لا أريد أن أتغير...

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لا أريد أن أتغير...
هناك أشخاص لا يريدون التغيير بل هناك شعوب لا تريد التغيير ويدافع عن وضعه برفضه للتغيير والسخرية منه ومن أصحابه ونقد كل من يتحدث عن التغيير بل متابعة أخطاء كل من يتحدث عن التغيير والطموح وتعميمها حتى نبين أنه فاشل ولا يحق له أن يتحدث لنا بهذه الطريقة وكأننا نريد ملائكة يتحدثون لنا وهناك عدد من الاسباب التي تجعل الناس يرفضون التغيير ويتمسكون بوضعهم الراهن على سوء هذا الوضع قبل سنتين تحدثت مع أحد المتسولين وعرضت عليه عدد من الفرص لتوقف عن التسول لم يرضى بأي فرصة بل كان متمسك بهذه المهنه وكان ذلك من باب القناعة كنز لا يفنى !
هنا أعرض عليكم الاسباب التي تمنعنا من التغيير :-
1- " الخوف "... عدو البشرية اللدود :
يجب ان تدرك أن طريق النجاح ليس مفروشا بالورد كما يتوقع الكثير بل على العكس من ذلك فطريق النجاح مليء بالألم والجهد والتضحية محفوف بالمخاطر والناجحين لا يعبرونه بأجسادهم بل بأرواحهم المتعلقة بالأمل المليئة بالطموح والمتقدة بالعزيمة مع كل إخفاق .. في هذا الطريق تولد رغبة صادقة بالنجاح ..بهذه الطريقة يتحول الخوف فيه الى شجاعة والشك الى عزيمة هذا الطريق ليس سهلا فلا يسلكه إلا العظماء وكلما زاد حجم التغيير زادت التضحية..
هل سمعت عن قصة تغيير أعظم من قصة محمد صلى الله عليه وسلم .. هل تأملت حجم التضحيات والمخاطر والمخاوف والتهديدات .. برأيك كيف تجاوزوا كل هذه التحديات ؟
مع وجود التحديات والمخاطر يتواجد الخوف وهو على ثلاث أنواع فأول خوف يظهر في رحلة النجاح هو .. الخوف من المجهول !
الخوف من النتائج التي سوف نحصل عليها .. ماذا لو .. وماذا لو .. عندما لا نستطيع رؤية المستقبل فإننا نتمسك بالماضي عندما تغيب الرؤية الواعية فإننا نتحرك الى الخلف الرؤية هي النور الذي يضيء لنا المستقبل ويكشف لنا المجهول , ماذا سوف يحصل لي بعد هذا الجهد وبعد تلك التضحيات هذا الخوف يولد الخوف من الفشل والإخفاق هذا الخوف يجعلنا نشك في قدرتنا وفي الطريق الذي نسلكه،عندما يتملك قلبك الخوف من الفشل لن تستطيع أن تتخيل النجاح وهنا تبدأ بصناعة سيناريو فاشل تتوقع فيه نتائج فشلك وبهذا الاسلوب يظهر لنا الخوف من الرفض ونبدأ نرى انفسنا بعيون الاخرين وكيف سوف يتعاملون معنا فمن يقبل بفاشل ؟
إذا اجتمعت عليك هذه المخاوف وسيطرت على قلبك وتفكيرك فسوف تستميت في المحافظه على وضعك الحالي وسوف تحارب كل من يتحدث عن التغيير او التطوير لأنه سوف "يحرك كوامن الخوف التي لديك " ,
السياسة تقوم على هذا المبدأ فالشعوب الخائفه لا تريد التغيير..
