تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

55. ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ) أي لا تستحسن نعمنا عليهم فهي استدراج ( إنما يريد الله ليعذبهم ) أي أن يعذبهم ( بها في الحياة الدنيا ) بما يلقون في جمعها من المشقة وفيها من المصائب ( وتزهق ) تخرج ( أنفسهم وهم كافرون ) فيعذبهم في الآخرة أشد العذاب
56. ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم ) أي مؤمنون ( وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ) يخافون أن تفعلوا بهم كالمشركين فيحلفون تقية
57. ( لو يجدون ملجأ ) يلجأون إليه ( أو مغارات ) سراديب ( أو مدخلاً ) موضعاً يدخلونه ( لولوا إليه وهم يجمحون ) يسرعون في دخوله والانصراف عنكم إسراعاً لا يرده شيء كالفرس الجموع
58. ( ومنهم من يلمزك ) يعيبك ( في ) قسم ( الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )
59. ( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ) من الغنائم ونحوها ( وقالوا حسبنا ) كافينا ( الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ) من غنيمة أخرى ما يكفينا ( إنا إلى الله راغبون ) أن يغنينا ، وجواب لو لكان خيرا لهم
60. ( إنما الصدقات ) الزكوات مصروفة ( للفقراء ) الذين لا يجدون ما يقع موقعاً من كفايتهم ( والمساكين ) الذين لا يجدون ما يكفيهم ( والعاملين عليها ) أي الصدقات من جاب وقاسم وكاتب وحاشر ( والمؤلفة قلوبهم ) ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام الأول والأخير لا يعطيان اليوم عند الشافعي رضي الله تعالى عنه لعز الإسلام بخلاف الآخرين فيعطيان على الأصح ( وفي ) فك ( الرقاب ) أي المكاتبين ( والغارمين ) أهل الدَّين إن استدانوا لغير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو لإصلاح ذات البين ولو أغنياء ( وفي سبيل الله ) أي القائمين بالجهاد ممن لا فيء لهم ولو أغنياء ( وابن السبيل ) المنقطع في سفره ( فريضة ) نصب بفعله المقدر ( من الله والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه فلا يجوز صرفها لغير هؤلاء ولا منع صنف منهم إذا وجد فيقسمها الإمام عليهم السواء وله تفضيل بعض آحاد الصنف على بعض وأفادت اللام وجوب استغراق أفراده لكن لا يجب على صاحب المال إذا قسم لعسره بل يكفي إعطاء ثلاثة من كل صنف ولا يكفي دونها كما أفادته صيغة الجمع وبينت السنة أن شرط المعطى منها الإسلام وأن لا يكون هاشمياً ولا مطلبياً
61. ( ومنهم ) أي المنافقين ( الذين يؤذون النبي ) بعيبه وبنقل حديثه ( ويقولون ) إذا نهوا عن ذلك لئلا يبلغه ( هو أذن ) أي يسمع كل قيل ويقبله فإذا حلفنا له أنا لم نقل صدقنا ( قل ) هو ( أذُن ) مستمع ( خير لكم ) لا مستمع شر ( يؤمن بالله ويؤمن ) يصدق ( للمؤمنين ) فيما أخبروه به لا لغيرهم واللام زائدة للفرق بين إيمان التسليم وغيره ( ورحمة ) بالرفع عطفاً على أذن والجر عطفاً على خير ( للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

62. ( يحلفون بالله لكم ) أيها المؤمنون فيما بلغكم عنهم من أذى الرسول أنهم ما أتوه ( ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه ) بالطاعة ( إن كانوا مؤمنين ) حقاً وتوحيد الضمير لتلازم الرضاءين وخبر الله أو رسوله محذوف
63. ( ألم يعلموا أنه ) أي الشأن ( من يحادد ) يشاقق ( الله ورسوله فأن له نار جهنم ) جزاء ( خالدا فيها ذلك الخزي العظيم )
64. ( يحذر ) يخاف ( المنافقون أن تنزل عليهم ) أي المؤمنين ( سورة تنبئهم بما في قلوبهم ) من النفاق وهم مع ذلك يستهزئون ( قل استهزئوا ) أمر تهديد ( إن الله مخرج ) مظهر ( ما تحذرون ) إخراجه من نفاقكم
65. ( ولئن ) لام القسم ( سألتهم ) عن استهزائهم بك والقرآن وهم سائرون معك إلى تبوك ( ليقولن ) معتذرين ( إنما كنا نخوض ونلعب ) في الحديث لنقطع به الطريق ولم نقصد ذلك ( قل ) لهم ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون )
66. ( لا تعتذروا ) عنه ( قد كفرتم بعد إيمانكم ) أي ظهر كفركم بعد إظهار الإيمان ( إن نعف ) بالياء مبنياً للمفعول والنون مبنياً للفاعل ( عن طائفة منكم ) بإخلاصها وتوبتها كجحش بن حمير ( نعذب ) بالتاء والنون ( طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) مصرين على النفاق والاستهزاء
67. ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ) أي متشابهون في الدين كأبعاض الشيء الواحد ( يأمرون بالمنكر ) الكفر والمعاصي ( وينهون عن المعروف ) الإيمان والطاعة ( ويقبضون أيديهم ) عن الإنفاق في الطاعة ( نسوا الله ) تركوا طاعته ( فنسيهم ) تركهم من لطفه ( إن المنافقين هم الفاسقون )
68. ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ) جزاءً وعقاباً ( ولعنهم الله ) أبعدهم عن رحمته ( ولهم عذاب مقيم ) دائم​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

