هل تخيلتم صوتها؟

اروى

الاعضاء
هل تخيلتم صوتها؟

:


لعلكم تذكرون قصة ذلك الجيولوجي الروسي الذي إدعى أنه بينما كان في أحد المهام في سيبيريا، إخترقت آلة الحفر الخاصة بتفحص طبقات الأرض فجوة في باطن الأرض فرأى من خلالها منظراً مرعبا لمجموعة من النساء و الرجال... عراة.. يحترقون في النار و أصواتهم تتعالى في صراخ مرعب... مخيف!

في الحقيقة شككت في صدقه - ولا زلت أشك في ذلك لكن...

تلك الأصوات التي سمعتها - و إن كانت مفبركة - أثـّرت بي و أرعبتني..


لقد كانت تصوراتي و تخيلاتي المحدوده عن نار جهنم - أعاذنا الله و إياكم منها - دائماً صورية و لم تكُ أبدا صوتية... لم أتخيل أصوات العذاب أو أصوات المعذبين أو حتى زمزمة نار جهنم ذاتهاً....


بعض الأخوة أرعبه ما سمع فبعث الرابط الصوتي إلى الشيخ حامد العلي يسأله عن إمكانية سماع عذاب القبر فأجابه الشيخ بأن هذا الأمر ممكن




ثم تطرق الشيخ إلى ما وصفه الكافر الذي لايعرف شيئا عن عذاب القبور ، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: "والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله ، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب ، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني ، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان ، فانطلقا معه ، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه : وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني"


أضافت هذه الحادثة سؤالاً جديداً إلى تساؤلاتي الكثيرة عن النار - أعوذ بالله منها- حيث أني وجدت في وصف الرجل الدقيق لما رأى تشابهاً مع أحوال عذاب جهنم و ليس مع عذاب القبر! فجعلت أتفكر: أين هي؟! أين نار جهنم؟!!!!


بحثت عن الإجابة في كتب صحيح البخاري و البداية والنهاية لإبن كثير و غيرهما من الكتب فما وجدت إجابة محددة لسؤالي.... ثم أعدت التأمل في بعض الآيات القرآنية و الأحاديث فوجدت أن فيها دلالات على الحركة فخلصت إلى أن النار متحركه و ليس لها مكان ثابت..




يقول الله في سورة الفجر آية 23 "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى"




وقَالَ أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ: لَمَّا نَزَلَتْ "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّم " تَغَيَّرَ لَوْن رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعُرِفَ فِي وَجْهه . حَتَّى اِشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابه , ثُمَّ قَالَ: ( أَقْرَأَنِي جِبْرِيل " كَلَّا إِذَا دُكَّتْ الْأَرْض دَكًّا دَكًّا " الْآيَة وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّم ) . قَالَ عَلِيّ - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : قُلْت يَا رَسُول اللَّه , كَيْف يُجَاء بِهَا ؟ قَالَ : تُؤْتَى بِهَا تُقَاد بِسَبْعِينَ أَلْف زِمَام , يَقُود بِكُلِّ زِمَام سَبْعُونَ أَلْف مَلَك , فَتَشْرُد شَرْدَةً لَوْ تُرِكَتْ لَأَحْرَقَتْ أَهْل الْجَمْع ثُمَّ تَعْرِض لِي جَهَنَّم فَتَقُول : مَا لِي وَلَك يَا مُحَمَّد , إِنَّ اللَّه قَدْ حَرَّمَ لَحْمَك عَلَيَّ فَلَا يَبْقَى أَحَد إِلَّا قَالَ نَفْسِي نَفْسِي ! إِلَّا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّهُ يَقُول : رَبّ أُمَّتِي ! رَبّ أُمَّتِي !





و يقول سبحانه في سورة الكهف آية 100 " وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا" أي قرَّبناها لهم كما في تفسير الجلالين






في أثناء بحثي عن "أين هي" عرجت على الكثير من الآيات و الأحاديث التي تذكر من أمر النار الكثير.. فأحببت أن أشارككم في المعرفة ... فـ...


بسم الله نبدأ...



ورد ذكر "جهنم" بهذه اللفظة في 77 موضع و بلفظة "النار" في 140 موقع - على الأقل - في القرآن


و من أسماءها السعير و سقر... و الحطمة و الهاوية... حميم... لظى و جحيم....


وهي عظيمة الحجم.. مترامية الأطراف و شاسعة ..لها قعر عمقه أكثر من سبعين خريفا... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تدرون ما هذا ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا، فهوى يهوي في النار إلى الآن"


و لك أن تتخيل أيها القاريء عظم حجمها إذا ما تذكرت أنها بالرغم من ما ألقي فيها من الأعداد الهائلة عبر العصور و الأمم إلا إنها لاتمتليء و لا تشبع و لا تزال تطلب بالمزيد " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد"


عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏تحاجت الجنة والنار، فقالت النار‏:‏ أوثرت بالمتكبرين والتمجبرين؛ وقالت الجنة‏:‏ مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم‏؟‏ قال اللّه عزَّ وجلَّ، للجنة‏:‏ أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار‏:‏ إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها‏.‏ فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فيها فتقول‏:‏ قط قط فهنالك تمتليء وينزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم اللّه عزَّ وجلَّ من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن اللّه عزَّ وجلَّ ينشيء لها خلقاً آخر‏






و لِـجهنم سورٌ يحيط بالكافرين فلا يستطيعون الخروج منها " إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها" وسرادق النار هو سورها وحائطها الذي يحيط بها ... و في الحديث أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لِسُرَادِقِ النَّار أَرْبَع جُدُر كُثُف كُلّ جِدَار مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة (حَدِيث حَسَن صَحِيح غَرِيب)


و لها سبعة أبواب "وإن جهنم لموعدهم أجمعين ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم" و جميع أبوابها تغلق في رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ومردة الجن



و النار درجات - كما أن الجنة درجات - و تسمى درجاتها دركات .. و كل دركة متفاوته في شدة حرها و عذابها بحسب ما أعده الله لأهلها.. يقول الله تعالى "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار"



و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل النار "إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته" و روى عليه الصلاة و السلام أن "أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ، كما يغلي المرجل في القمقم" وقيل أن هذا هو عذاب أبي طالب - عم رسول الله - وذلك لنصرته للرسول وذبه عنه وإحسانه إليه!



يقول إبن عباس: "ليس عقاب من تغلظ كفره وأفسد في الأرض ، ودعا إلى الكفر كمن ليس كذلك" و نخلص من هذا إلى أنه كل يدخل من باب بحسب عمله ويستقر في درك بحسب عمله!



و يقوم على النار تسعة عشر من الملائكة ... خلقهم عظيم ... و وبأسهم شديد "غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (خزنة جهنم)






والنار مخلوق حي.. لها حواس... فهي تتكلم و ترى و تسمع بل و تغار وتشتكي و تختصم و تغضب...



عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج يوم القيامة عنق من النار ، لها عينان تبصران ، وأذنان تسمعان ، ولسان ينطق ، تقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر ، وبالمصورين.



أما الإختصام و الكلام فقد ثبت في تخاصمها إلى الله في الحديث الآنف عن تحاجّ النار و الجنة



و أما الرؤية فثبتت في قوله تعالى "إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا"



و أما الشكوى فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: اشتكت النار إلى ربها ، فقالت رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير.



ولها أيضاً من الأصوات "قط قط" حين تمتليء و كذلك الزفير و الشهيق "إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُور"



و المقصود بالشهيق هو الصياح، يقول اِبْن عَبَّاس : الشَّهِيق لِجَهَنَّم عِنْد إِلْقَاء الْكُفَّار فِيهَا ; تَشْهَق إِلَيْهِمْ شَهْقَة الْبَغْلَة لِلشَّعِير


أما الزفير فقد ذكر عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مُجَاهِد عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر: إِنَّ جَهَنَّم لَتَزْفِر زَفْرَة لَا يَبْقَى مَلَك مُقَرَّب وَلَا نَبِيّ مُرْسَل إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ تَرْتَعِد فَرَائِصه حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لَيَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَقُول : رَبّ لَا أَسْأَلك الْيَوْم إِلَّا نَفْسِي .


أما الغضب فقد ثبت في قوله تعالى "تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ" و التميز من الغيض هنا بمعنى أنه كاد ينفصل بعضها من بعض من شدة غيضها و حنقها على أفواج الذين كفروا!




أما وقودها..... فمنه الحجارة... وقد ذهب بعض السلف من أمثال ابن عباس ومجاهد وابن إلى أن هذه الحجارة هي من كبريت... ويقال إن في حجارة الكبريت خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها : سرعة الإيقاد ، ونتن الرائحة ، وكثرة الدخان ، وشدة الالتصاق بالأبدان ، وقوة حرها إذا حميت...



و مما توقد به النار أيضاً الآلهة و الأصنام "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون* لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون"



و يقال أن الشمس و القمر يقذفان في النارأيضاً و يكونانِ من وقودها...و في ذلك يقول القرطبي: وإنما يجمعان لأنهما قد عبدا من دون الله ، لا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل بهما ذلك زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم!



و من وقودها أيضاً يأجوج و مأجوج.... فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله : يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، ثم يقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذاك حين يشب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد . فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله ، أينا ذلك الرجل ؟ قال : ابشروا، فإن من يأجوج ومأجوج الفا ومنكم رجل. ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، ‘ن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالرقمة في ذراع الحمار"



والنار تسعر كل يوم كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله "صل صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة ،حتى تطلع الشمس ، وترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم اقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل" لكنها في اليوم القيامة تسعر بثلاثة: مقاتل يقاتل جرأةً وليس إحتساباً و رجل علمٍ تعلم العلم ليقال علام و ليس إبتغاء مرضاة ربه و رجل منفق ليقال هو جواد...



و وقودها كذلك من بقية الناس الكفرة المشركين الذين لم يتقوا الله و لم يخشو عذابه " فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين"



و من وقودها أيضاً.. "الأهل" و "الأصحاب"



و أما الأهل فأكثرهم من النساء... عن ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أريت ‏ النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله قال ‏ ‏يكفرن ‏ ‏العشير ‏ ‏ويكفرن ‏ ‏الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط



و أما الأصحاب فهم كُثـُر... "الذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" " من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" " والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"





لمن أعدت؟

النار قد تكون منزل مؤقت للآثمين لكنها مأوى و سكن خالد للكافرين و المنافقين...


روى ابن جرير عن ابن عباس قال: " إن الرجل ليجر إلى النار ، فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض، فيقول الرحمن : مالك ؟ فتقول إنه يستجير مني ، فيقول أرسلوا عبدي . وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول : يا رب ما كان هذا ظني بك ، فيقول الله : ما كان ظنك ؟ فيقول: أن تسعني رحمتك ، فيقول : أرسلوا عبدي"


و عن ‏ ‏أنس ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏ ‏يخرج من ‏‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من ‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ‏ ‏برة ‏ ‏من خير ويخرج من ‏‏ النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير... و روي كذلك عن ‏علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا يدخل ‏ النار أحد في قلبه مثقال حبة ‏ ‏خردل ‏ ‏من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة ‏ ‏خردل ‏ ‏من كبرياء....


و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة : رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يارب وجدتها ملأى ، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي- أو تضحك بي - وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزل.


و أما الخالدين في النار فهم المجرمون و الكافرون و المكذبون بآيات الله و المتسكبرون عنها... فهم "لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابه" و مع أن أكثر النصوص في الخالدين في النار جاءت عامة إلا أن منها ما جاء بالتخصيص و بالإسم... وقد أخبرنا القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم أن أشخاصا بأعينهم في النار ...


فمنهم فرعون موسى ... و إمرأة نوح و إمرأة لوط "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلي"


و كذلك أبو لهب و زوجته ... و عمرو بن عامر الخزاعي حيث رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار و كذلك قاتل عمّار بن ياسر... ففي الحديث أن "قاتل عمّار وسالبه في النار"


__________________________________________________





هذا بعضٍ مما جمعت عن النار.... أعاذنا الله و إياكم منها...

فهلا إتعضنا و وقفنا مع النفس وقفة حساب جادة نراجع فيها أفعالنا كي نقي أنفسنا و أهلينا منها و نتجنب ما يستوجب عذابها؟!


سُئل إبن تيمية رحمه الله ما عمل أهل النار فأجاب بقوله: الإشراك بالله تعالى ، والتكذيب للرسل ، والكفر ، والحسد ، والكذب ، والخيانة ، والظلم ، والفواحش، والغدر ، وقطيعة الرحم ، والجبن عن الجهاد ، والبخل ، واختلاف السر والعلانية ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، والجزع عند المصائب ، والفخر والبطر عند النعم ، وترك الفرائض الله ، واعتداء حدوده ، وانتهاك حرماته ، وخوف المخلوق دون الخالق ، والعمل رياء وسمعه ، ومخالفة الكتاب والسنة ، أي اعتقادا وعملا ، وطاعة المخلوق في معصية الخالق ، والتعصب للباطل ، واستهزاء بآيات الله ، وجحد الحق ، والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة ، والسحر ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، والربا ، والفرار من الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات


وهلا إستزدنا من أعمال الخير ما يقينا منها.....

إن من أعمال الخير ماهو يسير الجهد و كبير الفائدة... و مثال ذلك تخليج قلوبنا بحب الله و رسوله و التصدّق و الدعاء و الإستجارة من النار...


عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما سأل أحد الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا ، إلا قالت النار : اللهم أجره مني.


و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذكر الملاكة الذين يلتمسون مجالس الذكر وفيه : أن الله عز وجل يسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: "فمم يتعوذون؟ فيقولون : من النار ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب ما رأوها، فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد مخافة ، فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم"


غفر الله لنا و إياكم

وأحرم جلودكم من النار وأسكنكم فسيح جناته
 
أروى

جزاكى الله كل الخير وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
تسلم الأيادي وبارك الله فيكى
دمتـ بحفظ الرحمن
 
الوسوم
تخيلتم صوتها؟
عودة
أعلى