكل ) من الأمم المكذبة ( كانوا ظالمين )
55. ونزل في قريظة ( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون )
56. ( الذين عاهدت منهم ) أن لا يعينوا المشركين ( ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ) عاهدوا فيها ( وهم لا يتقون ) الله في غدرهم
57. ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( تثقفنهم ) تجدنهم ( في الحرب فشرد ) فرق ( بهم من خلفهم ) من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة ( لعلهم ) أي الذين خلفهم ( يذكرون ) يتعظون بهم
58. ( وإما تخافن من قوم ) عاهدوك ( خيانة ) في عهد بإمارة تلوح لك ( فانبذ ) اطرح عهدهم ( إليهم على سواء ) حال أي مستوياً أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر ( إن الله لا يحب الخائنين )
59. ونزل فيمن أفلت يوم بدر ( ولا تحسبن ) يا محمد ( الذين كفروا سبقوا ) الله أي فاتوه ( إنهم لا يعجزون ) لا يفوتونه ، وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام
60. ( وأعدوا لهم ) لقتالهم ( ما استطعتم من قوة ) قال صلى الله عليه وسلم : « هي الرمي » رواه مسلم ( ومن رباط الخيل ) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله ( ترهبون ) تخوفون ( به عدو الله وعدوكم ) أي كفار مكة ( وآخرين من دونهم ) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود ( لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم ) جزاؤه ( وأنتم لا تظلمون ) تنقصون منه شيئاً
61. ( وإن جنحوا ) مالوا ( للسِّلم ) بكسر السين وفتحها : الصلح ( فاجنح لها ) وعاهدهم ، وقال ابن عباس : هذا منسوخ بآية السيف وقال مجاهد مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة ( وتوكل على الله ) ثق به ( إنه هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

62. ( وإن يريدوا أن يخدعوك ) بالصلح ليستعدوا لك ( فإن حسبك ) كافيك ( الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )
63. ( وألف ) جمع ( بين قلوبهم ) بعد الإحن ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) بقدرته ( إنه عزيز ) غالب على أمره ( حكيم ) لا يخرج شيء عن حكمته
64. ( يا أيها النبي حسبك الله و ) حسبك ( من اتبعك من المؤمنين )
65. ( يا أيها النبي حرض ) حث ( المؤمنين على القتال ) للكفار ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) منهم ( وإن يكن ) بالياء والتاء ( منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم ) أي بسبب أنهم ( قوم لا يفقهون ) وهذا خبر بمعنى الأمر أي ليقاتل العشرون منكم المائتين والمائة ألفا ويثبتوا لهم ثم نسخ لما كثروا بقوله
66. ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضُعفاً ) 67. ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر ( ما كان لنبي أن تكون ) بالتاء والياء ( له أسرى حتى يثخن في الأرض ) يبالغ في قتل الكفار ( تريدون ) أيها المؤمنون ( عرض الدنيا ) حطامها بأخذ الفداء ( والله يريد ) لكم ( الآخرة ) أي ثوابها بقتلهم ( والله عزيز حكيم ) وهذا منسوخ بقوله { فإما منا بعد وإما فداء }
68. ( لولا كتاب من الله سبق ) بإحلال الغنائم والأسرى لكم ( لمسكم فيما أخذتم ) من الفداء ( عذاب عظيم )
69. ( فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

70. ( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى ) وفي قراءة : { الأسرى } ( إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ) إيماناً وإخلاصاً ( يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ) من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة ( ويغفر لكم ) ذنوبكم ( والله غفور رحيم )
71. ( وإن يريدوا ) أي الأسرى ( خيانتك ) بما أظهروا من القول ( فقد خانوا الله من قبل ) قبل بدر بالكفر ( فأمكن منهم ) ببدر قتلاً وأسراً فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه
72. ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) وهم المهاجرون ( والذين آووا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( ونصروا ) وهم الأنصار ( أولئك بعضهم أولياء بعض ) في النصرة والإرث ( والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من وِلايتهم ) بكسر الواو وفتحها ( من شيء ) فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة ( حتى يهاجروا ) وهذا منسوخ بآخر السورة ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) لهم من الكفار ( إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ) عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم ( والله بما تعملون بصير )
73. ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ) في النصرة والإرث فلا إرث بينكم وبينهم ( إلا تفعلوه ) أي تولي المسلمين وقمع الكفار ( تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) بقوة الكفر وضعف الإسلام
74. ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرةٌ ورزق كريم ) في الجنة
75. ( والذين آمنوا من بعد ) أي بعد السابقين إلى الإيمان والهجرة ( وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم ) أيها المهاجرون والأنصار ( وأولوا الأرحام ) ذوو القرابات ( بعضهم أولى ببعض ) في الإرث من التوراث في الإيمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة ( في كتاب الله ) اللوح المحفوظ ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه حكمة الميراث​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين


9. سورة التوبة


1. ( براءة من الله ورسوله ) واصلة ( إلى الذين عاهدتم من المشركين ) عهداً مطلقاً أو دون أربعة أشهر أو فوقها ونقض العهد بما يذكر في قوله
2. ( فسيحوا ) سيروا آمنين أيها المشركون ( في الأرض أربعة أشهر ) أولها شوال بدليل ما سيأتي ولا أمان لكم بعدها ( واعلموا أنكم غير معجزي الله ) أي فائتي عذابه ( وأن الله مخزي الكافرين ) مذلهم في الدنيا بالقتل والأخرى بالنار
3. ( وأذان ) إعلام ( من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) يوم النحر ( أن ) أي بأن ( الله بريء من المشركين ) وعهودهم ( ورسوله ) بريء أيضا « وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً من السنة وهي سنة تسع فأذن يوم النحر بمنى بهذه الآيات وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان » رواه البخاري ( فإن تبتم ) من الكفر ( فهو خير لكم وإن توليتم ) عن الإيمان ( فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر ) أخبر ( الذين كفروا بعذاب أليم ) مؤلم وهو القتل والأسر في الدنيا والنار في الآخرة
4. ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ) من شروط العهد ( ولم يظاهروا ) يعاونوا ( عليكم أحدا ) من الكفار ( فأتموا إليهم عهدهم إلى ) إنقضاء ( مدتهم ) التي عاهدتم عليها ( إن الله يحب المتقين ) بإتمام العهود
5. ( فإذا انسلخ ) خرج ( الأشهر الحرم ) وهي آخر مدة التأجيل ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) في حل أو حرم ( وخذوهم ) بالأسر ( واحصروهم ) في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الإسلام ( واقعدوا لهم كل مرصد ) طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض ( فإن تابوا ) من الكفر ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) ولا تتعرضوا لهم ( إن الله غفور رحيم ) لمن تاب
6. ( وإن أحد من المشركين ) مرفوع بفعل يفسره ( استجارك ) استأمنك من القتل ( فأجره ) أمنه ( حتى يسمع كلام الله ) القرآن ( ثم أبلغه مأمنه ) وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره ( ذلك ) المذكور ( بأنهم قوم لا يعلمون ) دين الله فلا بد لهم من سماع القرآن ليعلموا





 
رد: بعض من تفسير الجلاين

7. ( كيف ) أي لا ( يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ) وهم كافرون بالله ورسوله غادرون ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) يوم الحديبية وهم قريش والمستثنون من قبل ( فما استقاموا لكم ) أقاموا على العهد ولم ينقضوه ( فاستقيموا لهم ) على الوفاء به ، وما شرطية ( إن الله يحب المتقين ) وقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة
8. ( كيف ) يكون لهم عهد ( وإن يظهروا عليكم ) يظفروا بكم ( لا يرقبوا ) يراعوا ( فيكم إلا ) قرابة ( ولا ذمة ) عهداً بل يؤذونكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال ( يرضونكم بأفواههم ) بكلامهم الحسن ( وتأبى قلوبهم ) الوفاء به ( وأكثرهم فاسقون ) ناقضون للعهد
9. ( اشتروا بآيات الله ) القرآن ( ثمناً قليلاً ) من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى ( فصدوا عن سبيله ) دينه ( إنهم ساء ) بئس ( ما كانوا يعملون ) عملهم هذا
10. ( لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمةً وأولئك هم المعتدون )
11. ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم ) أي فهم إخوانكم ( في الدين ونفصِّل ) نبين ( الآيات لقوم يعلمون ) يتدبرون
12. ( وإن نكثوا ) نقضوا ( أيمانهم ) مواثيقهم ( من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم ) عابوه ( فقاتلوا أئمة الكفر ) رؤساءه ، فيه وضع الظاهر موضع المضمر ( إنهم لا أيمان ) عهود ( لهم ) وفي قراءة بالكسر ( لعلهم ينتهون ) عن الكفر
13. ( ألا ) للتحضيض ( تقاتلون قوماً نكثوا ) نقضوا ( أيمانهم ) عهودهم ( وهموا بإخراج الرسول ) من مكة لما تشاوروا فيه بدار الندوة ( وهم بدؤوكم ) بالقتال ( أول مرة ) حيث قاتلوا خزاعة حلفاءكم مع بني بكر فما يمنعكم أن تقاتلوهم ( أتخشونهم ) أتخافونهم ( فالله أحق أن تخشوه ) في ترك قتالهم ( إن كنتم مؤمنين )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

