تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

78. ( قال إنما أوتيته ) أي المال ( على علم عندي ) أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل في التوراة بعد موسى وهرون قال تعالى ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من ) الأمم ( هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا ) للمال أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله ( يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج ) لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب
79. ( فخرج ) قارون ( على قومه في زينته ) باتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ) للتنبيه ( ليت لنا مثل ما أوتي قارون ) في الدنيا ( إنه لذو حظ ) نصيب ( عظيم ) واف فيها
80. ( وقال ) لهم ( الذين أوتوا العلم ) بما وعد الله في الآخرة ( ويلكم ) كلمة زجر ( ثواب الله ) في الآخرة بالجنة ( خير لمن آمن وعمل صالحا ) مما اوتي قارون في الدنيا ( ولا يلقاها ) الجنة المثاب بها ( إلا الصابرون ) على الطاعة وعن المعصية
81. ( فخسفنا به ) بقارون ( وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله ) أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك ( وما كان من المنتصرين ) منه
82. ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ) أي من قريب ( يقولون ويكأن الله يبسط ) يوسع ( الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) يضيق على من يشاء ووي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا والكاف بمعنى اللام ( لولا أن من الله علينا لخسف بنا ) بالبناء للفاعل والمفعول ( ويكأنه لا يفلح الكافرون ) لنعمة الله كفارون
83. ( تلك الدار الآخرة ) الجنة ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ) بالبغي ( ولا فسادا ) بعمل المعاصي ( والعاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) عقاب الله بعمل الطاعات
84. ( من جاء بالحسنة فله خير منها ) ثواب بسببها وهو عشر أمثالها ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) أي مثله
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

85. ( إن الذي فرض عليك القرآن ) أنزله ( لرادك إلى معاد ) إلى مكة وكان قد اشتاقها ( قل ربي أعلم ) بـ ( من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ) نزل جوابا لقول كفار مكة إنك في ضلال أي فهو الجائي بالهدى وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم
86. ( وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب ) القرآن ( إلا ) لكن ألقي إليك ( رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا ) معينا ( للكافرين ) على دينهم الذي دعوك إليه
87. ( ولا يصدنك ) أصله يصدونك حذفت نون الرفع للجازم والواو الفاعل لالتقائها مع النون الساكنة ( عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك ) أي لا نرجع إليهم في ذلك ( وادع ) الناس ( إلى ربك ) بتوحيده وعبادته ( ولا تكونن من المشركين ) بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه
88. ( ولا تدع ) تعبد ( مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه ) إلا إياه ( له الحكم ) القضاء النافذ ( وإليه ترجعون ) بالنشور من قبوركم

29. سورة العنكبوت
1. ( الم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ) أي بقولهم ( آمنا وهم لا يفتنون ) يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون
3. ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) في إيمانهم علم مشاهدة ( وليعلمن الكاذبين ) فيه
4. ( أم حسب الذين يعملون السيئات ) الشرك والمعاصي ( أن يسبقونا ) يفوتونا فلا تنتقم منهم ( ساء ) بئس ( ما ) الذي ( يحكمون ) ـه حكمهم هذا
5. ( من كان يرجوا ) يخاف ( لقاء الله فإن أجل الله ) به ( لآت ) فليستعد له ( وهو السميع ) لأقوال العباد ( العليم ) بألإعالهم
6. ( ومن جاهد ) جهاد حرب أو نفس ( فإنما يجاهد لنفسه ) فإن منفعة جهاده له لا لله ( إن الله لغني عن العالمين ) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

7. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) بعمل الصالحات ( ولنجزينهم أحسن ) بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء ( الذي كانوا يعملون ) وهو الصالحات
8. ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به ) بإشراكه ( علم ) موافقة للواقع فلا مفهوم له ( فلا تطعهما ) في الاشراك ( إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم به
9. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
10. ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس ) أي أذاهم له ( كعذاب الله ) في الخوف منه فيطيعهم فينافق ( ولئن ) لام قسم ( جاء نصر ) للمؤمنين ( من ربك ) فغنموا ( ليقولن ) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( إنا كنا معكم ) في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ( أو ليس الله بأعلم ) أي بعالم ( بما في صدور العالمين ) قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى
11. ( وليعلمن الله الذين آمنوا ) بقلوبهم ( وليعلمن المنافقين ) فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم
12. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) ديننا ( ولنحمل خطاياكم ) في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) في ذلك
13. ( وليحملن أثقالهم ) أوزارهم ( وأثقالا مع أثقالهم ) بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
14. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وعمره أربعون سنة أو أكثر ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه ( فأخذهم الطوفان ) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا ( وهم ظالمون ) مشركون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

15. ( فأنجيناه ) نوحا ( وأصحاب السفينة ) الذين كانوا معه فيها ( وجعلناها آية ) عبرة ( للعالمين ) لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس
16. واذكر ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) خافوا عقابه ( ذلكم خير لكم ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام ( إن كنتم تعلمون ) الخير من غيره
17. ( إنما تعبدون من دون الله ) أي غيره ( أوثانا وتخلقون إفكا ) تقولون كذبا إن الأوثان شركاء الله ( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ) لا يقدرون أن يرزقوكم ( فابتغوا عند الله الرزق ) اطلبوه منه ( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )
18. ( وإن تكذبوا ) أي تكذبوني يا أهل مكة ( فقد كذب أمم من قبلكم ) من قبلي ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه
19. ( أولم يروا كيف ) بالياء والتاء ينظروا ( يبديء الله الخلق ثم ) هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء ( يعيده ) هو ( إن ) الخلق كما بدأهم ( ذلك على ) المذكور من الخلق الأول والثاني ( الله يسير قل ) فكيف ينكرون الثاني
20. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) لمن كان قبلكم وأماتهم ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) مدا وقصرا مع سكون الشين ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه البدء والإعادة
21. ( يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويرحم من يشاء ) رحمته ( وإليه تقلبون ) تردون
22. ( وما أنتم بمعجزين ) ربكم عن إدراككم ( في الأرض ولا في السماء ) لو كنتم فيها أي لاتفوتونه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ) يمنعكم منه ( ولا نصير ) ينصركم من عذابه
23. ( والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) أي القرآن والبعث ( أولئك يئسوا من رحمتي ) جنتي ( وأولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

24. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما ( إن في ذلك ) إنجائه منها ( لآيات ) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير ( لقوم يؤمنون ) يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها
25. ( وقال ) إبراهيم ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ) تعبدونها وما مصدرية ( مودة بينكم ) خبر إن وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها ( في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) يتبرأ القادة من الأتباع ( ويلعن بعضكم بعضا ) يلعن الأتباع القادة ( ومأواكم ) مصيركم جميعا ( النار وما لكم من ناصرين ) منها
26. ( فآمن له ) صدق بإبراهيم ( لوط ) وهو ابن أخيه هاران ( وقال ) إبراهيم ( إني مهاجر ) من قومي ( إلى ربي ) حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام ( إنه هو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
27. ( ووهبنا له ) بعد إسماعيل ( إسحاق ويعقوب ) بعد إسحق ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته ( والكتاب ) بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان ( وآتيناه أجره في الدنيا ) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) الذين لهم الدرجات العلى
28. واذكر ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين ( لتأتون الفاحشة ) أدبار الرجال ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) الإنس والجن
29. ( أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم ( وتأتون في ناديكم ) متحدثكم ( المنكر ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ) في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه
30. ( قال رب انصرني ) بتحقيق قولي في إنزال العذاب ( على القوم المفسدين ) العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

31. ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) قرية لوط ( إن أهلها كانوا ظالمين ) كافرين
32. ( قال ) إبراهيم ( إن فيها لوطا قالوا ) الرسل ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه ) بالتخفيف والتشديد ( وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب
33. ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعا ) لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه ( وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) بالتشديد والتخفيف ( وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين ) ونصب أهلك عطف على محل الكاف
34. ( إنا منزلون ) بالتخفيف والتشديد ( على أهل هذه القرية رجزا ) عذابا ( من السماء بما ) بالفعل الذي ( كانوا يفسقون ) به أي بسبب فسقهم
35. ( ولقد تركنا منها آية بينة ) ظاهرة هي آثار خرابها ( لقوم يعقلون ) يتدبرون
36. أرسلنا ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) اخشوه هو يوم القيامة ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
37. ( فكذبوه فأخذتهم الرجفة ) الزلزاة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
38. أهلكنا ( وعادا وثمود ) بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة ( وقد تبين لكم ) إهلاكهم ( من مساكنهم ) بالحجر واليمن ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) من الكفر والمعاصي ( فصدهم عن السبيل ) سبيل الحق ( وكانوا مستبصرين ) ذوي بصائر
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

39. أهلكنا ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ) من قبل ( موسى بالبينات ) الحجج الظاهرات ( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) فائتين عذابنا
40. ( فكلا ) من المذكورين ( أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط ( ومنهم من أخذته الصيحة ) كثمود ( ومنهم من خسفنا به الأرض ) كقارون ( ومنهم من أغرقنا ) كقوم نوح وفرعون وقومه ( وما كان الله ليظلمهم ) ليعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
41. ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ) أصناما يرجون نفعها ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) لنفسها تأوي إليه ( وإن أوهن ) أضعف ( البيوت لبيت العنكبوت ) لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع عابديها ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما عبدوها
42. ( إن الله يعلم ما ) بمعنى الذي ( يدعون ) يعبدون بالياء والتاء ( من دونه ) غيره ( من شيء وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
43. ( وتلك الأمثال ) في القرآن ( نضربها ) نجعلها ( للناس وما يعقلها ) يفهمها ( إلا العالمون ) المتدبرون
44. ( خلق الله السماوات والأرض بالحق ) محقا ( إن في ذلك لآية ) دلالة على قدرته تعالى ( للمؤمنين ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين
45. ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) القرآن ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ( ولذكر الله أكبر ) من غيره من الطاعات ( والله يعلم ما تصنعون ) فيجازيكم به
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

46. ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي ) أي المجادلة التي ( هي أحسن ) كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه ( إلا الذين ظلموا منهم ) بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ( وقولوا ) لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم ( آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك ( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) مطيعون
47. ( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب ) القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها ( فالذين آتيناهم الكتاب ) التوراة كعبد الله ابن سلام وغيره ( يؤمنون به ) بالقرآن ( ومن هؤلاء ) أهل مكة ( من يؤمن به وما يجحد بآياتنا ) بعد ظهورها ( إلا الكافرون ) اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي محق وجحدوا ذلك
48. ( وما كنت تتلوا من قبله ) القرآن ( من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا ) أي لو كنت قارئا كاتبا ( لارتاب ) شك ( المبطلون ) اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ ولا يكتب
49. ( بل هو ) أي القرآن الذي جئت به ( آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) أي المؤمنون يحفظونه ( وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم
50. ( وقالوا ) أي كفار مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) أي محمد ( آيات من ربه ) وفي قراءة آية كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى ( قل ) لهم ( إنما الآيات عند الله ) ينزلها كيف يشاء ( وإنما أنا نذير مبين ) مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية
51. ( أولم يكفهم أنا ) فيما طلبوا ( أنزلنا عليك الكتاب يتلى ) القرآن ( عليهم إن ) فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات ( في ذلك لرحمة ) الكتاب ( وذكرى لقوم ) عظة ( يؤمنون قل )
52. ( قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا ) بصدقي ( يعلم ما في السماوات والأرض ) ومنه حالي وحالكم ( والذين آمنوا بالباطل ) وهو ما يعبد من دون الله ( وكفروا بالله ) منكم ( أولئك هم الخاسرون ) في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

53. ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى ) له ( لجاءهم العذاب ) عاجلا ( وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ) بوقت إتيانه
54. ( يستعجلونك بالعذاب ) في الدنيا ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )
55. ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ) فيه بالنون نأمر بالقول وبالياء يقول الموكل بالعذاب ( ذوقوا ما كنتم تعملون ) أي جزاءه فلا تفوتونا
56. ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها
57. ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) بالتاء والياء بعد البعث
58. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم ) ننزلهم وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء الإقامة وتعديته إلى غرف بحذف من ( من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين ) مقدرين الخلود ( فيها نعم أجر العاملين ) هذا الأجر
59. هم ( الذين صبروا ) على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين ( وعلى ربهم يتوكلون ) فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
60. ( وكأين ) كم ( من دابة لا تحمل رزقها ) لضعفها ( الله يرزقها وإياكم ) أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة ( وهو السميع ) لأقوالكم ( العليم ) بضمائركم
61. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم ) أي الكفار ( من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك
62. ( الله يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيق ( له ) بعد البسط لمن يشاء ابتلاءه ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه محل البسط والضيق
63. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله ) فكيف يشركون به ( قل ) لهم ( الحمد لله ) على ثبوت الحجة عليكم ( بل أكثرهم لا يعقلون ) تناقضهم في ذلك
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

64. ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ) وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) بمعنى الحياة ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما آثروا الدنيا عليها
65. ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء أي لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هو ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) به
66. ( ليكفروا بما آتيناهم ) من النعمة ( وليتمتعوا ) باجتماعهم على عبادة الأصنام وفي قراءة بسكون اللام أمر تهديد ( فسوف يعلمون ) عاقبة ذلك
67. ( أولم يروا أنا ) يعلموا ( جعلنا حرما ) بلدهم مكة ( آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل ) قتلا وسببا دونهم ( يؤمنون ) الصنم ( وبنعمة الله يكفرون ومن ) بإشراكهم
68. ( ومن ) لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بأن أشرك به ( أو كذب بالحق ) النبي أو الكتاب ( لما جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) أي فيها وهم منهم
69. ( والذين جاهدوا فينا ) في حقنا ( لنهدينهم سبلنا ) طريق السير إلينا ( وإن الله لمع المحسنين ) المؤمنين بالنصر والعون

30. سورة الروم


1. ( الم ) الله أعلم بمراده في ذلك
2. ( غلبت الروم ) وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك وقالوا للمسلمين نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم
3. ( في أدنى الأرض ) أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس ( وهم ) الروم ( من بعد غلبهم ) أضيف المصدر إلى المفعول أي غلبة فارس إياهم ( سيغلبون ) فارس
4. ( في بضع سنين ) هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله أي إرادته ( ويومئذ ) يوم تغلب الروم ( يفرح المؤمنون )
5. ( بنصر الله ) إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه ( ينصر من يشاء وهو العزيز ) الغالب ( الرحيم ) بالمؤمنين
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

6. ( وعد الله ) مصدر بدل من اللفظ بفعله والأصل وعدهم الله النصر ( لا يخلف الله وعده ) به ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) وعده تعالى بنصرهم
7. ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ) معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك ( وهم عن الآخرة هم غافلون ) إعادة هم تأكيد
8. ( أولم يتفكروا في أنفسهم ما ) ليرجعوا عن غفلتهم ( خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن ) تفنى عند انتهائه وبعده البعث ( كثيرا من الناس بلقاء ) كفار مكة ( ربهم لكافرون أولم ) لا يؤمنون بالبعث بعد الموت
9. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا ) من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم ( أشد منهم قوة وأثاروا ) كعاد وثمود ( الأرض وعمروها ) حرثوها وقلبوها للزرع والغرس ( أكثر مما عمروها وجاءتهم ) أي كفار مكة ( رسلهم بالبينات فما ) بالحجج الظاهرات ( كان الله ليظلمهم ولكن ) بإهلاكهم بغير جرم ( كانوا أنفسهم يظلمون ثم ) بتكذيبهم رسلهم
10. ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى ) تأنيث الأسوأ الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم ( أن ) أي بأن ( كذبوا بآيات الله ) القرآن ( وكانوا بها يستهزئون )
11. ( الله يبدأ الخلق ) أي ينشئ خلق الناس ( ثم يعيده ) خلقهم بعد موتهم ( ثم إليه ترجعون ) بالياء والتاء
12. ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) يسكت المشركون لانقطاع حجتهم
13. ( ولم يكن ) لا يكون ( لهم من شركائهم ) ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم ( شفعاء وكانوا ) أي يكونون ( بشركائهم كافرين ) أي متبرئين منهم
14. ( ويوم تقوم الساعة يومئذ ) تأكيد ( يتفرقون ) المؤمنون والكافرون
15. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة ) جنة ( يحبرون ) يسرون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

16. ( وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) القرآن ( ولقاء الآخرة ) البعث وغيره ( فأولئك في العذاب محضرون )
17. ( فسبحان الله ) أي سبحوا الله بمعنى صلوا ( حين تمسون ) تدخلون في المساء وفيه صلاتان المغرب والعشاء ( وحين تصبحون ) تدخلون الظهيرة في الصباح وفيه صلاة الصبح
18. ( وله الحمد في السماوات والأرض ) اعتراض ومعناه يحمده أهلهما ( وعشيا ) عطف على حين وفيه صلاة العصر ( وحين تظهرون ) تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر
19. ( يخرج الحي من الميت ) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة ( ويخرج الميت ) النطفة والبيضة ( من الحي ويحيي الأرض ) بالنبات ( بعد موتها ) يبسها ( وكذلك ) الإخراج ( تخرجون ) من القبور بالبناء للفاعل والمفعول
20. ( ومن آياته ) تعالى الدالة على قدرته ( أن خلقكم من تراب ) أي أصلكم آدم ( ثم إذا أنتم بشر ) من دم ولحم ( تنتشرون ) في الأرض
21. ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) بخلق حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء ( لتسكنوا إليها ) وتألفوها ( وجعل بينكم ) جميعا ( مودة ورحمة إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يتفكرون ) في صنع الله تعالى
22. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم ) لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها ( وألوانكم ) من بياض وسواد وغيرهما وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( للعالمين ) بفتح اللام وكسرها أي ذوي العقول واولي العلم
23. ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار ) بإرادته راحة لكم ( وابتغاؤكم ) بالنهار ( من فضله ) أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته ( إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) سماع تدبر واعتبار
24. ( ومن آياته يريكم ) أي إراءتكم ( البرق خوفا ) للمسافر من الصواعق ( وطمعا ) للمقيم في المطر ( وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها ) أي يبسها بأن تنبت ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يعقلون ) يتدبرون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

25. ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) بإرادته من غير عمد ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ) بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور ( إذا أنتم تخرجون ) منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى
26. ( وله من في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( كل له قانتون ) مطيعون
27. ( وهو الذي يبدأ الخلق ) للناس ( ثم يعيده ) بعد هلاكهم ( وهو أهون عليه ) من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) أي الصفة العليا وهي أنه لا إله إلا الله ( وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في خلقه
28. ( ضرب ) جعل ( لكم ) أيها المشركون ( مثلا ) كائنا ( من أنفسكم ) وهو ( هل لكم من ما ملكت ) أي من مماليككم ( أيمانكم من ) لكم ( شركاء في ) من الأموال وغيرها ( ما ) وهم ( رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم ) أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له ( كخيفتكم أنفسكم كذلك ) نبينها مثل ذلك التفصيل ( نفصل الآيات ) يتدبرون
29. ( بل اتبع الذين ظلموا ) بالاشراك ( أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ) أي لا هادي له ( وما لهم من ناصرين ) مانعين من عذاب الله
30. ( فأقم ) يا محمد ( وجهك للدين حنيفا ) مائلا إليه أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك ( فطرة الله ) خلقته ( التي فطر الناس عليها ) وهي دينه أي ألزموها ( لا تبديل لخلق الله ) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا ( ذلك الدين القيم ) المستقيم توحيد الله ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) توحيد الله
31. ( منيبين ) راجعون ( إليه ) تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي اقيموا ( واتقوه ) خافوه ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين )
32. ( من الذين ) بدل بإعادة الجار ( فرقوا دينهم ) باختلافهم فيما يعبدونه ( وكانوا شيعا ) فرقا في ذلك ( كل حزب ) منهم ( بما لديهم ) عندهم ( فرحون ) مسرورون وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

33. ( وإذا مس الناس ) كفار مكة وغيرهم ( ضر ) شدة ( دعوا ربهم منيبين ) راجعين ( إليه ) دون غيره ( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ) بالمطر ( إذا فريق منهم بربهم يشركون )
34. ( ليكفروا بما آتيناهم ) اريد به التهديد ( فتمتعوا فسوف تعلمون ) عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة
35. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( أنزلنا عليهم سلطانا ) حجة وكتابا ( فهو يتكلم ) تكلم دلالة ( بما كانوا به يشركون ) أي يأمرهم بالاشراك لا
36. ( وإذا أذقنا الناس ) كفار مكة وغيرهم ( رحمة ) نعمة ( فرحوا بها ) فرح بطر ( وإن تصبهم سيئة ) شدة ( بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة
37. ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاءه ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون فآت )
38. ( فآت ذا القربى ) القرابة ( حقه ) من البر والصلة ( والمسكين وابن السبيل ) المسافر من الصدقة وامة النبي تبع له في ذلك ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) ثوابه بما يعلمون ( وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
39. ( وما آتيتم من ربا ) بأن يعطي شيئا هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة ( ليربوا في أموال الناس ) المعطين أي يزيد ( فلا يربوا ) يزكو ( عند الله ) لا ثواب فيه للمعطين ( وما آتيتم من زكاة ) صدقة ( تريدون ) بها ( وجه الله فأولئك هم المضعفون ) ثوابهم بما أرادوه فيه التفات عن الخطاب
40. ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ) ممن أشركتم بالله ( من يفعل من ذلكم من شيء ) لا ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) به
41. ( ظهر الفساد في البر ) القفار بقحط تامطر وقلة النبات ( والبحر ) البلاد التي على الأنهار بقلة مائها ( بما كسبت أيدي الناس ) من المعاصي ( ليذيقهم ) بالياء والنون ( بعض الذي عملوا ) عقوبته ( لعلهم يرجعون ) يتوبون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

42. ( قل ) لكفار مكة ( سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) فاهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية
43. ( فأقم وجهك للدين القيم ) دين الإسلام ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) هو يوم القيامة ( يومئذ يصدعون ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار
44. ( من كفر فعليه كفره ) وبال كفره وهو النار ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) يوطئون منزلهم في الجنة
45. ( ليجزي ) متعلق بيصدعون ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ) يثيبهم ( إنه لا يحب الكافرين ) يعاقبهم
46. ( ومن آياته ) تعالى ( أن يرسل الرياح مبشرات ) بمعنى لتبشركم بالمطر ( وليذيقكم ) بها ( من رحمته ) المطر والخصب ( ولتجري الفلك ) السفن بها ( بأمره ) بإرادته ( ولتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) الرزق بالتجارة في البحر ( ولعلكم تشكرون ) هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه
47. ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ) بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم ( فانتقمنا من الذين أجرموا ) أهلكنا الذين كذبوهم ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين
48. ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ) تزعجه ( فيبسطه في السماء كيف يشاء ) من قلة وكثرة ( ويجعله كسفا ) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) وسطه ( فإذا أصاب به ) بالودق ( من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) يفرحون بالمطر
49. ( وإن ) وقد ( كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله ) تأكيد ( لمبلسين ) آيسين من إنزاله
50. ( فانظر إلى آثار ) وفي قراءة آثار ( رحمة الله ) نعمته بالمطر ( كيف يحيي الأرض بعد موتها ) يبسها بأن تنبت ( إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

51. ( ولئن ) لام قسم ( أرسلنا ريحا ) مضرة على نبات ( فرأوه مصفرا لظلوا ) صاروا جواب القسم ( من بعده ) بعد اصفراره ( يكفرون ) يجحدون النعمة بالمطر
52. ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
53. ( وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصون بتوحيد الله
54. ( الله الذي خلقكم من ضعف ) ماء مهين ( ثم جعل من بعد ضعف ) آخر وهو ضعف الطفولية ( قوة ) قوة الشباب ( ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ) ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه ( يخلق ما يشاء ) من الضعف والقوة والشباب والشيبة ( وهو العليم ) بتدبير خلقه ( القدير ) على ما يشاء
55. ( ويوم تقوم الساعة يقسم ) يحلف ( المجرمون ) الكافرون ( ما لبثوا ) في القبور ( غير ساعة ) قال تعالى ( كذلك كانوا يؤفكون ) يصرفون عن الحق البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث
56. ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان ) من الملائكة وغيرهم ( لقد لبثتم في كتاب الله ) فيما كتبه في سابق علمه ( إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ) الذي أنكرتموه ( ولكنكم كنتم لا تعلمون ) وقوعه
57. ( فيومئذ لا ينفع ) بالياء والتاء ( الذين ظلموا معذرتهم ) في إنكارهم له ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله
58. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل ) تنبيها لهم ( ولئن ) لام قسم ( جئتهم ) يا محمد ( بآية ) مثل العصا واليد لموسى ( ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( الذين كفروا ) منهم ( إن ) ما ( أنتم ) أي محمد وأصحابه ( إلا مبطلون ) أصحاب أباطيل
59. ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء
60. ( فاصبر إن وعد الله ) بنصرك عليهم ( حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) بالبعث لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر أي لا تتركه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

31. سورة لقمان


1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن ( الحكيم ) ذي الحكمة والإضافة بمعنى من
3. هو ( هدى ورحمة ) بالرفع ( للمحسنين ) وفي قراءة العامة بالنصب حالا من الآيات العامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة
4. ( الذين يقيمون الصلاة ) بيان للمحسنين ( ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) هم الثاني تأكيد
5. ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
6. ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) أي ما يلهي منه عما يعني ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيل الله ) طريق الإسلام ( بغير علم ويتخذها ) بالنصب عطفا على يضل وبالرفع عطفا على يشتري ( هزوا ) مهزوءا بها ( أولئك لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
7. ( وإذا تتلى عليه آياتنا ) القرآن ( ولى مستكبرا ) متكبرا ( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ) صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولى أو الثانية بيان للاولى ( فبشره ) أعلمه ( بعذاب أليم ) مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن
8. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم )
9. ( خالدين فيها ) حال مقدرة أي مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها ( وعد الله حقا ) أي وعدهم الله بذلك وحقه حقا ( وهو العزيز ) الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده ( الحكيم ) الذي لا يضع شيئا إلا في محله
10. ( خلق السماوات بغير عمد ترونها ) العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لاعمد أصلا ( وألقى في الأرض رواسي ) جبالا مرتفعة لـ ( أن ) لا ( تميد ) تتحرك ( بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا ) فيه التفات عن الغيبة ( من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) صنف حسن
11. ( هذا خلق الله ) مخلوقه ( فأروني ) أخبروني يا أهل مكة ( ماذا خلق الذين من دونه ) غيره أي آلهتهم حتى أشركتموها به تعالى وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( بل ) للانتقال ( الظالمون في ضلال مبين ) بين بإشراكهم وأنتم منهم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

20. ( ألم تروا ) تعلموا يا مخاطبين ( أن الله سخر لكم ما في السماوات ) من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها ( وما في الأرض ) من الثمار والأنهار والدواب ( وأسبغ ) أوسع وأتم ( عليكم نعمه ظاهرة ) وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك ( وباطنة ) هي المعرفة وغيرها ( ومن الناس ) أهل مكة ( من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ) من رسول ( ولا كتاب منير ) أنزله الله بل بالتقليد
21. ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ) قال تعالى ( أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) أي موجباته لا
22. ( ومن يسلم وجهه إلى الله ) يقبل على طاعته ( وهو محسن ) موحد ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه ( وإلى الله عاقبة الأمور ) مرجعها
23. ( ومن كفر فلا يحزنك ) يا محمذ ( كفره ) لا تهتم بكفره ( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ) بما فيها كغيره فمجاز عليه
24. ( نمتعهم ) في الدنيا ( قليلا ) أيام حياتهم ( ثم نضطرهم ) في الآخرة ( إلى عذاب غليظ ) وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصا
25. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( قل الحمد لله ) على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد ( بل أكثرهم لا يعلمون ) وجوبه عليهم
26. ( لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يستحق العبادة فيهما غيره ( إن الله هو الغني ) عن خلقه ( الحميد ) المحمود في صنعه
27. ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر ) عطف على اسم أن ( يمده من بعده سبعة أبحر ) مدادا ( ما نفدت كلمات الله ) المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الأقلام بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لأن معلوماته تعالى غير متناهية ( إن الله عزيز ) لا يعجزه شيء ( حكيم ) لا يخرج شيء عن علمه وحكمته
28. ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) خلقا وبعثا لأنه بكلمة كن فيكون ( إن الله سميع ) يسمع كل مسموع ( بصير ) يبصر كل مبصر لا يشغله شيء عن شيء
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

29. ( ألم تر ) تعلم يا مخاطب ( أن الله يولج ) يدخل ( الليل في النهار ويولج النهار ) يدخله ( في الليل ) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر ( وسخر الشمس والقمر كل ) منهما ( يجري ) في فلكه ( إلى أجل مسمى ) هو يوم القيامة ( وأن الله بما تعملون خبير )
30. ( ذلك ) المذكور ( بأن الله هو الحق ) الثابت ( وأن ما يدعون ) بالياء والتاء يعبدون ( من دونه الباطل ) الزائل ( وأن الله هو العلي ) على خلقه بالقهر ( الكبير ) العظيم
31. ( ألم تر أن الفلك ) السفن ( تجري في البحر بنعمة الله ليريكم ) يا مخاطبين بذلك ( من آياته إن في ذلك لآيات ) عبرا ( لكل صبار ) عن معاصي الله ( شكور ) لنعمته
32. ( وإذا غشيهم ) أي علا الكفار ( موج كالظلل ) كالجبال التي تظل من تحتها ( دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء بأن يجنبهم أي لا يدعون معه غيره ( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ) متوسط بين الكفر والإيمان ومنهم باق على كفره ( وما يجحد بآياتنا ) ومنها الإنجاء من الموج ( إلا كل ختار ) غدار ( كفور ) لنعم الله تعالى
33. ( يا أيها الناس ) أهل مكة ( اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي ) يغني ( والد عن ولده ) فيه شيئا ( ولا مولود هو جاز عن والده ) فيه ( شيئا إن وعد الله حق ) بالبعث ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) عن الإسلام ( ولا يغرنكم بالله ) في حلمه وإمهاله ( الغرور ) الشيطان
34. ( إن الله عنده علم الساعة ) متى تقوم ( وينزل ) بالتخفيف والتشديد ( الغيث ) بوقت يعلمه ( ويعلم ما في الأرحام ) أذكر أم أنثى ولا يعلم واحدا من الثلاثة غير الله تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) من خير أو شر ويعلمه الله تعالى ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ويعلمه الله تعالى ( إن الله عليم ) بكل شيء ( خبير ) بباطنه كظاهره روى البخاري عن ابن عمر حديث مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

32. سورة السجدة


1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( لا ريب ) شك ( فيه ) خبر أول ( من رب العالمين ) خبر ثان
3. ( أم ) بل ( يقولون افتراه ) محمد لا ( بل هو الحق من ربك لتنذر ) به ( قوما ما ) نافية ( أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ) بإنذارك
4. ( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك استواء يليق به ( ما لكم ) يا كفار مكة ( من دونه ) غيره ( من ولي ) اسم ما بزيادة من أي ناصر ( ولا شفيع ) يدفع عذابه عنكم ( أفلا تتذكرون ) هذا فتؤمنوا
5. ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) مدة الدنيا ( ثم يعرج ) يرجع الأمر والتدبير ( إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) في الدنيا وفي سورة سأل خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث
6. ( ذلك ) الخالق المدبر ( عالم الغيب والشهادة ) أي ما غاب عن الخلق وما حضر ( العزيز ) المنيع في ملكه ( الرحيم ) بأهل طاعته
7. ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) بفتح اللام فعلا ماضيا صفة وبسكونها بدل اشتمال ( وبدأ خلق الإنسان ) آدم ( من طين )
8. ( ثم جعل نسله ) ذريته ( من سلالة ) علقة ( من ماء مهين ) ضعيف هو النطفة
9. ( ثم سواه ) خلق آدم ( ونفخ فيه من روحه ) جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا ( وجعل لكم ) لذريته ( السمع والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما تشكرون ) ما زائدة مؤكدة للقلة
10. ( وقالوا ) منكر والبعث ( أئذا ضللنا في الأرض ) غبنا فيها بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها ( أئنا لفي خلق جديد ) استفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين قال تعالى ( بل هم بلقاء ربهم ) بالبعث ( كافرون )
11. ( قل ) لهم ( يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) أي يقبض أرواحكم ( ثم إلى ربكم ترجعون ) أحياء فيجازيكم بأعمالكم
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى