ميلاد السيد البدوي ونشأة دعوته

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ميلاد السيد البدوي ونشأة دعوته
د. عبدالله صابر
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن عمل بهديه إلى يوم الدين أما بعد..
فقد قامت وزارة التربية أخيراً بإلغاء تدريس الشخصيات المثالية لعصر النبوة من كتاب التربية الإسلامية للصف الأول الثانوي، حيث استبعدت شخصية «أم المؤمنين عائشة» رضي الله عنها، وقررت بدلاً منها شخصية «السيد البدوي» وغيره، وذلك في طبعة عام 89/1990 وما بعدها، مراجعة د. عبدالمنعم النمر.
وقد جاءت المعلومات عن «السيد البدوي» هلامية، وخالية من أي هدف تربوي، اللهم إلا الحث على زيارة القبور والأضرحة في «العراق»، وغير ذلك مما يخالف الدين. كما لم تذكر جوانب شخصية «البدوي» الأخرى، وأفكاره التي تزلزل العقيدة، وعلاقته بابن عربي الشيعي الباطني، ومدرسة الحلاج وغيرهم ممن خرجوا على مبادئ الإسلام الصحيح.
وهذه الدراسة ليست إلا محاولة لإظهار حقيقة السيد البدوي التي أخفاها الكتاب المدرسي، ليكون الآباء والأبناء على دراية بنوع التطوير الذي أدخل على المناهج الدراسية، وليعرفوا كيف تبعد الأمة عن أصالتها ومنابع دينها الحق بشكل حثيث لا يكاد يحس، وفي مسائل دقيقة لا تكاد تلحظ.
نسأل الله تعالى أن يقي أمتنا الانحراف عن صراطه المستقيم.. آمين.
الفصل الأول
ميلاد السيد البدوي ونشأة دعوته
1- حقيقة السيد البدوي:
هو أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد البدوي، شيعي باطني[1] ولد بمدينة «فاس» بالمغرب عام (596هـ - 1200م)، وتوفي عام (675هـ - 1276).
يقول الشيخ «مصطفى عبدالرزاق» شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن «أحمد البدوي» كان صوفياً، ويثبت أنه كان علوياً شيعياً يهدف إلى إرجاع الملك العبيدي (الفاطمي) الشيعي المغالي، وأن «علي البدوي» والد «أحمد البدوي» كان أحد العلويين - الشيعة الإسماعيلية - وأنه نـزح من المغرب إلى مكة، وكان «أحمد البدوي» وقتها لم يتجاوز السبع سنوات وكان ذلك عام (603هـ) حيث عقد الشيعة مؤتمراً في «مكة» بحثوا فيه كيف يعملون على إعادة الدولة الإسلامية علوية[2] - أي شيعية باطنية - وكانت بلاد المغرب وقتها مسرحاً للنشاط الشيعي الباطني، المتستر بالتصوف، والذي يحاول إعادة الدولة العبيدية (الفاطمية)، التي كانت تقوم على أساس المذهب الإسماعيلي الباطني المغالي.
ولأن البربر أهل حرب بطبيعتهم، فقد كان من السهل أن يقيموا دولة على أساس شيعي، كالدولة الفاطمية، ومن السهل أيضاً أن يسقطوا مثل هذه الدولة، ويحاربوها، وقد بدأ المغاربة في اضطهاد الشيعة بعد إسقاطهم للدولة الفاطمية، فاضطر هؤلاء الشيعة إلى النـزوح إلى «مكة»، حيث الأمن والأمان. وفي هجرة جماعية خرج الشيعة من أنحاء المغرب متجهين إلى «مكة» متسترين بالحج، وذلك ليبحثوا عن خطة جديدة لتحقيق أهدافهم التخريبية في العالم الإسلامي. وكانت دعوتهم الجديدة تتستر بستار التصوف والزهد، ولكنه كان تصوفاً شيعياً مغالياً، كتصوف البدوي والرفاعي والشاذلي وغيرهم من دعاة التصوف الشيعي المغالي، كما كان بعضهم يتستر بستار الفلسفة كابن عربي ومن قبله الحلاج وغيرهما من القائلين بوحدة الوجود وألوان أخرى من الانحرافات العقيدية.
وقد ساعد على نشر دعوتهم الباطنية الضالة انشغال الخلافة العباسية بالحروب الصليبية.
ويضيف الدكتور «سعيد عاشور» إلى ذلك قوله:(إن ثمة رأي تواتر في المراجع يقول إن أجداد السيد البدوي من العلويين الذين هاجروا من الحجاز إلى فاس بالمغرب أيام الحجاج بن يوسف هرباً من قسوته عليهم، وأخذ بهذه الرواية الشعراني وعلي باشا مبارك، في حين أن مدينة فاس لم تبن إلا في أواخر القرن الثاني الهجري، أي بعد موت الحجاج بأكثر من مائة عام. كما أن كثيراً من أئمة الشيعة عاشوا وماتوا بالمدينة المنورة، وليس بعيداً عنها مثل: علي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وغيرهم، فكيف يتفق هذا مع القول بأن اضطهاد الحجاج كان الدافع إلى هجرة العلويين؟) ويرى أن الرواية التي اعتمدوا عليها هي رواية ابن أزيك الصوفي، وهو من أوائل الذين رووا نسب البدوي، وحدد دخول أجداده فاس سنة 73هـ، وادعى بأن أهل فاس قد أحبوهم، واعتقدوا فيهم، وكذلك السلطان، ويتساءل الدكتور سعيد عاشور عن اسم هذا السلطان الذي كان في المغرب في هذا الوقت المبكر في حين أن لقب سلطان لم يستخدم إلا في القرن السابع الهجري[3].
ويرى أيضاً أن الدافع الحقيقي لرحيل أسرة السيد البدوي من المغرب، ليس كما جاء في الرواية المتواترة التي تقول:(إن علياً أبو السيد البدوي رأى هاتفاً في المنام يأمره بالرحيل إلى مكة، فأعلن بأنه ذاهب لأداء فريضة الحج). ويقول د. سعيد:(لو أن هذه الرواية كانت صحيحة لسألنا عن سبب اصطحابه لزوجته وأولاده جميعاً؟ وسبب عدم عودته بعد أداء فريضة الحج)[4]ويضيف قائلاً:(الحقيقة أ
 
الوسوم
البدوي السيد دعوته ميلاد ونشأة
عودة
أعلى