14. ( قاتلوهم يعذبهم الله ) يقتلهم ( بأيديكم ويخزهم ) يذلهم بالأسر والقهر ( وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) بما فعل بهم بنو خزاعة
15. ( ويذهب غيظ قلوبهم ) كربها ( ويتوب الله على من يشاء ) بالرجوع إلى الإسلام كأبي سفيان ( والله عليم حكيم )
16. ( أم ) بمعنى همزة الإنكار ( حسبتم أن تتركوا ولما ) لم ( يعلم الله ) علم ظهور ( الذين جاهدوا منكم ) بإخلاص ( ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ) بطانة وأولياء ، المعنى ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم ( والله خبير بما تعملون )
17. ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله ) بالإفراد والجمع بدخوله والقعود فيه ( شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت ) بطلت ( أعمالهم وفي النار هم خالدون )
18. ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش ) أحداً ( إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين )
19. ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) أي أهل ذلك ( كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ) في الفضل ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين ، نزلت رداً على من قال ذلك وهو العباس أو غيره
20. ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة ) رتبة ( عند الله ) من غيرهم ( وأولئك هم الفائزون ) الظافرون بالخير
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

21. ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ) دائم
22. ( خالدين ) حال مقدرة ( فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم )
23. ونزل فيمن ترك الهجرة لأجل أهله وتجارته ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا ) اختاروا ( الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون )
24. ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم ) أقرباؤكم وفي قراءة { عشيراتكم } ( وأموال اقترفتموها ) اكتسبتموها ( وتجارة تخشون كسادها ) عدم نفاذها ( ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله ) فقعدتم لأجله عن الهجرة والجهاد ( فتربصوا ) انتظروا ( حتى يأتي الله بأمره ) تهديد لهم ( والله لا يهدي القوم الفاسقين )
25. ( لقد نصركم الله في مواطن ) للحرب ( كثيرة ) كبدر وقريظة والنضير ( و ) اذكر ( يوم حنين ) واد بين مكة والطائف ، أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوال سنة ثمان ( إذ ) بدل من يوم ( أعجبتكم كثرتكم ) فقلتم لن نغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آلاف ( فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ) ما مصدرية أي مع رحبها أي سمتها فلم تجدوا مكانا تطمئنون إليه لشدة ما لحقكم من الخوف ( ثم وليتم مدبرين ) منهزمين ، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وليس معه غير العباس وأبو سفيان آخذ بركابه
26. ( ثم أنزل الله سكينته ) طمأنينته ( على رسوله وعلى المؤمنين ) فردوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ناداهم العباس بإذنه وقاتلوا ( وأنزل جنوداً لم تروها ) ملائكة ( وعذب الذين كفروا ) بالقتل والأسر ( وذلك جزاء الكافرين )​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

27. ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ) منهم بالإسلام ( والله غفور رحيم )
28. ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ) قذر لخبث باطنهم ( فلا يقربوا المسجد الحرام ) أي لا يدخلوا الحرم ( بعد عامهم هذا ) عام تسع من الهجرة ( وإن خفتم عَيْلة ) فقراً بانقطاع تجارتهم عنكم ( فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) وقد أغناهم بالفتوح والجزية ( إن الله عليم حكيم )
29. ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) وإلا لآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ( ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ) كالخمر ( ولا يدينون دين الحق ) الثابت الناسخ لغيره من الأديان وهو دين الإسلام ( من الذين ) بيان للذين ( أوتوا الكتاب ) أي اليهود والنصارى ( حتى يعطوا الجزية ) الخراج المضروب عليهم كل عام ( عن يد ) حال أي منقادين أو بأيديهم لا يوكلون بها ( وهم صاغرون ) أذلاء منقادون لحكم الإسلام
30. ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ) عيسى ( ابن الله ذلك قولهم بأفواههم ) لا مستند لهم عليه بل ( يضاهئون ) يشابهون به ( قول الذين كفروا من قبل ) من آبائهم تقليداً لهم ( قاتلهم ) لعنهم ( الله أنى ) كيف ( يؤفكون ) يُصرفون عن الحق مع قيام الدليل
31. ( اتخذوا أحبارهم ) علماء اليهود ( ورهبانهم ) عبَّاد النصارى ( أرباباً من دون الله ) حيث اتبعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل ( والمسيح ابن مريم وما أمروا ) في التوراة والإنجيل ( إلا ليعبدوا ) أي يعبدوا ( إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه ) تنزيهاً له ( عما يشركون )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

