حكم الشرع في ضرب الزوجة وأخذ مالها ومعاملتها معاملة سيئة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
سئل الامام ابن عثمين رحمه الله تعالى
ما حكم الشرع في نظرك فيمن يضرب زوجته ويأخذ منها مالها بالقوة ويعاملها معاملة سيئة ؟
-----------------------------------------
الجواب:
هذا الذي يضرب زوجته ويأخذ مالها ويعاملها معاملة سيئة: آثم عاصٍ لله عز وجل؛ لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النِّسَاء، من الآية: 19]، وقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[البَقَرَة، من الآية: 228]، ولا يجوز لأحد أن يعامل امرأته هذه المعاملة السيئة ثم يذهب ليطالبها أن تعامله معاملة حسنة، فإن هذا من الجور الداخل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ *الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ *}[المطفّفِين]، فكل إنسان استوفى حقه من الناس كاملاً ثم لا يعطي الناس حقوقهم كاملة فإنه داخل في هذه الآيات الكريمة .
والذي أنصح به هذا وأمثاله: أن يتقيَ الله عز وجل في النساء - كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في عرفة عام حجة الوداع؛ حيث قال: "فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ" [1]، وأقول له ولأمثاله: إنه لا يمكن أن تكون الحياة سعيدة إلا إذا تعامل الزوجان كل منهما مع الآخر بالعدل والإحسان والغض عن المساوىء ومشاهدة المحاسن، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً؛ إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"[2].
 
الوسوم
الزوجة الشرع حكم سيئة ضرب في مالها معاملة وأخذ ومعاملتها
عودة
أعلى