69. أنتم أيها المنافقون ( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا ) تمتعوا ( بخلاقهم ) نصيبهم من الدنيا ( فاستمتعتم ) أيها المنافقون ( بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم ) في الباطل والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ( كالذي خاضوا ) أي كخوضهم ( أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون )
70. ( ألم يأتهم نبأ ) خبر ( الذين من قبلهم قوم نوح وعاد ) قوم هود ( وثمود ) قوم صالح ( وقوم إبراهيم وأصحاب مدين ) قوم شعيب ( والمؤتفكات ) قرى قوم لوط أي أهلها ( أتتهم رسلهم بالبينات ) بالمعجزات فكذبوهم فأهلكوا ( فما كان الله ليظلمهم ) بأن يعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
71. ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز ) لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده ( حكيم ) لا يضع شيئا إلا في محله
72. ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ) إقامة ( ورضوان من الله أكبر ) أعظم من ذلك كله ( ذلك هو الفوز العظيم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

73. ( يا أيها النبي جاهد الكفار ) بالسيف ( والمنافقين ) باللسان والحجة ( واغلظ عليهم ) بالانتهار والمقت ( ومأواهم جهنم وبئس المصير ) المرجع هي
74. ( يحلفون ) أي المنافقين ( بالله ما قالوا ) ما بلغك عنهم من السب ( ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) أظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام ( وهموا بما لم ينالوا ) من الفتك بالنبي ليلة العقبة عند عوده من تبوك وهم بضعة عشر رجلاً فضرب عمار بن ياسر وجوه الرواحل لما غشوه فردوا ( وما نقموا ) أنكروا ( إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) بالغنائم بعد شدة حاجتهم والمعنى لم ينلهم منه إلا هذا وليس مما ينقم ( فإن يتوبوا ) عن النفاق ويؤمنوا بك ( يك خيرا لهم وإن يتولوا ) عن الإيمان ( يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا ) بالقتل ( والآخرة ) بالنار ( وما لهم في الأرض من ولي ) يحفظهم منه ( ولا نصير ) يمنعهم
75. ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصَّدَّقن ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد ( ولنكوننَّ من الصالحين ) وهو ثعلبة بن حاطب ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يرزقه الله مالا ويؤدي منه إلى كل ذي حق حقه فدعا له فوسع عليه فانقطع عن الجمعة والجماعة ومنع الزكاة كما قال تعالى :
76. ( فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا ) عن طاعة الله ( وهم معرضون )
77. ( فأعقبهم ) أي فصيَّر عاقبتهم ( نفاقاً ) ثابتاً ( في قلوبهم إلى يوم يلقونه ) أي الله وهو يوم القيامة ( بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) فيه فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم بركاته فقال إن الله منعني أن أقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه ، ثم جاء إلى أبي بكر فلم يقبلها ، ثم إلى عمر فلم يقبلها ثم إلى عثمان فلم يقبلها ومات في زمانه
78. ( ألم يعلموا ) أي المنافقين ( أن الله يعلم سرهم ) ما أسروه في أنفسهم ( ونجواهم ) ما تناجوا به بينهم ( وأن الله علام الغيوب ) ما غاب عن العيان ولما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بشيء كثير فقال المنافقون مراء ، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله غني عن صدقة هذا فنزل
79. ( الذين ) مبتدأ ( يلمزون ) يعيبون ( المطوعين ) المتنفلين ( من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ) طاقتهم فيأتون به ( فيسخرون منهم ) والخبر ( سخر الله منهم ) جازاهم على سخريتهم ( ولهم عذاب أليم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

80. ( استغفر ) يا محمد ( لهم أو لا تستغفر لهم ) تخيير له في الاستغفار وتركه قال صلى الله عليه وسلم : « إني خيرت فاخترت يعني الاستغفار » رواه البخاري ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة الاستغفار وفي البخاري حديث « لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر لزدت عليها » وقيل المراد العدد المخصوص لحديثه أيضاً « وسأزيد على السبعين » فبين له حسم المغفرة بآية { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } ( ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين )
81. ( فرح المخلفون ) عن تبوك ( بمقعدهم ) أي بقعودهم ( خلاف ) أي بعد ( رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا ) أي قال بعضهم لبعض ( لا تنفروا ) تخرجوا إلى الجهاد ( في الحر قل نار جهنم أشد حراً ) من تبوك فالأولى أن يتقوها بترك التخلف ( لو كانوا يفقهون ) يعلمون ذلك ما تخلفوا
82. ( فليضحكوا قليلاً ) في الدنيا ( وليبكوا ) في الآخرة ( كثيراً جزاءً بما كانوا يكسبون ) خبر عن حالهم بصيغة الأمر
83. ( فإن رجعك ) ردك ( الله ) من تبوك ( إلى طائفة منهم ) ممن تخلف بالمدينة من المنافقين ( فاستأذنوك للخروج ) معك إلى غزوة أخرى ( فقل ) لهم ( لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ) المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان وغيرهم
84. ولما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ابن أُبَيِّ نزل ( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره ) لدفن أو زيارة ( إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) كافرون
85. ( ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق ) تخرج ( أنفسهم وهم كافرون )
86. ( وإذا أنزلت سورة ) أي طائفة من القرآن ( أن ) أي بأن ( آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول ) ذوو الغنى ( منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

87. ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) جمع خالفة أي النساء اللاتي تخلفهن في البيوت ( وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) الخبر
88. ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات ) في الدنيا والآخرة ( وأولئك هم المفلحون ) أي الفائزون
89. ( أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم )
90. ( وجاء المعذَّرون ) بإدغام التاء في الأصل في الذال أي المعتذرون بمعنى المعذروين وقرئ به ( من الأعراب ) إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( ليؤذن لهم ) في القعود لعذرهم فأذن لهم ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) في ادعاء الإيمان من منافقي الأعراب عن المجيء للاعتذار ( سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم )
91. ( ليس على الضعفاء ) كالشيوخ ( ولا على المرضى ) كالعمي والزَّمنى ( ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون ) في الجهاد ( حرج ) إثم في التخلف عنه ( إذا نصحوا لله ورسوله ) في حال قعودهم بعدم الإرجاف والتثبيط والطاعة ( ما على المحسنين ) بذلك ( من سبيل ) طريق بالمؤاخذة ( والله غفور ) لهم ( رحيم ) بهم في التوسعة في ذلك
92. ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) معك إلى الغزو وهم سبعة من الأنصار وقيل بنو مُقَرِّن ( قلت لا أجد ما أحملكم عليه ) حال ( تولَّوا ) جواب إذا أي انصرفوا ( وأعينهم تفيض ) تسيل ( من ) للبيان ( الدمع حزَناً ) لأجل ( ألا يجدوا ما ينفقون ) في الجهاد
93. ( إنما السبيل على الذين يستأذنونك ) في التخلف ( وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ) تقدم مثله
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

94. ( يعتذرون إليكم ) في التخلف ( إذا رجعتم إليهم ) من الغزو ( قل ) لهم ( لا تعتذروا لن نؤمن لكم ) نصدقكم ( قد نبأنا الله من أخباركم ) أي أخبرنا بأحوالكم ( وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون ) بالبعث ( إلى عالم الغيب والشهادة ) أي الله ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) فيجازيكم عليه
95. ( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم ) رجعتم ( إليهم ) من تبوك أنهم معذورون في التخلف ( لتعرضوا عنهم ) بترك المعاتبة ( فأعرضوا عنهم إنهم رجس ) قذر لخبث باطنهم ( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون )
96. ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) أي عنهم ولا ينفع رضاكم مع سخط الله
97. ( الأعراب ) أهل البدو ( أشد كفراً ونفاقاً ) من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن ( وأجدر ) أولى ( ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) من الأحكام والشرائع ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم
98. ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق ) في سبيل الله ( مغرماً ) غرامةً وخسراناً لأنه لا يرجو ثوابه بل ينفقه خوفاً وهم بنو أسد وغطفان ( ويتربص ) ينتظر ( بكم الدوائر ) دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتخلص ( عليهم دائرة السَّوء ) بالضم الفتح ، أي يدور العذاب والهلاك عليهم لا عليكم ( والله سميع ) لأقوال عباده ( عليم ) بأفعالهم
99. ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) كجهينة ومزينة ( ويتخذ ما ينفق ) في سبيل الله ( قربات ) تقربه ( عند الله و ) وسيلة إلى ( صلوات ) دعوات ( الرسول ) له ( ألا إنها ) أي نفقتهم ( قُرُبة ) بضم الراء وسكونها ( لهم ) عنده ( سيدخلهم الله في رحمته ) جنته ( إن الله غفور ) لأهل طاعته ( رحيم ) بهم​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

100. ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) وهم من شهد بدراً أو جميع الصحابة ( والذين اتبعوهم ) إلى يوم القيامة ( بإحسان ) في العمل ( رضي الله عنهم ) بطاعته ( ورضوا عنه ) بثوابه ( وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار ) وفي قراءةٍ بزيادة { من } ( خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم )
101. ( وممن حولكم ) يا أهل المدينة ( من الأعراب منافقون ) كأسلم وأشجع وغفار ( ومن أهل المدينة ) منافقون أيضا ( مردوا على النفاق ) لجُّوا فيه واستمروا ( لا تعلمهم ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ) بالفضيحة أو القتل في الدنيا وعذاب القبر ( ثم يردون ) في الآخرة ( إلى عذاب عظيم ) هو النار
102. ( و ) قوم ( آخرون ) مبتدأ ( اعترفوا بذنوبهم ) من التخلف نعته والخبر ( خلطوا عملاً صالحاً ) وهو جهادهم قبل ذلك أو اعترافهم بذنوبهم أو غير ذلك ( وآخر سيئاً ) وهو تخلفهم ( عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ) نزلت في أبي لبابة وجماعة أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد لما بلغهم ما نزل في المتخلفين وحلفوا لا يحلهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فحلهم لما نزلت
103. ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) من ذنوبهم فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها ( وصل عليهم ) أي ادع لهم ( إن صلاتك سكن ) رحمة ( لهم ) وقيل طمأنينة بقبول توبتهم ( والله سميع عليم )
104. ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ ) يقبل ( الصدقات وأن الله هو التواب ) على عباده بقبول توبتهم ( الرحيم ) بهم ، والاستفهام للتقرير والقصد به هو تهييجهم إلى التوبة والصدقة
105. ( وقل ) لهم أو للناس ( اعملوا ) ما شئتم ( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون ) بالبعث ( إلى عالم الغيب والشهادة ) أي الله ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) يجازيكم به
106. ( وآخرون ) من المتخلفين ( مُرْجَؤون ) بالهمز وتركه مؤخرون عن التوبة ( لأمر الله ) فيهم بما شاء ( إما يعذبهم ) بأن يميتهم بلا توبة ( وإما يتوب عليهم والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم ، وهم الثلاثة الآتون بعد مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية تخلفوا كسلاً وميلاً إلى الدعة لا نفاقاً ولم يعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

107. ( و ) منهم ( الذين اتخذوا مسجداً ) وهم اثنا عشر من المنافقين ( ضراراً ) مضارة لأهل مسجد قباء ( وكفراً ) لأنهم بنوه بأمر أبي عامر الراهب ليكون معقلاً له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي بجنود من قيصر لقتال النبي صلى الله عليه وسلم ( وتفريقاً بين المؤمنين ) الذين يصلون بقباء بصلاة بعضهم في مسجدهم ( وإرصاداً ) ترقباً ( لمن حارب الله ورسوله من قبل ) أي قبل بنائه وهو أبو عامر المذكور ( وليحلفن إن ) ما ( أردنا ) ببنائه ( إلا ) الفعلة ( الحسنى ) من الرفق بالمسكين في المطر والحر والتوسعة على المسلمين ( والله يشهد إنهم لكاذبون ) في ذلك ، وكانوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أي يصلي فيه فنزل
108. ( لا تقم ) تصل ( فيه أبداً ) فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانه كناسة تلقى فيها الجيف ( لمسجد أسس ) بنيت قواعده ( على التقوى من أول يوم ) وضع يوم حللت بدار الهجرة ، وهو مسجد قباء كما في البخاري ( أحق ) منه ( أن ) أي بأن ( تقوم ) تصلي ( فيه فيه رجال ) هم الأنصار ( يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) أي يثيبهم ، فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء ، روى ابن خزيمة في صحيحه عن عويمر بن ساعدة أنه صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به ، قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا وفي حديث رواه البزار فقالوا : نتبع الحجارة بالماء فقال : هو ذاك فعليكموه
109. ( أفمن أسس بنيانه على تقوى ) مخافة ( من الله و ) رجاء ( رضوان ) منه ( خير أم من أسس بنيانه على شفا ) طرف ( جُرُف ) بضم الراء وسكونها جانب ( هار ) مشرف على السقوط ( فانهار به ) سقط مع بانيه ( في نار جهنم ) خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه والاستفهام للتقرير ، أي الأول خير وهو مثال مسجد قباء والثاني مثال مسجد الضرار ( والله لا يهدي القوم الظالمين )
110. ( لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة ) شكَّا ( في قلوبهم إلا أن تقطع ) تنفصل ( قلوبهم ) بأن يموتوا ( والله عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم
111. ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد ( بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) جملة استئناف بيان للشراء ، وفي قراءة بتقديم المبني للمفعول أي فيُقتل بعضهم ويقاتل الباقي ( وعداً عليه حقاً ) مصدران منصوبان بفعلهما المحذوف ( في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله ) أي لا أحد أوفى منه ( فاستبشروا ) فيه التفاتٌ عن الغيبة ( ببيعكم الذي بايعتم به وذلك ) البيع ( هو الفوز العظيم ) المنيل غاية المطلوب
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

112. ( التائبون ) رفع على المدح بتقدير مبتدأ من الشرك والنفاق ( العابدون ) المخلصون العبادة لله ( الحامدون ) له على كل حال ( السائحون ) الصائمون ( الراكعون الساجدون ) أي المصلون ( الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ) لأحكامه بالعمل بها ( وبشر المؤمنين ) بالجنة
113. ونزل في استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب واستغفار بعض الصحابة لأبويه المشركين ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ) ذوي قرابة ( من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) النار بأن ماتوا على الكفر
114. ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ) بقوله : سأستغفر لك ربي ، رجاءَ أن يسلم ( فلما تبين له أنه عدو لله ) بموته على الكفر ( تبرأ منه ) وترك الاستغفار له ( إن إبراهيم لأوَّاه ) كثير التضرع والدعاء ( حليم ) صبور على الأذى
115. ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم ) للإسلام ( حتى يبين لهم ما يتقون ) من العمل فلا يتقوه فيستحقوا الإضلال ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه مستحق الإضلال والهداية
116. ( إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم ) أيها الناس ( من دون الله ) أي غيره ( من ولي ) يحفظكم منه ( ولا نصير ) يمنعكم من ضرره
117. ( لقد تاب الله ) أي أدام توبته ( على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) أي وقتها وهي حالهم في غزوة تبوك كان الرجلان يقتسمان تمرة والعشرة يعتقبون البعير الواحد ، واشتد الحرب حتى شربوا الفَرث ( من بعد ما كاد يزيغ ) بالياء والتاء تميل ( قلوب فريق منهم ) عن اتباعه إلى التخلف لما هم فيه من الشدة ( ثم تاب عليهم ) بالثبات ( إنه بهم رؤوف رحيم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

