تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

184. ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة ) الخليقة ( الأولين )
185. ( قالوا إنما أنت من المسحرين )
186. ( وما أنت إلا بشر مثلنا وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( نظنك لمن الكاذبين )
187. ( فأسقط علينا كسفا ) بسكون السين وفتحها قطعة ( من السماء إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
188. ( قال ربي أعلم بما تعملون ) فيجازيكم به
189. ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ) هي سحابة أظلتهم بعد حر شديد أصابهم فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا ( إنه كان عذاب يوم عظيم )
190. ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
191. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
192. ( وإنه ) القرآن ( لتنزيل رب العالمين )
193. ( نزل به الروح الأمين ) جبريل
194. ( على قلبك لتكون من المنذرين )
195. ( بلسان عربي مبين ) بين وفي قراءة بتشديد نزل ونصب الروح والفاعل الله
196. ( وإنه ) ذكر القرآن المنزل على محمد ( لفي زبر ) كتب ( الأولين ) كالتوراة والانجيل
197. ( أولم يكن لهم آية ) لكفار مكة ( أن ) على ذلك ( يعلمه علماء بني إسرائيل ولو ) كعبد الله بن سلام وأصحابه ممن آمنوا فإنهم يخبرون بذلك ويكن بالتحتانية ونصب آية وبالفوقانية ورفع آية
198. ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين ) جمع أعجم
199. ( فقرأه عليهم ) كفار مكة ( ما كانوا به مؤمنين ) أنفة من أتباعه
200. ( كذلك ) أي مثل إدخالنا التكذيب به بقراءة الأعجمي ( سلكناه ) أدخلنا التكذيب به ( في قلوب المجرمين ) كفار مكة بقراءة النبي
201. ( لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم )
202. ( فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون )
203. ( فيقولوا هل نحن منظرون ) لنؤمن فيقال لهم لا قالوا متى هذا العذاب
204. ( أفبعذابنا يستعجلون )
205. ( أفرأيت ) أخبرني ( إن متعناهم سنين )
206. ( ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ) من العذاب
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

207. ( ما ) استفهامية بمعنى أي شيء ( أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) في دفع العذاب أو تخفيفه أي لم يغن
208. ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ) رسل تنذر أهلها
209. ( ذكرى ) عظة لهم ( وما كنا ظالمين ) في إهلاكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين
210. ( وما تنزلت به ) بالقرآن ( الشياطين )
211. ( وما ينبغي ) يصلح ( لهم ) أن ينزلوا به ( وما يستطيعون ) ذلك
212. ( إنهم عن السمع ) لكلام الملائكة ( لمعزولون ) بالشهب
213. ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه
214. ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقد أنذرهم الله جهارا رواه البخاري ومسلم
215. ( واخفض جناحك ) ألن جانبك ( لمن اتبعك من المؤمنين ) الموحدين
216. ( فإن عصوك ) عشيرتك ( فقل ) لهم ( إني بريء مما تعملون ) من عبادة غير الله
217. ( وتوكل ) بالواو والفاء ( على العزيز الرحيم ) الله أي فوض إليه جميع أمورك
218. ( الذي يراك حين تقوم ) إلى الصلاة
219. ( وتقلبك ) في أركان الصلاة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا ( في الساجدين ) المصلين
220. ( إنه هو السميع العليم )
221. ( هل أنبئكم ) يا كفار مكة ( على من تنزل الشياطين ) بحذف إحدى التاءين من الأصل
222. ( تنزل على كل أفاك ) كذاب ( أثيم ) فاجر مثل مسيلمة وغيره من الكهنة
223. ( يلقون ) الشياطين ( السمع ) ما سمعوه من الملائكة إلى الكهنة ( وأكثرهم كاذبون ) يضمون إلى المسموع كذبا كثيرا وكان قبل أن حجبت الشياطين عن السماء
224. ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم فهم مذمومون
225. ( ألم تر ) تعلم ( أنهم في كل واد ) من أودية الكلام وفنونه ( يهيمون ) يمضون فيجاوزون الحد مدحا وهجاء
226. ( وأنهم يقولون ) فعلنا ( ما لا يفعلون ) يكذبون
227. ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) من الشعراء ( وذكروا الله كثيرا ) لم يشغلهم الشعر عن الذكر ( وانتصروا ) بهجوهم الكفار ( من بعد ما ظلموا ) بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين فليسوا مذمومين قال الله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وقال تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ( وسيعلم الذين ظلموا ) من الشعراء وغيرهم ( أي منقلب ) مرجع ( ينقلبون ) يرجعون بعد الموت
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

