جرحتني جرح كبيراً

حقيقية مؤثره حصلت لأحدهم يقول :كنت في إحدى مجمعات مدينة الدمام اقضي وقتاً ممتعا مع أصدقائي وإذا بولد صغير يؤشر علي بإصبعه ويسال أمه لماذا هذا الشاب قدمه غريبة ومشوهة....... ؟؟.ولماذا يمشي بثقل هكذا......؟؟ سؤاله لم يكن جديداً ولكن جواب أمه كان كالقنبلة سقطت على إذني واخترقت شظاياها قلبي .... تخيلوا إنها قالت له هذا الشاب لم يسمع كلام أمه فعاقبه الله بهذه العاهة في قدمه لذلك يأبني عليك إن تسمع كلامي دائما....!!
أنا أيتها الأم الفاضلة التي تحرص على تربية ولدها ؟؟!! جرحتني جرحا كبيرا فباليتك خفضت صوتك وأنت تحدثين طفلك ولكنك لم تحاولي حتى ذلك ....فربما اعتقدت أني معاق عقليا ولن أعي ماتقولين لقد نسفت تعب 16 عاما قضيتها في المراكز الصحية أسعى فيها للتغلب على أعاقتي محاولا الوصول قدر المستطاع لوضع صحي طبيعي ...أعاقتي أختي لم تكن أبدا عقابا من الله ...ولدت بهذا التشوه الخلقي ولم استطع المشي كباقي الأطفال ...فقد كنت أسير بالكرسي المتحرك لمدة 14 عاما ونصف العام...لم استسلم خلالها بل خضعت لأصعب العمليات ولم استسلم أيضا للإحباط في كل مره أحاول الوقوف فيها واسقط أرضا بل كنت أصر على الوقوف بنفسي بدون مساعدة احد..كانت أحلى و اسعد أيام حياتي حين أرى نفسي واقفا... بالنسبة لكي هذا الحلم يعتبر تافها ... وربما لا تتذكرينه حين تستيقظين ...ولكن أنا من سعادتي اصحوا و أتصدق من مالي لله شاكرا إياه هذا الحلم الجميل الذي أعطاني دافعا وصبرا لتحمل آلام العلاج...أمضيت عمري كله وأنا أتمرن على الوقوف ... أهلي بارك الله فيهم و جزآهم عني كل خير تفانوا في علاجي لم ييأسوا...ساندوني كثيرا حتى وقفت على قدمي قبل عام تقريبا وبعدها بعد عدة أشهر خطوت أول خطوه لي بعد انتظار 15 عام !!!مشيتي التي وصفتها بأنها عقابا من الله أنا اعتبرها فضلا ورحمه من عنده جل جلاله بأن جعلني امشي بعد أن كنت مقعدا...
وفي ذلك اليوم بالذات كان أول يوم اخرج للمشي فيه على قدمي خارج المنزل ...وقررت أن يكون أول مكان اذهب له المسجد لأصلي صلاة العشاء ثم اذهب إلى المجمع كي اشتري هديه لوالدي وعندما شاهدت محل للأحذية شجعني أصدقائي لشراء حذاء وبالفعل اشتريت حذاء جميل ...ومن سعادتي قررت لبسه فورا وكان لأول مره في حياتي البس فردتي حذاء ولقد احتفل بي أصدقائي هناك ...كنت في قمة سعادتي وبمجرد خروجي من المحل سمعت إجابتك لابنك التي كسرت خاطري ودعوت الله أن لا تكون بقية الأمهات اللاتي رأينني ذلك اليوم قد اجبن أطفالهن بنفس الإجابة ...
أيتها الأم ... إن كنت تريدين إعطاء طفلك درسا عندما يشاهد شخصا معاقا مرة أخرى قولي له أن هذا الشخص يحمل أعاقه ابتلاه الله بها ليختبره وان الله إن أحب مؤمنا ابتلاه...ولابد أن حياة هذا الشخص أصعب مرات ومرات من أي شخص آخر معافى وبالتالي فهو يبذل جهدا مضاعفاً أيضا في حياته كي يعيش محتسبا الله وصابرا فلتحمد ربك على نعمه يأبني وتعلم منه الصبر والمثابرة .....
جرحتني جرح  كبيراً
جرحتني جرح  كبيراً
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
جرح جرحتني كبيراً
عودة
أعلى