118. ( و ) تاب ( على الثلاثة الذين خلفوا ) عن التوبة عليهم بقرينة ( حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) أي مع رحبها ، أي سعتها فلا يجدون مكانا يطمئنون إليه ( وضاقت عليهم أنفسهم ) قلوبهم للغم والوحشة بتأخير توبتهم فلا يسعها سرور ولا أنس ( وظنُّوا ) أيقنوا ( أن ) مخففة ( لا ملجأَ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ) وفقهم للتوبة ( ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )
119. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) بترك معاصيه ( وكونوا مع الصادقين ) في الإيمان والعهود بأن تلزموا الصدق
120. ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ) إذا غزا ( ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ) بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد ، وهو نهي بلفظ الخبر ( ذلك ) النهي عن التخلف ( بأنهم ) بسبب أنهم ( لا يصيبهم ظمأ ) عطش ( ولا نصب ) تعب ( ولا مخمصة ) جوع ( في سبيل الله ولا يطؤون موطئا ) مصدر بمعنى وطأ ( يغيظ ) يغضب ( الكفار ولا ينالون من عدو ) لله ( نيلاً ) قتلاً أو أسراً أو نهباً ( إلا كتب لهم به عمل صالح ) ليجازوا عليه ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) أي أجرهم بل يثيبهم
121. ( ولا ينفقون ) فيه ( نفقة صغيرة ) ولو تمرة ( ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً ) بالسير ( إلا كتب لهم ) به عمل صالح ( ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ) أي جزاءهم
122. ولما وُبِّخوا على التخلف وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية نفروا جميعا فنزل : ( وما كان المؤمنون لينفروا ) إلى الغزو ( كافة فلولا ) فهلا ( نفر من كل فرقة ) قبيلة ( منهم طائفة ) جماعة ، ومكث الباقون ( ليتفقهوا ) أي الماكثون ( في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ) من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام ( لعلهم يحذرون ) عقاب الله بامتثال أمره ونهيه ، قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا ، والتي قبلها بالنهي عن تخلف واحد فيما إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

123. ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) أي الأقرب فالأقرب منهم ( وليجدوا فيكم غلظة ) شدة أي أغلظوا عليهم ( واعلموا أن الله مع المتقين ) بالعون والنصر
124. ( وإذا ما أنزلت سورة ) من القرآن ( فمنهم ) أي المنافقين ( من يقول ) لأصحابه استهزاء ( أيكم زادته هذه إيماناً ) تصديقاً ، قال تعالى ( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً ) لتصديقهم بها ( وهم يستبشرون ) يفرحون بها
125. ( وأما الذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) كفراً إلى كفرهم لكفرهم بها ( وماتوا وهم كافرون )
126. ( أولا يرون أنهم ) بالياء أي المنافقون والتاء أيها المؤمنون ( يفتنون في ) يبتلون ( كل عام مرة أو مرتين ثم ) بالقحط والأمراض ( لا يتوبون ) من نفاقهم ( ولا هم يذكرون ) يتعظون
127. ( وإذا ما أنزلت سورة ) فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم ( نظر بعضهم إلى بعض ) يريدون الهرب يقولون ( هل يراكم من أحد ) إذا قمتم فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا ثبتوا ( ثم انصرفوا ) على كفرهم ( صرف الله قلوبهم ) عن الهدى ( بأنهم قوم لا يفقهون ) الحق لعدم تدبرهم
128. ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أي منكم : محمد صلى الله عليه وسلم ( عزيز ) شديد ( عليه ما عنتم ) أي عنتكم أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه ( حريص عليكم ) أن تهتدوا ( بالمؤمنين رؤوف ) شديد الرحمة ( رحيم ) يريد لهم الخير
129. ( فإن تولوا ) عن الإيمان بك ( فقل حسبي ) كافيّ ( الله لا إله إلا هو عليه توكلت ) به وثقت لا بغيره ( وهو رب العرش ) الكرسي ( العظيم ) خصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات ، وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال : آخر آية نزلت { لقد جاءكم رسول } إلى آخر السورة
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

10. سورة يونس




1. ( الر ) الله أعلم بمراده بذلك ( تلك ) أي هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن والإضافة بمعنى من ( الحكيم ) المحكم
2. ( أكان للناس ) أي أهل مكة استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله ( عجباً ) بالنصب خبر كان وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على الأولى ( أن أوحينا ) أي إيحاؤنا ( إلى رجل منهم ) محمد صلى الله عليه وسلم ( أن ) مفسرة ( أنذر ) خوف ( الناس ) الكافرين بالعذاب ( وبشر الذين آمنوا أن ) أي بأن ( لهم قدم ) سلف ( صدق عند ربهم ) أي أجراً حسناً بما قدموه من الأعمال ( قال الكافرون إن هذا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( لسحر مبين ) بيِّن وفي قراءة { لساحر } والمشار إليه القرآن المشتمل على ذلك
3. ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) من الدنيا ، أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولا قمر ولو شاء لخلقهن في لمحة ، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت ( ثم استوى على العرش ) استواء يليق به ( يدبر الأمر ) بين الخلائق ( ما من ) صلة ( شفيع ) يشفع لأحد ( إلا من بعد إذنه ) رد لقولهم إن الأصنام تشفع لكم ( ذلكم ) الخالق المدبر ( الله ربكم فاعبدوه ) وحدوه ( أفلا تذَّكَّرون ) بإدغام التاء في الأصل في الذال
4. ( إليه ) تعالى ( مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً ) مصدران منصوبان بفعلهما المقدر ( إنه ) بالكسر استئنافا والفتح على تقدير اللام ( يبدأ الخلق ) أي بدأه بالإنشاء ( ثم يعيده ) بالبعث ( ليجزي ) يثيب ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم ) ماء بالغ نهاية الحرارة ( وعذاب أليم ) مؤلم ( بما كانوا يكفرون ) أي بسبب كفرهم
5. ( هو الذي جعل الشمس ضياء ) ذات ضياء أي نور ( والقمر نوراً وقدره ) من حيث سيره ( منازل ) ثمانية وعشرين ليلة من كل شهر منزلاً من ثمان وعشرين ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً أو ليلةً إن كان تسعة وعشرين يوماً ( لتعلموا ) بذلك ( عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك ) المذكور ( إلا بالحق ) لا عبثاً ، تعالى عن ذلك ( يفصل ) بالياء والنون يبين ( الآيات لقوم يعلمون ) يتدبرون
6. ( إن في اختلاف الليل والنهار ) بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان ( وما خلق الله في السماوات ) من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك ( والأرض ) في الأرض من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها ( لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يتقون ) فيؤمنون خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بها
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

7. ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ) بالبعث ( ورضوا بالحياة الدنيا ) بدل الآخرة لإنكارهم لها ( واطمأنوا بها ) سكنوا إليها ( والذين هم عن آياتنا ) دلائل وحدانيتنا ( غافلون ) تاركون النظر فيها
8. ( أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ) من الشرك والمعاصي
9. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ) يرشدهم ( ربهم بإيمانهم ) به بأن يجعل لهم نوراً يهتدون به يوم القيامة ( تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم )
10. ( دعواهم فيها ) طلبهم يشتهونه في الجنة أن يقولوا ( سبحانك اللهم ) أي يا الله فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم ( وتحيتهم ) فيما بينهم ( فيها سلام وآخر دعواهم أن ) مفسرة ( الحمد لله رب العالمين )
11. ونزل لما استعجل المشركون العذاب ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم ) أي كاستعجالهم ( بالخير لقضي ) بالبناء للمفعول وللفاعل ( إليهم أجلهم ) بالرفع والنصب بأن يهلكهم ولكن يمهلهم ( فنذر ) نترك ( الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ) يترددون متحيرين
12. ( وإذا مس الإنسان ) الكافر ( الضر ) المرض والفقر ( دعانا لجنبه ) أي مضطجعاً ( أو قاعداً أو قائماً ) أي في كل حالٍ ( فلما كشفنا عنه ضره مر ) على كفره ( كأنْ ) مخففة واسمها محذوف أي كأنه ( لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك ) كما زين له الدعاء عند الضرر والإعراض عند الرخاء ( زين للمسرفين ) المشركين ( ما كانوا يعملون )
13. ( ولقد أهلكنا القرون ) الأمم ( من قبلكم ) يا أهل مكة ( لما ظلموا ) بالشرك ( و ) قد ( جاءتهم رسلهم بالبينات ) الدالات على صدقهم ( وما كانوا ليؤمنوا ) عطف على ظلموا ( كذلك ) كما أهلكنا أولئك ( نجزي القوم المجرمين ) الكافرين
14. ( ثم جعلناكم ) يا أهل مكة ( خلائف ) جمع خليفة ( في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) فيها وهل تعتبرون بهم فتصدقوا رسلنا​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

15. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( بيناتٍ ) ظاهراتٍ حال ( قال الذين لا يرجون لقاءنا ) لا يخافون البعث ( ائت بقرآن غير هذا ) ليس فيه عيب آلهتنا ( أو بدِّله ) من تلقاء نفسك ( قل ) لهم ( ما يكون ) ينبغي ( لي أن أبدله من تلقاء ) قبل ( نفسي إن ) ما ( أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي ) بتبديله ( عذاب يوم عظيم ) هو يوم القيامة
16. ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم ) أعلمكم ( به ) ولا نافية عطف على ما قبله ، وفي قراءة بلام جواب لو : أي لأعلمكم به على لسان غيري ( فقد لبثت ) مكثت ( فيكم عمراً ) سنيناً أربعين ( من قبله ) لا أحدثكم بشيء ( أفلا تعقلون ) أنه ليس من قِبَلي
17. ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك إليه ( أو كذب بآياته ) القرآن ( إنه ) أي الشأن ( لا يفلح ) يسعد ( المجرمون ) المشركون
18. ( ويعبدون من دون الله ) أي غيره ( ما لا يضرهم ) إن لم يعبدوه ( ولا ينفعهم ) إن عبدوه وهو الأصنام ( ويقولون ) عنها ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل ) لهم ( أتنبئون الله ) تخبرونه ( بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ) استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه إذ لا يخفي عليه شيء ( سبحانه ) تنزيهاً له ( وتعالى عما يشركونـ ) ـه معه
19. ( وما كان الناس إلا أمة واحدة ) على دين واحد وهو الإسلام ، من لدن آدم إلى نوح ، وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحيّ ( فاختلفوا ) بأن ثبت بعض وكفر بعض ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الجزاء إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) أي الناس في الدنيا ( فيما فيه يختلفون ) من الدين بتعذيب الكافرين
20. ( ويقولون ) أي أهل مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) على محمد صلى الله عليه وسلم ( آية من ربه ) كما كان للأنبياء من الناقة والعصا واليد ( فقل ) لهم ( إنما الغيب ) ما غاب عن العباد أي أمره ( لله ) ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ ( فانتظروا ) العذاب إن لم تؤمنوا ( إني معكم من المنتظرين )​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

21. ( وإذا أذقنا الناس ) أي كفار مكة ( رحمة ) مطراً وخصباً ( من بعد ضراء ) بؤس وجدب ( مسَّتهم إذا لهم مكر في آياتنا ) بالاستهزاء والتكذيب ( قل ) لهم ( الله أسرع مكراً ) مجازاةً ( إن رسلنا ) الحفظة ( يكتبون ما تمكرون ) بالتاء والياء
22. ( هو الذي يسيركم ) وفي قراءة { ينشركم } ( في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك ) السفن ( وجرين بهم ) فيه التفات عن الخطاب ( بريح طيبة ) لينة ( وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف ) شديدة الهبوب تكسر كل شيء ( وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم ) أي أهلكوا ( دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء ( لئن ) لام القسم ( أنجيتنا من هذه ) الأهوال ( لنكونن من الشاكرين ) الموحدين
23. ( فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ) بالشرك ( يا أيها الناس إنما بغيكم ) ظلمكم ( على أنفسكم ) لأن إثمه عليها هو ( متاعُ الحياة الدنيا ) تمتعون فيها قليلاً ( ثم إلينا مرجعكم ) بعد الموت ( فننبئكم بما كنتم تعملون ) فنجازيكم عليه وفي قراءة بنصب متاع أي تتمتعون
24. ( إنما مثل ) صفة ( الحياة الدنيا كماء ) مطر ( أنزلناه من السماء فاختلط به ) بسببه ( نبات الأرض ) واشتبك بعضه ببعض ( مما يأكل الناس ) من البر والشعير وغيرهما ( والأنعام ) من الكلأ ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) بهجتها من النبات ( وازَّينت ) بالزهر وأصله تزينت أبدلت التاء زاياً وأدغمت في الزاي ( وظن أهلها أنهم قادرون عليها ) متمكنون من تحصيل ثمارها ( أتاها أمرنا ) قضاؤنا أو عذابنا ( ليلاً أو نهاراً فجعلناها ) أي زرعها ( حصيداً ) كالمحصود بالمناجل ( كأنْ ) مخففة أي كأنها ( لم تغن ) تكن ( بالأمس كذلك نفصِّل ) نبيِّن ( الآيات لقوم يتفكرون )
25. ( والله يدعو إلى دار السلام ) أي السلامة ، وهي الجنة بالدعاء إلى الإيمان ( ويهدي من يشاء ) هدايته ( إلى صراط مستقيم ) دين الإسلام
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

26. ( للذين أحسنوا ) بالإيمان ( الحسنى ) الجنة ( وزيادة ) هي النظر إليه تعالى كما في حديث مسلم ( ولا يرهق ) يغشى ( وجوههم قتر ) سواد ( ولا ذلة ) كآبة ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )
27. ( والذين ) عطف على الذين أحسنوا ، أي وللذين ( كسبوا السيئات ) عملوا الشرك ( جزاء سيئةٍ بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من ) زائدة ( عاصم ) مانع ( كأنما أغشيت ) ألبست ( وجوههم قطَعاً ) بفتح الطاء ، جمع قطعة وإسكانها أي جزءاً ( من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
28. ( و ) اذكر ( يوم نحشرهم ) أي الخلق ( جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم ) نصب بالزموا مقدراً ( أنتم ) تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه ( وشركاؤكم ) أي الأصنام ( فزيَّلنا ) ميزنا ( بينهم ) وبين المؤمنين كما في آية { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } ( وقال ) لهم ( شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ) ما نافية وقدم المفعول للفاصلة
29. ( فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن ) مخففة أي إنا ( كنا عن عبادتكم لغافلين )
30. ( هنالك ) أي ذلك اليوم ( تبلُو ) من البلوى ، وفي قراءة بتاءين { تتلو } من التلاوة ( كل نفس ما أسلفت ) قدمت من العمل ( وردوا إلى الله مولاهم الحق ) الثابت الدائم ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) عليه من الشركاء
31. ( قل ) لهم ( من يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أم من يملك السمع ) بمعنى الأسماع أي خلقها ( والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر ) بين الخلائق ( فسيقولون ) هو ( الله فقل ) لهم ( أفلا تتقون ) فتؤمنون
32. ( فذلكم ) الفاعل لهذه الأشياء ( الله ربكم الحق ) الثابت ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) استفهام تقرير ، أي ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال ( فأنى ) كيف ( تصرفون ) عن الإيمان مع قيام البرهان
33. ( كذلك ) كما صرف هؤلاء عن الإيمان ( حقت كلمة ربك على الذين فسقوا ) كفروا ، وهي { لأملأن جهنم } الآية ، أو هي ( أنهم لا يؤمنون )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

34. ( قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون ) تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل
35. ( قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ) بنصب الحجج وخلق الاهتداء ( قل الله يهدي للحق ، أفمن يهدي إلى الحق ) وهو الله ( أحق أن يتبع أم من لا يهدِّي ) يهتدي ( إلا أن يُهدى ) أحق أن يتبع ، استفهام تقرير وتوبيخ ، أي الأول أحق ( فما لكم كيف تحكمون ) هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه
36. ( وما يتبع أكثرهم ) في عبادة الأصنام ( إلا ظناً ) حيث قلَّدوا فيه آباءهم ( إن الظن لا يغني من الحق شيئاً ) فيما المطلوب منه العلم ( إن الله عليم بما يفعلون ) فيجازيهم عليه
37. ( وما كان هذا القرآن أن يفترى ) أي افتراء ( من دون الله ) غيره ( ولكن ) أنزل ( تصديقَ الذي بين يديه ) من الكتب ( وتفصيلَ الكتاب ) تبيين ما كتبه الله من الأحكام وغيرها ( لا ريب ) لا شك ( فيه من رب العالمين ) متعلق بتصديق أو بأنزل المحذوف وقرئ برفع تصديق وتفصيل بتقدير هو
38. ( أم ) بل ( يقولون افتراه ) اختلقه محمد ( قل فأتوا بسورة مثله ) في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي ( وادعوا ) للإعانة عليه ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك
39. قال تعالى ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) أي القرآن ولم يتدبروه ( ولما ) لم ( يأتهم تأويله ) عاقبة ما فيه من الوعيد ( كذلك ) التكذيب ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) بتكذيب الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فكذلك نهلك هؤلاء
40. ( ومنهم ) أي أهل مكة ( من يؤمن به ) لعلم الله ذلك منهم ( ومنهم من لا يؤمن به ) أبداً ( وربك أعلم بالمفسدين ) تهديد لهم
41. ( وإن كذبوك فقل ) لهم ( لي عملي ولكم عملكم ) أي لكل جزاء عمله ( أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) وهذا منسوخ بآية السيف
42. ( ومنهم من يستمعون إليك ) إذا قرأت القرآن ( أفأنت تسمع الصم ) شبههم بهم في عدم الانتفاع بما يتلى عليهم ( ولو كانوا ) مع الصمم ( لا يعقلون ) يتدبرون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

43. ( ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ) شبَّههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }
44. ( إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون )
45. ( ويوم يحشرهم كأن ) أي كأنهم ( لم يلبثوا ) في الدنيا أو القبور ( إلا ساعةً من النهار ) لهول ما رأوا ، وجملة التشبيه حال من الضمير ( يتعارفون بينهم ) يعرف بعضهم بعضاً إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدة الأحوال والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف ( قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله ) بالبعث ( وما كانوا مهتدين )
46. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( نُرينَّك بعض الذي نعدهم ) به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ( فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد ) مطلع ( على ما يفعلون ) من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب
47. ( ولكل أمة ) من الأمم ( رسول فإذا جاء رسولهم ) إليهم فكذبوه ( قضي بينهم بالقسط ) بالعدل فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه ( وهم لا يظلمون ) بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤلاء
48. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
49. ( قل لا أملك لنفسي ضراً ) أدفعه ( ولا نفعاً ) أجلبه ( إلا ما شاء الله ) أي يقدرني عليه ، فكيف أملك لكم حلول العذاب ( لكل أمة أجل ) مدة معلومة لهلاكهم ( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ) يتأخرون عنه ( ساعة ولا يستقدمون ) يتقدمون عليه
50. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( إن أتاكم عذابه ) أي الله ( بياتاً ) ليلاً ( أو نهاراً ماذا ) أي شيء ( يستعجل منه ) أي العذاب ( المجرمون ) المشركون ، فيه وضع الظاهر موضع المضمر وجملة الاستفهام جواب شرط : كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني ، والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه
51. ( أثُم إذا ما وقع ) حلَّ بكم ( آمنتم به ) أي الله أو العذاب عند نزوله والهمزة لإنكار التأخير فلا يقبل منكم ويقال لكم ( آلآن ) تؤمنون ( وقد كنتم به تستعجلون ) استهزاء
52. ( ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد ) أي الذي تخلدون فيه ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( بما كنتم تكسبون )
53. ( ويستنبئونك ) يستخبرونك ( أحق هو ) أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث ( قل إي ) نعم ( وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) بفائتين العذاب​
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

54. ( ولو أن لكل نفس ظلمت ) كفرت ( ما في الأرض ) جميعاً من الأموال ( لافتدت به ) من العذاب يوم القيامة ( وأسروا الندامة ) على ترك الإيمان ( لما رأوا العذاب ) أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين أضلوهم مخافة التعيير ( وقضي بينهم ) بين الخلائق ( بالقسط ) بالعدل ( وهم لا يظلمون ) شيئاً
55. ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله ) بالبعث والجزاء ( حق ) ثابت ( ولكن أكثرهم ) أي الناس ( لا يعلمون ) ذلك
56. ( هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ) في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم
57. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( قد جاءتكم موعظة من ربكم ) كتاب فيه ما لكم وما عليكم وهو القرآن ( وشفاء ) دواء ( لما في الصدور ) من العقائد الفاسدة والشكوك ( وهدى ) من الضلال ( ورحمة للمؤمنين ) به
58. ( قل بفضل الله ) الإسلام ( وبرحمته ) القرآن ( فبذلك ) الفضل والرحمة ( فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) من الدنيا بالياء والتاء
59. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( ما أنزل الله ) خلق ( لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً ) كالبحيرة والسائبة والميتة ( قل آلله أذن لكم ) في ذلك بالتحليل والتحريم لا ( أم ) بل ( على الله تفترون ) تكذبون بنسبة ذلك إليه
60. ( وما ظن الذين يفترون على الله الكذب ) أي شيء ظنهم به ( يوم القيامة ) أيحسبون أنه لا يعاقبهم لا ( إن الله لذو فضل على الناس ) بإمهالهم والإنعام عليهم ( ولكن أكثرهم لا يشكرون )
61. ( وما تكون ) يا محمد ( في شأن ) أمر ( وما تتلو منه ) أي من الشأن أو الله ( من قرآن ) أنزله عليك ( ولا تعملون ) خاطبه وأمته ( من عمل إلا كنا عليكم شهوداً ) رقباء ( إذ تفيضون ) تأخذون ( فيه ) أي العمل ( وما يعزب ) يغيب ( عن ربك من مثقال ) وزن ( ذرة ) أصغر نملة ( في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) بيِّن هو اللوح المحفوظ​
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى