موسوعه ابرز الشعراء العرب

  • تاريخ البدء
بسم الله الرحمن الرحيم



(41)


شاعر العامية الكبير مأمون الشناوي
وهو شقيق الأديب الكبير الشاعر كامل الشناوي ، والحقيقة لا أعرف إن كان الأخ الأكبر أم الأصغر
عرف عنه البساطة في التعبير ، وأن كلماته تمس قلب المواطن المصري البسيط على عكس أخيه كامل الشناوي والذي اتسمت قصائده وكلماته بالتركيبات المعقدة بالنسبة لغير المتخصصين .. والذي يتابع أعماله يجدها خفيفة الظل بسيطة سلسة ، تدخل الوجدان وتمس المشاعر والأحاسيس بسهولة ، بالإضافة إلى أنها متنوعة ، فقد لا يصدق البعض أن مأمون الشناوي وهو الذي ألف أغاني " بعيد عنك " ، و"دارت الأيام " لأم كلثوم ، و" الربيع " و " يا زهرة في خيالي " لفريد الأطرش ، هو نفسه مؤلف أغنية " كراكشنجي دبح كبشه " لأحمد عدوية . وهذا هو التنوع الذي عرف به مأمون الشناوي وتميز به في عصره الذي كان ممتلئ بفطاحلة الشعر والزجل آنذاك ..
أعرف له هذه الأغاني وهي طبعا على سبيل المثال وليس الحصر :
أنا لك على طول
الي انشغلت عليه
صـــدفة
كل ليلة وكل يوم
ودارت الأيام
كفاية نورك عليا
ويلك ويلك يا مشتاق
حكاية غرامي
أول همسة
سنة وسنتين
.....
وغيرهم كثير من الأغاني الجميلة التي طالما استمعنا واستمتعنا بها


حبيبها .. لست وحدك حبيبها
حبيبها أنا. . حبيبها أنا قبلك ! !
وربما جئت بـعدك
وربما كنت مثلك ! !
حبيبها...حبيبها

*******************
فلم تزل تلقاني
وتستبــيح خداعى
بلهفــة فى اللقاء
بــرجفة فى الوداع
بـــدمعة ليس فيها
كالدمع . . إلا البريق
برعشـة هى نبض
.. نبض بغير عروق

****************
حبيبها ، وروت لى
ماكان منك ومنهم فهم كثير . . . ولكن
لا شىء نعرف عنهم
وعانقتنى ، وألقت
برأسها فوق كتفى
تباعدت وتـدانت
كإصبعين بكفى

*********************
ويحقر الحب قلبى
بالنار ، بالسكين
وهاتف يهتف بى
: حذار يامسكين

*******************
وسرت وحدى شريدًا
محطم الخطوات
تهزنى أنفـــاسى
تخيفنى لفتاتى
كهارب ليس يدرى
من أين ، أو أين يمضى ؟
شك ! ضباب ! حطام !
بعضى يمزق بعضى

******************
سألت عقلى فأصغى
وقال : لا ، لن تراهـــا
وقال قلبى : اراها
ولن تحب سواها
ما أنت ياقلب قل لى ؟
أأنت لعنة حبى ؟!
أأنت نقمة ربى ؟
إلى مـتى .. إلى متى
أنت قلبى ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم


(42)


مرسي جميل عزيز في سطور

- هو أحد أكبر شعراء الأغنية العربية المعاصرة، ومن أوسعهم شهرة وأغزرهم عطاءً يفيض شاعريةً وجمالاً .. شاعر كبير رقيق الإحساس، وزجّالٌ موهوب يغرف من بحر، له مئات من الأغاني الشهيرة على مدى حقبة الأربعينات والخمسينات الميلادية من القرن الماضي وما تلاها تردّدت على حناجر أكبر المطربين مثل .. أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالعزيز محمود ومحمد قنديل ومحمد فوزي وشادية ونجاة وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ الذي غنى له 35 أغنية، وفيروز وكارم محمود وصباح ..

- ولد مرسي جميل مرسي عزيز في 9 يونيو 1921م بمحافظة الشرقيّة مدينة الزقازيق بلد صلاح عبدالصبور وطلعت حرب .. وأبوه الحاج جميل مرسي من كبار تجار الفاكهة الميسورين .. وبعد أن حصل الشاعر على شهادة البكالوريا ( أي الثانوية) في عام 1940 التحق بكلية الحقوق وتخرّج منها ..
- ولما أنشئ معهد السينما في عام 1963كان مرسي جميل عزيز شاعر الأغاني الوحيد الذي التحق بالمعهد وحصل على دبلوم في كتابة السيناريو .. وقد كرمته الدولة فمنحته وسام الجمهورية للآداب والفنون في عام 1965كرائد للأغنية الشعبية والوصفية وكفارس للأغنية العاطفية.

- توفي مرسي جميل عزيز يوم 9فبراير عام 1980على إثر إصابته بمرض خطير سافر بسببه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج.. وبعد فترة علاج في المستشفيات عاد ليموت فوق تراب الوطن ..

بواكير الشاعرية الأولى .. الشرارة تشتعل !..

اللقاء مع أم كلثوم .. سيرة الحب

أم كلثوم

كتب مرسي جميل عزيز 3 أغاني لأم كلثوم هي على التوالي .. "سيرة الحب" عام 1964 .. "فات المعاد" 1967 .. "ألف ليلة وليلة" عام 1969 .. والملاحظ أن جميع تلك الأغاني من ألحان بليغ حمدي الذي اقترح على الشاعر أن يكتب نصّا تؤديه السيدة أم كلثوم، ويعبّر عن التجديد الموسيقي في الألحان الذي ينتهجه بليغ حمدي، فكتب أولى كلماته بعنوان "سيرة الحب" حققت نجاحاً ورواجاً .. وهي أشبه ماتكون بفلسفة تشرح أحوال العاشقين وحالات الحب والغرام .. ومن كلماتها :
طول عمري بخاف م الحب.. وسيرة الحب.. وظلم الحب لكل أصحابه
وأعرف حكايات مليانه آهات.. ودموع وآنين.. والعاشقين دابو ما تابوا
طول عمري بأقول لا أنا قد الشوق.. وليالي الشوق.. ولا قلبي قد عذابه
وقابلتك إنت ولقيتك
بتغير كل حياتي
ما أعرفش إزاي حبيتك
ما أعرفش إزاي يا حياتي
من همسة حب لقيتني با حب.. وأدوب في الحب.. وصبح وليل على بابه

################

فات من عمري سنين وسنين
شفت كثير وقليل عاشقين
اللي بيشكي حاله لحاله
واللي بيبكي على مواله
أهل الحب صحيح مساكين
يا ما الحب نده على قلبي
ما ردش قلبي جواب
يا ما الشوق حاول يحايلني
وأقول له روح يا عذاب
يا ما عيون شغلوني
لكن ولا شغلوني
إلا عيونك إنت
دول بس اللي خدوني
وبحبك أمروني
أمروني أحب لقيتني با حب.. وأدوب في الحب.. وصبح وليل على بابه

بليغ حمدي

فات المعاد .. هل كانت نبوءة سياسيّة بهزيمة 67 ؟!

في يوم الخميس 2 فبراير عام 67 وفي حفلتها الشهريّة وقفت أم كلثوم لتغني من كلمات شاعرنا هذه الأغنية :
فات الميعاد وبقينا بعاد
والنار بقت دخان ورماد
تفيد بإيه يا ندم
وتعمل إيه يا عتاب
طالت ليالي الألم
واتفرقوا الأحباب
وكفاية بقى تعذيب وشقا
ودموع في فراق ودموع في لقا
تعتب علي ليه أنا بإيديّه إيه
فات الميعاد
###############
الليل ودقة الساعات تصحّي الليل
الليل وحرقة الآهات في عز الليل
وقسوة التنهيد والوحدة والتسهيد لسه ما همش بعيد
وعايزنا نرجع زي زمان
قول للزمان ارجع يا زمان
وهات لي قلب لا داب ولا حب
ولا انجرح ولا شاف حرمان
تفيد يإيه يا ندم
وتعمل إيه يا عتاب
تعتب على ليه
أنا بإيديه إيه
فات الميعاد

أشهر الأغاني .. أوراق الورد !
يصعب إحصاء تراث غنائي كبير وغزير .. ولكن سنقف عند أعمال أساسية في الذاكرة الفنيّة الغنائية المعاصرة لايمكن نسيانها .. ومن تلك النماذج :

(سيرة الحب، فات المعاد،ألف ليلة وليلة، ، يامواعدني بكرة، ليه تشغل بالك ، كامل الأوصاف فتني، نعم ياحبيبي نعم، اسبقني ياقلبي، أنا لك على طول، ياخليّ القلب، الحلوة الحلوة، حبك نار، بتلوموني ليه، باحلم بيك، الحلو حياتي، العيون السود، هي دي هي، يا قلبي خبّي، ضحك ولعب وجد وحب، قاضي البلاج، بأمر الحب، جبت قلب منين، أنا قلبي إليك ميّال، ليه ياقلبي ليه، يمّه القمر ع الباب، ياتمر حنه، مال الهوى يمّه، نورا يانورا، أنا وانت وبس، منحرمش العمر منك، إسمع لما أقول لك، ياحبيبي ياواحشني، يا حبايبي يا غايبين، أما براوة، عيون القلب سهرانة مابتنامشي، أنا باستنّاك، عطشان يا أسمراني محبة، شباكنا ستايره حرير، سنة وسنتين، لولا الملامة ياهوى، لعبة الأيام، يا اسمر يا جميل يابو الخلاخيل، يا مرزوق يا ورد، ، باصعب على روحي ، الأرض أرضنا، أي والله أي والله، بلدي، وحياة محبتك، قلبي وعينيّ اختاروا، ياضنين الأمس، أموت أنا في حبيبي، يا عيني فين قلبي، أكدب عليك، ، ياغزال اسكندراني، حيران، سوف أحيا ...)

مقاطع من إبداعات مرسي جميل عزيز





-1-
أنا قلبي إليك ميال
ومفيش غيرك ع البال
إنت وبس اللي حبيبي
مهما يقولوا العُذال
................
وبحبّك قدّ عينيه
حتى اكتر منها شويّه
واسألها انت وحلّفها
على طول حتقول لك هيّه
................
والدنيا إنت بهجتها
والبهجة إنت فرحتها
والفرحة انت ياحبيبي
حلاوتها وابتسامتها
...............
ومليت الدنيا عليّه
ودّ .. حبّ .. حنيّة
خلّيتني أحب الدنيا
طول أيامي ولياليّه

-2-
يا حبيبي .. الليل وسماه ..
ونجومه وقمره .. قمره وسهره
وإنت وأنا.. يا حبيبي أنا .. يا حياتي أنا..
كلنا .. كلنا.. في الحب سوا ..
والهوى آه من الهوى
سهران الهوى يسقينا الهنا .. ويقول بالهنا .. يا حبيبي
يللى نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالى تعالى بعد سنه .. مش قبل سنه
دي ليلة حب حلوه بألف ليله وليله ..
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليله زي الليله
.....................................
إزاي أوصفلك يا حبيبي إزاي
قبل ما أحبك كنت إزاي
كنت ولا إمبارح فاكراه .. ولا عندي بكره أستناه..
ولا حتى يومي عايشاه..
خدتني بلحب في غمضة عين ..
وريتني حلاوة الأيام فين ..
الليل بعد ما كان غربه مليته أمان
والعمر إللي كان صحرا أصبح بستان
يالا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالى تعالى بعد سنه .. مش قبل سنه
دي ليلة حب حلوه بألف ليله وليله ..
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليله زي الليلة
...................................
يا قمر ليلى .. يا ظل نهاري يا حبي .. يا أيامي الهنية
عندي لك أجمل هديه ..
كلمة الحب إللي بيها .. تملك الدنيا وما فيها
واللي يفتح لك كنوز الدنيا ديه ..
قولها ليه ..
قولها للطير .. للشجر .. للناس
لكل الدنيا ... قولها ..
الحب نعمه ... مش خطيه
الله محبه .. الخير محبه .. النور محبه ... يا رب
تفضل حلاوة سلام أول لقا في إيدينا
وفرح أول ميعاد منقاد شموع حوالينا
ويفوت علينا الزمان يفرش أمانه علينا
يا رب ....
لا عمر كاس الفراق المر يسقينا
ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا
وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا
يا حبيبي ....
يلا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالى تعالى بعد سنه . مش قبل سنه
دي ليلة حب حلوه بألف ليله وليله...
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليله زي الليلة ..
ونقول للشمس تعالى بعد سنه . مش قبل سنه
دي ليلة حب حلوه بألف ليله وليله...
بكل العمر .. هو العمر إيه غير ليله زي الليلة ..


-3-
ليه ياقلبي ليه .. بتحلفني ليه
أخبّي الحكاية .. وأداري عليه
مااوصفلوش عذابي .. وحيرة شبابي
وحبّه اللي خدني .. من أهلي وصحابي
وازاي بس أداري .. وازاي يبقى جاري
واتشوّق إليه
...................
لا مش قادرة اخبّي .. بحبّه يا قلبي
وأحلف إنه اول .. وآخر حبايبي
واديني حقول له .. كلامك دا كلّه
شوف حتعمل إيه
...................
راح أقول له كل اللي داريته .. راح أقول له إزاي حبّيته
راح أقول له وحأقوله وأقول له .. وياريته يسمعني ياريته
ياقلبي بحبّه .. ومغلّبني حبّه
لكن أعمل إيه

--5-
لولا الملامة يا هوى لولا الملامة
لأفرد جناحى ع الهوى زى اليمامة
وأطير وأرفرف فى الفضا
و أهرب من الدنيا الفضا
و كفاية عمرى اللى إنقضى و انا
بأخاف من الملامة و آه من الملامة
.............................
سألونى كتير سألونى عليك بتحبيه
أيوه أيوه و حأنكر ليه
فرشوا لى الأرض دموع
والشمس جراح و ده كله عشان حبيت
ولا عشان قلت أنا حبيت
..........................
ياعيون عطشانه سهر يا قلوب مشتاقة سفر
كتروا م الحب تلاقوا فى الضلمة ألف قمر
بنحبّ يا ناس ننكر لو قلنا ما بنحبش
بنحب يا ناس وما حدش فى الدنيا ماحبش
والدنيا يا ناس من غير الحب ما تنحبش
حتى اللايمين زينا عاشقين
لكن خايفين لايمين تانيين
لولا الملامة يا هوى لولا الملامة

- 6 -
مال الهوى يامّه مال الهوى يامه
انا لا ملت اليه ولا ندهت عليه
هو اللي مال يامه مال الهوى يامه
مال الهوى
فات الهوى عالعين ما عرفتش جالها منين
سرق سواد الليل وكحل الجفين
واحترت اقوله ايه وانا لا ملت اليه
ولا ندهت عليه هوه اللي مال يامه
مال الهوى
ضلل عليه جناح هفهف شوية وراح
وزين الخدين بالورد والتفاح
واحترت اقول ايه وانا لاملت اليه
ولا ندهت عليه وهو اللي مال ايامه
مال الهوى
يا خوفي يامه يعود يطلب عيوني الشود
ويقطف التفاح والورد من عالعود
واحتار اقوله ايه وانا لا ملت اليه
ولا ندهت عليه هو اللي مال يامه
مال الهوى

-7-
فى يوم فى شهر فى سنه تهدى الجراح وتنام
************
وعمرى جرحى أنا أطول من الايام
************
وداع يادنيا الهنا وداع ياحب ياأحلام
***********
حبيبى شيفك وانت بعيد وانا فى طريق السهد وحيد
***********
وكل خطوه فى بعدك ليل وشوق وذكرى جديد
***********
حبيبى شايفك بقلبى شايفك بروحى شايفك بعينى شيفك
**********
شايف سلامك شايف كلامك ضحكه شفايفك
************
على جريح مشتاق يعرف نهايه جراحه
***********
فى يوم فى شهر فى سنه
**********
كنت اتمنى واعيش حواليك
ولا اشوف عمرى دمعه حزينه تملا عنيك
لو كان بايدى كنت افضل جنبك واجيب لعمرى ألف عمر واحبك
***********
يافرحه كانت ماليه عنيه واستكترتها الدنيا عليه
**********
حبيبى راح اللى راح وفرقنا الليالى
**********
ومهما ادارى الجراح حيعرف اللى جرالى
**********
فى يوم فى شهر فى سنة

-8-
نورا يانورا يانورا .. ياورده ناديه ف بنوره
اسمك على رسمك صوره .. م القمر انه ياقمورة
نورا يانورا يانورا
نورا يا اسم على مسمى .. الليل بيه يبقى نهار
عشت انت وعاش من سمى .. يا اميره على النوار
يانسيم رفاف .. يا شعير شفاف .. ولافيش اوصاف
توفيكى الحق يانورا
ياحلو ياللى الهو هفهف على توبك
أغير عليك م الهوا واحسد عليك توبك
مجروح ومالك دوا يا قلبى مكبوبك
اسمك على رسمك لايق .. سبحان من ابدع رسمك
ياندى الصبيحه الرايق .. اسم الله يانورا على اسمك
ياليالى العيد من غير مواعيد
ابو حظ سعيد اللى تحن عليه نورا
نورا يانورا يانورا

-9-
شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بيطير
وبقى لي كتير يا حبيبي يا حبيبي بقالي كتير
استنى تجيب الفرحه والتوب الابيض والطرحه
ونطير زي العصافير
شباكنا ستايره حرير ياللا يا حبيبي نطير
واقطف لي من البستان عقدين حب الرمان
وتلات وردات اخوات اشبكهم ع الفستان
ونطير زي العصافير
شباكنا ستايره حرير يلا يا حبيبي نطير
والنسمه تلعب بينا وتجيبنا وتودينا
نصبح على فرحة ورده ونبات على نور الياسمينا
ونطير زي العصافير
افرد جناحين الشوق وتعالى نطير من فوق
نسكن مع نجمه بعيد مشغوله بحب جديد
لا حد هناك يسمعنا مهما نقول ولا نعيد
ونطير زي العصافير
شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بيطير

-10-
كامل الاوصاف فتنى والعيون السود خدونى
**********
ليه يا قلبى ليه خدونى توهونى غربونى العيون السود
***********
العيون السود رموشهم ليل بتحلم باللى غايب
**********
العيون السود خدونى اه ياقلبى ياللى دايب
***********
علموك تسهر تغنى علموك شوق الحبايب
**********
ليه قلبى ليه خدونى توهونى غربونى العيون السود
**********
كامل الاوصاف فتنى والعيون السود خدونى
**********
من هواهم رحت اغنى ليه يا قلبى ليه خدونى
**********
توهونى غربونى العيون السود قالوا الصبر بحوره بعيده
**********
قالوا شفايفه نايات بتقول تنهيده وسهرت استنى والنجوم معايا
*********
دوبنى ودوبنا فى عيون نسايه ليه ياقلبى ليه خدونى
*********
توهونى غرقونى العيون السود كامل الاوصاف فتنى
**********
والعيون السود رمونى من هواهم رحت اغنى
*********
ليه ياقلبى خدونى العيون السود

-11-
عيون القلب سهرانة مابتنامش
لاأنا صاحية ولانايمة مابقدرش
يبات الليل يبات سهران على رمشى
وانا رمشى ماداق النوم وهوا عيونو تشبع نوم
وانا رمشى ماداق النوم وهوا عيونو تشبع نوم
روح يانوم من عين حبيبى روح يانوم
****
حبيتك يا حبيبى من غيرماسأل سؤال
وحاسهر يا حبيبى مهما طال المطال
انا بس الى محيرنى وخلانى انام
ازاى انا اقدر اسهر وازاى تقدر تنام
 
بسم الله الرحمن الرحيم


(43)


الامام البوصيري



هو : ( محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري ) شرف الدين

أبو عبد الله .

يقول في ( الأعلام ) : شاعرٌ ، حسن الديباجة ، مليح المعاني ، نسبته

إلى ( بوصير ) بمصر ، وأصله من المغرب ، من قلعة حمّاد ، له ديوان

شعر مطبوع ، وأشهر شعره البردة . انتهى

للبوصيري قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن

أشهرها – كما ذكرنا – هي البردة ، فبالإضافة إلى جمال معانيها ،

وصدق عباراتها ، فإنها ارتبطت بقصةٍ مع ناظمها – البوصيري –

رحمه الله تعالى .

أما القصة فقد ذكرها الذين ترجموا للناظم ، كما ذكرها شُرّاح البردة

وهم كُثر ، أذكر منهم : الشيخ ( عمر بن أحمد الخريوتي ) حيث شرح

البردة في كتاب أسماه ( شرح الخريوتي على البردة ) وهو مطبوع

وقد وضع في نهايته تقريظاً لعالِمَين جليلين هما :

( الشيخ إبراهيم الباجوري – والشيخ إبراهيم السقا )

كما أن الطبعة ذاتها قد وُضع على هامشها شرح آخر للبردة ، وهو

للشيخ : ( محيي الدين محمد بن مصطفى المعروف بشيخ زادة )

وكلا الشارحين روى القصة التالية ، نرويها ببعض التصرف :

أصيب الناظم – رحمه الله – بمرض الفالج ، أو ما يُسمى الآن

بالشلل النصفي ، وأُقعد ، فنظم هذه القصيدة ناوياً بها الإستشفاء

وبعد نظمه لها ، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ

عليه قصيدته تلك ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة

على جسمه ، فقام من نومه معافىً بإذن الله تعالى .

فلاعجب إذاً أن يكون لهذه القصيدة العصماء هذا الإنتشار وهذا

القبول عند العامة والخاصة .
وله – رحمه الله – قصائد أخرى في المديح :

أولاً : المطولات :

1 – الهمزية : وهي أطول قصائده في المديح النبوي ، وعدد

أبياتها : خمسمائة وسبعة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ كيف ترقى رقيّك الأنبياء*****يا سماءً ما طاولتها سماءُ }

2 –البائية الأولى : وعدد أبياتها سبعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ أزمعوا البين وشدّوا الرّكابا***فاطلبِ الصبر وخلّ العِتابا }

3 – البائية الثانية : وعدد أبياتها : مائة وثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ بمدح المصطفى تحيا القلوب**وتُغتفر الخطايا والذنوبُ }

4 – البائية الثالثة : وعدد أبياتها : مائة وستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ وافاك بالذنب العظيم المذنبُ**خجلاً يُعنّفُ نفسهُ ويؤنبُ }

5 – الحائية : وعدد أبياتها : تسعة وخمسون بيتاً ، ومطلعها :

{ أمدائحُ لي فيكَ أم تسبيحُ***لولاك ما غفر الذنوب مديحُ }

6 – الدالية : وعدد أبياتها : تسعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ إلهي على كل الأمور لك الحمد**فليس لِما أوليت من نعمةٍ حدّ }

7 –الرائية : وعدد أبياتها : أربعون بيتاً ، ومطلعها :

{ يا ربّ صل على المختار من مضر*والأنبيا وجميع الرسل ما ذُكروا}

8 – اللامية الأولى : وعدد أبياتها : مائتان وسبعة وثمانون بيتاً

ومطلعها :

{ جاء المسيح من الإله رسولا**فأبى أقلّ العالمين عقولا }

9 – اللامية الثانية : وعدد أبياتها : مائتان وأربعة أبيات ، ومطلعها :

{ إلى متى أنت باللذات مشغولُ**وأنت عن كل ما قدّمت مسؤولُ }

10 – الميمية المشهورة : وعدد أبياتها : مائة وأربعة وسبعون

بيتاً ، ومطلعها :

{ أمن تذكّرِ جيرانٍ بذي سلمِ**مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم }

11 – النونية : وعدد أبياتها : واحد وستون بيتاً ، ومطلعها :

{ سارت العيس يردّدْن الحنينا*ويُجاذِبْن من الشوق البُرينا }

ثانياً : المقطوعات :

1 – اللامية : وعدد أبياتها : عشرة أبيات ، ومطلعها :

{ مدح النبي أمان الخائف الوجل*فامدحه مرتجلاً أوغيرَ مرتجل }

2 – الميمية : وعدد أبياتها : ستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ محمد أشرف الأعراب والعجم*محمدٌ خيرُ من يمشي على قدم }

3 – التائية : وعدد أبياتها : ثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ الصبح بدا من طلعته ***** والليل دجا من وفرته }

وسنقتطف من بستان البوصيري بعض الزهور الفوّاحة ، والتي

زرعها في بردته ، وسقاها من معين حبه للمصطفى عليه الصلاة

والسلام :

يقول عندما يشكو الغرام :

أيحسب الصبّ أنّ الحبّ منكتم** ما بين منسجمٍ منه ومضطرم

لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طللٍ*ولا أرِقتَ لذكر البان والعلم

فكيف تنكر حباً بعدما شهدت***به عليك عدول الدمع والسقم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني*والحب يعترض اللذات بالألم

يا لائمي في الهوى العذري معذرةً*مني إليك ولو أنصفت لم تلُم

محّضتني النصحِ لكن لست أسمعه*إن المحب عن العذال في صمم

ويقول عند مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم :

محمدٌ سيد الكونين والثقليـــــن والفريقين من عُربٍ ومن عجم

نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ***أبرّ في قول لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته*لكل هول من الأهوال مقتحَم

فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ**ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس**غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

فهو الذي تمّ معناهُ وصورتُه**ثم اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النسم

منزّهٌ عن شريك في محاسنه**فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسم

وانسُبْ إلى ذاته ما شئت مِنْ شرف*وانسُبْ إلى قدره ما شئت من عِظَم

فإنّ فضل رسولِ الله ليس له**حدّ فيُعرِبَ عنه ناطق بفم

فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ*****وأنه خير خلق الله كلهم

لاطيبَ يَعْدِلُ ترباً ضمّ أعظمَه*طوبى لمنتشقٍ منه وملتثم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

(44)

علي محمود طه


أحد رواد الشعر الرومانسي ومدرسة أبوللو على وجه التحديد، لم يكن "المهندس" أو "الملاح التائه" ـ كما كان يُلقب، وفقاً لمهنته أو لديوانه الأول ـ مغرقاً في الرومانسية الحالمة كرفيقيه إبراهيم ناجي ومحمد عبدالمعطي الهمشري، كما انفرد وسط الجيل الأول لـ "أبوللو" بكتابة الشعر السياسي، القومي تحديداً، كقصيدة فلسطين الأشهر، بمطلعها التحريضي "أخي جاوز الظالمون المدى"، رغم وفاته قبل ثورة يوليو التي أنبتت النزعة العروبية.

ولد علي محمود طه في 3/8/1901، لأسرة من الطبقة الوسطى، حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني. واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب.

احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول "الملاح التائه"، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم "لامارتين". وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها.

وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له: ليالي الملاح التائه (1940) ـ أرواح وأشباح (1942) ـ شرق وغرب (1942) ـ زهر وخمر (1943) ـ أغنية الرياح الأربع (1943) ـ الشوق العائد (1945) ـ وغيرها.

وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة. وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير، حيث يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!

أهم الأعمال:
"ديوان علي محمود طه "، وصدر في عدة طبعات: "شرق وغرب" ـ "أرواح وأشباح " ـ "زهر وخمر" ـ "الشوق العائد " ـ "ليالي الملاح التائه " ـ "الملاح التائه".

ولم يسعفه الزمان فقد مات في 17/11/1949، إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة.

 
(45)



الأخطل الصغير.. شاعر الحب والهوى




<td width=1>


موسوعه ابرز الشعراء العرب



الأخطل


بلغـوها إذا أتــيـتم حـمـاهـــا.. أنني مت في الــغـرام فــداهــا.. وأذكروني لهــا بــكل جـمـيــل.. فعساها تـــبـــكي علي عساهـا.. واصحبوهــا لتربـتي ، فعظـــامي.. تشـتهي أن تدوســها قـدمــاهـا.

تحتفل مصر هذه الأيام بذكرى مولد الشاعر الملقب بالأخطل الصغير ، ففي عام 1885 كانت بيروت علي موعد مع ميلاد الشاعر الكبير بشارة عبدالله الخوري .. كان والده عبد الله يمارس الطب على الطريقة العربية، بينما تنتمي أمه حلا نعيم إلى أسرة بيروتية عريقة، وهو أصغر أخوته السبعة.

تلقى علومه في المدرسة الإكليركية الأرثوذكسية ثم انتقل بعد أربع سنوات إلى مدرسة الحكمة فدرس فيها ثلاث سنوات، وفيها بدأت موهبته تتفتح فكان من المتفوقين. وتعرّف في هذه الحقبة جبران خليل جبران، ثم انتقل إلى مدرسة المزار في غزير فمدرسة الأخوة (الفرير) في بيروت. فأتقن اللغة الفرنسية إضافة إلى لغته العربية، وبعدئذ توقف عن الدراسة.

أصدر جريدة "البرق" عام 1908 وضمت حينها كبار الأدباء والمفكرين ممن ناصروا حركات التحرر، وقد استمرت في الصدور حتى بداية عام 1933، عندما أغلقتها السلطات الفرنسية وألغت امتيازها نهائياً. وكانت قد توقفت طوعاً أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى.
انخرط الخوري في العمل السياسي بعد تردي الأوضاع ولما طغى الاستبداد التركي في بلاد الشام في عهد جمال السفاح، وأخذ يناهض في جريدته الحكام المستبدّين فعرّض نفسه لسخط الحكام حتى تعرض لمحاولة اغتيال عام 1910 تبعها إغلاق جريدته ثم تخفيه من النظام التركي.

وعاد الشاعر إلى الكتابة في أغلب الجرائد اللبنانية ولكن باسم مستعار لشاعر عربي من العصر الأموي وهو "الأخطل التغلبي" الذي وجد فيه الخوري مثلا له من الناحية السياسية، فكما كان الأخطل الكبير عربياً مقرباً من أمير المؤمنين الأموي، كان الأخطل الصغير عربياً ومقرباً من القادة العرب.

وفي عام 1916وأثناء جلوسه في مكتبه بالجريدة في أحد الأيام تسلّم ورقة صغيرة من صديقه الكاتب محمد كرو علي يقول فيها: "أترك كل شيء وأحرق ما لديك من أوراق ووثائق"، وقد كان القادة السياسيون العرب يجتمعون في مكاتب البرق؛ ففعل الأخطل وهرب الى ريفون ونزل عند صديقه الأباتي بستاني، واختبأ هناك باسم حنا فياض، ومن هناك بدأ يراسل أصدقاءه تحت اسم "الأخطل الصغير". وقد كتب المؤرخ يوسف إبراهيم يزبك في "أوراق لبنانية" أن جامعة الدول العربية وُلدت في مكاتب جريدة البرق قبل عشرات السنين من ولادتها رسمياً.


أنا في شمال الحب قلب خافق
وعلى يمين الحق طير شاد
غنيت للشرق الجريح وفي يدي
ما في سماء الشرق من أمجاد
فمزجت دمعته الحنون بدمعتي
ونقشت مثل جراحه بفؤادي



في يوليو عام 1925 رشّح نفسه للانتخابات النيابية ولكنه خسر المعركة، وفي العام نفسه انتخب نقيباً للصحفيين اللبنانيين.
وفي عام 1930 عُيّن رئيساً لبلدية برج حمّود، وفي 1932 انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق. وفي عام 1946 عُين مستشاراً فنياً للغة العربية في وزارة التربية الوطنية ببيروت.
يقول إ براهيم مشارة عن الشاعر "لقد كانت حياة الأخطل الصغير كشاعر وإنسان تترنح بين ثنائية لا مناص من الإفصاح عنها إنها ثنائية السرور والحسرة ، فما ذكر الجمال والحب والخمرة والأنس والنشوة إلا أعقبه بذكر الخوف والزمن الحامل معوله لهدم الأحلام وإحراق الرؤى وإصابة الخلايا بالعجز والتلف".

قصائد مغناة


تغني بأشعاره كبار نجوم الغناء في الوطن العربي, مثل قصيدة "يبكي ويضحك" التي تغنت بها فيروز، ورائعته "جفنه علم الغزل" التي تغني بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفيها:

جفنهُ علَّم الغزلْ ** ومن العلم ما قتلْ
فحرقنا نفوسنا ** في جحيم من القبلْ
ونشدنا ولم نزل ** حلم الحب والشباب
حلم الزهر والندى ** حلم اللهو والشراب
هاتها من يد الرضى ** جرعةً تبعث الجنون
كيف يشكو من الظما ** من له هذه العيون
يا حبيبي، أكُلَّما ** ضمنا للهوى مكان
اشعلوا النار حولنا ** فغدونا لها دخان
قل لمن لام في الهوى ** هكذا الحسن قد أمر
إن عشقنا.. فعذرنا ** أن في وجهنا نظر


كذلك لحن له وغني فريد الأطرش ثلاث قصائد أولهما " ختم الصبر بعدنا بالتلاقي "، وبعد سنوات غنى له " أضنيتني بالهجر " وعندما ذهب فريد إلى بيروت ليستأذن الشاعر الأخطل لغناء هذه القصيدة، وكان الأخطل قد بلغ من العمر عتيا فلم يتذكر الشاعر قصيدته فما كان من فريد إلا ان ذكر له اسم الديوان الذي نشرت فيه القصيدة، وأخر ما غناه للأخطل فكانت قصيدة " عش أنت " ومنها نقرأ:

عش أنت ، إني مت بعـدك *** وأطل إلى ما شئـت صـدك
كانت بقايــــــــا للغــــــرام *** بمهجتى فختمت بعدك
أنقى مـن الفجـر الضحـوك *** فهـل أعـرت الفـجـر خــدك
وأرق مــن طـبـع النسـيـم *** فهـل خلعـت عليـه بــردك
وألــذ مــن كــاس الـنـديـم *** فهل أبحت الكأس شهـدك
مـا كـان ضـرّك لــو عـدلـت *** أمـــا رأت عـيـنـاك قــــدك
وجعلـت مـن جفنـي متكـأ *** ومــــن عـيـنــي مــهــدك
ورفعت بـي عـرش الهـوى*** ورفعت فوق العرش بنـدك




مواقف وطنية

جسد شعر الأخطل الأحداث السياسية وعكس طموح الشاعر الى الحرية والعدالة والتقدم، وللشاعر مواقف وطنية وشعريـة جريئة، فعندما رحل صديقه وديع حـداد، حضـر تأبـينه حشد من رجال السياسة والمنـدوب السامي الفرنسي فوقـف الشاعر على المنـبر يرثي صديـقه بقصــيدة جاء فيـها:
قل للوديع أفي جوارك منزل *** بين القبور لأمة وبلادي
القبر إن عقّ البلاد رجالها *** وتبدلت بالأصدقاء أعادي
وهوت الى الدرك السحيق وقادها *** في الغي شرذمة من الأوغاد

وحينها هجم عليه رجال الأمن وأنزلوه بالقوّة عن المنبر، لكن الجمهور أنقذه وأعاده الى المنبر لإكمال قصيدته.
وعندما رحل الزعيم المصري سعد زغلول كتب الخوري قصيدة يرثيه فيها تقول:


قالوا دهت مصر دهياء فقلت لهم هل غيض النيل أم زلزل الهرم؟
قالوا أشد وأدهى قلت ويحكم إذن لقد مات سعد وانطوى العلم
لم لا تقولون أن العرب قاطبة تيتموا كان زغلول أبا لهم
لم لاتقولون أن الغرب مضطرب لم لاتقولون أن الشرق مضطرم
لطف المسيح مذاب في حناجره وعزم أحمد في جنبيه يحتدم
صلى عليه النصارى في كنائسهم والمسلمون سعوا للقبر واستلموا



<td width=1>


موسوعه ابرز الشعراء العرب



في حب وطنه لبنان


وللشاعر كثير من القصائد في بلده "لبنان" ومنها ننتقي قصيدة "لبنان! عيد ما أرى" وفيها:


لبنان عيد ما أرى أم مأتم
لله أنت وجرحك المبتسم ..
عصروا دموعك وهي جمر لاذع
يتنورون بها وصحبك مظلم
***
قل للرئيس إذا أتيت نعيمه
إن يشق رهطك فالنعيم جهنم
أيطوف الساقي هنا بكؤوسه
ويزمجر الجابي هناك ويرزم
تعرى الصدور هنا على قبل الهوى
وهناك عارية تنوح وتلطم
والكهرباء هنا تشع شموسها
وسراج أكثر من هناك الأنجم ..
***
لبنان يا بلد الذاجة والوفا
حلم .. وهل غير الطفولة يحلم
هذا حصيرك والحبيبات التي
كانت غذاءك واللحاف المبهم
بيعت لتهرق في الكؤوس مدامة
هي - لا روتهم - أنفس تتألم
***
لبنان يا بلد السذاجة والوفا
حلم .. وهل غير الطفولة يحلم
كبر الزمان ولا تزال كأمسه
فعساك تكبر أو لعلك تفطم
زمن به تشقي الفضائل أهلها
ألصدق يقتل والمرؤة تعدم

مواقف في حياة الشاعر

نورد هنا موقفا بين الأخطل وبين الشاعر سعيد عقل الذي وقف في قاعة وست هول بالجامعة الأمريكية في بيروت، بعد أن ألقى الأخطل قصيدته الشهيرة بعنوان "عروة وعفراء" ومطلعها:‏
مهد الغرام ومسرح الغزلان‏
حيث الهوى ضرب من الإيمان‏
فقام سعيد عقل ليقول: إنه لا يقيم وزناً لشاعر يعيش على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تغسل أقدامه الأمواج، ويكلله صنين بتيجانه. ثم يحمل نفسه إلى الصحراء لتوشي قصائده!!‏
فعاد الأخطل إلى المنبر مرة ثانية ليدافع عن نفسه، قائلاً:
ومعشر حاولوا هدمي ولو ذكروا لكان أكثر ما يبنون من أدبي‏
تركتهم في جحيم من وساوسهم‏
ورحت أسحب أذيالي على السحب‏

وبعد سنوات يكتب سعيد عقل مقدمة لديوان الأخطل الصغير بعنوان "أغنية الجراح والرماح" يمجد فيها الشاعر، ويؤكد أن المقدمة كانت بتكليف من الأخطل الصغير، ويورد قصة الهجوم الذي شنه عليه يوما.

نذكر انه في أحد المرات زار الكاتب مصطفى أمين الشاعر في منزله الكائن آنذاك في منطقة الدورة، لإجراء حديث صحفي معه، وعندما رأى المناظر الطبيعية المحيطة به قال مصطفى أمين "الآن عرفنا من أين تستوحي قصائدك"، فأجابه الأخطل "ولكن يا أستاذ مصطفى صحيح هذه المناظر جميلة، إنما أجمل قصائدي نظمتها أثناء النوم، أو وأنا واقف على شرفة مكتبي في ساحة الشهداء في بيروت".

نقرأ من قصيدة "الهوى والشباب" التي حمل الديوان الشهير عنوانها:

الهوى والشباب والأمل المنشود *** توحي فتبعث الشعر حيّا
الهوى والشباب والامل المنشود *** ضاعت جميعها من يديّا
يا أيها الخافق المعذب يا قلبي *** نزحت الدموع من مقلتيّا
فحتم على ارسال دمعي *** كلما لاح بارق في محيّا
حبيبي لأجل عينيك ما القى *** وما أول الوشاة عليّا
أأنا العاشق الوحيد لتلقي *** تبعات الهوى على كتفيّا

في 30 يوليو 1968م رحل الشاعر في بيروت بمنزله بالدورة بعد أن ملأ الدنيا ضجيجا وأشعارا لازالت باقية حتي يومنا.
ضحك المجدُ لنا لما رآنا
بدم الأبطال مصبوغاً لِوانا
عرسُ الأحرار أن تسقي العِدى
أكؤساً حُمراً وأنغاماً حزانى
نركب الموتِ إلى (العهد) الذي
نحرتْه دون ذنب حُلفانا
أمِنَ العدل لديهم أننا
نزورع النصر ويجنيه سِوانا
كلّما لَوَّحتَ بالذكرى لهم
أوسعوا القول طلاء ودِهانا
ذنبنا والدهر في صرعته
أنٍْ وفينا لأخي الوِد وخانا



 
بسم الله الرحمن الرحيم


(46)



نزار قباني في سطور


نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية".
التحق بعد تخرجة بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 .
بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).
كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".
تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و زينب . توفي ابنه توفيق و هو في السابعة عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ..
بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .
وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .

كل الأساطير ماتت ….
بموتك … وانتحرت شهرزاد .

متى يعلنون وفاة العرب؟؟


- 1 -

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

- 2 -

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

- 4 -

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

- 5 -

أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

- 6 -

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...

- 8 -

أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

- 9 -

أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!

- 10 -

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

- 12 -

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

- 13 -

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!

- 14 -

أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...

- 15 -

أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16 -

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

- 17 -

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

- 18 -

أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...



لندن - 1994

نشرت هذه القصيدة في جريدة الحياة في 28 أكتوبر 1994 ، العدد


 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم


(47)



جورج جرداق




جورج سجعان جرداق، ولد في جديدة مرجعيون بلبنان الجنوبي، في بقعة من أجمل بقاع الأرض وأحفلها بأحداث التاريخ وذكريات السابقين، وفي أسرة غسّانية قحطانية الجذور، وربيت في بيئة عامّة عربية القلب واللسان، وبيئة خاصة طُبعت على الميل إلى طلب المعرفة. وكان لشقيقه الأكبر، العالم اللغوي والشاعر والمهندس فؤاد جرداق، تأثير خاص في توجيهي منذ الطفولة.


من اجمل قصائده


هذه ليلتي
هذه ليلتي وحلم حياتي
بين ماض من الزمان وآت
الهوى انت كله والاماني​


فأملا الكأس بالغرام وهات
بعد حين يبدل الحب دارا
والعصافير تهجر الاوكارَ
وديار كانت قديما ديارا
سنراها كما نراها قفارا
*******
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر
والمسا الذي تهاوى الينا
ثم اصغي والحب في مقلتينا
لسؤال عن الهوى وجواب
وحديث يذوب في شفتينا
قد اطال الوقوف حين دعاني
ليلمّ الاشواق عن اجفاني
فادن مني وخد اليك حناني
ثم اغمض عينيك حتى تراني
وليكن ليلنا طويلا
فكثير اللقاء كان قليلا
*******
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر
ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا
لو حملنا الايام في راحتينا
صدفه اهدت الوجود الينا
واتاحت لقاءنا فالتقينا
في بحار تئن فيها الرياح
ضاع فيها المجداف والملاح
كم اذل الفراق منا لقاء
كل ليل اذا التقينا صباح
ياحبيب قدّ فيه سهادي
وغريب مسافر بفؤادي
*******
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر
سهر الشوق في العيون الجميلة
حلم آثر الهوى ان يطيله
وحديث في الحب إن لم نقله
اوشك الصمت حولنا ان يقول
ياحبيبي وانت خمري وكأسي
ومني خاطري وبهجه انسي
فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي
ودي في هواك يسبق امسي
هل في ليلتي خيال الندامى
والنواسي عانق الخياما
وتساقوا من خاطر الاحلام
واحبو واسكروا الاياما​


*******
رب من اين للزمان صباه
ان غدونا وصحبه ومساه
ان يرى الحب بعدنا من حداه
نحن ليل الهوى ونحن ضحاه
ملء قلبي شوق وثل كياني
هذه ليلتي فقف ..يازماني
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعال احبك الآن اكثر
*******

 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم

(48)


امل دنقل



ولد أمل دنقل في بلدة القلقة بمحافظة قنا في صعيد مصر عام 1940، وله خمس مجموعات شعرية مطبوعة وهي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، تعليق على ما حدث، مقتل القمر، العهد الآتي، أحاديث في غرفة مغلقة، وله مجموعة شعرية كتبها خلال فترة مرضه، وهي بعنوان أوراق الغرفة رقم 8، وقد جمع شعره في ديوان واحد بعنوان ديوان أمل دنقل. وتوفي في القاهرة حيث توفي يوم السبت 21/4/1983.

قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة


أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !
 
بسم الله الرحمن الرحيم


(49)
موسوعه ابرز الشعراء العرب


ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .

- بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .

- تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .

- عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .

- بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

- ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .

- تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .

- اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .

- كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .

- بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .

ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .

- بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

- توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .

- يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .



أبشروا بمحمد
أَبَنـيِ الكنانـةَ أبشِـروا بِمحمَّدٍ
وثِقوا بـراعٍ فِي المكـارم أَوحـدِ

فَهُو الزَّعيـمُ لَكـمْ بِكلِّ فَضيلـةٍ
تَبقَى مآثِرُهـا ، وعيـشٍ أَرغـدِ

مَلِـكٌ نَمتـهُ أرومـةٌ علـويَّـةٌ
ملكَت بسؤدُدِهـا عنـانَ الفرقـدِ
يقظُ البصيرةِ لو سـرَت فِي عينـهِ
سِنَـة الرِّقـادِ ، فقلبـهُ لَمْ يرقـدِ
بدهاتهُ قيـدُ الصـوابِ ، وعَزمـهُ
شرُكُ الفوارسِ فِي العجاجُ الأربـدِ
فَإذا تنمَّـرَ فَهُو (زيدٌ) فِي الوَغَـى
وإذا تكلَّم فَهُو (قيسٌ) فِي النـدي
متقسَّمٌ ما بيـنَ حنكـةِ أشيـبٍ
صدَقت محيلَتـهُ ، وحليـةِ أمـردِ
لا يستريحُ إلى الفراغِ ، ولا يَـرَى
عَيشـاً يلـذُّ بِـهِ إذا لَمْ يَجهَـدِ
فَنَهارهُ غَيـثُ اللَّهيـفِ ، وليلـهُ
فِي طاعَةِ الرَّحـمنِ لَيـلُ العبَّـدِ
لَهجٌ بِحبِّ الصَّالِحـاتِ ، فكلمـا
بَلغَ النهايـةَ من صنيـعٍ يبتـدي
خُلُقٌ تَميَّـزَ عـن سِـواهُ بفضلـهِ
والفضلُ فِي الأخلاقِ إرثُ المُحتـدِ
إقليدٌ معضلـةٍ ، ومعقِـلُ عائـذٍ
وسـماءُ منتجعٍ ، وقبلـةُ مهتـدِ
حسُنَت بهِ الأيامُ حتَّـى أسفـرَتْ
عَن وجهِ معشوقِ الشَّمائلِ أغيَـدِ
وصفت مواردُ مصرَ حتى أصبحَتْ
بعـدَ الكـدورةِ شرعـةً للـورَّدِ
فالعـدلُ يرعاهـا برأفـةِ والـدٍ
والبأسُ يَحمِيهَـا بصولـةِ أصيَـدِ
بلغت بفضـلِ (مُحمَّدٍ) ما أملـت
من عيشـةٍ رغـدٍ وجـدٍّ أسعـدِ
هـو ذلكَ الملـكُ الذي أوصافـهُ
فِي الشعر حليةُ راجـزٍ ومقصِّـدِ
فَبِنـورهِ فِي كلِّ جنـحٍ نَهتَـدي
وبِهَديهِ فِي كلِّ خطـبٍ نقتـدي
سنَّ المشورةَ ، وهي أكـرمُ خطَّـةٍ
يَجـري عَلَيهـا كلَّ راعٍ مرشـدِ
هي عصمةُ الدِّين الَّتِي أَوحَى بِهـا
رَبُّ العِبادِ إلـى النَّبِـي مُحمَّـدِ
فَمـن استَعـانَ بِها تأيَّـدَ مُلكـهُ
ومن استَهـانَ بِأمرهـا لَمْ يَرشُـدِ
أمـرانِ ما اجتمعـا لقائـدِ أمـةٍ
إلاَّ جَنَـى بِهمـا ثِمـارَ السـؤددِ
جَمعٌ يكـونُ الأمر فِيمَـا بَينَهـم
شورى ، وجندٌ للعـدو بِمرصـدِ
هَيهَاتَ يَحيـا المُلكَ دونَ مشـورةٍ
ويعـزُّ ركنَ المَجـدِ ما لَمْ يعمـدِ
فَالسَّيفُ لا يَمضي بـدونِ رويَّـةٍ
والرَّأي لا يَمضـي بغيـرِ مهنَّـدِ
فاعكفْ على الشورى تَجد فِي طيِّها
من بينـات الحكـمِ ما لَمْ يوجـدِ
لا غرو إن أبصرتَ فِي صفحاتـها
صورَ الحوادثِ ، فهي مـرآةُ الغـدِ
فالعقل كالمنظـارِ يبصـرُ ما نـأى
عنـه قريبـاً ، دونَ لمـسٍ باليـدِ
وكفاكَ علمُكِ بالأمورِ، وليسَ مـن
سلكَ السَّبيـل كحائـرٍ لَمْ يَهتَـدِ
فلا أنـتَ أولَ من أفـادَ بعدلـهِ
حـريـةَ الأخـلاقِ بعـدَ تعبُّـدِ
أطلقـتَ كلَّ مقيَّـدٍ ، وحلَّلـتَ
كُلَّ معقَّدٍ ، وجَمعـتَ كلَّ مبـدَّدِ
وتَمتَّعـتْ بالعـدلِ منـكَ رعيَّـةٌ
كانت فريسـةَ كلِّ بـاغٍ معتـدِ
فاسلم لِخَير ولايـةٍ عـزَّت بِهَـا
نفسُ النصيـحِ ، وذلَّ كلُّ مفنَّـدِ
ضرحت قذاةَ الغيِّ عن جفنِ الهدى
وسرت قناعَ اليأسِ عن أمـلٍ نـدِ
ضمت إليكَ زمـامَ كـلِّ مثلِّـثٍ
وثنت إليكَ عنـانَ كـلِّ موحِّـدِ
وتألَفـتْ بَعـدَ العـداوةِ أنفـسٌ
سكنت بعدلكَ فِي نعيـمٍ سرمـدِ
فحبـاكَ ربُّكَ بالجميـلِ كرامـةً
لجزيـلِ ما أوليـتَ أمَّـةَ أَحـمدِ
وتَهـنَّ بالـملكِ الَّـذي ألبستـهُ
شرفـاً بِمثـلِ ردائـهِ لَـمْ يَرتـدِ
بزغت بِهِ شَمسُ الهدايةِ بعـدَ مـا
أفلَت ، وأبصرَ كلُّ طـرفٍ أرمـدِ
لَمْ يَبقَ من ذي خلـةٍ إلاَّ اغتـدى
بِجَميلِ صنعِـكَ مصـدراً للوفَّـدِ
بَلَغَـتْ بِكَ الآمـالَ أبعـدَ غايـةٍ
قصرَت على الإغضاءِ طرفَ الحسَّدِ
فَاسعَد وَدمْ واغنم وجُدْ وانعمْ وسُد
وابدأ وعُد وتَهـنَّ واسلـم وازدَدِ
لا زالَ عدلكَ فِي الأنـامِ مُخَلـداً
فالعدلُ فِي الأيـامِ خيـرُ مُخَلَّـدِ
 
بسم الله الرحمن الرحيم



(50)...


موسوعه ابرز الشعراء العرب

الشاعر محمد الفيتوري... ويده المرتعشة

بقلم سيدي محمد
عندما نكتب عن شاعر عربي فإننا بالتأكيد سنكتب وأمام أعيننا أننا نكتب عن قصيدة عاشت في المنفى وماتت في المنفى دون أن يقرأها أحد لا لشيء سوى أن الكلمة الإبداعية مزعجة، خاصة إذا كان صاحبها يمتلك تاريخا وامتدادا إبداعيا لا يعترف بقوانين الرتابة وأقفاص السكون

الشاعر محمد الفيتوري ويده المتعبة أحد المنفيين داخل وطنه حيث لم يعد المنفى مجرد حرمان من العيش على أرض تصالحت معها النفس والروح بل أن تغيب وأنت حاضر... فقليلون هم الذين يعرفون أن الشاعر الذي غنى لأفريقيا وعاش لأفريقيا وسيموت لأفريقيا لم يعد قادرا على الكتابة بيده اليمنى بعد أن شدت أجمل الألحان مسجلة الماضي والحاضر والمستقبل

يد الفيتوري المرتعشة بعد أن أصيب بجلطة دماغية أصبحت تأبى أن تطاوع ترنيمات يمليها عبقر شعره الذي قال عنه مرة إنه يذهب إليه ولا ينتظر مجيئه عكس الشعراء الآخرين

الفيتوري مهر أصيل ضل وهاده ما بين مضارب تغلب وبكر وكندة وعبس ساكنا روح عنترة مرورا بكل عصور التشظي العربي شعرا وسياسة، حتى أصبحت قصائده سجلا وديوانا لكل أشكال الحركة المعاصرة بترسباتها وسباتها وثوراتها ومخاضها، وكأنما سكنت روحه شجر النيل أو خبأ ذاته في نقوش تضاريس أمته

سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق
حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا

إنه طيف منفلت من عصور الرتابة جاء تاركا خلفه كتب الرمل متطلعا إلى كتب الغيم وشموسها التي لا تضيء وكائناتها التي تعيش في الظلام كالدبابير.. بدءا من أغاني افريقيا سكب الفيتوري حريته على كل بقعة من أرض أفريقيا وأسال دم قصيدته فداء للقصائد الأخرى.. مستنشقا نسيم الشعر الذي لا تحده الحدود ساخطا ومعريا لأبشع صور الموت داخل الحياة

قلها‏,‏ لاتجبن‏,‏ لا تجبن
قلها في وجه البشرية
أنا زنجي وأبي زنجي الجد
وأمي زنجية
أنا أسود‏,‏ لكني
حر أمتلك الحرية
أرضي أفريقية

الحرية عنده هي الأصل بينما الأحداث الأخرى عوارض

أمس قد مر طاغية من هنا
نافخا بوقه تحت أقواسها
وانتهى حيث مر

وهنا ندرك أن سر هذه الحرارة في قصائده التي يشكل فيها التصادم والعناد والصرخة إيقاعا ‏يكاد يكون منتظما، هي بسبب الجمرة الأفريقية في دم الفيتوري التي مازالت متقدة تلتهم عواطفه وتثور معها أحاسيسه مع مأساة انتعال ذلك الجسد الأفريقي كما عرتها رواية الجذور بكل قرف حضاري

جبهة العبد ونعل الســيد
وأنين الأسود المضطهـد
تلك مأساة قرون غبـرت
لم أعد أقبلها لم أعــــد
كيف يستعبد أرضي أبيض
كيف يستعبد أمسي وغـدي
كيف يخبو عمري في سجنه
وجبال السجن من صنع يدي
أنا فلاح ولي الأرض التـي
شربت تربتها من جســدي

وربما غذى تلك الجمرة الزنجية لدى شاعرنا لهيب من الدم العربي الصحراوي المكهرب بقضايا أمة مازالت في حالة موت سريري منذ نصف قرن ليشكل الفيتوري بذلك حالة فريدة من الانتماء للونين مختلفين وتاريخين يصعب المزج بينهما، وهي حالة الجيل الذي ينتمي إليه الفيتوري ‏(‏ محيي الدين فارس وتاج السر الحسن وجيلي عبد الرحمن) والذي تضج قصائده بأصداء هذه النزعة الزنجية والولاء العربي

فهل نجح الفيتوري في خلق التوازن أم ضاع بين الثقافتين؟

قد لا نظلم الشاعر الكبير إذا قلنا بأنه كان منصفا جدا ووفيا لأفريقيته وزنجيته وكتب عنها أجمل ما يمكن أن يهديه عاشق لمحبوبته، ووعيا منه بذلك كان لا بد من وداع يثبت في الذاكرة البشرية هذا الرصيد الشعري الذي يؤكد على التحام الفيتوري بقضيته، فجاء ديوانه "اذكريني يا أفريقيا" كنهاية لمرحلة وبداية لأخرى قومية عربية

هذا الشاعر الذي أصبح كالعامل المتنازع عليه في عرف النحويين رصد في هذه المرحلة كل الأفلاك المحيطة بفلكه القومي... آخرها كان مع سقوط بغداد حينما أبحر الفيتوري الثائر كعادته بين كلماته المتعبة بمرور السنين والمفجعة مثل عمره الذي أثكله الماضي ساحبا وراءه شموخ جيل عاش مرحلة من مراحل التعب الحضاري والتحدي. وقد تجذر هذا التحدي في الأجيال الحالية رمزا للفداء

ففي قصيدة له بعد الغزو والاحتلال نجده لا يسخر من الواقع العربي بقدر ما يربت على كتف الشهيد العراقي والعربي، ولا ينتقص من قيمة العطاء رغم قلته بقدر ما يمسح الدموع عن خدود ضائعة مبتلة بين دجلة والفرات بل بين المحيط والخليج، ليعلن صرخة الميلاد بصوته المبحوح مؤذنا بفجر جديد ومولود يبتسم مع شيب الليل وسواد خيوط النهار رغم كل تناقضات الواقع

دعونا نعلِّقْ على مشجب الشمس أكفاننا
ونهزُّ بيارقنا
أو دعونا نصلي
فقد تُخْصِبُ الصلواتُ التي يبِستْ في حناجرنا
ثم سالتْ نُعوشا عراقيةً
ومدائنَ مكسوةً بالحرائقِ, مزدانةً بالدماءْ
دعونا نُغَنِّي لمن يستحق الغناءْ
ونبكي لمن يستحِقُّ البكاءْ
ومن تتناغم أطيافُنا في رؤاهْ
ومن هو نافورةُ الضوءِ تحت السماءْ

يسبح الفيتوري ضد التيار ومعه أحيانا أخرى، وأشعاره تتجول في أحيان كثيرة -بعد ذلك التنازع- في الأفق الصوفي الوجداني كنوع من تلطيف المرحلة الشعرية واسترخاء من شاعرنا الكبير في أريكة الكون الواسعة، يقول في قصيدة "معزوفة إلى درويش متجول

شحبت روحي صارت شفقا
شعت غيما وسنا
كالدرويش المتعلق
في قدمي مولاه أنا

ثم لا يلبث أن يجد نفسه مجموعة أشياء متناثرة ومتناقضة

فأنا جسد.. شجر.. شيء عبر الشارع
جزر غرقى في ماء البحر
قنديل زيت مبهوت
في أقصى بيت في بيروت

ثم يتوحد مع مكانه وزمانه وعشقه

عشقي يفني عشقي
وفنائي استغـراق
مملوكك لكني
سلطان العشـاق

بدر الفيتوري لم يأفل بعد كما هي شمسه التي لم تغب.. بل نجده مازال يرقص معها عريانا في رسالة استهزاء بكل تابوهات الوجود, مع ديوانه الجديد الذي حمل عنوان "عريان يرقص في الشمس" هذا الديوان الجديد يكاد يشكل عنوانه بعدا خياليا واسعا بدءا من الرقص إلى استخدام مفردة الشمس مع العري من مبدع جاوز السبعين من عمره, لكنه أيا كانت الأبعاد فإن الشاعر في هذا الديوان مازال يتغنى بأفريقيته جنبا إلى جنب مع عروبته على نغمات صوفية يقترب فيها من فلسفة المعري وتلاشي الشعور في دخان الكلمات منذ تمثل تجربته الشعرية على مدى نصف قرن يقول

بعض عمرك ما لم تعشه
وما لم تمته
ومالم تقله
وما لا يقال
وبعض حقائق عصرك
أنك عصر من الكلمات
وأنك مستغرق في الخيال
 


موسوعه ابرز الشعراء العرب
موسوعه ابرز الشعراء العرب




موسوعه ابرز الشعراء العرب



بداياته

أما عن البدايات فيقول: ”انفعلت ذات يوم بحدث... أحسست بكلمات تتفاعل في داخلي وتنساب على لساني تعبيراًعن هذا الانفعال، واستحساناً لمن حولي. هكذا عانقت الكلمة لأول مرة وعانقتني هي ولا أدري أيُّنا بدأالعناق؟"

”.. وأنا لم أحاول أن أكون شاعرا ًلأن في الأسره شعراء، ثم إن أخي عبد اللـه هو أستاذي نعم أعترف بذلك لا أدري لماذا تفجَّرت العواطف والأحاسيس وشقّت مجرى للشِّعر؟"مجرى سال منه شعر يطرب الخاطر ونثر يسكن الفؤاد، وتهفو لـه نبضات القلوب”وجدت نفسي قادراً على تقديم شيء.. ولي ثقة أن لديَّ بعض الجمهور ولكن ليس الغرور.. كل ما أستطيع تأكيده أن لديَّ جمهوراً من المتلقّين في ميدان الشعر، ومثلـه في ميدان الفن التشكيلي

وقد بدأت محاولاته لكتابة الشّعر وهو في حوالي الرابعة عشرة عندما كان في مدرسة الطائف النموذجية


موسوعه ابرز الشعراء العرب



وهو ينشد الدقة والاتقان في كل عمل أو مهمة يؤديها. ولـهذا نجده حريصاً على التفاصيل التي لا يلتفت إليها المنفذون، فقد شاهدته ولمرات عديدة يتفقد مكان احتفال جائزة الملك فيصل العالمية ويشرف على كل صغيرة وكبيرة فيه، ويشير إلى أن ذلك ليس تواضعاً بالدرجة الأولى، ولكنه من باب التأكد من كل شيء مهما كان صغيراً. وقد اكتسب شاعرنا ذلك من والده الملك فيصل ـ رحمه اللـه ـ

ويعجب كثيرون من هذا الرجل الملـهم الذي جمع المجد من أطرافه، فيقول أحد الصحفيين عن الـأمير خالد: ”.. لا أخفي عليكم حين دعيت لحضور المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمير عن مهرجان عسير السياحي لـهذا العام 1418هـ ، كانت تخالجني أسئلة كثيرة، وكنت أقول كيف يمكن للأمير خالد وهو على أعلى منصب في المنطقة الإجابة عنها، ولكني فوجئت حين رأيت الأمير يعرف أدق التفاصيل الصغيرة جداً، ولم يترك أي شيء للمصادفة وراعى كل الجوانب الممكن إغفالـها لنجاح السياحة في هذه المنطقة، وكل هذا تم بعد دراسة وبحوث وليس ارتجالاً، عندها فقط راهنت أن عسيراً قريباً ستكون أحد المنتجعات السياحية ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى عالمي. ولم أبالغ أو أذهب بعيداً حين أقول هذا، فكل ما يجري في عسير الآن يتم وفق خطط مدروسة"(عماد أبو علامة)

ولا عجب في ذلك ما دام شاعرنا هو القائل:

وأنا لي من بغيت أمرٍ عطيته .. جميع حقوقه وطرّبت راسي

حلاوة العمــر تلحق ما تريـد .. هـويأتي ليّن ما كان قاســي

ويتميز شاعرنا بالوضوح والصراحة التامة، فلا يتردد أو يجد غضاضة في أن يقول أنني أخطأت أو غلطت في الموضوع الفلاني أو لم يحالفني ديواني الأول قصائد نبطية وأنا نادم عليه الآن" فهو إنسان مؤمن الحكمة ضالته.. والحقيقة هدفه.. والبحث عن الصواب مبتغاه.. لا يتوانى أن يعود من منتصف الطريق متى ما اكتشف أنه يسير في الطريق الخطأ.. بل يدعو اللـه ويتضرع إليه أن يهدي قلبه، وينير دربه إلى سبيل الخير والرشاد.



موسوعه ابرز الشعراء العرب


وعن كتابته تحت اسم (دايم السيف) في بداياته يقول: ”لكل إنسان ظروفه وقناعته.. على أن الاسم المستعار وحده ـ بطبيعة الحال ـ لا يصنع شاعراً” ويضيف: ”وكل من يود أن يقدِّم عملاً جيّداً عليه أن يحترم الذين يُقدَّم لـهم هذا العمل الفنّي.. والتخوّف من هذا المنطلق احترام للنّاس وليس جبناً. هو احترام لمستوى القارىء واحترام لتذوِّقه.. والكتابة تحت اسممستعار تكون لجس النّبض.. وهي اختبار للشّعر لمعرفة مدى إمكانية وصولـه للمتلقِّي، وبحمد اللـه أثبت الشّعر نجاحاً فتم تجميعه في ديوان"

”والحمد للـه عُرف شعري قبل أن يعرفني النّاس، وهذا فخر لي"

ويقول شاعرنا عن هذا الاسم المستعار: ”إنه رمز يحتاج إلى شيء من الجهد للوصول إلى المدلول، لا سيّما في تلك الفترة التي لم يكن اسمي الحقيقي قد عُرف جماهيرياً بالشّعر بعد، فخالد مرادف لدايم، والفيصل اسم للسّيف، (ومن وقتها وحتى الآن أجد ميلاً إلى هذه الرموز المقننة في إنتاجي)"


موسوعه ابرز الشعراء العرب


من الأوليّات التي تحسب لشاعرنا في مجال الشّعروالأدب الشّعبي وغيرها من المجالات ما يلي:

1- أنه أوّل شاعر شعبي تقام لـه أمسية شعريّة، وكان ذلك في مقر النادي الأدبي بالرياض، وقد حقّقت الأمسية مكاسب كبيرة للنادي نفسه،فقد كانت بمثابة دعاية كبيرة للنادي، وتعريفاً للجمهور بما يقوم به من نشاطات.

2- وأوّل شاعر شعبي يقيم أمسية شعريّة في لندن.

3 ـ وأوّل من أقام أمسية للشّعر الشّعبي في القاهرة.

4- وأوّل شاعر شعبي تتنافس القنوات الفضائية في تصوير أمسياته واحتكار توزيعها على التلفزيونات والقنوات الفضائية الأخرى.

5 ـ وهو الشّاعر الشّعبي الذي يأتي في المراكز الأولى في كافة الاستفتاءات التي تجريها الصحف.

6- وأول شاعر شعبي يقيم أمسية شعرية في واشنطن، وقد كان لـهذه الأمسية ردود فعل واسعة، ليس فقط عند الألفي شخص الذين حضرواالأمسية، بل وصلت إلى وسائل الإعلام الأميريكية، حيث نشرت صحيفة ”واشنطن تايمز” خبراً مطولاً عن الأمسية في عددها الصادر يومالأربعاء 19/11/1997م. وقد طلب منه الطلاب السعوديون في كندا بأن تكون محطته القادمة في مدينة مونتريال، ولم يدع طلاب غرب أمريكا الفرصة تفوتهم، فتقدموا بطلب مماثل لعقد أمسية في كاليفورنيا، كما قدم لـه أحد مدراء الجامعات في كندا دعوة لإقامة أمسية شعرية هناك.

7 ـ أول شاعر شعبي يقيم أمسية شعرية في بون بألمانيا.

8 ـ ورائد السياحة الأوّل في المملكة العربية السعودية.

9- وأول من اقترح متنزهاً وطنيَّا، فقد كان منتزه عسير الوطني النواة الأولى للمتنزهات الوطنية في المملكة. كما وضع الـأساس لحماية الغابات من العبث والامتداد العمراني.

10- وهو أوّل من اقترح وتبنى فكرة لإقامة دورة الخليج لكرة القدم، يقول شاعرنا: ”كانت دورة الخليج لكرة القدم من الأمور التي حرصت على إقامتها، وبالفعل فقد انطلق هذا المشروع وأصبح أهم مناسبة رياضية خليجية. كما كنت أتطلع إلى أن يصل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، وها هو الحلم قد تحقق على يد أخي صاحب السمو الملكي الـأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب". أما عن فكرة دورة الخليج فيقول شاعرنا: ”بدايتها كانت في وقت زيارة منتخب البحرين للمملكة سنة 1388هـ.. كنا في الرياض وكان رئيس وفد البحرين ورئيس اتحاد كرة القدم في ذلك الوقت الشيخ محمد الخليفة.. كنا في حفل عشاء مع الوفد البحريني.. فألقيت خطاباً ترحيبياً واقترحت فيه إقامة دورة لدول الخليج في كرة القدم... في تلك الأيام كان هناك مشكلة بين البحرين وإيران.. وعندما اقترحت هذا الاقتراح فوجىء الجميع لأنه لم يكن هناك إعداد مسبق للموضوعوكانت الفكرة منه مساعدة البحرين. وأتذكر أنه وبعد الحفل ذهبت إلى الملك فيصل وأخبرته بما حصل، فطلب مني إكمال الموضوع والحرص على أن تقام الدورة وبسرعة"



موسوعه ابرز الشعراء العرب



هي (هياء بنت تركي بن عبد العزيز بن عبد اللـه بن تركي)، وأسرة آل تركي أسرة علم ودين وفروسية، وقد كان لأفراد هذه الأسرة إسهامات وجهود كبيرة في توطيد دعائم المملكة، ونشر لواء التوحيد على كافة أرجائها، وقد كانت والدة شاعرنا مثالاً حيا للأم الحريصة على تنشئة أبنائها تنشئة دينية سليمة تكون عوناً لـهم في مستقبل أيامهم وما ينتظرهم من مسؤوليات، وكانت في ذلك كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم.


موسوعه ابرز الشعراء العرب


تزوج شاعرنا عندما كان عمره 25 سنة، يقول شاعرنا: ” زواجي كان طبيعياً، وكان باختياري أيضاً"ويكفي للتعرف على العلاقة بين الاثنين أن نقرأ الصفحة الأولى ـ الإهداء ـ من ديوان (قصائد نبطية ) والتي يقول فيها شاعرنا: إلى قصيدة العمر أم بندر:

لك يا عنود الصيد حرفي ومعناي .. عمري قصيدة حب قدمتها لك

معك أشرقت شمس المحبة بدنياي .. صورة قصيدي لمحة من خيالك


موسوعه ابرز الشعراء العرب



لشاعرنا من الذرية ثلاثة أبناء وبنت هم:

1 ـ الأمير بندر: تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من أمريكا، متزوج، ويعمل في القطاع الخاص.

2 ـ الأمير سلطان: تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، متزوج من كريمة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن، ويعمل ضابطاً في القوات البحرية.

3- الأمير سعود: وهو ما يزال طالباً.

4 ـ الأميرة لؤلؤة يرحمها الله: توفاها اللـه وهي في الثالثة من العمر.
 
أجاذبك الهوى

اجاذبك الهوى واطرب واغني** وابادلك الغـرام بكـل فنّـي


واشاهد صنعة الله في جمالـك **وحكمه الـذي فيـك امتحنّـي

واشوف الودّ في عيونك ولكن **يردّ الودّ خـوفٍ فيـك منّـي

ولا ادري وش يخيفك ياحبيبي** وانا بك مغـرمٍ جـاك متعنّـي

ولو انك تلاحـظ شفـت عينـي **وهي تروي حديث الحب عنّـي

تنعّم دام تـوك فـي شبابـك **ليـال العمـر ماقـط امهلـنّـي

تعال اسقيك من جدول غرامـي** شـراب فيـه للعاشـق تهنّـي

واهيم بـك بسمـاوات المحبـه **الين انّك بعـد مثلـي تغنّـي

أحلى عذاب

احلى عذاب اللي رضّى لي حبيبي​

يجوز لي لا صار لعيون الاحباب

تستاهل عيـونٍ سهمهـا عطيـب
لا سلهمت بالرمش و الرمش جذّاب

من شافها يشـوف شـيٍ غريـب
فيها حنان و ظلم و دموع و حراب

وفيها كلام و سر و امـرٍ عجيـب
لا جيت اعاتبها تراجعـت بعتـاب

لا شفتهـا دنيـاي عنـي تغيـب
يلفني موج الهوى بيـن الاهـداب

إن كان ذبحي من عيونك نصيبـي
اموت لعيونك ولا أحسب حسـاب


إمسح الدمعة ترى ضعفك قـوي

أنهزم قـدام ضعفـك ياغـلاي
إمسح الدمعة بعمـري لوتبـي
عطني أحزانك وخذ مني هنـاي
إمسح الدمعة قبل تقضي علـي
دمعتك تغرق صباحي في مساي
لا تروع مثل روعـات الظبـي
روعتك ياروعة أيامـي بـلاي
كل ليـل مـع نهـارك ينجلـي
يابدايـات الهـوى يامنتهـاي
ياوطن قلبي وغربـة ناظـري
ياإحتياري..يا صوابي..يا خطاي
يابنات الفكر غنـي وإرقصـي
عند خلي وانشدي له من غناي
وسعي صدر الحبيب واطربـي
طربتي له كل مازعـزع هـواي


 
بسم الله الرحمن الرحيم



كريم العراقي


نبذة عن حياة الشاعر

- ولد الشاعر كريم العراقي في منطقة الشاكرية "كرادة مريم" في بغداد.
- دبلوم علم نفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.
- عمل معلما في مدارس بغداد عدة سنوات.
- عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.
- بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الإبتدائية في المجلات العراقية التالية:- "المتفرج", "الراصد", "الإذاعة والتلفزيون", "إبن البلد", "وعي العمال" ومجلة "الشباب".
- عمل محررا فنيا لعدة سنوات في مجلة "فنون" العراقية, كما عمل محررا صحفيا أيضا في عدة مجلات عربية في مصر والسعودية والإمارات.
- عضو جمعية المؤلفين وناشري الموسيقى العالمية.
- حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة "تذكّر" التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.
- غادر العراق الى تونس مطلع التسعينات بموجب دعوة عمل في مدينة "سوسة".
- بعد عدة سنوات غادر تونس متنقلا بين عدة دول عربية الى أن حط به الرحال في الإمارات العربية المتحدة.
- غنى من شعره عشرات المطربين العراقيين والعرب.
- يعمل حاليا محررا صحفيا في مجلة "سيدتي".
- أجريت معه العديد من اللقاءات والمقابلات في القنوات الأرضية والفضائية العربية والكثير من الصحف العربية.
أعمال ومؤلفات الشاعر

- ديوان "للمطر وأم الضفيرة" من الشعر الشعبي العراقي صدر عام 1974 في بغداد.
- "ذات مرة" حكايات شعبية.
- "سالم يا عراق" قصائد شعرية للأطفال.
- "الخنجر الذهبي" رواية للأطفال.
- "الشارع المهاجر" رواية للأطفال.
- "كسل وبغلته الرمادية" رواية للأطفال.
-إعداد وتقديم البرنامج التلفزيوني "في ضيافة الأغنية".
- مسرحية "ياحوته يا منحوته".
- مسرحية "عيد وعرس".
- مسرحية "دنيا عجيبة".
- مسرحية "يقظة الحراس".
- قام بكتابة قصص وسيناريو وحوار الأفلام السينمائية: "عريس ولكن", "إفترض نفسك سعيدا", "مخطوبة بنجاح ساحق" وفيلم الأطفال "الخياط المرح".
- سلسلة تلفزيونية "مناجاة للواحد الأحد" عرضها راديو وتلفزيون العرب.
- كتاب "أغاني وحكاياتها" الجزء الأول.
- "حكايات بغدادية" مجموعة قصص قصيرة.
- ألبوم "ها..حبيبي" الصوتي الذي يضم 17 قصيدة.
- ألبوم "يا شاغل الفتيات".
أحببــــت مصــــر


أحببتُ مصرَ فذابت في شراييني
وصارت الناسُ مصرياً تسميني
إن الطيور على إشكالها تقعُ
لذا وقعت على من دينها ديني
فقلبُ مصرَ كقلبي طيّبٌ مرحٌ
وشعبُ مصرَ كشعبي طاهرُ الطينِ
قصدتُ مصرَ كأني قاصدٌ وطني
فعانقني عناقَ الجفنِ للعينِ
ولا غرابةَ مصرُ الحب من خُلقت
وآمنين أدخلوها فوق تثمين
لا ليلَ في مصر لا نومٌ فزعٌ
ولا اكتئابٌ فطعمُ الفولِ كالتينِ
أنا لستُ وحدي أصحابٌ بي احتفلوا
يتسابقون لإسعادي وتزييني
فشعرُ شوقي لسحر النيل يصحبُني
وعودُ درويش يطربني فيبكيني
والعمُ بيرم في الحارات ينثرني
شعراً فأغفر على شفتي جاهينِ
أما أم كلثوم ما زالت هي العجب
حبيبة الكلِ من عشرٍ لتسعينِ
ومن يعدُّ عباقرةَ الزَّمان هنا
كمنْ يعدُّ نجوماً بالملايينِ
عزٌ لنا مصر فالأهرام هامتها
ونيلها السرُّ نذرٌ للمحبينِ
والأزهرُ الرَّمزُ قد أضفت مآذنهُ
مع الكنائسِ عرساً من تلاحينِ
مصرُ هوانا ومصرُ ملتقى دمنا
يا ربي يحميك من كيد الشياطينِ
 
موسوعه ابرز الشعراء العرب




در بن عبد المحسن بن عبد العزيز من مواليد مدينة الرياض في 2 ابريل عام 1949، و هو الإبن الثاني لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز - رحمه الله





تولى والده سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز إمارة المدينة المنورة في ربيع الثاني عام 1385 هـ، وخطت المدينة في عهده خطوات واسعة نحو التقدم والتوسع العمراني، وكان لين الجانب لأهل المدينة، حريصاً على لقائهم ومجالسة وجوههم.

ومما يذكر من نجدته أنه بعد تسلمه الإمارة بفترة وجيزة؛ انهارت عمارة في شارع المناخة، فسارع إلى الموقع، وأمر بضرب الخيام في المنطقة، وأقام فيها أكثر من أسبوعين، يشرف بنفسه على عملية إزالة الأنقاض واستخراج الأحياء والمصابين.

وكان طوال مدة إمارته حريصاً على متابعة الأمور في مواقعها، إلى أن داهمه المرض واشتد عليه، فنقل إلى مستشفى الملك فيصل في الرياض عام 1402 هـ، حيث وافاه الأجل المحتوم عام 1405 هـ،
وقد رثاه البدر بقصيدة


سمو الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل.
- سمو الأمير وليد بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأمير فيصل بن سعد بن عبد العزيز.
- سمو الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة حائل.
و له سبع أخوات


و له ثلاثة أبناء هم:


سمو الأمير خالد بن بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأمير سلطان بن بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأمير سعود بن بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز




سمو الأميرة نوره بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة لمى بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة العنود بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة صيته بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة بسمه بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة لين بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة سلمى بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة مشاعل بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة الجوهرة بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.
- سمو الأميرة وضحى بنت بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز.

حفظهم الله جميعا


نشأ الأمير بدر بن عبدالمحسن في بيت علم وأدب حيث كان والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز - رحمه الله -



محباً للعلم والأدب، كما و انه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب كما أن مجلس والده - رحمه الله - مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ - بعد الله - في حب الأمير بدر للأدب والشعر


و في نهاية الستينيات و مطلع السبعينات أصبح سموه رئيسا للجمعية السعودية للثقافة و الفنون حيث اضفى عليها العديد من الأفكار وكان لسموه الأثر الكبير في تطوير هذه الجمعية و الرقي بها.



و لقد استفاد من وجوده في بعض هذه البلدان بلقاءاته مع العديد من الرواد والأدباء و المفكرين و عمالقة الفن من أمثال الشاعرأحمد رامي و محمد عبد الوهاب و محمد الموجي وعبد الحليم حافظ و كثيرين غيرهم.



درس مراحله الإبتدائية بين المملكة العربية السعودية و مصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا في الاسكندرية، ودرس المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية .. كما انه درس في بريطانيا ( لندن ) و في الولايات المتحدة الأمريكية.


أقام سمو الأمير بدر العديد من الأمسيات و كان أولها الأمسية التي اقيمت في نادي الإتحاد بجدة، و تتابعت بعد ذلك الأمسيات واحدة تلو الأخرى و منها على سبيل المثال امسيات سموه في البحرين، الإمارات، الكويت، و العديد من الأمسيات داخل المملكة العربية السعودية.

غنى له العديد من المطربين، على المستوى المحلي و على المستوى العربي و أبرز من غنى له الفنان طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر،عبدالمجيد عبدالله ، عبد الكريم عبد القادر، نجاة الصغيرة، خالد الشيخ، عبد الرب ادريس، عبدالله الرويشد و العديد من الفنانين الاخرين، وفي هذا الموقع تجد أغلب الأغاني التي

و لقد أحدثت قصائد سموه تحولا في الأغنية السعودية و الخليجية بشكل عام ، حيث نهج سموه أسلوبا جديدا لم يكن معروفا من قبل في الكتابة.و أصبح مدرسة ينهل من معينها العديد من الشعراء الشباب في الوقت الحاضر. [/



تناولت قصائدة العديد من المواضيع المختلفة حيث كتب الكثير من القصائد الوطنية الخاصة بالمملكة العربية السعودية و بعض دول الخليج أثناء زياراته لها، كما انه يعد من أكثر الشعراء كتابة في أزمة الخليج و يمكنك الرجوع لها في موقعنا في

قسم القصائد الوطنية ، و تغنى بهذه القصائد العديد من الفنانين كما انه تناول في قصائده مواضيع مثل الغزل و الوجدانيات و التأمليات و الرثائيات. و أبرز ماقال في الرثاء قصيدته في والده ووالدته - رحمهما الله

و من أهم الأعمال التي قام بها سموه قيامه بعمل اوبيريتين لمهرجان الجنادرية :
- الأول هو اوبريت وقفة حق في مهرجان الجنادرية السابع عام 1412 هـ - 1992 م.
- و الثاني هو اوبريت فارس التوحيد في الجنادرية 14، و قد حصل هذا الأوبيريت على جائزة في مهرجان القاهرة للإذاعة و التلفزيون حيث اختير هذا العمل من ضمن أفضل الأعمال، و تميز الأخير بالمزج بين الدراما و الشعر مما أضفى على العمل رونقا خاصا.




على الصعيد الإعلامي تهافتت الصحف والمجلات الشعرية على تغطية أخبار الأمير بدر منذ بداياته حتى وقتنا الحالي، سواءً عن طريق نشر قصائد سموه أو نشر لقاءات صحفية أو تغطية لأمسياته

، كما ان للقنوات الفضائية والأرضية المرئية منها والمسموعة نصيب من شاعرنا حيث غطت أغلب أمسيات سموه إضافةً الى العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية

و لسموه اهتماما بالرسم كهواية الى جانب الشعر حيث بدأ الرسم منذ نعومة اظافره و لسموه العديد من اللوحات الجميلة و المعبرة، و يمكنكم مشاهدة بعضها في الموقع

كما ان لسموه اهتماما بالقنص و صيد الحبارى و أهتمامات عديدة في الكمبيوتر فيما يخص الرسم و التصميم و كذلك الإنترنت

و لسموه ثلاثة دواوين هي :
ماينقش العصفور في تمرة العذق

من بدوي
لوحة ربما قصيدة.
و لسموه العديد من الدواوين التي لا تزال تحت الطبع و هي تحتوي على الجديد من القصائد و اللوحات
 
شاعر السخرية احمد مطر...

عن الشاعر:
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.
(هذه النبذة مقتطفة -بتصرّف - من كتاب : عناصر الإبداع الفني في شعر أحمد مطر- تأليف كمال أحمد غنيم)*
الشاعر الإنتحـاري


 
بقلـم : رؤوف شحـوري


1 هذا شاعر لا يقف في "الطابور". لا يضيع في الزحام. لايشبه الآخرين. لم يحمل "كشة"، ولم يفتح دكانا ولا سوبر ماركت. ولا يبيع بضاعة من نوع الألف صنف وصنف. ولا يغريك بتنويع البضاعة ولا بالتّفنن في تغليفها بورق الهدايا وأشرطة الحرير الملونة. لايدعوك إلى قصيدة غزل في جلسة خبز وخمر وحشيش وقمر. ولا إلى قصيدة مدح على باب صاحب سلطان. ولا إلى قصيدة فخر " لنجهل فوق جهل الجاهلينا". ولا إلى قصيدة رثاء يلعب فيها دور النائحة لاستدرار الدموع. إنه خارج الطابور. يقف وحيداً في جانب، ويقف الشعراء جميعا في جانب آخر. متفرّد. متميز. استثنائي.


2 هذا شاعر لا يرتدي السموكن. لا يسكن القصور ولا يرتادها. لا يستلهم الوحي من تعاطي عقاقير الهلوسة أو كؤوس المنكر. لايملك رصيداً في البنوك، لكنه من أصحاب الملايين في بورصة الكلمة. لا يملك عقاراً محدداً بعينه، لكنه سجل على اسمه ملكية أراضي الأوطان العربية كلها في "السجل الشعري" لا في السجل العقاري. لايهوى السياحة والتنقل في مقاعد الدرجة الأولى، ولا يسافر إلاّ إذا كان مرغماً على التسفير، ولا يرحل إلا إذا كان مجبراً على الرحيل. ومع ذلك فهو يرحل كل يوم إلى كل الضمائر ويسافر إلى كل القلوب بجواز سفر اسمه " لافتات" ، أصدرته دولة اسمها الشعر، وختمته بخاتم إسمه الموهبة، وأرفقته بعبارة "رجاء تسهيل مهمة حامله"...


3 هذا شاعر يرتدي الملابس المرقطة. يسري ليلاً في مهمات غامضة. يرتاد أقبية المقهورين وكهوف المظلومين. يحاورهم. يأخذ منهم صكّ توكيل. يستجوبهم. ويحرر معهم وباسمهم مذكرات جلب وإحضار بحق المطلوبين إلى العدالة أمام محكمة التاريخ...فوراء كل مقهور قاهر. ووراء كل مظلوم ظالم. ووراء كل فقير ثري سرق منه حصته في الحياة. ووراء كل هزيمة "منتصر" يتمتع بالسلطة والجاه والثروة والشهرة.ووراء كل جدار مخبر. وتحت كل حجر تقرير سري إلى " سيدي الوالي المبجل ".


4 هذا شاعر يخوض وحيداً حرباً ضد كل قوى القهر باسم كل المقهورين دون أن يعقد حلفاً مع أحد. وهي حرب لا متناهية في القدم، لا متناهية في الإستمرار. خاضها قبل أن يولد ويتابعها بعد أن يرحل. لا هدنة فيها، ولا تسوية، ولا تنازل، ولا صلح، ولا اعتراف، ولا "كامب". وليس فيها إلا غالب ومغلوب، منتصر ومهزوم.


5 هذا شاعر انتحاري ذهب إلى الحرب متخليا عن الأسلحة التقليدية. لا مدفعية ثقيلة بعيدة المدى. ولا راجمات، ولا قاذفات عابرة للمحيطات، ولا صواريخ عابرة للقارات، ولا قنابل عنقودية أو جرثومية أو كيميائية أو ليزرية أو فراغية. يمتشق سلاحاً فتاكاً صنعه بنفسه، ويعرف سره هو وحده، ولا يحل شفرة معادلته وتركيبته غيره. يصنع كبسولات صغيرة من الشعر النووي شديد الإنفجار، والقصائد المفخخة، يوزعها بعناية على أهدافه الإستراتيجية...واحدة تحت كل عمود من عواميد "الأنظمة"، وواحدة تحت كرسي "الرقيب"، وواحدة خلف مقعد "الوالي"، وواحدة يدسها سراً في جيب "المخبر" السري، وواحدة قرب جدار "السجان"، وواحدة في " جبن الإنسان"، وواحدة في حقيبة " القائد العميل"، وفي حلوق أبطال النفاق، وفي فوهة " كاتم الصوت "، وفي جعبة "الجند" الذين أطلقوا سراح الجثة وصادروا الرأس فقط...وواحدة يخصصها أيضاً لهدف لا يخطر على البال
 
(...لعنتُ كل شاعرْ
يغازلُ الشفاه والأثداء والضفائر
في زمن الكلاب والمخافرْ
ولايرى فوهة بندقيةٍ
حين يرى الشفاه مستجيرهْ!
ولا يرى رمانةً ناسفةً
حين يرى الأثداء مستديرهْ!
ولايرى مشنقةً .. حين يرى الضفيرهْ!
**
في زمن الآتينَ للحكم على دبابة أجيرهْ
أو ناقة العشيرهْ
لعنتُ كل شاعرٍ
لايقتني قنبلةً
كي يكتب القصيدة الأخيرهْ! )
ولكن ماذا عنك أنت أيها الشاعر أحمد مطر؟ يجيب:
( قلمي وسط دواة الحبر غاص
ثم غاص
ثم غاصْ.
قلمي في لجّة الحبر اختنقْ
وطَفَتْ جثّتهُ هامدةً فوق الورقْ
روحهُ في زبَد الأحرف ضاعت في المدى
ودمي في دمهِ ضاع سُـدى
ومضى العمرُ ولم يأتِ الخلاصْ.
آه .. ياعصرَ القصاصْ
بلطةُ الجزّارِ لا يذبحُها قطرُ النـدى
لا مناصْ
آن لي أن أتركَ الحبرَ
وأن أكتبَ شعري بالرّصاصْ !)
 
نجيب سـرور ..

فقد ولد في عام 1932 في قرية فلاحيـة صغيرة تقتات بجني مـا يزرع أهلها ومـا يربون من الدواجن والمواشي بعيدا ً عن أية رعاية حكومية وترسل أبنـاءهـا بقليل من الحماس إلى المدارس الحكومية المجانية المكتظة بالتلاميذ يتعلمون بشروط بائسة القليل من المعرفة والعلم بعكس مدارس المدن الكبيرة أو المدارس الخاصة المكلفة.. ولكن مـا يتعلمه فتى مرهف الإحساس و كبير القلب وإنساني المواقف من أدب وشعر ولغة وتاريخ وفلسفة خلال المرحلة الثانوية مثل نجيب سرور كـاف لخلق الشاعر والفنـان الذي يتحدى الظلم والاضطهاد وهو يراه بعينيه الواسعتين وقلبه الحار قولا ً يتحرض بسببه زمـلاؤه إلى جـانبه ضد الظلم والقهر والاستغلال.. فكانت ولادة الشاعر المناضل الفتي الذي سرعـان مـا ظهرت مواهبه الفنية الأخرى.. فالشعر كلمـة سهلة التكوين وسريعة الوصول والمسرح هو الفضاء الآخر الأكثر رحابة وتأثيرا ً في حياة الناس.. يـُدخلـُهم إليه ليـُريهم مـا لا يرونه في حياتهم المعتادة.. إدراك نجيب أهمية عالم المسرح بالنسبة لقضيته الأولى، النضال من أجل كشف الحقيقة سعيا ً للحرية والعدالة، جعلته يترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق قبل التخرج بقليل والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 وهو في الرابعة والعشرين من العمر.

حياة البؤس والحرمان واضطهاد بقايا الإقطاعية من مالكي الأراضي والمتنفذين للفلاحين البسطاء في منطقة (الدقهلية) شمالي القاهرة، حيث نشأ نجيب سرور، تركت بذورا ً ثورية في نفس الفتى الذي امتلأ قلبه حقدا ً على الإقطاعيين وسلوكهم اللا إنساني تجاه الفلاحين.. قصيدة (الحذاء) التي كتبها عام 1956 في قصة تعرض أبيه أمامه وهو طفل للمهانة والضرب من عمدة القرية الذي سماه نجيب (الإله) وكان جشعا ً جلفـا ً قاسي القلب يتحكم بأرزاق الفلاحين وأعناقهم ويقول فيها:

أنـا ابـْنُ الشـــقاء ْ
ربيب ُ الـَّزريبــة و المصطبــة ْ
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء ْ
وفى قـريتى (عـُمدة ٌ) كالاله ْ
يـُحيط بأعناقنــا كالقــدرْ
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حـَبــالي
يـلدن الحيــاة ْ
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر ُ و نـادى أبي
بأمر الإله !.. ولبـَّى أبي
وأبهجني أن يـُقــالَ الإلــــه ُ
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخـطو الأوزِّ
فخورا ً أتيــه من الكبريــاء ْ
أليس كليــم ُ الالــه أبـي
كموسى.. وإن لم يجئـْـه الخفــيرُ
وإن لم يكن مثــلـَه بالنبي
وما الفرق ؟.. لا فرقَ عند الصبى ْ !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعوا..
أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !
وتنطـق أعينهم بالحســد ْ
وقصرٌ هنــالك فوق العيون ذهبنـا إليه
يقولون.. فى مأتـم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدودِ وأشــلائهم
فموت ٌ يطــوف بـكل الرؤوسِِ ِ
وذعر ٌ يخيـم فــوق المـٌقــل
وخيــل ٌ تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا في الجـثت
وجدَّاتنــا في ليـالي الشــتاء
تحدثـننا عن ســنين عجــاف
عن الآكلين لحـوم الكلاب ِ
ولحم الحمير.. ولحم القطط
 
أبو العتاهية
(ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي).. قالها أبو نواس الشاعر المعروف اعترافًا بفضله وتعظيمًا لقدره وتقديرًا لشعره.
إنه (إسماعيل بن القاسم بن سويد) المعروف بأبي العتاهية، ولد سنة 130هـ لأبوين فقيرين في قرية صغيرة بالقرب من الكوفة بأرض العراق، ولما اشتدت ظروف الحياة بأسرته واشتكت آلام الفقر، قرر الأب الرحيل إلى الكوفة، لعلَّه يجد بها فرجًا لضيقه ومخرجًا لهمِّه، وكانت الكوفة في تلك الفترة مدينة المتناقضات والأضداد؛ ففي مقابل الغنى الفاحش يوجد الفقر الشديد، وفي مقابل الزهد والتنسك يوجد المجون والاستهتار، وفي مقابل العلم يوجد الجهل.
فرح إسماعيل بقدومه إلى الكوفة، لأنه كان يهوى الشعر منذ نعومة أظافره، فبحث عن شعراء الكوفة وتردد على مجالسهم وكان يقضي نهاره متجولاً في دروب الكوفة وأزقتها، حاملاً قفصًا مليئًا بالجرار والخزف، ويعود آخر النهار بدراهم قليلة يسد بها جوعه، وكان يهون على نفسه عناء العمل بترديد أشعار يحفظها.
وذات يوم مرَّ بفتيان يتذاكرون الشعر ويتنافسون في إنشاده، فسلم عليهم، ووضع قفصه عن ظهره، ثم قال: يا فتيان أراكم تتذاكرون الشعر، سأقول شطرًا من بيت فتكملونه، فإن فعلتم فلكم عشرة دراهم، وإن لم تفعلوا فعليكم عشرة
دراهم، فتعجبوا من بائع جرار يتردد على مجالس الشعراء، وسخروا منه، وقالوا له: مالك والشعر؟! ولكنه أصر على التحدي.. فقال: أكملوا البيت:
ساكني الأجداث أنتم....
فلم يستطيعوا أن يكملوا البيت، ولما طال انتظاره لهم سخر منهم، ثم أكمل:
ساكني الأجداث أنتـــم مثلنا بالأمس كنتــــــم
ليت شعري ما صنعتُـــم أربِحتم أم خسرتــــــم
وبدأت شهرة أبي العتاهية تنتشر في الكوفة، وذاع شعره لجودته وحسنه، ولما تميز به من بساطة وبعد عن التعقيد، ورحل بعد ذلك إلى الحيرة، واستقر بها فترة من
الزمن، واتَّجه أبو العتاهية في بداية حياته الشعرية إلى شعر الغزل الذي كان شائعًا، ثم تركه بعد ذلك إلى حياة الزهد والتعفف، فكتب أرجوزته (ذات الأمثال) التي تتضمن أربعة آلاف مثل يبدو من خلالها عقلاً أدرك ما في الحياة من خير وشر، فأراد تنمية الخير ومقاومة الشر.
ومن جيد شعره قوله الذي يصلح حكمة في كل العصور:
إن الشَّبابَ والفراغَ والجِـدَه
مَفسدةٌ للمـــرء أي مفســـده
وقال: مذكرًا للعباد:
الناس فـــي غفلاتهـــمْ
ورحَـــى المنيةِ تَطْحَــــــنُ
ما دون دائــرة الــــرَّدى
حصــــنٌ لمــــــن يتحصَّنُ
وظل أبو العتاهية على زهده وتنسكه حتى لاقى ربه سنة 213هـ، بعد أن ترك شعرًا مازال يتردد حتى الآن




دخل أبو العتاهية على الرشيد حين بنى قصره، وزخرف مجلسه، واجتمع إليه خواصه،

فقال له: صف لنا ما نحن فيه من الدنيا فقال:

عش ما بدا لك آمناً .:. في ظلّ شاهقة القصور

فقال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟ فقال:

يسعى إليك بما اشتهيـ .:. ـت لدى الرواح وفي البكور

فقال: حسن، ثم ماذا؟ فقال:

فإذا النفوس تقعقعت .:. في ضيق حشرجة الصدور

فهناك تعلم موقناً .:. ما كنت إلاّ في غرور

فبكى الرشيد بكاء شديداً حتى رُحِم، فقال له الفضل بن يحيى: بعث إليك المؤمنين

لتسره فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى .
 
عزيزي بنـــــــــــــــــــدق


قـــــــــمة في الابداع والتميز كما عودتنا دائما


موسوعة لاهم وابرز الشعراء العرب في العصور

المختلفة ما بين قديم وحديث


مجهودك واضح وضوح الشمس

كل الشكر لك على ما ابدعت

لك خالص تحياتي


ســـــــلمى





 
الوسوم
ابرز الشعراء العرب موسوعه
عودة
أعلى