32. ( يريدون أن يطفئوا نور الله ) شرعه وبراهينه ( بأفواههم ) بأقوالهم فيه ( ويأبى الله إلا أن يتم ) يظهر ( نوره ولو كره الكافرون ) ذلك
33. ( هو الذي أرسل رسوله ) محمداً صلى الله عليه وسلم ( بالهدى ودين الحق ليظهره ) يعليه ( على الدين كله ) جميع الأديان المخالفة له ( ولو كره المشركون ) ذلك
34. ( يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون ) يأخذون ( أموال الناس بالباطل ) كالرشا في الحكم ( ويصدون ) الناس ( عن سبيل الله ) دينه ( والذين ) مبتدأ ( يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها ) أي الكنوز ( في سبيل الله ) أي لا يؤدون منها حقه للزكاة والخير ( فبشرهم ) أخبرهم ( بعذاب أليم ) مؤلم
35. ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى ) تحرق ( بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ) وتوسع جلودهم حتى توضع عليها كلها ويقال لهم ( هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) أي جزاءه
36. ( إن عدة الشهور ) المعتد بها للسنة ( عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله ) اللوح المحفوظ ( يوم خلق السماوات والأرض منها ) أي الشهور ( أربعة حرم ) محرَّمة هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ( ذلك ) أي تحريمها ( الدين القيم ) المستقيم ( فلا تظلموا فيهن ) أي الأشهر الحرم ( أنفسكم ) بالمعاصي فإنها أعظم وزرا وقيل في الأشهر كلها ( وقاتلوا المشركين كافةً ) جميعا في كل الشهور ( كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) بالعون والنصر
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

37. ( إنما النسيء ) أي التأخير لحرمة شهر إلى آخره كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة المحرم إذا حل وهم في القتال إلى صفر ( زيادة في الكفر ) لكفرهم بحكم الله فيه ( يُضل ) بضم الياء وفتحها ( به الذين كفروا يحلونه ) أي النسيء ( عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا ) يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله ( عدة ) عدد ( ما حرم الله ) من الأشهر فلا يزيدوا على تحريم أربعة ولا ينقصوا ولا ينظروا إلى أعيانها ( فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم ) فظنوه حسناً ( والله لا يهدي القوم الكافرين )
38. ونزل لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدة وحر فشق عليهم ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم ) بإدغام التاء في الأصل في المثلثة واجتلاب همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد ( إلى الأرض ) والقعود فيها والاستفهام للتوبيخ ( أرضيتم بالحياة الدنيا ) ولذاتها ( من الآخرة ) أي بدل نعيمها ( فما متاع الحياة الدنيا في ) جنب متاع ( الآخرة إلا قليل ) حقير
39. ( إلا ) بإدغام لا في نون إن الشرطية في الموضعين ( تنفروا ) تخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد ( يعذبكم عذاباً أليماً ) مؤلماً ( ويستبدل قوماً غيركم ) أي يأت بهم بدلكم ( ولا تضروه ) أي الله أو النبي صلى الله عليه وسلم ( شيئا ) بترك نصره فإن الله ناصر دينه ( والله على كل شيء قدير ) ومنه نصر دينه ونبيه
40. ( إلا تنصروه ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( فقد نصره الله إذ ) حين ( أخرجه الذين كفروا ) من مكة أي الجأوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة ( ثاني اثنين ) حال أي أحد اثنين والآخر أبو بكر المعنى نصره الله في مثل تلك الحالة فلا يخذله في غيرها ( إذ ) بدل من إذ قبله ( هما في الغار ) نقب في جبل ثور ( إذ ) بدل ثان ( يقول لصاحبه ) أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين : لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا ( لا تحزن إن الله معنا ) بنصره ( فأنزل الله سكينته ) طمأنينته ( عليه ) قيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل على أبي بكر ( وأيده ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( بجنود لم تروها ) ملائكة في الغار ومواطن قتاله ( وجعل كلمة الذين كفروا ) أي دعوة الشرك ( السفلى ) المغلوبة ( وكلمة الله ) أي كلمه الشهادة ( هي العليا ) الظاهرة الغالبة ( والله عزيز ) في ملكه ( حكيم ) في صنعه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

