هلال رمضان بين الرؤية والحسابات

السؤال
أنا منسق لجنة الإفتاء في جمعية علماء سريلانكا، أود أن أسأل سعادتكم: في بلادنا سريلانكا كان الناس يتحدثون عن موعد يوم العيد، هل هو يوم الأحد 19/8/2012 أم يوم الاثنين 20/8/2012 م ؟ لأننا بدأنا صوم رمضان لهذا العام 21من يوليو 2012م يوم السبت بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوما 1433 هــ. ومركز الرصد السريلانكي أعلن أن الهلال في 30 رمضان مساء السبت (18 أغسطس) سيمكث فوق الأفق 27 دقيقة، ومع ذلك أعلنت لجنة هلال جمية علماء سريلانكا، وأعلن المسجد الكبير في كولومبو عاصمة سريلانكا أيضا أن من رأى الهلال ليلة الأحد يخبر به، مع الشاهد أعضاء لجنة الهلال المجتمعين في المسجد الكبير بــ كولومبو، وبناء على ذلك وصل الخبر عن رؤية الهلال في قريتين بشاطئ البحر في شمال سريلانكا، وكذلك من العاصمة كولومبو في الغرب، ثم طلبت لجنة الهلال ممن رأى الهلال في العاصمة أن يحضر المسجد الكبير، فلما وصل الشاهدان بدأ بعض أعضاء اللجنة بالسؤال عن رؤية الهلال، وبعد أن تأكدوا من رؤيتهما للهلال بعد ضبط وتمحيص الشهادة، وكذلك ممن رأوا في الشمال بواسطة الجوال، أعلن بالمذياع – الراديو- أن الغد (19/8/2012م يوم الأحد ) يوم عيد الفطر. وفي هذه الحالة بعض العلماء من لجنة الهلال - وهم قليلون - قالوا: إن هذه الرؤية فيها شك، لأن الهلال لا يمكن رؤيته في 27 دقيقة، فنرد شهادتهم ولا نقبلها لمخالفتها لحساب الفلكيين، ونحن نصوم غدا ولا نعيَد عيد الفطر، ثم خرجوا من المجلس قبل أن يعلن مِن رئيس جمعية علماء سريلانكا بأن الغد عيد الفطر. وهذا ما حدث في ليلة الثلاثين من رمضان هذه السنة 1433هـ (19/8/2012م ليلة الأحد ). سؤالي لسعادتكم: هل قول هؤلاء العلماء القليلين صحيح ؟ ألا يمكن رؤية الهلال الماكث فوق الأفق 27 دقيقة؟ والجدير بالذكر هنا أنه في سريلانكا قد سبق ثلاث مرات وثبتت رؤية الهلال فوق الأفق 24 دقيقة. فكلي أمل أن تردوا لهذا السؤال جوابا واضحا، لكي لا يكون في المستقبل مثل هذه المشاكل بين مسلمي سريلانكا. ولكم جزيل الشكر والامتنان.



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنرحب بالأخ السائل ونشكره على تواصله معنا.
وأما بخصوص السؤال، فإذا كان واقع الأمر ما ذكرت من أن رؤية الهلال ثبتت بشهادة العدول من الناس، فإنه يجب العمل بها، ويكون العيد على وفق ما جاء في الرؤية، ولا عبرة بقول الفلكيين المخالف لشهادة العدول, والقول بأنه لا يمكن رؤية الهلال في مدة سبع وعشرين دقيقة، جوابه أن المدة التي تشترط عند الفلكيين لرؤية الهلال قبل غروبه مختلف في تحديدها. فبعضهم قال لا تقل عن عشرين دقيقة، وبعضهم قال لا تقل عن ثلاثين دقيقة, وعلى كل فإنه لا ترد شهادة العدول بها.
ومسألة إمكانية رؤية الهلال بعد الولادة يدخلها أكثر من عامل، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فاعلم أن المحققين من أهل الحساب كلهم متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب، بحيث يحكم بأنه يرى لا محالة، أو لا يرى ألبتة على وجه مطرد، وإنما قد يتفق ذلك، أو لا يمكن بعض الأوقات... اهــ.
وقد قام الدكتور أيمن كردي, أستاذ الفلك في جامعة الملك سعود, بدراسة قارن فيها بين الرؤية البصرية والحساب الفلكي بين عام 1400هـ وعام 1422هـ وكانت النتيجة كالتالي:
1. تطابقت الرؤية مع الحساب 14 مرة من حيث وجود الهلال.
2. تطابقت الرؤية مع الحساب 24 مرة من حيث عدم وجود الهلال.
3. لم تتطابق الرؤية مع الحساب 18 مرة حيث تم التبليغ بالرؤية مع عدم ولادة الهلال فلكيا.
4. لم تتطابق الرؤية مع الحساب مرتين حيث ولد الهلال فلكيا ولم يتم التبليغ .
وخلصت الدراسة إلى أن نسبة التطابق بين الحساب الفلكي والرؤية هي 67 % ) ا.هـ
وما كان بهذه المثابة فلا ترد به شهادة العدول .
 
الوسوم
الرؤية بين رمضان هلال والحسابات
عودة
أعلى