حديث الروح ...

kenzy*

الاعضاء
القارئ الكريم: هذه وقفة نتذكر فيها حديثًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمن جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم, عندما سأله سفيان بن عبد الله السقفي في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه (( قلت يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا بعدك, قال : قل آمنت بالله ثم استقم )) فهذه الوصية من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم, وهي تدعونا إلى العمل بما تعلّمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والاستقامة أخي المسلم: روح تحيا بها الأعمال, وهي مأخوذة من القيام وهو الاعتدال وعدم الاعوجاج, وعندما يعمل الإنسان بما تعلمه من أمور دينه ويستقيم على ذلك , ستجده عضوًا نافعًا في المجتمع , ويجد لحياته قيمة عظيمة .
فالإسلام يدعو إلى العمل, حتى لا يكون المرء عبئًا ثقيلاً على غيره من الناس وخاصة من أقرب الناس إليه , ولقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي كان يعمل وأثنى عليه ولم يرض عن الأخ الذي جلس في المسجد للعبادة ليل نهار .
الاعتدال في الأعمال:
أخي المسلم كما أن الاعتدال مطلوب من المرء في الرأي, هو مطلوب منه في العمل كذلك, كذلك مطلوب منه الاعتدال في الأخلاق والاستقامة علي ذلك فالوسطية مطلوبة في كل شيء. ثم إن التوفيق من الله تعالى, فالعبد المؤمن عندما يُقدم على أي عمل, تجده يطلب من الله التوفيق ((وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب))
ورد في مسند الإمام أحمد رضي الله عنه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه, ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)
إذًا: ما هو المطلوب من العبد المسلم؟ المطلوب من العبد المسلم الاستقامة. وهي السداد وحُسن النية , في الأقوال والأفعال .
فالاستقامة أخي المسلم كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين .قال تعالى ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)) سورة فصلت (30) قال أبو العالية (ثم استقاموا) أي أخلصوا له الدين والعمل. وقال الحسن البصري (استقاموا علي أمر الله فعملوا بطاعة الله تعالى واجتنبوا معصيته) وجاء في تفسير ابن كثير في قول الله تعالى (فاستقم كما أمرت, ومن تاب معك ولا تطغو إنه بما تعملون بصير) يأمر الله تعالى رسوله, وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ونهي عن الطغيان وهو البغي.
ولقد أعلم الله تعالى أنه بصير بأعمال العباد لا يغفل عن شيء ولا يخفي عليه شيء ) تفسير ابن كثير ج(2/714).
ونحن في أمس الحاجة إلى أن نُحدًث أنفسنا بالخوف من الله تعالى, فلنحرص على أن يكون العمل مطابقا للقول فهذه تذكرة, ودعوة لكل مسلم ومسلمة : أن يكون هناك منا استقامة في القول والعمل حتي يتحقق فينا معنى التقوى أو نكون حققنا التقوى بكل معانيها .
أخي المسلم الكريم: إن للعمل قيمة عظمى في الإسلام. وتتعاظم هذه القيمة أكثر وأكثر, إن كان العمل مقرونًا بالتقوى والاستقامة.
وأي عملٍ وإن قليلاً فالنية الخالصة ترفع صاحبه إلى أعلى مكانة عند الله تعالى. أهم شيء النية الصادقة الخالية من الرياء والنفاق.
ثم إن العاقل هو الذي يأخذ من دنياه لآخرته, ومن شبابه لهرمه, ومن صحته لمرضه, ومن حياته لموته, وليتنا ننشغل بعيوبنا, ولا نشغل أنفسنا بعيوب غيرنا, ولا نتتبع عورات الآخرين بغرض التشهير بهم أو تشويه الصورة للمؤمن ليكن عملنا لله خالصا, وإذا شعُر العبد أن فيه تقصير من جهة العمل, فليتذكر خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى زرع قيمة العمل في قلوب المؤمنين, وقد بدأ بنفسه منذ الصغر وهو يعمل مع عمه, ثم في شتى مجالات الحياة .
اللهم وفقنا يا ربنا إلى العمل الصالح في كل أمور حياتنا وإلى كل ما تحبه وترضاه آمين , والحمد لله رب العالمين

...............................
 
كنزى..
حديث راائع
تقبلي تقديري
((وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب))
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك
تحياتي لك
 
ياافا
جزاكى الله خيرا

وبارك الله فيكى


يعطيكى الف عافية
 
ساارة
جزاكى الله خيرا

وبارك الله فيكى


يعطيكى الف عافية
 
ياااااااسر
عااافاك ربي وباااارك في خطاااااااك
ولكم منـي جزيل التقدير والإحترااام​
 
الوسوم
الروح حديث
عودة
أعلى