41. ( انفروا خفافاً وثقالاً ) نشاطاً وغير نشاط وقيل أقوياء وضعفاء أو أغنياء وفقراء وهي منسوخة بآية { ليس على الضعفاء } ( وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) أنه خير لكم فلا تثاقلوا
42. ونزل في المنافقين الذين تخلفوا ( لو كان ) ما دعوتهم إليه ( عرضاً ) متاعاً من الدنيا ( قريباً ) سهل المأخذ ( وسفراً قاصداً ) وسطاً ( لاتبعوك ) طلباً للغنيمة ( ولكن بعدت عليهم الشقة ) المسافة فتخلفوا ( وسيحلفون بالله ) إذا رجعتم إليهم ( لو استطعنا ) الخروج ( لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم ) بالحلف الكاذب ( والله يعلم إنهم لكاذبون ) في قولهم ذلك
43. وكان صلى الله عليه وسلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه ، فنزل عتاباً له وقدم العفو تطميناً لقلبه ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) في التخلف وهلا تركتهم ( حتى يتبين لك الذين صدقوا ) في العذر ( وتعلم الكاذبين ) فيه
44. ( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ) في التخلف عن ( أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين )
45. ( إنما يستأذنك ) في التخلف ( الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت ) شكت ( قلوبهم ) في الدين ( فهم في ريبهم يترددون ) يتحيرون
46. ( ولو أرادوا الخروج ) معك ( لأعدوا له عدة ) أهبة من الآلة والزاد ( ولكن كره الله انبعاثهم ) أي لم يرد خروجهم ( فثبطهم ) كسلهم ( وقيل ) لهم ( اقعدوا مع القاعدين ) المرضى والنساء والصبيان ، أي قدَّر الله تعالى ذلك
47. ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ) فساداً بتخذيل المؤمنين ( ولأوضعوا خلالكم ) أي أسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة ( يبغونكم ) يطلبون لكم ( الفتنة ) بإلقاء العداوة ( وفيكم سمَّاعون لهم ) ما يقولون سماع قبول ( والله عليم بالظالمين )​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

48. ( لقد ابتغوا ) لك ( الفتنة من قبل ) أول ما قدمت المدينة ( وقلَّبوا لك الأمور ) أي أجالوا الفكر في كيدك وإبطال دينك ( حتى جاء الحق ) النصر ( وظهر ) عن ( أمر الله ) دينه ( وهم كارهون ) له فدخلوا فيه ظاهراً
49. ( ومنهم من يقول ائذن لي ) في التخلف ( ولا تفتني ) وهو الجد بن قيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم : « هل لك في جلاد بني الأصفر ؟ » فقال إني مغرم بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن فافتتن ، قال تعالى ( ألا في الفتنة سقطوا ) بالتخلف ، وقرئ سقط ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) لا محيص لهم عنها
50. ( إن تصبك حسنةٌ ) كنصر وغنيمة ( تسؤهم وإن تصبك مصيبةٌ ) شدة ( يقولوا قد أخذنا أمرنا ) بالحزم حين تخلفنا ( من قبل ) قبل هذه المعصية ( ويتولوا وهم فرحون ) بما أصابك
51. ( قل ) لهم ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) إصابة ( هو مولانا ) ناصرنا ومتولي أمورنا ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
52. ( قل هل تربَّصون ) فيه حذف إحدى التاءين من الأصل أي تنتظرون أي يقع ( بنا إلا إحدى ) العاقبتين ( الحسنيين ) تثنية حسنى ، تأنيث أحسن النصر أو الشهادة ( ونحن نتربص ) ننتظر ( بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ) بقارعة من السماء ( أو بأيدينا ) بأن يؤذن لنا في قتالكم ( فتربصوا ) بنا ذلك ( إنا معكم متربصون ) عاقبتكم
53. ( قل أنفقوا ) في طاعة الله ( طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم ) ما أنفقتموه ( إنكم كنتم قوماً فاسقين ) والأمر هنا بمعنى الخبر
54. ( وما منعهم أن تقبل ) بالياء والتاء ( منهم نفقاتهم إلا أنهم ) فاعلٌ ، وأن تقبل مفعول ( كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) متثاقلون ( ولا ينفقون إلا وهم كارهون ) النفقة لأنهم يعدونها مغرماً
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى