طفولة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
أشرقت الابتسامة على وجهها، رقص البريق في عينيها وهي تسحب حقيبتها المدرسيّة من تحت أنقاض بيتهم المهدّم بقذيفة مجنونة، نسيت أزيز الرّصاص، والرّكض تحت سماء ملتهبة بالغضب ويدها في يدِ أختها الكبرى. أخرجت علبة ألوانها حيّتها بابتسامة عريضة على سلامتها ، ونفضت الذهول عن دفتر الرّسم النّاجي من الحرق، وشرعت ترسم بستانا أخضر، وزهور الربيع توشّي صفحتها الخضراء، زيّنت سّماء بلا كتل ناريّة بطيور حمام تزهو بأعشاب جافة لبناء عشّها. بينما أمّها تحاول العثور على بطاقة هويّة ودفتر عائلة، على مبلغ نسيته في درج خزانتها يوم كانت تنعم بأمان سلبه منها إعصار الجنون. وسلت الحورية عن هموم أمها التي تستنطق الحجارة علّها ترشدها إلى زوج لا تعرف عنه إلا أنّه خرج ليأتيهم بالخبز. انصبّت على المكان حممُ غباء. تطايرت الجدائل البنّيّة مع الرأس الحالم والجسد الجائع مزق أشلاء . وحلّق سرب الحمام يبحث في الوطن عن سلام.
 
ان الطفوله فترة من العمر يعيش بها الانسان على حساب غيره


كسرة خبز ليست شيئا مهما لكنها مع ذلك تساوي كل شيء بالنسبة لمتشرد يتضور جوعا
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
طفولة
عودة
أعلى