ماذا نريد مِنْ رمضانَ وماذا يريد رمضانُ منَّا..؟؟

ياسر المنياوى

شخصية هامة
رمضان على الابواب

ها نحن ـ أيها المؤمنون المباركون ـ سوف نستقبل بعد أيام قلائل شهرُ تناثرِ الخيرات، وجني الثمار، وقطف أجمل الأزهار، وجمع الكَمِّ الهائل من الحسنات، والإرتقاء إلى أعلى الدرجات..

إنه شهر رمضان المبارك..!!

فماذا نريد مِنْ رمضانَ وماذا يريد رمضانُ منَّا..؟؟



أيها المؤمنون

إن أحدنا إذا اتسخت يده وتلوثت بأوساخ، فإنه سرعان ما يغسلها ، ويعقمها قبل الشروع في الأكل ، وإذا ما اتسخ ثوبه أو شيء من ملابسه فإنه لا يَخرجُ من بيته ليقابل الناس إلا بعد أن يغسله وينَظِّفُه، وكذلك عمومُ ما يملكه من متاعٍ أو مركوب، فإنه لاشك يتعاهده ويجمِّله ويُنَظِّفُه..

ولكن ـ أيها الأخيارـ كيف بنا إذا اتسخت قلوبنا بالذنوب والسيئات ، وَتلَطَّخَت نفوسُنا بالمعاصي والزلات ، وأحاطتنا الخطيئات..؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟

ما الذي سَيُزيلُها..؟؟ ما الذي سيُنظِّفها ويجَمِّلُها..؟؟ ما الذي سَيُنْجِينا منها..؟؟ ما الذي سيدفع عنَّا ظلمنا لأنفسنا..؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟

إنه بلاشك الله
( أرحم الراحمين )
( وأكرم الأكرمين)
(الغفور الرحيم )
(واسع المغفرة)

يوم أن جعل لنا من الأعمال الصالحات مايكفِّرُها ويمحوها ، :
فاللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطااانك

(( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم))الرعد6.

وقال: (( إن ربك واسع المغفرة))النجم32


فتارة تكون المغفرة في التوبة والإستغفار :
(( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصِّروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم..)) آل عمران135

وتارة تكون في المغفرة الصدقات :
((إن تبدوا الصدقات فنِعِمَّا هيَ وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفرُ عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير))البقرة271

وتارة تكون في مخافة الله بالغيب :
(( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم))يس 11

وتارة تكون في الجهاد :
((لايستوي القاعدون من المؤمينَ غيرُ أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما* درجاتٍ منه ومغفرةً ورحمةً وكان الله غفورا رحيما))النساء96

وهي أيضا في الإيمان الصادق والأعمال الصالحة:
((وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةوأجرٌعظيم))المائدة9

ـ أيها الناس ـ

ولله عز وجل
أن يصطفي (بحكمته )(ورحمته )(وعدله )

من الأعمال ـ سواءً كانت( قلبيةً)( أو حسيةً )
ـ ما يُكفِّرُ بها الذنوب
- ويرفعُ بها الدرجات
-ويُثَقِّلُ بها الموازين

، وكذلك لله أن يصطفي من الأيام والشهور ما يُودِعُ فيها نفحاتٍ ومكرماتٍ تتجلى فيها سعة رحمته جل في علاه، وها هو

شهر رمضان المبارك

إصطفاه الله من بين الأشهر ليكون مائدة كُبرى تتغذى منها الأنفس مما لذ وطاب من سائر الأعمال كبيرة كانت أم صغيرة:

((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) البقرة185

فهو على قِصَرِ زمنه، وسرعةِ أُفولِه، إلا أنَّ للأعمال الصالحة فيه لها عِظَمًا وكثرة، وسِعَة مغفرة، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ))حسن صحيح

وأخرجا ـ أيضا ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))صححه الألباني

وهذا ما نريده من رمضان..
إنَّها المغفرةُ للذنوب والخطيئات؛ والتي يريدها كل مؤمن يخاف ذنوبه، التي يراها كالجبل يخاف أن يسقط عليه، وأما المنافق فلا يَهُمُّه(اللهم نسالك العافيه)وكأنها ذبابةٌ وقعت على أنفه فأبعدها..

فهذا ما نريد من رمضان..
وهوالفوزُ (باذن الله) بالغفرانِ ورضى الرحمن، وللحصول عليها ـ هو بما يريده مِنَّا رب رمضان ـ أن نلبس ثياب التقوى(فيما بيننا وبين ربنا دون ان نخبر الناس باعمالنا خالصه له سبحاانه)يريد منا فقط أن نكون من أهل الطاعات والتقوى، ممن عَمَرَ أوقاته بالطاعات وابتعد عن السيئات والآثام:

((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))البقرة183

وهذا الذي يريده رمضانُ منَّا..

بل لم يكتفي بذلك فحسب، بل قد تهيئت أيامه، وازدانت لياليه، وثمارهُ قد أينعت وَسَهُلَ قِطافها، والجنان أُزلفت وفتِّحت أبوابها، والنيران أُبعدت وُغُلِّقَت أبوابها، والشياطين صُفِّدَت وخُفِّفَ شرُّها، ألا ياباغي الجنة أقبل، ألا ياباغي الحور أسرع ، ألايا هارباً من النار هَلُمَّ إلى نجاتك..

جاء من حديث أبي هريرة كما عند ابن ماجة وصححه الألباني، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدَت الشياطين، ومردة الجن، وغلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة )).

أيها المؤمنون عباد الله :

ماذا نريد من رمضان وماذا يُراد منا إذا بلغناه؟؟

إن ذلك الأمر يبدوا واضحا جلياً في قول الله تعالى:
(( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))البقرة183

قال بن كثير في هذه الآية : ( يقول الله تعالى مخاطبا المؤمنين من هذه الأمة، وآمراً لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوِقاع، بنيةٍ خالصةٍ لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوس، وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة، والأخلاق الرذيلة..إلى آخر كلامه رحمه الله).

فأي خير سيناله العبد أكبرُ وأعظمُ من أن يَصِلَ العبدُ إلى منزلة المتقين..؟
إنه الخير الذي يتمناه عباد الله الصالحون..وأكْرِم بها من منزلةٍ تُقَرِّبُ العبدَ من ربه، وترفَعُ بها مكانته، وتعليَ شأنه في الملكوت الأعلى..
وهذه من الحِكَمِ التي من أجلِها شُرِعَ الصوم ولِيُبَيِّنَ أهمَّ ما يُرادُ مِنَّا

ولقد روى الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبشِّرُ أصحابه بقدوم شهر رمضان؛ فيقول:
جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر؛ من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم..))الحديث

قال بعض أهل العلم هذا الحديث دليل على جواز تهنئة الناس بعضهم لبعض بقدوم شهر رمضان..

أيها الناس :
لنُمعِن النظر في كلامه صلى الله عليه وسلم وهو يُبَشِّرُ
أصحابه في زمنه، وللأمة من بعدهم بهذا الشهر المبارك، فقوله عليه الصلة والسلام:
((فيه تُفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم))
فيه إشارة إلى أمرٍ يريده كلُّ إنسانٍ ويطمع فيه، وهو أن يكون من أهل الجنان وينجو من النيران، ولأنَّ في فتح أبواب الجنان بُشرى خيرٍ، تطمئن لها القلوب الوجلة والخائفة من عذاب الله تعالى، أولئكَ:((..الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون))المؤمنون60

وأما في قوله: (وفيه ليلة خير من ألف شهر..) لهو زيادة تذكير، وعَرضٌ جديد لمن يتسابقون إلى كسب الحسنات في مواطن كثيرة من غير رمضان؛ يريدون رِفعةً في درجاتهم، وتثقيلاً لموازين حسناتهم، فها هي اللحظات والمغانم التي تريدون، شمِّروا عن سواعدكم عَلَّكُم أن تفوزوا بها في ليلة واحدة..

إخوة الإيمان:
إن رمضان بهذه الصورة الجميلة، ذاتِ الطابعِ العملي، لَهِيَ منحةٌ عُظمى
للمرءِ المسلمِ في أن يُطَهِّرَ نفسه، ويتداركَ ما بقي من عُمُرِهِ إن كان يريد
الفوز برضى رب العالمين..

أيها المؤمنون ..
يا من نِلتم فضل اللهِ وبُلِّغتُم شهر الخيرات والمكرُمات.. أروا الله من أنفُسِكم خيراً في هذا الشهر، وكونوا فيه إلى الخير سبَّاقين، وعن معاصي الله بعيدين، تفوزوا بِرِضى رب العالمين وتكونوا من عباد الله المفلحين، فشهر رمضان شهر

-جهاد
-مجاهدة
-مثابرة
-صبر

فيه مجاهدةُ النفس على الصبر والمصابرة على الطاعات، مِثلُ التراويحِ وركعتي الضحى وقراءة القرآن والصدقات وغيرها من الطاعات..
وفيه مجاهدةُ النفس على الصبر عن معاصِ الله، وإرغامها على ترك الذنوب والمحرمات..

إخوة الإيمان :
لابد أن نتميز في رمضان عن غيرنا،لابد أن نترفَّعَ، ونتسابق للخير وأن نسموا ونعلوا، فإذا أراد الناس من رمضان نوما وكسلا، أولهوا ولعبا، فنريد نحن أن نجعله شهر عبادةٍ ونشاطٍ وجدٍ واجتهاد..

وإن أراده اللاهون والجهال شهر ترف وشهوات، فنريد أن نجعله شهر إكثار من الطاعات والمسابقة في الخيرات.. فالخير كل الخير بين أيدينا..
والله خير معين لنا إذا نحن سلكنا درب الصالحينا

أيها الناس:
كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلال رمضان قال:كما جاء عن ابن عمر:
((الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب ربنا وترضى))
وحديث طلحة بن عبيد الله أنه كان يقول:
(( الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير ))

وإن حال دون مطلع الهلال ليلة الثلاثين من شعبان غيمٌ أو قترٌ أو غيرهما، فإنه لا يجب صومه ولا يستحب، بل المشروع فطره لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ))

وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: ((من صام اليوم الذي يُشَكُ فيه فقد عصى أبا القاسم ))

عباد الله واعلموا أنه لا يصح صومُ رمضان ولا غيره من الصيام الواجب إلا بنية من الليل **{لكل ليلة}} فقد روت حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((من لم يُبَيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له )) وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعا:
((من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له )).

وقد ذكر أهل العلم جواز النية من اليوم الأول لرمضان وهي تكفي عن باقي أيام رمضان.. فالمهم هو تبييت النية، والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة..
 
بارك الله فيك اخي ياسر
معلومات مفدية جدا وراائعة
اللهم اغفر لناا ذنوبنا جميعا
واجعل مثوانا الجنة
تقبل مروري​
 
مشكور سارة

للمرور

ومشكورة اكثر

للابداع


والتميز



600x600.gif
 
الوسوم
رمضانَ رمضانُ ماذا منَّا؟؟ مِنْ نريد وماذا يريد
عودة
أعلى