قصة( طفولة)

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
قصة( طفولة)
تنعّم في محرابِ الأنا بعشقِ آرائِهِ، والويل لمن يعترض!. تفاخرَ بغرامِ راحتِهِ، وحذارِ لمن يعتدي على حرمة نومهِ وقوله!. تفنّنَ في اللّعبِ بقوانينِ الحياةِ، وبمرؤوسيهِ الضّعفاء.
ترك زوجةً تُجهدُ ذاتها لإرضائه من غير أن تناله، وصغاراً لا يدركون أنهم في حياةٍ إلا إذا فتح عليهم البابَ ذاك الأب المولّه بشخصِهِ، وتضيق دنياهم لتغدو جدران بيتهم فقط عندما يزعجه سبب لا يعرفونه، ويغادرهم مهملاً إنسانيتهم ليسعد في بيتٍ آخر بعبادة الأنا.
مراراً يغادرهم ليعود متى شاء، تصدّع موّال الآه والشكوى في حلق الزّوجة، وتكسّرت حروف العتاب على شفاه الصّغار.
طال غيابه عليهم أكثر من المعتاد متخفّياً بغرابةِ سلوك ابنِ آدم إذ يسلّط غضبه على سنوات حياته وعمر غيره يسعى لتبديدها بقسوة، ويفرح عندما يفوز بقتل أيّام هي كلّ رأس مال الأحياء.
احتمت الزّوجة الشّابة بزكاة الأقارب وصدقاتهم تنفق على أسرتها، بصغارها ترشف منهم الودّ والاحترام، والتصق الأطفال بحضن يرعى شؤونهم، بألعاب تسمعهم، لا تصرخ فيهم، لا تؤنّبهم، و لا تركلهم في مرمى البؤس والاستهتار.
بعد هجران طالت مدّته على ذاكرة البراءة، لم يأبه الصغار بالباب يُفتَح، ولما تنبّهت الصّغيرةُ لوجوده شدّت دميتها إلى صدرها، وركضت نحو إخوتها تتابع لعبها.
 
الوسوم
طفولة قصة
عودة
أعلى