تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

52. ( قال ) موسى ( علمها ) أي علم حالهم محفوظ ( عند ربي في كتاب ) هو اللوح المحفوظ يجازيهم عليها يوم القيامة ( لا يضل ) يغيب ( ربي ) عن شيء ( ولا ينسى ) ربي شيئا
53. هو ( الذي جعل لكم ) في جملة الخلق ( الأرض مهدا ) فراشا ( وسلك ) سهل ( لكم فيها سبلا ) طرقا ( وأنزل من السماء ماء ) مطرا قال تعالى تتميما لما وصفه به موسى وخطابا لأهل مكة ( فأخرجنا به أزواجا ) أصنافا ( من نبات شتى ) صفة أزواجا أي مختلفة الألوان والطعوم وغيرهما وشتى جمع شتيت كمريض ومرضى من شت الأمر تفرق
54. ( كلوا ) منها ( وارعوا أنعامكم ) فيها جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم يقال رعت الأنعام ورعيتها والأمر للاباحة وتذكير النعمة والجملة حال من ضمير أخرجنا أي مبيحين لكم الأكل ورعي الإنعام ( إن في ذلك ) المكور هنا ( لآيات ) لعبرا ( لأولي النهى ) لأصحاب العقول جمع نهية كغرفة وغرف سمي به العقل لأنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح
55. ( منها ) أي من الأرض ( خلقناكم ) بخلق أبيكم آدم منها ( وفيها نعيدكم ) مقبورين بعد الموت ( ومنها نخرجكم ) عند البعث ( تارة ) مرة ( أخرى ) كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم
56. ( ولقد أريناه ) أي أبصرنا فرعون ( آياتنا كلها ) التسع ( فكذب ) بها وزعم أنها سحر ( وأبى ) أن يوحد الله تعالى
57. ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ) مصر ويكون لك الملك فيها ( بسحرك يا موسى )
58. ( فلنأتينك بسحر مثله ) يعارضه ( فاجعل بيننا وبينك موعدا ) لذلك ( لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا ) منصوب بنزع الخافض في ( سوى ) بكسر أوله وضمه أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين
59. ( قال ) موسى ( موعدكم يوم الزينة ) يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون ( وأن يحشر الناس ) يجمع أهل مصر ( ضحى ) وقته للنظر فيما يقع
60. ( فتولى فرعون ) أدبر ( فجمع كيده ) أي ذوي كيده من السحرة ( ثم أتى ) بهم الموعد
61. ( قال لهم موسى ) وهم اثنان وسبعون مع كل واحد حبل وعصا ( ويلكم ) أي ألزمكم الله الويل ( لا تفتروا على الله كذبا ) بإشراك أحد معه ( فيسحتكم ) بضم الياء وكسر الحاء وبفتحهما أي يهلككم ( بعذاب ) من عنده ( وقد خاب ) خسر ( من افترى ) كذب على الله
62. ( فتنازعوا أمرهم بينهم ) في موسى وأخيه ( وأسروا النجوى ) أي الكلام بينهم فيهما
63. ( قالوا ) لأنفسهم ( إن هذان ) لأبي عمرو ولغيره وهو موافق للغة من يأتي في المثنى بالألف في أحواله الثلاث ( لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ) مؤنث أمثل بمعنى أشرف أي باشرافكم بميلهم إليهما لغلبتهما
64. ( فأجمعوا كيدكم ) من السحر بهمزة وصل وفتح الميم من جمع أي لممم وبهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أحكم ( ثم ائتوا صفا ) حال أي مصطفين ( وقد أفلح ) فاز ( اليوم من استعلى ) غلب
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

65. ( قالوا يا موسى ) اختر ( إما أن تلقي ) عصاك أولا ( وإما أن نكون أول من ألقى ) عصاه
66. ( قال بل ألقوا ) فألقوا ( فإذا حبالهم وعصيهم ) أصله عصوو قلبت الواوان ياءين وكسرت العين والصاد ( يخيل إليه من سحرهم أنها ) حيات ( تسعى ) على بطونها
67. ( فأوجس ) أحس ( في نفسه خيفة موسى ) أي خاف من جهة أن سحرهم من جنس معجزته أن يلتبس أمره على الناس فلا يؤمنوا به
68. ( قلنا ) له ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) عليهم بالغلبة
69. ( وألق ما في يمينك ) وهي عصاه ( تلقف ) تبتلع ( ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ) أي جنسه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) بسحره فألقى موسى عصاه فتلقفت كل ما صنعوه
70. ( فألقي السحرة سجدا ) خروا ساجدين لله تعالى ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
71. ( قال ) فرعون ( آمنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ( له قبل أن آذن ) أنا ( لكم إنه لكبيركم ) معلمكم ( الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) حال بمعنى مختلفة أي الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي عليها ( ولتعلمن أينا ) يعني نفسه ورب موسى ( أشد عذابا وأبقى ) أدوم على مخالفته
72. ( قالوا لن نؤثرك ) نختارك ( على ما جاءنا من البينات ) الدالة على صدق موسى ( والذي فطرنا ) خلقنا قسم أو عطف على ما ( فاقض ما أنت قاض ) أي إصنع ما قلته ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ) النصب على الاتساع أي فيها وتجزى عليه في الآخرة
73. ( إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ) من الإشراك وغيره ( وما أكرهتنا عليه من السحر ) تعلما وعملا لمعارضة موسى ( والله خير ) منك ثوابا إذا اطيع ( وأبقى ) منك عذابا إذا عصي
74. قال تعالى ( إنه من يأت ربه مجرما ) كافرا كفرعون ( فإن له جهنم لا يموت فيها ) فيستريح ( ولا يحيى ) حياة تنفعه
75. ( ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات ) الفرائض والنوافل ( فأولئك لهم الدرجات العلى ) جمع عليا مؤنث أعلى
76. ( جنات عدن ) أي إقامة بيان له ( تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) تطهر من الذنوب​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

77. ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ) بهمزة قطع من أسرى وبهمزة وصل وكسر النون من سرى لغتان أي أسر بهم ليلا من أرض مصر ( فاضرب لهم ) اجعل لهم بعصاك ( طريقا في البحر يبسا ) أي يابسا فامتثل ما أمر به وأيبس الله الأرض فمروا فيها ( لا تخاف دركا ) أي أن يدركك فرعون ( ولا تخشى ) غرقا
78. ( فأتبعهم فرعون بجنوده ) وهو معهم ( فغشيهم من اليم ) أي البحر ( ما غشيهم ) فأغرقهم
79. ( وأضل فرعون قومه ) بدعائهم إلى عبادته ( وما هدى ) بل أوقعهم في الهلاك خلاف قوله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
80. ( يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ) فرعون بإغراقه ( وواعدناكم جانب الطور الأيمن ) فنؤتي موسى التوراة للعمل بها ( ونزلنا عليكم المن والسلوى ) هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر والمنادى من وجد من اليهود زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخوطبوا بما أنعم الله به على أجدادهم زمن النبي موسى توطئة لقوله تعالى لهم
81. ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) أي المنعم به عليكم ( ولا تطغوا فيه ) بأن تكفروا النعمة به ( فيحل عليكم غضبي ) بكسر الحاء أي يجب وبضمها أي ينزل ( ومن يحلل عليه غضبي ) بكسر اللام وضمها ( فقد هوى ) سقط في النار
82. ( وإني لغفار لمن تاب ) من الشرك ( وآمن ) وحد الله ( وعمل صالحا ) يصدق بالفرض والنفل ( ثم اهتدى ) باستمراره على ما ذكر إلى موته
83. ( وما أعجلك عن قومك ) لمجيء ميعاد أخذ التوراة ( يا موسى )
84. ( قال هم أولاء ) أي بالقرب مني يأتون ( على أثري وعجلت إليك رب لترضى ) عني أي زيادة على رضاك وقبل الجواب أتى بالاعتذار بحسب ظنه وتخلف المظنون لما
85. ( قال ) تعالى ( فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) أي بعد فراقك لهم ( وأضلهم السامري ) فعبدوا العجل
86. ( فرجع موسى إلى قومه غضبان ) من جهتهم ( أسفا ) شديد الحزن ( قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ) أي صدقا أنه يعطيكم التوراة ( أفطال عليكم العهد ) مدة مفارقتي إياكم ( أم أردتم أن يحل ) يجب ( عليكم غضب من ربكم ) بعبادتكم العجل ( فأخلفتم موعدي ) وتركتم المجيء بعدي
87. ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ) مثلث الميم أي بقدرتنا أو أمرنا ( ولكنا حملنا ) بفتح الحاء مخففا وبضمها وكسر الميم مشددا ( أوزارا ) أثقالا ( من زينة القوم ) أي حلي قوم فرعون استعارها منهم بنو إسرائيل بعلة عرس فبقيت عندهم ( فقذفناها ) طرحناها في النار بأمر السامري ( فكذلك ) كما ألقينا ( ألقى السامري ) ما معه من حليهم ومن التراب الذي أخذه من أثر حافر فرس جبريل على الوجه الآتي
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

88. ( فأخرج لهم عجلا ) صاغه من الحلي ( جسدا ) لحما ودما ( له خوار ) أي صوت يسمع أي انقلب كذلك بسبب التراب الذي أثره الحياة فيما يوضع فيه ووضعه بعد صوغه في فمه ( فقالوا ) أي السامري وأتباعه ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) موسى ربه هنا وذهب يطلبه
89. ( أفلا يرون ألا ) ن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه لا ( يرجع ) العجل ( إليهم قولا ) أي لا يرد لهم جوابا ( ولا يملك لهم ضرا ) أي دفعه ( ولا نفعا ) أي جلبه أي فكيف يتخذ إلها
90. ( ولقد قال لهم هارون من قبل ) أي قبل أن يرجع أن موسى ( يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني ) في ( وأطيعوا أمري ) فيها
91. ( قالوا لن نبرح ) نزال ( عليه عاكفين ) على عبادته مقيمين ( حتى يرجع إلينا موسى )
92. ( قال ) موسى بعد رجوعه ( يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ) بعبادته
93. ( ألا تتبعن ) لا زائدة ( أفعصيت أمري ) بإقامتك بين من يعبد غير الله تعالى
94. ( قال ) هارون ( يا ابن أم ) بكسر الميم وفتحها أراد امي وذكرها أعطف لقلبه ( لا تأخذ بلحيتي ) وكان أخذها بشماله ( ولا برأسي ) وكان أخذ شعره بيمينه غضبا ( إني خشيت ) لو اتبعتك ولا بد أن يتبعني جمع ممن لم يعبدوا العجل ( أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ) وتغضب علي ( ولم ترقب ) تنتظر ( قولي ) فيما رأيته في ذلك
95. ( قال فما خطبك ) شأنك الداعي إلى ما صنعت ( يا سامري )
96. ( قال بصرت بما لم يبصروا به ) بالياء والتاء أي علمت بما لم يعلموه ( فقبضت قبضة من ) تراب ( أثر ) حافر فرس ( الرسول ) جبريل ( فنبذتها ) القيتها في صورة العجل المصاغ ( وكذلك سولت ) زينت ( لي نفسي ) والقي فيها أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر والقيها على ما لا روح له يصير له روح ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلاههم
97. ( قال ) له موسى ( فاذهب ) من بيننا ( فإن لك في الحياة ) أي مدة حياتك ( أن تقول ) لمن رأيته ( لا مساس ) أي لا تقربني فكان يهيم في البرية وإذ مس أحدا أو مسه أحد حما جميعا ( وإن لك موعدا ) لعذابك ( لن تخلفه ) بكسر اللام أي لن تغيب عنه وبفتحها أي بل تبعث إليه ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت ) أصله ظللت بلا مين اولاهما مكسورة حذفت تخفيفا أي دمت ( عليه عاكفا ) أي مقيما تعبده ( لنحرقنه ) بالنار ( ثم لننسفنه في اليم نسفا ) نذرينه في هواء البحر وفعل موسى بعد ذبحه ما ذكره
98. ( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ) تمييز محول عن الفاعل أي وسع علمه كل شيء
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

99. ( كذلك ) أي كما قصصنا عليك يا محمد هذه القصة ( نقص عليك من أنباء ) أخبار ( ما قد سبق ) من الأمم ( وقد آتيناك ) أعطيناك ( من لدنا ) من عندنا ( ذكرا ) قرآنا
100. ( من أعرض عنه ) فلم يؤمن به ( فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ) حملا ثقيلا من الإثم
101. ( خالدين فيه ) أي في عذاب الوزر ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) تمييز مفسر للضمير في ساء والمخصوص بالذم محذوف تقديره وزرهم واللام للبيان ويبدل من يوم القيامة
102. ( يوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الثانية ( ونحشر المجرمين ) الكافرين ( يومئذ زرقا ) عيونهم مع سواد وجوههم
103. ( يتخافتون بينهم ) يتسارون ( إن ) ما ( لبثتم ) في الدنيا ( إلا عشرا ) من الليالي بأيامها
104. ( نحن أعلم بما يقولون ) في ذلك أي ليس كما قالوا ( إذ يقول أمثلهم ) أعدلهم ( طريقة ) فيه إن ( إن لبثتم إلا يوما ) يستقلون لبثهم في الدنيا جدا لما يعاينونه في الآخرة من أهوالها
105. ( ويسألونك عن الجبال ) كيف تكون يوم القيامة ( فقل ) لهم ( ينسفها ربي نسفا ) بأن يفتتها كالرمل السائل ثم يطيرها كالريح
106. ( فيذرها قاعا ) منبسطا ( صفصفا ) مستويا
107. ( لا ترى فيها عوجا ) انخفاضا ( ولا أمتا ) أرتفاعا
108. ( يومئذ ) أي يوم إذ نسفت الجبال ( يتبعون ) أي الناس بعد القيام من القبور ( الداعي ) إلى المحشر بصوته وهو إسرافيل يقول هلموا إلى عرض الرحمن ( لا عوج له ) أي لاتباعهم أي لا يقدرون أن لا يتبعوا ( وخشعت ) سكنت ( الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) صوت وطء الأقدام في نقلها إلى المحشر كصوت أخفاف الإبل في مشيها
109. ( يومئذ لا تنفع الشفاعة ) أحدا ( إلا من أذن له الرحمن ) أن يشفع له ( ورضي له قولا ) بأن يقول لا إله إلا الله
110. ( يعلم ما بين أيديهم ) من أمور الآخرة ( وما خلفهم ) من امور الدنيا ( ولا يحيطون به علما ) لا يعلمون ذلك
111. ( وعنت الوجوه ) خضعت ( للحي القيوم ) أي الله ( وقد خاب ) خسر ( من حمل ظلما ) أي شركا
112. ( ومن يعمل من الصالحات ) الطاعات ( وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ) بزيادة في سيآته ( ولا هضما ) بنقص من حسناته
113. ( وكذلك ) معطوف على كذلك نقص أي مثل إنزال ما ذكر ( أنزلناه ) أي القرآن ( قرآنا عربيا وصرفنا ) كررنا ( فيه من الوعيد لعلهم يتقون ) الشرك ( أو يحدث ) القرآن ( لهم ذكرا ) بهلاك من تقدمهم من الأمم فيعتبروا
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

114. ( فتعالى الله الملك الحق ) عما يقول المشركون ( ولا تعجل بالقرآن ) أي بقراءته ( من قبل أن يقضى إليك وحيه ) أي يفرغ جبريل من إبلاغه ( وقل رب زدني علما ) أي بالقرآن فكلما انزل عليه شيء منه زاد به علمه
115. ( ولقد عهدنا إلى آدم ) ووصيناه أن لا يأكل من الشجرة ( من قبل ) أي قبل أكله منها ( فنسي ) ترك عهدنا ( ولم نجد له عزما ) حزما وصبرا عما منعناه عنه
116. ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ) وهو أبو الجن كان يصحب الملائكة ويعبد الله معهم ( أبى ) عن السجود لآدم فقال أنا خير منه
117. ( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ) حواء بالمد ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) تتعب بالحرث والزرع والحصد والطحن والخبز وغير ذلك واقتصر على شقائه لأن الرجل يسعى على زوجته
118. ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى )
119. ( وأنك ) بفتح الهمزة وكسرها عطف على اسم إن وجملتها ( لا تظمأ فيها ) تعطش ( ولا تضحى ) لا يحصل لك حر شمس الضحى لانتقاء شمس الضحى في الجنة
120. ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ) أي التي يخلد من يأكل منها ( وملك لا يبلى ) لا يفنى وهو لازم الخلد
121. ( فأكلا ) أي آدم وحواء ( منها فبدت لهما سوآتهما ) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منهما سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه ( وطفقا يخصفان ) أخذا يلزقان ( عليهما من ورق الجنة ) ليستترا به ( وعصى آدم ربه فغوى ) بالأكل من الشجرة
122. ( ثم اجتباه ربه ) قربه ( فتاب عليه ) قبل توبته ( وهدى ) أي هداه إلى المداومة على التوبة
123. ( قال اهبطا ) أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما ( منها ) من الجنة ( جميعا بعضكم ) بعض الذرية ( لبعض عدو ) من ظلم بعضهم بعضا ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي ) أي القرآن ( فلا يضل ) في الدنيا ( ولا يشقى ) في الآخرة
124. ( ومن أعرض عن ذكري ) أي القرآن فلم يؤمن به ( فإن له معيشة ضنكا ) بالتنوين مصدر بمعنى ضيقة وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره ( ونحشره ) أي المعرض عن القرآن ( يوم القيامة أعمى ) أعمى البصر
125. ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ) في الدنيا وعند البعث​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

126. ( قال ) الأمر ( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) تركتها ولم تؤمن بها ( وكذلك ) مثل نسيانك آياتنا ( اليوم تنسى ) تترك في النار
127. ( وكذلك ) ومثل جزائنا من أعرض عن القرآن ( نجزي من أسرف ) أشرك ( ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد ) من عذاب الدنيا وعذاب القبر ( وأبقى ) أدوم
128. ( أفلم يهد ) يتبين ( لهم ) لكفار مكة ( كم ) خبرية مفعول ( أهلكنا ) أي كثيرا إهلاكنا ( قبلهم من القرون ) أي الأمم الماضية لتكذيب الرسل ( يمشون ) حال من ضمير لهم ( في مساكنهم ) في سفرهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا وما ذكر من أخذ إهلاك من فعله الخالي عن حرف مصدري لرعاية المعنى لا مانع منه ( إن في ذلك لآيات ) لعبرا ( لأولي النهى ) لذوي العقول
129. ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) لتأخير العذاب عنهم إلى الآخرة ( لكان ) الإهلاك ( لزاما ) لازما لهم في الدنيا ( وأجل مسمى ) مضروب لهم معطوف على الضمير المستتر في كان وقام الفصل بخبرها مقام التأكيد
130. ( فاصبر على ما يقولون ) منسوخ بآية القتال ( وسبح ) صل ( بحمد ربك ) حال أي ملتبسا به ( قبل طلوع الشمس ) صلاة الصبح ( وقبل غروبها ) صلاة العصر ( ومن آناء الليل ) ساعاته ( فسبح ) صل المغرب والعشاء ( وأطراف النهار ) عطف على محل من آناء المنصوب أي صل الظهر لأن وقتها يدخل بزوال الشمس فهو طرف النصف الأول وطرف النصف الثاني ( لعلك ترضى ) بما تعطى من الثواب
131. ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا ) أصنافا ( منهم زهرة الحياة الدنيا ) زينتها وبهجتها ( لنفتنهم فيه ) بأن يطغوا ( ورزق ربك ) في الجنة ( خير ) مما أوتوه في الدنيا ( وأبقى ) أدوم
132. ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر ) اصبر ( عليها لا نسألك ) نكلفك ( رزقا ) لنفسك ولا لغيرك ( نحن نرزقك والعاقبة ) الجنة ( للتقوى ) لأهلها
133. ( وقالوا ) أي المشركون ( لولا ) هلا ( يأتينا ) محمد ( بآية من ربه ) مما يقترحونه ( أولم تأتهم بينة ) بالتاء والياء ( ما ) بيان ( في الصحف الأولى ولو ) المشتمل عليه القرآن من أنباء الأمم الماضية وإهلاكهم بتكذيب الرسل
134. ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله ) قبل محمد الرسول ( لقالوا ) يوم القيامة ( ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( من قبل أن نذل ) في القيامة ( ونخزى ) في جهنم
135. ( قل ) لهم ( كل ) منا ومنكم ( متربص ) منتظر ما يؤول إليه الأمر ( فتربصوا فستعلمون ) في القيامة ( من أصحاب الصراط ) الطريق ( السوي ) المستقيم ( ومن اهتدى ) من الضلالة أنحن أم أنتم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين


21. سورة الأنبياء



1. ( اقترب ) قرب ( للناس ) أهل مكة منكري البعث ( حسابهم ) يوم القيامة ( وهم في غفلة ) عنه ( معرضون ) عن التأهب له بالإيمان
2. ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) شيئا فشيئا أي لفظ القرآن ( إلا استمعوه وهم يلعبون ) يستهزئون
3. ( لاهية ) غافلة ( قلوبهم ) عن معناه ( وأسروا النجوى ) أي الكلام ( الذين ظلموا ) بدل من واو وأسروا النجوى ( هل هذا ) أي محمد ( إلا بشر مثلكم ) فما يأتي به سحر ( أفتأتون السحر ) تتبعونه ( وأنتم تبصرون ) تعلمون أنه سحر
4. ( قال ) لهم ( ربي يعلم القول ) كائنا ( في السماء والأرض وهو السميع ) لما أسروه ( العليم ) به
5. ( بل ) للانتقال من غرض إلى آخر في المواضع الثلاثة ( قالوا ) فيما أتى به من القرآن هو ( أضغاث أحلام ) أخلاط رآها في النوم ( بل افتراه ) اختلقه ( بل هو شاعر ) فما أتى به شعر ( فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) كالناقة والعصا واليد
6. ( ما آمنت قبلهم من قرية ) أي أهلها ( أهلكناها ) بتكذيبها ما أتاها من الآيات ( أفهم يؤمنون ) لا
7. ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي ) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء ( إليهم ) لا ملائكة ( فاسألوا أهل الذكر ) العلماء بالتوراة والإنجيل ( إن كنتم لا تعلمون ) ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد
8. ( وما جعلناهم ) الرسل ( جسدا ) بمعنى أجسادا ( لا يأكلون الطعام ) بل يأكلونه ( وما كانوا خالدين ) في الدنيا
9. ( ثم صدقناهم الوعد ) بإنجائهم ( فأنجيناهم ومن نشاء ) أي المصدقين لهم ( وأهلكنا المسرفين ) المكذبين لهم
10. ( لقد أنزلنا إليكم ) يا معشر قريش ( كتابا فيه ذكركم ) لأنه بلغتكم ( أفلا تعقلون ) فتؤمنوا به
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

11. ( وكم قصمنا ) أهلكنا ( من قرية ) أي أهلها ( كانت ظالمة ) كافرة ( وأنشأنا بعدها قوما آخرين )
12. ( فلما أحسوا بأسنا ) أي شعر أهل القرية بالإهلاك ( إذا هم منها يركضون ) يهربون مسرعين
13. فقالت لهم الملائكة استهزاء ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم ) نعمتم ( فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ) شيئا من دنياكم على العادة
14. ( قالوا يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا ( إنا كنا ظالمين ) بالكفر
15. ( فما زالت تلك ) الكلمات ( دعواهم ) يدعون بها ويرددونها ( حتى جعلناهم حصيدا ) أي كالزرع المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف ( خامدين ) ميتين كخمود النار إذا طفئت
16. ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) عابثين بل دالين على قدرتنا ونافعين عبادنا
17. ( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) ما يلهى به من زوجة أو ولد ( لاتخذناه من لدنا ) من عندنا من الحور العين والملائكة ( إن كنا فاعلين ) ذلك لكنا لم نفعله فلم نرده
18. ( بل نقذف ) نرمي ( بالحق ) الإيمان ( على الباطل ) الكفر ( فيدمغه ) يذهبه ( فإذا هو زاهق ) ذاهب ودمغه في الأصل أصاب دماغه بالضرب وهو مقتل ( ولكم ) يا كفار مكة ( الويل ) العذاب الشديد ( مما تصفون ) الله به من الزوجة أو الولد
19. ( وله ) تعالى ( من في السماوات والأرض ) ملكا ( ومن عنده ) أي الملائكة مبتدأ خبره ( لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ) لا يعيون
20. ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) عنه فهو منهم كالنفس منا لا يشغلنا عنه شاغل
21. ( أم ) بمعنى بل للانتقال والهمزة للانكار ( اتخذوا آلهة ) كائنة ( من الأرض ) كحجر وذهب وفضة ( هم ) أي الآلهة ( ينشرون ) أي يحيون الموتى لا ولا يكون إلها إلا من يحي الموتى
22. ( لو كان فيهما ) أي السموات والأرض ( آلهة إلا الله ) أي غيره ( لفسدتا ) خرجتا عن نظامهما المشاهد لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشيء وعدم الاتفاق عليه ( فسبحان ) تنزيه ( الله رب ) خالق ( العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) الكفار الله به من الشريك له وغيره
23. ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) عن أفعالهم
24. ( أم اتخذوا من دونه ) تعالى أي سواه ( آلهة ) فيه استفهام توبيخ ( قل هاتوا برهانكم ) على ذلك ولا سبيل إليه ( هذا ذكر من معي ) امتي وهو القرآن ( وذكر من قبلي ) من الأمم وهو التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله ليس في واحد منها أن مع الله إلها مما قالوا تعالى عن ذلك ( بل أكثرهم لا يعلمون الحق ) أي توحيد الله ( فهم معرضون ) عن النظر الموصل إليه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

25. ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي ) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء ( إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) أي وحدوني
26. ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) من الملائكة ( سبحانه بل ) هم ( عباد مكرمون ) عنده والعبودية تنافي الولادة
27. ( لا يسبقونه بالقول ) لا يأتون بقولهم إلا بعد قوله ( وهم بأمره يعملون ) أي بعده
28. ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) أي ما عملوا وما هم عاملون ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) تعالى أن يشفع له ( وهم من خشيته ) تعالى ( مشفقون ) خائفون
29. ( ومن يقل منهم إني إله من دونه ) الله أي غيره وهو إبليس دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعتها ( فذلك نجزيه جهنم كذلك ) كما نجزيه ( نجزي الظالمين ) أي المشركين
30. ( أولم ير ) بواو وتركها ( الذين ) يعلم ( كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ) أي سدا بمعنى مسدودة ( وجعلنا ) جعلنا السماء سبعا والأرض سبعا أو فتق السماء أن كانت لا تمطر فأمطرت وفتق الأرض أن كانت لا تنبت فأنبتت ( من الماء كل ) النازل من السماء والنابع من الأرض ( شيء حي أفلا ) من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته ( يؤمنون وجعلنا ) بتوحيدي
31. ( وجعلنا في الأرض رواسي ) جبالا ثوابت ( أن ) لا ( تميد ) تتحرك ( بهم وجعلنا فيها ) أي الرواسي ( فجاجا ) مسالك ( سبلا ) بدل طرفا نافذة واسعة ( لعلهم يهتدون ) إلى مقاصدهم في الأسفار
32. ( وجعلنا السماء سقفا ) للأرض كالسقف للبيت ( محفوظا ) عن الوقوع ( وهم عن آياتها ) من الشمس والقمر والنجوم ( معرضون ) لا يتفكرون فيها فيعلمون أن خالقها لا شريك له
33. ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ) تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر وتابعه وهو النجوم ( في فلك ) أي مستدير كالطاحونة في السماء ( يسبحون ) يسيرون بسرعة كالسابح في الماء وللتشبيه به أتى بضمير جمع من يعقل
34. ونزل لما قال الكفار إن محمدا سيموت ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) أي البقاء ( أفئن مت فهم الخالدون ) فيهالا فالجملة الأخيرة محل الاستفهام الإنكاري
35. ( كل نفس ذائقة الموت ) في الدنيا ( ونبلوكم ) نختبركم ( بالشر والخير ) كفقر وغنى وسقم وصحة ( فتنة ) مفعول له أي لننظر أتصبرون وتشكرون أم لا ( وإلينا ترجعون ) فنجازيكم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

36. ( وإذا رآك الذين كفروا إن ) ما ( يتخذونك إلا هزوا ) أي مهزوءا به يقولون ( أهذا الذي يذكر آلهتكم ) أي يعيبها ( وهم بذكر الرحمن ) لهم ( هم ) تأكيد ( كافرون ) به إذ قالوا ما نعرفه
37. ونزل في استعجالهم العذاب ( خلق الإنسان من عجل ) أي أنه لكثرة عجله في أحواله كأنه خلق منه ( سأريكم آياتي ) مواعيدي بالعذاب ( فلا تستعجلون ) فيه فأراهم القتل ببدر
38. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالقيامة ( إن كنتم صادقين ) فيه
39. ( لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون ) يدفعون ( عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ) يمنعون منها في القيامة وجواب لو ما قالوا ذلك
40. ( بل تأتيهم ) القيامة ( بغتة فتبهتهم ) تحيرهم ( فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ) يمهلون لتوبة أو معذرة
41. ( ولقد استهزئ برسل من قبلك ) فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( فحاق ) نزل ( بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ) وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك
42. ( قل ) لهم ( من يكلؤكم ) يحفظكم ( بالليل والنهار من الرحمن ) من عذابه إن نزل بكم أي لا أحد يفعل ذلك والمخاطبون لا يخافون عذاب الله لإنكارهم له ( بل هم عن ذكر ربهم ) أي القرآن ( معرضون ) لا يتفكرون فيه
43. ( أم ) فيها معنى الهمزة للانكار أي أ ( لهم آلهة تمنعهم ) مما يسوؤهم ( من دوننا ) أي ألهم من يمنعهم منه غيرنا لا ( لا يستطيعون ) أي الآلهة ( نصر أنفسهم ) فلا ينصرونهم ( ولا هم ) أي الكفار ( منا ) من عذابنا ( يصحبون ) يجارون يقال صحبك الله أي حفظ وأجارك
44. ( بل متعنا هؤلاء وآباءهم ) بما أنعمنا عليهم ( حتى طال عليهم العمر ) فاعتروا بذلك ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ) نقصد أرضهم ( ننقصها من أطرافها ) بالفتح على النبي ( أفهم الغالبون ) لا بل النبي وأصحابه​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

45. ( قل ) لهم ( إنما أنذركم بالوحي ) من الله لا من قبل نفسي ( ولا يسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ما ينذرون ) هم لتركهم العمل بما سمعوه من الإنذار كالصم
46. ( ولئن مستهم نفحة ) وقعة خفيفة ( من عذاب ربك ليقولن يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا ( إنا كنا ظالمين ) بالإشراك وتكذيب محمد
47. ( ونضع الموازين القسط ) ذوات العدل ( ليوم القيامة ) أي فيه ( فلا تظلم نفس شيئا ) من نقص حسنة أو زيادة سيئة ( وإن كان ) العمل ( مثقال ) زنة ( حبة من خردل أتينا بها ) بموزونها ( وكفى بنا حاسبين ) محصين كل شيء
48. ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ) أي التوراة الفارقة بين الحق والباطل والحلال والحرام ( وضياء ) بها ( وذكرا ) عظة بها ( للمتقين )
49. ( الذين يخشون ربهم بالغيب ) عن الناس أي في الخلاء عنهم ( وهم من الساعة ) أي أهوالها ( مشفقون ) خائفون
50. ( وهذا ) أي القرآن ( ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ) الاستفهام فيه للتوبيخ
51. ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل ) أي هداه قبل بلوغه ( وكنا به عالمين ) أي بأنه أهل لذلك
52. ( إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل ) الأصنام ( التي أنتم لها عاكفون ) أي على عبادتها مقيمون
53. ( قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ) فاقتدينا بهم
54. ( قال ) لهم ( لقد كنتم أنتم وآباؤكم ) بعبادتها ( في ضلال مبين ) بين
55. ( قالوا أجئتنا بالحق ) في قولك هذا ( أم أنت من اللاعبين ) فيه
56. ( قال بل ربكم ) المستحق للعبادة ( رب ) مالك ( السماوات والأرض الذي فطرهن ) خلقهن على غير مثال سبق ( وأنا على ذلكم ) الذي قلته ( من الشاهدين ) به
57. ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

58. ( فجعلهم ) بعد ذهابهم إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم ( جذاذا ) بضم الجيم وكسرها فتاتا بفأس ( إلا كبيرا لهم ) علق الفأس في عنقه ( لعلهم إليه ) أي إلى الكبير ( يرجعون ) فيروا ما فعل بغيره
59. ( قالوا ) بعد رجوعهم ورؤيتهم ما فعل ( من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ) فيه
60. ( قالوا ) أي بعضهم لبعض ( سمعنا فتى يذكرهم ) أي يعيبهم ( يقال له إبراهيم )
61. ( قالوا فأتوا به على أعين الناس ) أي ظاهرا ( لعلهم يشهدون ) عليه أنه الفاعل
62. ( قالوا ) بعد إتيانه ( أأنت ) بتحقيق الهمزتينن وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم )
63. ( قال ) ساكتا عن فعله ( بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ) عن فاعله ( إن كانوا ينطقون ) فيه تقديم جواب الشرط وفيما قبله تعريض لهم بأن الصنم المعلوم عجزه عن الفعل لا يكون إلاها
64. ( فرجعوا إلى أنفسهم ) بالتفكر ( فقالوا ) لأنفسهم ( إنكم أنتم الظالمون ) أي بعبادتكم من لا ينطق
65. ( ثم نكسوا ) من الله ( على رؤوسهم ) أي ردوا إلى كفرهم وقالوا والله ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ) أي فكيف تأمرنا بسؤالهم
66. ( قال أفتعبدون من دون الله ) أي بدله ( ما لا ينفعكم شيئا ) من رزق وغيره ( ولا يضركم ) شيئا إذا لم تعبدوه
67. ( أف ) بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتنا وقبحا ( لكم ولما تعبدون من دون الله ) أي غيره ( أفلا تعقلون ) أن هذه الأصنام لا تستحق العبادة ولا تصلح لها وإنما يستحقها الله تعالى
68. ( قالوا حرقوه ) أي إبراهيم ( وانصروا آلهتكم ) أي بتحريقه ( إن كنتم فاعلين ) نصرتها فجمعوا له الحطب الكثير وأضرموا النار في جميعه وأوثقوا إبراهيم وجعلوه في منجنيق ورموه في النار
69. ( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) فلم تحرق منه غير وثاقه وذهبت حرارتها وبقيت إضاءتها وبقوله وسلاما سلم من الموت ببردها
70. ( وأرادوا به كيدا ) وهو التحريق ( فجعلناهم الأخسرين ) في مرادهم
71. ( ونجيناه ولوطا ) ابن أخيه هاران من العراق ( إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) بكثرة الأنهار والأشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم
72. ( ووهبنا له ) أي لإبراهيم وكان سأل ولدا كما ذكر في الصافات ( إسحاق ويعقوب نافلة ) أي زيادة على المسئول أو هو ولد الولد ( وكلا ) أي هو وولداه ( جعلنا صالحين ) أنبياء
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

73. ( وجعلناهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير ( يهدون ) الناس ( بأمرنا ) إلى ديننا ( وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) أي أن تفعل وتقام وتؤتى منهم ومن أتباعهم وحذف هاء إقامة تخفيف ( وكانوا لنا عابدين )
74. ( ولوطا آتيناه حكما ) فصلا بين الخصوم ( وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل ) أي أهلها الأعمال ( الخبائث ) من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور وغير ذلك ( إنهم كانوا قوم سوء ) مصدر ساءه نقيض سره ( فاسقين )
75. ( وأدخلناه في رحمتنا ) بأن أنجيناه من قومه ( إنه من الصالحين )
76. واذكر ( ونوحا ) وما بعده بدل منه ( إذ نادى ) دعا على قومه بقوله رب لا تذر الخ ( من قبل ) أي قبل إبراهيم ولوط ( فاستجبنا له فنجيناه وأهله ) الذين في سفينته ( من الكرب العظيم ) أي الغرق وتكذيب قومه له
77. ( ونصرناه ) منعناه ( من القوم الذين كذبوا بآياتنا ) الدالة على رسالته أن لا يصلوا إليه بسوء ( إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين )
78. واذكر ( وداود وسليمان ) أي قصتهما ويبدل منهما ( إذ يحكمان في الحرث ) هو زرع أو كرم ( إذ نفشت فيه غنم القوم ) أي رعته ليلا بلا راع بأن انفلتت ( وكنا لحكمهم شاهدين ) فيه استعمال ضمير الجمع لاثنين قال داوود لصاحب الحرث رقاب الغنم وقال سليمان ينتفع بدرها ونسلها وصوفهاالى أن يعود الحرث كما كان بإصلاح صاحبها فيردها إليه
79. ( ففهمناها ) أي الحكومة ( سليمان ) وحكمهما باجتهاد ورجع داود إلى سليمان وقيل بوحي والثاني ناسخ للأول ( وكلا ) منهما ( آتينا ) ـه ( حكما ) نبوة ( وعلما ) بامور الدين ( وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير ) كذلك سخر للتسبيح معه لأمره به إذا وجد فترة لينشط له ( وكنا فاعلين ) تسخير تسبيحهما معه وإن كان عجبا عندكم أي مجاوبته للسيد دود
80. ( وعلمناه صنعة لبوس ) وهي الدرع لأنها تلبس وهو أول من صنعها وكان قبلها صفائح ( لكم ) في جملة الناس ( لتحصنكم ) بالنون لله وبالتحتانية لداود وبالفوقانية للبوس ( من بأسكم ) حربكم مع أعدائكم ( فهل أنتم ) يا أهل مكة ( شاكرون ) نعمتي بتصديق الرسول اشكروني بذلك
81. وسخرنا ( ولسليمان الريح عاصفة ) وفي آية أخرى رخاء أي شديدة الهبوب وخفيفته بحسب إرادته ( تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ) وهي الشام ( وكنا بكل شيء عالمين ) من ذلك علم الله تعالى بأن ما يعطيه سليمان يدعوه للخضوع لربه ففعله تعالى على مقتضى علمه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

82. وسخرنا ( ومن الشياطين من يغوصون له ) يدخلون في البحر فيخرجون منه الجواهر لسليمان ( ويعملون عملا دون ذلك ) أي سوى الغوص من البناء وغيره ( وكنا لهم حافظين ) من أن يفسدوا ما عملوا لأنهم كانوا إذا فرغوا من عمل قبل الليل أفسدوه إن لم يشتغلوا بغيره
83. واذكر ( وأيوب ) ويبدل منه ( إذ نادى ربه ) لما ابتلي بفقد جميع ماله وولده وتمزيق جسده وهجر جميع الناس له إلا زوجته سنين ثلاثا أو سبعا أو ثماني عشرة وضيق عيشه ( أني ) بفتح الهمزة بتقدير الباء ( مسني الضر ) أي الشدة ( وأنت أرحم الراحمين )
84. ( فاستجبنا له ) نداءه ( فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ) أولاده الذكور والإناث بأن احيوا له وكل من الصنفين ثلاث أو سبع ( ومثلهم معهم ) من زوجته وزيد في شبابها وكان له أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين أفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض ( رحمة ) مفعول له ( من عندنا ) صفة ( وذكرى للعابدين ) ليصبروا فيثابوا
85. واذكر ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ) على طاعة الله وعن معاصيه
86. ( وأدخلناهم في رحمتنا ) من النبوة ( إنهم من الصالحين ) لها وسمي ذا الكفل لأنه تكفل بصيام جميع نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس ولا يغضب فوفى بذلك وقيل لم يكن نبيا
87. واذكر ( وذا النون ) صاحب الحوت وهو يونس بن متى ويبدل منه ( إذ ذهب مغاضبا ) لقومه أي غضبان عليهم مما قاسى منهم ولم يؤذن له في ذلك ( فظن أن لن نقدر عليه ) أي نقضي عليه ما قضيناه من حبسه في بطن الحوت أو نضيق عيه بذلك ( فنادى في الظلمات ) ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ( أن ) أي بأن ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) في ذهابي من بين قومي بلا إذن
88. ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم ) بتلك الكلمات ( وكذلك ) كما نجيناه ( ننجي المؤمنين ) من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين
89. واذكر ( وزكريا ) ويبدل منه ( إذ نادى ربه ) بقوله ( رب لا تذرني فردا ) أي بلا ولد يرثني ( وأنت خير الوارثين ) الباقي بعد فناء خلقك
90. ( فاستجبنا له ) نداءه ( ووهبنا له يحيى ) ولدا ( وأصلحنا له زوجه ) فأتت بالولد بعد عقمها ( إنهم ) أي من ذكر الأنبياء ( كانوا يسارعون ) يبادرون ( في الخيرات ) الطاعات ( ويدعوننا رغبا ) في رحمتنا ( ورهبا ) من عذابنا ( وكانوا لنا خاشعين ) متواضعين في عبادنهم​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

91. واذكر مريم ( والتي أحصنت فرجها ) حفظته من أن ينال ( فنفخنا فيها من روحنا ) أي جبريل حيث نفخ في جييب درعها فحملت بعيسى ( وجعلناها وابنها آية للعالمين ) الإنس والجن والملائكة حيث ولدته من غير فحل
92. ( إن هذه ) أي ملة الإسلام ( أمتكم ) دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها ( أمة واحدة ) حال لازمة ( وأنا ربكم فاعبدون ) وحدون
93. ( وتقطعوا ) أي بعض المخاطبين ( أمرهم بينهم ) أي تفرقوا أمر دينهم متخالفين فيه وهم طوائف اليهود والنصارى ( كل إلينا راجعون ) أي فنجازيه بعمله
94. ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران ) أي لاجحود ( لسعيه وإنا له كاتبون ) بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجازيه عليه
95. ( وحرام على قرية أهلكناها ) اريد أهلها ( أنهم لا ) زائدة ( يرجعون ) أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا
96. ( حتى ) غاية لامتناع رجوعهم ( إذا فتحت ) بالتخفيف والتشديد ( يأجوج ومأجوج ) بالهمز وتركه اسمان أعجميان لقبيلتين ويقدر قبله مضاف أي سدهما وذلك قرب القيامة ( وهم من كل حدب ) مرتفع من الأرض ( ينسلون ) يسرعون
97. ( واقترب الوعد الحق ) أي يوم القيامة ( فإذا هي ) أي القصة ( شاخصة أبصار الذين كفروا ) في ذلك اليوم لشدته يقولون ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا ( قد كنا ) في الدنيا ( في غفلة من هذا ) اليوم ( بل كنا ظالمين ) أنفسنا بتكذيبنا الرسل
98. ( إنكم ) يا أهل مكة ( وما تعبدون من دون الله ) أي غيره من الأوثان ( حصب جهنم ) وقودها ( أنتم لها واردون ) داخلون فيها
99. ( لو كان هؤلاء ) الأوثان ( آلهة ) كما زعمتم ( ما وردوها ) دخلوها ( وكل ) من العابدين والمعبودين ( فيها خالدون )
100. ( لهم ) للعابدين ( فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ) شيئا لشدة غليانها ونزل لما قال ابن الزبعري عبد العزيز والمسيح والملائكة فهم في النار على مقتضى ما تقدم
101. ( إن الذين سبقت لهم منا ) المنزلة ( الحسنى ) ومنهم من ذكر ( أولئك عنها مبعدون )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

102. ( لا يسمعون حسيسها ) صوتها ( وهم في ما اشتهت ) من النعيم ( أنفسهم )
103. ( لا يحزنهم الفزع الأكبر ) وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار ( وتتلقاهم ) تستقبلهم ( الملائكة ) عند خروجهم من القبور يقولون لهم ( هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) في الدنيا
104. ( يوم ) منصوب باذكر مقدرا قبله ( نطوي السماء كطي السجل ) اسم ملك ( للكتب ) صحيفة ابن آدم عند موته واللام زائدة أو السجل الصحيفة والكتتتاب بمعنى مكتوب واللام بمعنى على وفي قراءة للكتب جمعا ( كما بدأنا أول خلق ) من عدم ( نعيده ) بعد إعدامه فالكاف متعلقة بنعيد وضميره عائد إلى أول وما مصدرية ( وعدا علينا ) منصوب بوعدنا مقدرا قبله وهو مؤكد لمضمون ما قبله ( إنا كنا فاعلين ) ما وعدنا
105. ( ولقد كتبنا في الزبور ) بمعنى الكتاب أي كتب الله المنزلة ( من بعد الذكر ) بمعنى أم الكتاب الذي عند الله ( أن الأرض ) أرض الجنة ( يرثها عبادي الصالحون ) عام في كل صالح
106. ( إن في هذا ) القرآن ( لبلاغا ) كفاية في دخول الجنة ( لقوم عابدين ) عاملين به
107. ( وما أرسلناك ) يامحمد ( إلا رحمة ) أي للرحمة ( للعالمين ) الإنس والجن بك
108. ( قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) أي ما يوحى إلي في أمر الإله إلا وحدانيته ( فهل أنتم مسلمون ) منقادون لما يوحى إلي من وحدانية الإله والاستفهام بمعنى الأمر
109. ( فإن تولوا ) عن ذلك ( فقل آذنتكم ) بالحرب ( على سواء ) حال من الفاعل والمفعول أي مستوين في علمه لا أستبد به دونكم لتتأهبوا ( وإن ) ما ( أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ) من العذاب أو القيامة المشتملة عليه وإنما يعلمه الله
110. ( إنه ) تعالى ( يعلم الجهر من القول ) والفعل منكم ومن غيركم ( ويعلم ما تكتمون ) أنتم وغيركم من السر
111. ( وإن ) ما ( أدري لعله ) أي ما أعلمتكم به ولم يعلم وقته ( فتنة ) اختبار ( لكم ) ليرى كيف صنعكم ( ومتاع ) تمتع ( إلى حين ) أي انقضاء آجالكم وهذا مقابل للأول المترجى بلعل وليس الثاني محلا للترجي
112. ( قال ) وفي قراءة قال ( رب احكم ) بيني وبين مكذبي ( بالحق ) بالعذاب لهم أو النصر عليهم فعذبوا ببدر وأحد وحنين والأحزاب والخندق ونصر عليهم ( وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ) من كذبكم على الله في قولكم اتخذ ولدا وعلي في قولكم ساحر وعلى القرآن في قولكم شعر​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين


22. سورة الحج
1. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة وغيرهم ( اتقوا ربكم ) أي عقابه بأن تطيعوه ( إن زلزلة الساعة ) أي الحركة الشديدة للأرض التي يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها الذي هو قرب الساعة ( شيء عظيم ) في إزعاج الناس الذي هو نوع من العقاب
2. ( يوم ترونها تذهل ) بسببها ( كل مرضعة ) بالفعل ( عما أرضعت ) أي تنساه ( وتضع كل ذات حمل ) أي حبلى ( حملها وترى الناس سكارى ) من شدة الخوف ( وما هم بسكارى ) من الشراب ( ولكن عذاب الله شديد ) فهم يخافونه
3. ونزل في النضر بن الحارث وجماعته ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ) قالوا الملائكة بنات الله والقرآن أساطير الأولين وأنكروا البعث وإحياء من صار ترابا ( ويتبع ) في جداله ( كل شيطان مريد ) أي متمرد
4. ( كتب عليه ) قضي على الشيطان ( أنه من تولاه ) أي اتبعه ( فأنه يضله ويهديه ) يدعوه ( إلى عذاب السعير ) أي النار
5. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( إن كنتم في ريب ) شك ( من البعث فإنا خلقناكم ) أي أصلكم آدم ( من تراب ثم ) خلقنا ذريته ( من نطفة ) مني ( ثم من علقة ) وهي الدم الجامد ( ثم من مضغة ) وهي لحمة قدر ما يمضغ ( مخلقة ) مصورة تامة الخلق ( وغير مخلقة ) أي غير تامة الخلقة ( لنبين لكم ) كمال قدرتنا لتستدلوا بها في ابتداء الخلق على إعادته ( ونقر ) مستأنف ( في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) وقت خروجه ( ثم نخرجكم ) من بطون أمهاتكم ( طفلا ) بمعنى أطفالا ( ثم ) نعمركم ( لتبلغوا أشدكم ) أي الكمال والقوة وهو بين الثلاثين إلى الأربعين سنة ( ومنكم من يتوفى ) يموت قبل بلوغ الأشد ( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) أخسه من الهرم والخرف ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) قال عكرمة من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة ( وترى الأرض هامدة ) يابسة ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ) تحركت ( وربت ) ارتفعت وزادت ( وأنبتت من ) زائدة ( كل زوج ) صنف ( بهيج ) حسن​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

6. ( ذلك ) المذكور من بدء خلق الإنسان الى آخر إحياء الأرض ( بأن ) بسبب أن ( الله هو الحق ) الثابت الدائم ( وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير )
7. ( وأن الساعة آتية لا ريب ) شك ( فيها وأن الله يبعث من في القبور ) ونزل في أبي جهل
8. ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ) معه ( ولا كتاب منير ) له نور معه
9. ( ثاني عطفه ) حال أي لاوي عنقه تكبرا عن الإيمان والعطف الجانب عن يمين أو شمال ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيل الله ) أي دينه ( له في الدنيا خزي ) عذاب فقتل يوم بدر ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) أي الإحراق بالنار ويقال له
10. ( ذلك بما قدمت يداك ) أي قدمته عبر عنه بهما دون غيرهما لأن أكثر الأفعال تزاول بهما ( وأن الله ليس بظلام ) أي بذي ظلم ( للعبيد ) فيعذبهم بغير ذنب
11. ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أي شك في عبادته شبه بالحال على حرف جبل في عدم ثباته ( فإن أصابه خير ) صحة وسلامة في نفسه وماله ( اطمأن به وإن أصابته فتنة ) محنة وسقم في نفسه وماله ( انقلب على وجهه ) أي رجع إلى الكفر ( خسر الدنيا ) بفوات ما أمله منها ( والآخرة ) بالكفر ( ذلك هو الخسران المبين ) البين
12. ( يدعو ) يعبد ( من دون الله ) من الصنم ( ما لا يضره ) إن لم يعبده ( وما لا ينفعه ) إن عبده ( ذلك ) الدعاء ( هو الضلال البعيد ) عن الحق
13. ( يدعو لمن ) اللام زائدة ( ضره ) بعبادته ( أقرب من نفعه ) إن نفع بتخيله ( لبئس المولى ) هو أي الناصر ( ولبئس العشير ) الصاحب هو وعقب ذكر الشاك بالخسران بذكر المؤمنين بالثواب في
14. ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) من الفروض والنوافل ( جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد ) من إكرام من يطيعه وإهانة من يعصيه
15. ( من كان يظن أن لن ينصره الله ) أي محمدا نبيه ( في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب ) بحبل ( إلى السماء ) أي سقف بيته يشده فيه وفي عنقه ( ثم ليقطع ) أي ليختنق به بأن يقطع نفسه من الأرض كما في الصحاح ( فلينظر هل يذهبن كيده ) في عدم نصره النبي ( ما يغيظ ) منها المعنى فليختنق غيظا منها فلا بد منها​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

16. ( وكذلك ) أي مثل إنزالنا الآية السابقة ( أنزلناه ) أي القرآن الباقي ( آيات بينات ) ظاهرات حال ( وأن الله يهدي من يريد ) هداه معطوف على هاء أنزلناه
17. ( إن الذين آمنوا والذين هادوا ) هم اليهود ( والصابئين ) طائفة منهم ( والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ) بإدخال المؤمنين الجنة وإدخال غيرهم النار ( إن الله على كل شيء ) من عملهم ( شهيد ) عالم به علم مشاهدة
18. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ) أن يخضع له بما يراد منه ( وكثير من الناس ) وهم المؤمنون بزيادة على الخضوع في سجود الصلاة ( وكثير حق عليه العذاب ) وهم الكافرون لأنهم أبوا السجود المتوقف على الإيمان ( ومن يهن الله ) يشقه ( فما له من مكرم ) مسعد ( إن الله يفعل ما يشاء ) من الإهانة والإكرام
19. ( هذان خصمان ) أي المؤمنون خصم والكفار الخمسة خصم وهو يطلق على الواحد والجماعة ( اختصموا في ربهم ) أي في دينه ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ) يلبسونها يعني احيطت بهم النار ( يصب من فوق رؤوسهم الحميم ) الماء البالغ نهاية الحرارة
20. ( يصهر ) يذاب ( به ما في بطونهم ) من شحوم وغيرها تشوى به ( والجلود )
21. ( ولهم مقامع من حديد ) لضرب رؤوسهم
22. ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها ) أي النار ( من غم ) يلحقهم بها ( أعيدوا فيها ) ردوا إليها بالمقامع وقيل لهم ( وذوقوا عذاب الحريق ) أي البالغ نهاية الإحراق
23. وقال في المؤمنين ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ) بالجر أي منهما بأن يرصع اللؤلؤ بالذهب وبالنصب عطفا على محل من أساور ( ولباسهم فيها حرير ) هو المحرم لبسه على الرجال في الدنيا
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى