نصيحة لمتهاونة بالحجاب

ياسر المنياوى

شخصية هامة
»» السؤال
تقول السائلة :
فضيلة الشيخ : أريد أن تساعدني في هداية إحدى صديقاتي .
هي إنسانه طيبة القلب جدا ، محترمة عطوفة محبة للغير يحبها الجميع ، وهي لا ترتدي سوى الملابس المحتشمة ومشكلتي معها أني لا أستطيع اقناعها بارتداء الزي الإسلامي ( الحجاب ) .
حاولت إقناعها ، ولكنها تقول لي : إن هناك نواحي أخرى كثيرة تحتاج إلى تقويتها في أداء الفروض والعبادات قبل أن أرتدي الحجاب لأنها ـ على حد قولها ـ تخدع نفسها ومن حولها إذا ارتدت الجاب وهي لا تؤدي العبادات كما ينبغي .

حاولت معها ولكن لا فائدة .
أريد أن تساعدني في ذلك لأني أحبها وأخاف عليها .
كما أنني في حياتي اليومية أقابل الكثيرات مثلها وأريد أن أفعل معهم نفس الشيء ، ولكن لا أقدر في معظم الأحيان ، فهلا ساعدتني في ذلك ؟
وجزاكم الله خيرا


»» الاجابة
الحمد لله رب العالمين وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي المصطفى والعبد المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــد :

أختي في الله :

استعيني بالله ، فربي نعم المعين ، ونحن نردد في كل صلاة : " إياك نعبد وإياك نستعين " .
فهو سبحانه وبحمده نعم المعين ، ومن استعان به أعانه .

ثم إنني أنصح كل أخت مقصره في الحجاب بما يلي :

قال تعالى : " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا " ، فهي دعوة من الله لكل مخالف لشرع الله أن يقف وقفة تفكر .

فهل أعملت ِ عقلك أختي ؟

من الذي خلق ورزق ؟

إن لله على العباد نعما عظيمة ، فمن هو الذي يستطيع أن يحصي نعم الله عليه ! ؟
كيف ؟ ، وحياتنا من ابتدائها نعمة من نعم الله .

النَفـَس نعمة ، وتعاقب الأنفاس نعمة ، ودقات القلب نعمة ، واستمرارها وقت النوم نعمة ، فكم لله من نعم ٍ نحن عنها غافلون " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم " .

من تأمل في هذا الكون من أوله إلى آخره وجده كله ينطق بنعم الله .

لله في الآفـــــــاق آيـــــات ٌ * * * لعـــل أقلها هو ما إليه هداكَ
ولعل ما في الكون من آياته * * * عجبٌ عجاب لو ترى عيناك َ
والكـون مشحون ٌ بأسرار ٍ * * * إذا حاولت تفسيرا ً لها أعياك َ

فكيف تقابل هذه النعم ؟

هل بالعصيان ؟

فيا عجبا ً كيف يعصى الإله * * * أم كيف يجحده الجاحد ُ ؟
وفي كل شــيء له آيـــــــة ٌ * * * تدل على أنه واحـــــد ُ

فالواجب شكر نعم المنعم جل وعلا ، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق العبودية لله .
قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .

والعبودية : هي السمع والطاعة لله في كل صغيرة وكبيرة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل .

وقال العماد ابن كثير ـ رحمه الله ـ : وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور .

إنني أوجه ندائي من أعماق قلبي :

قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم " .
وقال جل وعلا إخبارا ً عن المؤمنين : " وقالوا سمعنا وأطعنا " .
وقال عنهم : " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " .

فهل تستجيبي أختي لتكوني من المفلحين ؟

بل وتفوزي أيضا ً " ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون " .

إنه الفوز العظيم . جنة ٌ عرضها السماوات والأرض ورضوان من الله أكبر .

هل تستشعري معنى رضى الله عنك ؟

ثم ماذا تساوي الدنيا كلها بكل لذاتها أمام غمسة واحدة في النار ؟

آه ٍ أختي لو حدث هذا .

تعلمي أختي أن غمسة واحدة في النار تنسي نعيم الدنيا كله ؟ والحديث في سنن ابن ماجه وهو صحيح .

ماذا يضرك لو تحجبتي في الدنيا ؟

هل سيصفونك بأنك متسترة ؟ أو محجبة ؟ أم تراهم يسخرون منك ِ ؟
هل ستتعبي نوعا ً ما ؟
وبالمقابل لا أستطيع أن أصف الراحة النفسية التي تعيشها كل مؤمنة لبت نداء الله واستجابت لله ، وتلك عاجل بشرى المؤمن ، وهذا مؤشر يسير لما ينتظر في الآخرة من الحبور والسرور ، فغمسة واحدة في الجنة تنسي تعب الدنيا كله ، والحديث في سنن ابن ماجه ، وهو صحيح كما تقدم .
فهل تصغي الآن لكلام الله ؟

قال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " .

ثم انظري إلى صنيع المؤمنات لما نزلت آية الحجاب :

في سنن أبي داود عن أم سلمة قالت : لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من الأكسية .

وفي صحيح البخاري وسنن أبي داود ، واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن ، وقالت لهن معروفا ، وقالت : لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور أو حجوز ـ شك أبو كامل الراوي ـ فشققنهن ، فاتخذنه خمرا .

هكذا صنعت الصحابيات بعد نزول آية الحجاب ، فماذا عساك تصنعين ؟

هل تريدي أن تصنعي مثلهن لكن تخافين أنك مقصرة في فروض أخرى ؟

وما يدريك ِ لعل التزامك بالحجاب ـ بل هو الغالب ـ يكون سببا لالتزامك بكثير مما تفرطين فيه قبل الحجاب .

ثم أخيرا ً :

ماذا عساه يكون الحال لو ـ لا قدر الله ـ أن حانت لحظة لقاء الله قبل اتخاذك القرار ؟

لا إله إلا الله كيف تلقين الله مقصرة في هذا الأمر ! ؟ .

ومن يدري ، فالأعمار مقدرة والآجال مكتوبة ، والأيام تمضي سريعا ً .

، فهلا بادرتي الآن 00 الآن قبل الدقيقة التالية وأطعت ِ ربك وخالفت ِ شيطانك وانتصرت ِ على نفسك الأمارة بالسوء ؟ .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أني لي كرة فأكون من المحسنين " .

نفعني الله وإياكم بما نقول ونسمع ، وجعله حجة لنا لا علينا ، ووقاني وإياكم عذاب السموم .

 
اللهم اهدي بناتنا وبنات المسلمين
واضيء لهم دروبهم ووفقهم لما تحب وترض

اللهم ااامين

كل الشكر لك ياسر على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك
 
نصيحة لمتهاونة بالحجاب
 
الوسوم
بالحجاب لمتهاونة نصيحة
عودة
أعلى