لقد مرض الرسول (ص) بعد ما أمر بتجهيز جيش اُسامة بيومين، واستمرّ مرضه أربعة عشر يوما ً، وفي آخر ساعاته خاطب (ص) مَن حضر عنده بقوله « ائتوني بدواة و كتف لأكتب لكم كتابا ً لا تضلّوا بعده أبدا ً» وكان في البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب، فقال عمر: إنّ الرجل ليهجر - قد غلبه الوجع- وعندكُم القرآن، فحسبنا كتاب الله. فاختلفوا وكثر اللغط واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم الرسول (ص) ومنهم يقول ما قاله عمر، ولمّا كثر الإختلاف، وغمّ رسول الله (ص)، قال: قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع، وأ ُغمي عليه من شدّة المرض، وبعدما أفاق (ص) قالوا: ألا نأتيك بدواة وكتف؟ فرفض الرسول (ص) قائلا ً: «أبعد الذي قلتم، ولكنّي اُوصيكم بأهل بيتي خيرا ً»[1].
وكان ابن عبّاس يعبّر عن أساه لما حدث بقوله: «الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله». ولمّا قرب أجله (ص) أوصى عليّا ً بجميع وصاياه، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة في حجر علي (ع)[2] . منقوول
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.