2- المحافظة على منطقة الراحة .. أو رفض الخروج من " دائرة الارتياح" :
منطقة الراحة هي حالة الاستقرار والنجاح التي حققتها .. فقبل أن تجد لك وظيفة كنت تتألم بسبب عدم قدرتك على مصارعة الحياة فلا تجد ما تأكله و لا تجد بيتا تسكنه فليس لديك شيء تخسره لذا كنت قادرا على فعل أي شيء والتضحية بكل شيء .. تأمل حال الفدائيين ..وبعد أن حصلت على وظيفة متواضعة براتب لا يوازي ربع قدراتك كانت هذه الوظيفة حالة رائعة لك بعد عدة اشهر تغيرت حياتك اصبح لك بيت ومصروف و و و
هذه الوظيفة حقيقة غير مناسبة لك ولقدراتك ودخلها ضعيف جدا عندما يطلب منك شخص تغييرها فإنك تشعر بألم كيف أخرج من هذه الحياة المستقرة الى حياة مضطربة مره أخرى بل تعاودك ذكريات التشرد السابقة هذه المخاوف وهذا الرفض سبب دائرة الراحة التي وصلت إليها .. كيف تعرف أن هذه الوظيفة لا تناسبك
أسأل نفسك هذا السؤال و أجب عليه بصدق .. هل دخلك الشهري يوازي قدراتك ؟
يقينا لا .. لماذا لا تبحث عن مستوى دخل أعلى ؟
الذين يعيشون في منطقة الراحة يحاربون التغيير لان التغيير يحتاج الى تضحية وهم لا يريدون التضحية يبررون ذلك انهم حققوا نجاحات ومكاسب ويذكرون لك كيف كانوا يعيشون على الفقر وتغيرت حياتهم بعد جهد وأصبحوا أقل فقر لكنهم لم يصلوا الى الثراء حال كثير من الدول حققت نجاحات رائعة ثم توقفت ومازالت تتحدث عن تلك النجاحات , """ الذي لا يتطور يزول """
3- " المكسب الثانوي " :
المكسب الثانوي هو كل مكسب غير معلن في الوضع الراهن , وكل وضع قائم هناك أشخاص منتفعين منه ومستفيدين بقصد أو بدون قصد هذا المكسب الثانوي لا يكون ظاهر بل مغلف بمشاعر جميله او مستتر لا يظهر , تخيل وزارة تريد ان تغير كل إستراتيجيتها كم عدد المعارضين على هذا التغيير أبحث عن الاسباب تجدها مكاسب لهم أو تخيل الشاب العاطل الذي يصرف عليه احد ابويه وتجد لديه كل وسائل الراحة مصروف سيارة بيت ملابس , عندما يتوظف في شركة بعد شهر يتركها بحجة المدير معقد او سيء والحقيقة ان لديه مكسب ثانوي وهو المصروف والسيارة عندما يتوظف يتوقف المصروف ... و و المقارنه سهله مصروف مع سهر الى منتصف الليل ونوم الى الظهر ام راتب أكثر قليلا بشرط ان أذهب الى العمل مع الصباح الباكر ؟
تجد بعض الذين ينتقدون الادارة والمدير تخبرهم بأنهم باستطاعتهم تغيير الادارة والانتقال الى إدارة أخرى يرفض ذلك ويقول صبرنا وما بقي شي نصبر الى ان يفرجها الله حقيقة هو لدية مكاسب ثانوية مع هذه الادارة أما انها تتجاوز عنه أو غير ذلك وأيضا قد يدخل الخوف هنا كل وضع قائم يحقق لأشخاص هذا الوضع القائم العديد من المكاسب هؤلاء يستميتون في بقاء الوضع كما هو .
4- " المسؤولية " :
أثقل ما يحمل الانسان من متاع في هذه الحياة المسؤولية قدرتنا على الاختيار تعني اننا مسئولين عن حياتنا وكل ما يحدث فيها ،وقدرتنا على الاختيار تعني اننا نستطيع ان نغير بشرط ان نتحمل نتائج هذا التغيير
باختصار أنت المسئول عن كل فشل حدث في حياتك
أنت المسئول عن وضعك الراهن
انت المسئول عن مستواك المادي
انت المسئول عن مستوى إنجازك
أنت المسئول عن علاقاتك
هذا الكلام مخيف للكثير من الذين لا يتحملون مسؤولية اختياراتهم , للأشخاص الذين يقولون دائما انا لا أخطئ أنا لم أفعل شيء ! أخي يجب ان تفعل شيء هذه حياتك .
عدم اختيارك قد يكون فساد ..لا يوجد حياد في القضية انت تعمل إما تصل أو انك لن تصل .
الذين ينتقدون غالبا لا يعملون شيء تجدهم في نفس طابور من ينتقدونهم
هل علمتم لماذا لا يريد الناس التغيير ؟ هل علمتم لماذا عندما يتحدث شخص عن التطوير يستميت البعض في تحطيمه والتقليل من شأنه ؟
أنت في أي طابور تقف ........
 
الوسوم
أتغير أريد أن لا
عودة
أعلى