مراتب الناس حال المصيبة للصف الثالث المتوسط الفصل الدراسي الأول لعام 1435-1436هـ

املي بالله

نائبة المدير العام
مراتب الناس حال المصيبة للصف الثالث المتوسط الفصل الدراسي الأول لعام 1435-1436هـ


الناس حال المصيبة على مراتب أربع:
المرتبة الأولى: التسخط وهو على أنواع:
النوع الأول: أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه فيغتاظ مما قدره الله عليه فهذا حرام، وقد يؤدي إلى الكفر قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ)(الحج: من الآية11) .
النوع الثاني: أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وهذا حرام .
النوع الثالث: أن يكون بالجوارح كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب .
المرتبة الثانية: الصبر
فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله، وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب، لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: ( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).(الأنفال: من الآية46) .
المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً، وهذه مستحبة، وليست بواجبة على القول الراجح، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر، لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا، أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليه.
المرتبة الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها))
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
واعلم أن الناس إذا أصيبوا ببلاء فلهم فيه مراتب متفاوتة.

يقول ابن القيم رحمه الله في معرض كلامه عن السائرين إلى الله: فإذا وردت عليهم أقداره التي تصيبهم بغير اختيارهم قابلوها بمقتضاها من العبودية، وهم فيها على مراتب ثلاثة: إحداها: الرضا عنه فيها والمزيد من حبه والشوق إليه وهذا نشأ من مشاهدتهم للطفه فيها وبره وإحسانه العاجل والآجل، ومن مشاهدتهم حكمته فيها ونصبها سببا لمصالحهم وشوقهم بها إلى حبه ورضوانه، ولهم من ذلك مشاهد أخر لا تسعها العبارة وهي فتح من الله على العبد لا يبلغه علمه ولا عمله. المرتبة الثانية: شكره عليها كشكره على النعم وهذا فوق الرضا عنه بها ومنه ينتقل إلى هذه المرتبة. فهذه مرتبتان لأهل هذا الشأن. والثالثة: للمقتصدين وهي مرتبة الصبر التي إذا نزل منها نزل إلى نقصان الإيمان وفواته من التسخط والتشكي واستبطاء الفرج واليأس من الروح والجزع الذي لا يفيد إلا فوات الأجر وتضاعف المصيبة. انتهى. طريق الهجرتين.

ومما سبق يتضح أن الإنسان عند نزول المصيبة إما أن يتسخط بجوارحه أو بقلبه على ربه، فهذا آثم. وإما أن يصبر ويحتسب مع كراهته لما حصل، فهذا قام بالواجب، وله أجر الصابرين. وإما أن يرضى، وهذه حالة أكمل من الصبر، فالصابر ساخط للبلاء؛ لكنه صابر، والراضي متساوٍ عنده الأمران بالنسبة لقضاء الله عز وجل. وإما أن يشكر الله على المصيبة حيث عجل له عقوبة ذنوبه لتكون في الدنيا، وذلك أهون من كونها في الآخرة، ثم يشكر الله على أنه إذا رضي وصبر كانت خيراً له، فيشكر الله على ذلك. وهذه أعلى المراتب. وعلى ذلك، فمجرد التسخط الداخلي على المقدور لا ينافي الصبر ما لم يظهر ذلك على فلتات اللسان وأفعال الجوارح، وإنما ينافي الرضا الذي هو أعلى منزلة من الصبر.


وأما إن كان قد وقع منك ما ينافي الصبر فلا شك أن أكمل الصبر ما كان عند الصدمة الأولى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الصبر عند الصدمة الأولى. متفق عليه.
قال النووي -رحمه الله- : "معناه الصبر الكامل الذي يترتب على الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه.
وعلى هذا، فقد فاتك أجر الصبر الكامل، ونرجو من الله تبارك وتعالى ألا يحرمك من أجر الصابرين الآن. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 61485.
والله أعلم.
 
الوسوم
الأول الثالث الدراسي الفصل المتوسط المصيبة الناس حال لعام للصف مراتب
عودة
أعلى