27. سورة النمل
1. ( طس ) الله أعلم بمراده بذلك ( تلك ) هذه الآيات ( آيات القرآن ) آيات منه ( وكتاب مبين ) مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة
2. هو ( هدى ) هاد من الضلالة ( وبشرى للمؤمنين ) المصدقين به بالجنة
3. ( الذين يقيمون الصلاة ) يأتون بها على وجهها ( ويؤتون ) يعطون ( الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) يعلمونها بالاستدلال وأعيد هم لما فصل بينه وبين الخبر
4. ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة ( فهم يعمهون ) يتحيرون فيها لقبحها عندنا
5. ( أولئك الذين لهم سوء العذاب ) أشده في الدنيا القتل والأسر ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم
6. ( وإنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( لتلقى القرآن ) يلقى عليك بشدة ( من لدن ) من عند ( حكيم عليم ) في ذلك
7. اذكر ( إذ قال موسى لأهله ) زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر ( إني آنست ) أبصرت من بعيد ( نارا سآتيكم منها بخبر ) عن حال الطريق وكان قد ضلها ( أو آتيكم بشهاب قبس ) بالإضافة للبيان وتركها أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ( لعلكم تصطلون ) والطاء بدل تاء الافتعال من صلي النار بكسر اللام وفتحها تستدفئون من البرد
8. ( فلما جاءها نودي أن ) بأن ( بورك ) بارك الله ( من في النار ) موسى ( ومن حولها ) الملائكة أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان ( وسبحان الله رب العالمين ) من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء
9. ( يا موسى إنه ) الشأن ( أنا الله العزيز الحكيم )
10. ( وألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) حية خفيفة ( ولى مدبرا ولم يعقب ) يرجع قال تعالى ( يا موسى لا تخف ) منها ( إني لا يخاف لدي ) عندي ( المرسلون ) من حية وغيرها
11. ( إلا ) لكن ( من ظلم ) نفسه ( ثم بدل حسنا ) أتاه ( بعد سوء ) أي تاب ( فإني غفور رحيم ) أقبل التوبة وأغفر له
12. ( وأدخل يدك في جيبك ) طوق قميصك ( تخرج ) خلاف لونها من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) برص لها شعاع يغشي البصر آية ( في تسع آيات ) مرسلا بها ( إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين )
13. ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة ) مضيئة واضحة ( قالوا هذا سحر مبين ) بين ظاهر
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

14. ( وجحدوا بها ) لم يقروا وقد ( واستيقنتها أنفسهم ) تيقنوا أنها من عند الله ( ظلما وعلوا ) تكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد ( فانظر ) يا محمد ( كيف كان عاقبة المفسدين ) التي علمتها من إهلاكهم
15. ( ولقد آتينا داود وسليمان ) ابنه ( علما ) بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك ( وقالا ) شكرا لله ( الحمد لله الذي فضلنا ) بالنبوة وتسخير الجن والإنس والشياطين ( على كثير من عباده المؤمنين )
16. ( وورث سليمان داود ) النبوة والعلم دون باقي أولاده ( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) أي فهم أصواته ( وأوتينا من كل شيء ) تؤتاه الأنبياء والملوك ( إن هذا ) المؤتى ( لهو الفضل المبين ) البين الظاهر
17. ( وحشر ) جمع ( لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ) في مسير له ( فهم يوزعون ) يجمعون ثم يسافرون
18. ( حتى إذا أتوا على واد النمل ) هو بالطائف أو بالشام نمله صغار أو كبار ( قالت نملة ) هي ملكة النمل وقد رأت جند سليمان ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ) يكسرنكم ( سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) نزل النمل منزل العقلاء في الخطاب بخطابهم
19. ( فتبسم ) سليمان ابتداء ( ضاحكا ) انتهاء ( من قولها ) وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير ( وقال رب أوزعني ) ألهمني ( أن أشكر نعمتك التي أنعمت ) بها ( علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) الأنبياء والأولياء
20. ( وتفقد الطير ) ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره ( فقال ما لي لا أرى الهدهد ) أي أعرض لي ما منعني من رؤيته ( أم كان من الغائبين ) فلم أره لغيبته فلما تحققها
21. قال ( لأعذبنه عذابا ) تعذيبا ( شديدا ) بنتف رأسه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام ( أو لأذبحنه ) بقطع حلقومه ( أو ليأتيني ) بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة ( بسلطان مبين ) ببرهان بين ظاهر على عذره
22. ( فمكث ) بضم الكاف وفتحها ( غير بعيد ) يسيرا من الزمن وحضر لسليمان متواضعا برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه فعفا عمه وسأله عما لقي في غيبته ( فقال أحطت بما لم تحط به ) اطلعت على ما لم تطلع عليه ( وجئتك من سبأ ) بالصرف وتركه قبيلةة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف ( بنبأ ) خبر ( يقين )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

23. ( إني وجدت امرأة تملكهم ) اسمها بلقيس ( وأوتيت من كل شيء ) يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة ( ولها عرش ) سرير ( عظيم ) طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذرراعا وارتفاعه ثلاثون ذراعا مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق
24. ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ) طريق الحق ( فهم لا يهتدون )
25. ( ألا يسجدوا لله ) أي أن يسجدوا له فزيدت لا وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى لئلا يعلم أهل الكتاب والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى ( الذي يخرج الخبء ) مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات ( في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون ) في قلوبهم ( وما تعلنون ) بألسنتهم
26. ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم
27. ( قال ) سليمان للهدهد ( سننظر أصدقت ) فيما أخبرتنا به ( أم كنت من الكاذبين ) أي من هذا النوع فهو أبلغ من أم كذبت فيه ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضئوا وصلوا ثم كتب كتابا صورته من عبد الله سبيمان ابن داوود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد
28. ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ) أي بلقيس وقومها ( ثم تول ) انصرف ( عنهم ) وقف قريبا منهم ( فانظر ماذا يرجعون ) يرددون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت وخضعت خوفا ثم وقفت على ما فيه
29. ثم ( قالت ) لأشراف قومها ( يا أيها الملأ إني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة ( ألقي إلي كتاب كريم ) مختوم
30. ( إنه من سليمان وإنه ) مصمونه ( بسم الله الرحمن الرحيم )
31. ( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين )
32. ( قالت يا أيها الملأ أفتوني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا أي أشيروا علي ( في أمري ما كنت قاطعة أمرا ) قاضيته ( حتى تشهدون ) تحضرون
33. ( قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ) أي أصحاب شدة في الحرب ( والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) نا نطعك
34. ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) بالتخريب ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) مرسلو الكتاب
35. ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكا قبلها أو نبيا لم يقبلها فأرسلت خدما ذكورا وإناثا ألفا بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجا مكللا بالجواهر ومسكا وعنبرا وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا وأن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب والفضة وأن يؤتى بأحسن دواب البر والبحر مع أولاد الجن عن يمين الميدان وشماله
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

36. ( فلما جاء ) الرسول بالهدية ومعه أتباعه ( سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله ) من النبوة والملك ( خير مما آتاكم ) من الدنيا ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) لفخركم بزخارف الدنيا
37. ( ارجع إليهم ) بما أتيت من الهدية ( فلنأتينهم بجنود لا قبل ) لاطاقة ( لهم بها ولنخرجنهم منها ) من بلدهم سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم ( أذلة وهم صاغرون ) إن لم يأتوا مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت الأبواب وجعلت عليها حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف فيل مع كل فيل الوف كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها
38. ( قال يا أيها الملأ أيكم ) في الهمزتين ما تقدم ( يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده
39. ( قال عفريت من الجن ) هو القوي الشديد ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ( وإني عليه لقوي ) على حمله ( أمين ) على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان أريد أسرع من ذلك
40. ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان ( فلما رآه مستقرا ) ساكنا ( عنده قال هذا ) الاتيان لي به ( من فضل ربي ليبلوني ) ليختبرني ( أأشكر ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أم أكفر ) النعمة ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) لأجلها لأن ثواب شكره له ( ومن كفر ) النعمة ( فإن ربي غني ) عن شكره ( كريم ) بالافضال على من يكفرها
41. ( قال نكروا لها عرشها ) غيروه إلى حال تنكره إذا رأته ( ننظر أتهتدي ) إلى معرفته ( أم تكون من الذين لا يهتدون ) إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل له إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك
42. ( فلما جاءت قيل ) لها ( أهكذا عرشك ) أمثل هذا عرشك ( قالت كأنه هو ) أي فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت نعم قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلما ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين )
43. ( وصدها ) عن عبادة الله ( ما كانت تعبد من دون الله ) أي غيره ( إنها كانت من قوم كافرين )
44. ( قيل لها ) أيضا ( ادخلي الصرح ) هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار ( فلما رأته حسبته لجة ) من الماء ( وكشفت عن ساقيها ) لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا ( قال ) لها ( إنه صرح ممرد ) مملس ( من قوارير ) من زجاج ودعاها إلى الإسلام ( قالت رب إني ظلمت نفسي ) بعبادة غيرك ( وأسلمت ) كائنة ( مع سليمان لله رب العالمين ) وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

45. ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحا أن ) بأن ( اعبدوا الله ) وحدوه ( فإذا هم فريقان يختصمون ) في الدين فريق مؤمنون من حيث إرساله إليهم وفريق كافرون
46. ( قال ) للمكذبين ( يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ) بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن كان ما أتينا به حقا فأتنا بالعذاب ( لولا ) هلا ( تستغفرون الله ) من الشرك ( لعلكم ترحمون ) فلا تعذبوا
47. ( قالوا اطيرنا ) أصله تطيرنا ادغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل تشاءمنا ( بك وبمن معك ) المؤمنين حيث قحطوا وجاعوا ( قال طائركم ) شؤمكم ( عند الله ) أتاكم به ( بل أنتم قوم تفتنون ) تختبرون بالخير والشر
48. ( وكان في المدينة ) مدينة ثمود ( تسعة رهط ) رجال ( يفسدون في الأرض ) بالمعاصي منها قرضهم الدنانير والدراهم ( ولا يصلحون ) بالطاعة
49. ( قالوا ) قال بعضهم لبعض ( تقاسموا ) إحلفوا ( بالله لنبيتنه ) بالنون والتاء وضم التاء الثانية ( وأهله ) من آمن به أي نقتلهم ليلا ( ثم لنقولن ) بالنون والتاء وضم اللام الثانية ( لوليه ) لولي دمه ( ما شهدنا ) حضرنا ( مهلك أهله ) بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم ( وإنا لصادقون )
50. ( ومكروا ) في ذلك ( مكرا ومكرنا مكرا ) جازينا بتعجيل عقوبتهم ( وهم لا يشعرون )
51. ( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم ) أهلكناهم ( وقومهم أجمعين ) بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم
52. ( فتلك بيوتهم خاوية ) خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الاشارة ( بما ظلموا ) بظلمهم أي كفرهم ( إن في ذلك لآية ) لعبرة ( لقوم يعلمون ) قدرتنا فيتعظون
53. ( وأنجينا الذين آمنوا ) بصالح وهم أربعة آلاف ( وكانوا يتقون ) الشرك
54. ( ولوطا ) منصوب باذكرر مقدرا قبله ويبدل منه ( إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ) اللواط ( وأنتم تبصرون ) يبصر بعضكم بعضا انهماكا في المعصية
55. ( أئنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ) عاقبة فعلكم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

56. ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط ) أهله ( من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) من أدبار الرجال
57. ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها ) جعلناها بتقديرنا ( من الغابرين ) الباقين في العذاب
58. ( وأمطرنا عليهم مطرا ) هو حجارة السجيل فأهلكتهم ( فساء ) بئس ( مطر المنذرين ) بالعذاب مطرهم
59. ( قل ) يا محمد ( الحمد لله ) على هلاك الكفار من الأمم الخالية ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) هم ( آلله ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( خير ) لمن يعبده ( أما يشركون ) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
60. ( أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا ) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم ( به حدائق ) جمع حديقة وهو البستان المحوط ( ذات بهجة ) حسن ( ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ) لعدم قدرتكم عليه ( أإله ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة ( مع الله ) أعانه على ذلك أي ليس معه إله ( بل هم قوم يعدلون ) يشركون بالله غيره
61. ( أم من جعل الأرض قرارا ) لا تميد بأهلها ( وجعل خلالها ) فيما بينها ( أنهارا وجعل لها رواسي ) جبالا أثبت بها الأرض ( وجعل بين البحرين حاجزا ) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) توحيده
62. ( أم من يجيب المضطر ) المكروب الذي مسه الضر ( إذا دعاه ويكشف السوء ) عنه وعن غيره ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
63. ( أم من يهديكم ) يرشدكم إلى مقاصدكم ( في ظلمات البر والبحر ) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا ( ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) قدام المطر ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) به غيره
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

64. ( أم من يبدأ الخلق ) في الأرحام من نطفة ( ثم يعيده ) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها ( ومن يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أإله مع الله ) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه ( قل ) يا محمد ( هاتوا برهانكم ) حجتكم ( إن كنتم صادقين ) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
65. ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض ) من الملائكة والناس ( الغيب ) ما غاب عنهم ( إلا ) لكن ( الله ) يعلمه ( وما يشعرون ) كفار مكة كغيرهم ( أيان ) وقت ( يبعثون )
66. ( بل ) بمعنى هل ( ادارك ) وزن أكرم وفي قراءة أخرى ادارك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق ( علمهم في الآخرة ) بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك ( بل هم في شك منها بل هم منها عمون ) من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها
67. ( وقال الذين كفروا ) أيضا في إنكار البعث ( أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) من القبور
68. ( لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير الأولين ) جمع أسطورة بالضم ما سطر من الكذب
69. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
70. ( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم
71. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
72. ( قل عسى أن يكون ردف ) قرب ( لكم بعض الذي تستعجلون ) فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت
73. ( وإن ربك لذو فضل على الناس ) ومنه تأخير العذاب عن الكفار ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه
74. ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ) تخفيه ( وما يعلنون ) بألسنتهم
75. ( وما من غائبة في السماء والأرض ) الهاء للمبالغة أي شيء في غاية الخفاء على الناس ( إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار
76. ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) الموجودين في زمان نبينا ( أكثر الذي هم فيه يختلفون ) أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

77. ( وإنه لهدى ) من الضلالة ( ورحمة للمؤمنين ) من العذاب
78. ( إن ربك يقضي بينهم ) كغيرهم يوم القيامة ( بحكمه ) أي عدله ( وهو العزيز ) الغالب ( العليم ) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
79. ( فتوكل على الله ) ثق به ( إنك على الحق المبين ) الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى وبالصم وبالعمي
80. ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
81. ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصةن بتوحيد الله
82. ( وإذا وقع القول عليهم ) حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا ( أن الناس ) كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن نقدر الباء بعد تكلمهم ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن
83. واذكر ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) جماعة ( ممن يكذب بآياتنا ) وهم رؤساؤهم المتبعون ( فهم يوزعون ) يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون
84. ( حتى إذا جاؤوا ) مكان الحساب ( قال ) تعالى لهم ( أكذبتم ) أنبيائي ( بآياتي ولم تحيطوا ) من جهة تكذيبكم ( بها علما أم ) فيه إدغام ما الاستفهامية ( ماذا ) موصول أي ما الذي ( كنتم تعملون ) مما أمرتم به
85. ( ووقع القول ) حق العذاب ( عليهم بما ظلموا ) أشركوا ( فهم لا ينطقون ) إذ لا حجة لهم
86. ( ألم يروا أنا جعلنا ) خلقنا ( الليل ليسكنوا فيه ) كغيرهم ( والنهار مبصرا ) بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين
87. ( ويوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى من إسرافيل ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه ( إلا من شاء الله ) جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة ( أتوه ) بصيغة الفعل واسم الفاعل ( داخرين ) صاغرين والتعبير في الاتيان بالماضي لتحقيق وقوعه
88. ( وترى الجبال ) تبصرها وقت النفخة ( تحسبها ) تظنها ( جامدة ) واقفة مكانها لعظمها ( وهي تمر مر السحاب ) المطر إذا ضربته الريح تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا ( صنع الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله صنع الله ذلك صنعا ( الذي أتقن ) أحكم ( كل شيء ) صنعه ( إنه خبير بما تفعلون ) بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

89. ( من جاء بالحسنة ) لا إله إلآ الله يوم القيامة ( فله خير ) وثواب ( منها ) بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى عشر أمثالها ( وهم ) اللاجئون بها ( من فزع يومئذ ) بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم ( آمنون )
90. ( ومن جاء بالسيئة ) الشرك ( فكبت وجوههم في النار ) بأن وليتها وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى لهم تبكيتا ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون ) من الشرك والمعاصي قل لهم
91. ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) مكة ( الذي حرمها ) جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم الإنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصادد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب ( وله ) تعالى ( كل شيء ) فهو ربه وخالقه ومالكه ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) لله بتوحيده
92. ( وأن أتلو القرآن ) عليكم تلاوة الدعوى إلى الإيمان ( فمن اهتدى ) له ( فإنما يهتدي لنفسه ) لأجلها فإن ثواب اهتدائه له ( ومن ضل ) عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ( فقل ) له ( إنما أنا من المنذرين ) المخوفين فليس علي إلآ التبليغ وهذا قبل الأمر بالقتال
93. ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار ( وما ربك بغافل عما تعملون ) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم

28. سورة القصص
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( نتلوا ) نقص ( عليك من نبأ ) خبر ( موسى وفرعون بالحق ) الصدق ( لقوم يؤمنون ) لأجلهم لأنهم المنتفعون به
4. ( إن فرعون علا ) تعظم ( في الأرض ) أرض مصر ( وجعل أهلها شيعا ) فرقا في خدمته ( يستضعف طائفة منهم ) هم بنو إسرائيل ( يذبح أبناءهم ) المولودين ( ويستحيي نساءهم ) يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكه ( إنه كان من المفسدين ) بالقتل وغيره
5. ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير ( ونجعلهم الوارثين ) ملك فرعون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

6. ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ( ونري فرعون وهامان وجنودهما ) وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة ( منهم ما كانوا يحذرون ) يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه
7. ( وأوحينا ) وحي إلهام أو منام ( إلى أم موسى ) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ( أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) البحر أي النيل ( ولا تخافي ) غرقه ( ولا تحزني ) لفراقه ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا
8. ( فالتقطه ) بالتابوت صبيحة الليل ( آل ) أعوان ( فرعون ) فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ( ليكون لهم ) في عاقبة الأمر ( عدوا ) يقتل رجالهم ( وحزنا ) يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ( إن فرعون وهامان ) وزيره ( وجنودهما كانوا خاطئين ) من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه
9. ( وقالت امرأة فرعون ) وقد هم مع أعوانه بقتله هو ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) فأطاعوها ( وهم لا يشعرون ) بعاقبة أمرهمم معه
10. ( وأصبح فؤاد أم موسى ) لما علمت بالتقاطه ( فارغا ) مما سواه ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ( كادت لتبدي به ) بأنه ابنها ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالصبر أي سكناه ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله
11. ( وقالت لأخته ) مريم ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ( فبصرت به ) أبصرته ( عن جنب ) من مكان بعيد اختلاسيا ( وهم لا يشعرون ) أنها اخته وأنها ترقبه
12. ( وحرمنا عليه المراضع من قبل ) قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ( فقالت ) اخته ( هل أدلكم على أهل بيت ) لما رأت حنوهم عليه ( يكفلونه لكم ) بالارضاع وغيره ( وهم له ناصحون ) وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به
13. ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) بلقائه ( ولا تحزن ) حينئذ ( ولتعلم أن وعد الله ) برده إليها ( حق ولكن أكثرهم ) الناس ( لا يعلمون ) بهذا الوعد ولا بأن هذه اخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها اجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حر بي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

14. ( ولما بلغ أشده ) وهو ثلاثون سنة أو وثلاث ( واستوى ) بلغ أربعين سنة ( آتيناه حكما ) حكمة ( وعلما ) فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
15. ( ودخل ) موسى ( المدينة ) مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنها مدة ( على حين غفلة من أهلها ) وقت القيلولة ( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) إسرائيلي ( وهذا من عدوه ) قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) فقال له موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك ( فوكزه موسى ) ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش ( فقضى عليه ) ولم يمن يقصد قتله ودفنه في الرمل ( قال هذا ) قتله ( من عمل الشيطان ) المهيج غضبي ( إنه عدو ) لابن آدم ( مضل ) له ( مبين ) بين الاضلال
16. ( قال ) نادما ( رب إني ظلمت نفسي ) بقتله ( فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) أي المتصف بهما أزلا وأبدا
17. ( قال رب بما أنعمت ) بحق إنعامك ( علي ) بالمغفرة اعصمني ( فلن أكون ظهيرا ) عونا ( للمجرمين ) الكافرين بعد هذه إن عصمتني
18. ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ينتظر ما يناله من جهة القتيل ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ) يستغيث به على قبطي آخر ( قال له موسى إنك لغوي مبين ) بين الغواية لما فعلته بالأمس واليوم
19. ( فلما أن ) زائدة ( أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ) لموسى والمستغيث به ( قال ) المستغيث ظانا أنه يبطش به لما قال له ( يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن ) ما ( تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه
20. ( وجاء رجل ) هو مؤمن آل فرعون ( من أقصى المدينة ) آخرها ( يسعى ) يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم ( قال يا موسى إن الملأ ) من قوم فرعون ( يأتمرون بك ) يتشاورون فيك ( ليقتلوك فاخرج ) من المدينة ( إني لك من الناصحين ) في الأمر بالخروج
21. ( فخرج منها خائفا يترقب ) لحوق طالب أو غوث الله إياه ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) قوم فرعون
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

22. ( ولما توجه ) قصد بوجهه ( تلقاء مدين ) جهتها وهي قرية شعيب على مسيرة ثمانية أيام من مصر سمت بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها ( قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) أي قصد الطريق أي الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها
23. ( ولما ورد ماء مدين ) بئر فيها أي وصل إليها ( وجد عليه أمة ) جماعة ( من الناس يسقون ) مواشيهم ( ووجد من دونهم ) سواهم ( امرأتين تذودان ) تمنعان أغنامهما عن الماء ( قال ) موسى لهما ( ما خطبكما ) ما شأنكما لا تسقيان ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ) جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفون مواشيهم من الماء ( وأبونا شيخ كبير ) لا يقدر أن يسقي
24. ( فسقى لهما ) من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس ( ثم تولى ) انصرف ( إلى الظل ) لسمرة من شدة الشمس وهو جائع ( فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير ) طعام ( فقير ) محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألأهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما
25. ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فأجابها منكرا في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان مما يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعش قال أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال لا عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) إذ لا سلطان لفرعون على مدين
26. ( قالت إحداهما ) وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى ( يا أبت استأجره ) اتخذه أجيرا يرعى غنمنا بدلنا ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) استأجره بقوته وأمانته فسألها عنهما فأخبرته بما تقدم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها امشي خلفي وزيادة انها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه
27. ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) وهي الكبرى أو الصغرى ( على أن تأجرني ) تكون أجيرا لي في رعي غنمي ( ثماني حجج ) سنين ( فإن أتممت عشرا ) رعي عشر سنين ( فمن عندك ) التمام ( وما أريد أن أشق عليك ) باشتراط العشر ( ستجدني إن شاء الله ) للتبرك ( من الصالحين ) الوافين بالعهد
28. ( قال ) موسى ( ذلك ) الذي قلته ( بيني وبينك أيما الأجلين ) الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه ( قضيت ) أي فرغت منه ( فلا عدوان علي ) بطلب الزيادة عليه ( والله على ما نقول ) أنا وأنت ( وكيل ) حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

29. ( فلما قضى موسى الأجل ) أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به ( وسار بأهله ) زوجته بإذن أبيها نحو مصر ( آنس ) أبصر من بعيد ( من جانب الطور ) اسم جبل ( نارا قال لأهله امكثوا ) هنا ( إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر ) عن الطريق وكان قد أخطأها ( أو جذوة ) بتثليث الجيم قطعة وشعلة ( من النار لعلكم تصطلون ) تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها
30. ( فلما أتاها نودي من شاطيء ) جانب ( الواد الأيمن ) لموسى ( في البقعة المباركة ) لموسى لسماعه كلام الله فيها ( من الشجرة ) بدل من شاطيء بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج ( أن ) مفسرة لا مخففة ( يا موسى إني أنا الله رب العالمين )
31. ( وأن ألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها ( ولى مدبرا ) هاربا منها ( ولم يعقب ) يرجع فنودي ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
32. ( اسلك ) أدخل ( يدك ) اليمنى بمعنى الكف ( في جيبك ) وهو طوق القميص وأخرجها ( تخرج ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تعشي البصر ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر ( فذانك ) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره ( برهانان ) مرسلان ( من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين )
33. ( قال رب إني قتلت منهم نفسا ) هو القبطي السابق ( فأخاف أن يقتلون ) به
34. ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) أبين ( فأرسله معي ردء ) معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة ( يصدقني ) بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا ( إني أخاف أن يكذبون )
35. ( قال سنشد عضدك ) نقويك ( بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) غلبة ( فلا يصلون إليكما ) بسوء اذهبا ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) لهم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

36. ( فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ) واضحات حال ( قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ) مختلق ( وما سمعنا بهذا ) كائنا ( في ) أيام ( آبائنا الأولين )
37. ( وقال ) بواو وبدونها ( موسى ربي أعلم ) عالم ( بمن جاء بالهدى من عنده ) الضمير للرب ( ومن ) عطف على من قبلها ( تكون ) بالفوقانية والتحتانية ( له عاقبة الدار ) العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به ( إنه لا يفلح الظالمون ) الكافرون
38. ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ) فاطبخ لي الآجر ( فاجعل لي صرحا ) قصرا عاليا ( لعلي أطلع إلى إله موسى ) أنظر إليه وأقف عليه ( وإني لأظنه من الكاذبين ) في ادعائه إلاها آخر وأنه رسول
39. ( واستكبر هو وجنوده في الأرض ) أرض مصر ( بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر المالح فغرقوا ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) حين صاروا إلى الهلاك
41. ( وجعلناهم ) في الدنيا ( أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك ( يدعون إلى النار ) بدعائهم إلى الشرك ( ويوم القيامة لا ينصرون ) بدفع العذاب عنهم
42. ( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ) خزيا ( ويوم القيامة هم من المقبوحين ) المبعدين
43. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ( بصائر للناس ) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب ( وهدى ) من الضلالة لمن عمل به ( ورحمة ) لمن آمن به ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون بما فيه من المواعظ
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

44. ( وما كنت ) يا محمد ( بجانب ) الجبل أو الوادي أو المكان ( الغربي ) من موسى حين المناجاة ( إذ قضينا ) أوحينا ( إلى موسى الأمر ) بالرسالة إلى فرعون وقومه ( وما كنت من الشاهدين ) لذلك فتعلمه فتخبر به
45. ( ولكنا أنشأنا قرونا ) امما من بعد موسى ( فتطاول عليهم العمر ) طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره ( وما كنت ثاويا ) مقيما ( في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ) خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها ( ولكنا كنا مرسلين ) لك وإليك بأخبار المتقدمين
46. ( وما كنت بجانب الطور ) الجبل ( إذ ) حين ( نادينا ) موسى أن خذ الكتاب بقوة ( ولكن ) أرسلناك ( رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) وهم أهل مكة ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون
47. ( ولولا أن تصيبهم مصيبة ) عقوبة ( بما قدمت أيديهم ) من الكفر وغيره ( فيقولوا ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( ونكون من المؤمنين ) وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ والمعنى لولا الاصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك رسولا
48. ( فلما جاءهم الحق ) محمد ( من عندنا قالوا لولا ) هلا ( أوتي مثل ما أوتي موسى ) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى ( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ) حيث ( سحران ) فيه وفي محمد ( تظاهرا ) أي القرآن والتوراة ( وقالوا ) تعاونا ( إنا بكل كافرون ) من النبيين والكتابين ( قل )
49. ( قل ) لهم ( فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ) من الكتابين ( أتبعه إن كنتم صادقين ) في قولكم
50. ( فإن لم يستجيبوا لك ) دعاءك بالاتيان بكتاب ( فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) في كفرهم ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) أي لاأضل منه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

