دهاء الغباء

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
يتدحرجُ القمرُ في سراديبِ الضّياع.الكهرباءُ مسرّةٌ مفقودةٌ، والشّمعةُ نعمةٌ لطيمةٌ لا تكادُ تزهو بذاتها حتى تُرمى أشلاؤها. ليترُ المازوت حبّاتُ لؤلؤٍ تحتاج إلى غوّاصٍ بين النّاس المصطفّين أرتالاً طويلةً على محطّةِ المحروقات. الظّفرُ لمنْ لجَّ في الطّرقاتِ الملتوية، ودفع الثّمن الأكبر. النّصرُ لمن كفر بكلّ القيم، و رفع سعراً لبيع الذّمم. الازدحام خانق وتنظيم الجموع يقع على كاهل شباب صدمتهم زلازل مصيبة الوطن وانهيارات كرامة البشر. نال منهم سأم القرف، وأزكمت أنوفهم رائحة الجوع والعطش. تقدّمت امرأة بأناقتها غير آبهة بنظرات حائرة، بأريج عطرها رامية قواعد الحلال والحرام في سلّة النسيان، بكحل جفونها النّاعسة وتناغم كلماتها المنمّقة: توسّلت، شكَتْ وتألّمت. أثارت نخوته فركب سيارتها فارساً نبيلاً، عَبَر فوق نظرات الاختناق وعربات تئنّ من مسامير الانتظار ومعه صولجان الزّيف والادّعاء. ملأ خزّان وقودها، وملأ عينيه بصورٍ رسمها في مخيلته وبذراعيه كيفما شاء. شكرته وفحيح النّصر يرقص في عينين خائبتين . انطلقت بعربتها مزهوّة بعار الانتصار . وشرعت تروي لصويحباتها عن فوز امرأة بالوقود في أزمة فاقت الخيال.
 
الوسوم
الغباء دهاء
عودة
أعلى