51. ( ولقد وصلنا ) بينا ( لهم القول ) القرآن ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنوا
52. ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله ) أي القرآن ( هم به يؤمنون ) أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام
53. ( وإذا يتلى عليهم ) القرآن ( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) موحدين
54. ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين ) بإيمانهم بالكتابين ( بما صبروا ) بصبرهم على العمل بهما ( ويدرؤون ) يدفعون ( بالحسنة السيئة ) منهم ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
55. ( وإذا سمعوا اللغو ) الشتم والأذى من الكفار ( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم ) سلام متاركة سلمتم منا من الشتم وغيره ( لا نبتغي الجاهلين ) لا نصحبهم
56. ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب ( إنك لا تهدي من أحببت ) هدايته ( ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم ) أي عالم ( بالمهتدين )
57. ( وقالوا ) قومه ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ننتزع منها بسرعة قال تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى ) يأمنون فيه من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض ( إليه ) بالفوقانية والتحتانية ( ثمرات كل شيء رزقا ) من كل أوب ( من ) لهم ( لدنا ولكن ) عندنا ( أكثرهم لا يعلمون وكم ) أن ما نقوله حق
58. ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ) عيشها واريد بالقرية أهلها ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا ) للمارة يوما أو بعضه ( وكنا نحن الوارثين ) منهم
59. ( وما كان ربك مهلك القرى ) بظلم منها ( حتى يبعث في أمها ) أعظمها ( رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) بتكذيب الرسل
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

60. ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها ) أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى ( وما عند الله ) أي ثوابه ( خير وأبقى أفلا تعقلون ) بالياء والتاء أن الباقي خير من الفاني
61. ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ) مصيبه وهو الجنة ( كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) فيزول عن قريب ( ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) النار الأول المؤمن والثاني الكافر أي لا تساوي بينهما
62. واذكر ( ويوم يناديهم ) الله ( فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) هم شركائي
63. ( قال الذين حق عليهم القول ) بدخول النار وهم رؤساء الضلالة ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) هم مبتدأ وصفة ( أغويناهم ) خبره فغووا ( كما غوينا ) لم نكرههم على الغي ( تبرأنا إليك ) منهم ( ما كانوا إيانا يعبدون ) ما نافية
64. ( وقيل ادعوا شركاءكم ) أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله ( فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ) دعاءهم ( ورأوا ) هم ( العذاب ) أبصروه ( لو أنهم كانوا يهتدون ) في الدنيا لما رأوه في الآخرة
65. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) إليكم
66. ( فعميت عليهم الأنباء ) الأخبار المنجية في الجواب ( يومئذ ) لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة ( فهم لا يتساءلون ) عنه فيسكتون
67. ( فأما من تاب ) من الشرك ( وآمن ) صدق بتوحيد الله ( وعمل صالحا ) أدى الفرائض ( فعسى أن يكون من المفلحين ) الناجحين بوعد الله
68. ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ما يشاء ( ما كان لهم ) للمشركين ( الخيرة ) الاختيار في شيء ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم
69. ( وربك يعلم ما تكن صدورهم ) تسر قلوبهم من الكفر وغيره ( وما يعلنون ) بألسنتهم من ذلك
70. ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى ) الدنيا ( والآخرة ) الجنة ( وله الحكم ) القضاء النافذ في كل شيء ( وإليه ترجعون ) بالنشور
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

71. ( قل ) لأهل مكة ( أرأيتم ) أي أخبروني ( إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ) دائما ( إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بضياء ) نهار تطلبون فيه المعيشة ( أفلا تسمعون ) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
72. ( قل ) لهم ( أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بليل تسكنون ) تستريحون ( فيه ) من التعب ( أفلا تبصرون ) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
73. ( ومن رحمته ) تعالى ( جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) في الليل ( ولتبتغوا من فضله ) في النهار للكسب ( ولعلكم تشكرون ) النعمة فيهما
74. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) ذكر ثانيا ليبنى عليه
75. ( ونزعنا ) أخرجنا ( من كل أمة شهيدا ) وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا ( فقلنا ) لهم ( هاتوا برهانكم ) على ما قلتم من الاشراك ( فعلموا أن الحق ) في الالاهية ( لله ) لا يشاركه فيه أحد ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك
76. ( إن قارون كان من قوم موسى ) ابن عمه وابن خالته وآمن به ( فبغى عليهم ) بالكبر والعلو وكثرة المال ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء ) تثقل ( بالعصبة ) الجماعة ( أولي ) أصحاب ( القوة ) أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر ( إذ قال له قومه ) المؤمنون من بني إسرائيل ( لا تفرح ) بكثرة المال فرح بطر ( إن الله لا يحب الفرحين ) بذلك
77. ( وابتغ ) اطلب ( فيما آتاك الله ) من المال ( الدار الآخرة ) بأن تنفقه في طاعة الله ( ولا تنس ) تترك ( نصيبك من الدنيا ) أي أن تعمل فيها للآخرة ( وأحسن ) للناس بالصدقة ( كما أحسن الله إليك ولا تبغ ) تطلب ( الفساد في الأرض ) بعمل المعاصي ( إن الله لا يحب المفسدين ) بمعنى أنه يعاقبهم
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى