قصة غريبة النعش

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
القصة الاولى حكاها العالم الالماني " رالف رايسمن " , فكتب : " كان عمري خمسة عشر ربيعا . وكنت أقضي عطلتي الصيفية مع أولاد عمي في بيتهم . ذات مساء بينما كان جميع رجال الاسرة غائبين , والنساء والاولاد وبعض الجيران مجتمعين في ردهة الاستقبال , حدث ما يلي في شهر آب , وكان الحر شديدا . ولم يكن أحد يرغب في النوم , فتاخرنا في السهر ونحن نتسلى بشتى الالعاب .
بغتة ابصرنا عبر النوافذ المفتوحة عربة شحن يجرها حصانان , تقف أمام المنزل . فسألت جدتي :
من تراه يأتي الينا في الساعة الحادية عشر ليلا ؟
فاقتربنا من النوافذ وراينا رجلين يسحبان من العربة نعشا كبيرا . وتقدما بحملهما المشؤوم نحو الدار , وفتحا الباب الذي لم يكن يقفل ابدا , ودخلا الى ممشى البيت . فصعقنا عندما رأينا الرجلين يحاولان الدخول الى ردهة الاستقبال حيث كنا . لكن المدخل كان ضيقا وقصيرا , فلم يتمكنا من تمرير النعش .
فأعاداه الى الشارع , ودارا حول المنزل , ثم اجتازا المطبخ وحاولا أن يدخلا الى الردهة عبر ممشى يصل بين الحجرتين . انما هذا الممشى لم يكن مستقيما , وهنا ايضا لم يتمكنا من تمرير النعش .
فرجع الرجلان من جديد الى الشارع , واذ لمحا نافذة مفتوحة دخلا منها الى غرفة تجاور الردهة .
بعد برهة قصيرة سمعنا بوضوح صوت مطرقة يسمر بها النعش . ثم شاهدنا الرجلين يخرجان من النافذة ويصعدان الى العربة , وغابا عن انظارنا .
كنا جميعا , مشدوهين من شدة الفزع , الى حد ان لم يجرؤ احد منا على الذهاب الى النوم . عندما عاد الرجال من الترنيم , روت لهم عمتي ما ابصرنا .
- نعش ؟ هتف عمي وهو يضحك . ما هذا المزاح , هيا بنا نشاهد ذلك . وجر أخوته واخوة زوجته الى الغرفة المجاورة . فسمعنا عمي يقهقه ضاحكا ويقول :
- ما بالكم تحملوننا على تصديق ما لا يعقل حدوثه ؟
فألقينا نظرة من خلال الباب . ولم نجد في الغرفة أي نعش .
- هل تمازحزننا حقا هكذا ؟
- لا, لا , أجابت عمتي وهي مضطربة . اؤكد لك أننا شاهدنا بأم عيننا شخصان يدخلان , وهما يحملان نعشا . قولوا لهم انتم ايضا ان هذا صحيح ...
فأكدت امي وجدتي , كما أكد الجيران جميعهم بصوت واحد ما رويناه . وأنا أيضا ذكرت بعض تفاصيل عن هيئة العربة .
لكن عمي لم يشأ ان يصدق حرفا واحدا .
- انتهت المهزلة , صاح عمي بصوت حاسم . هيا بنا الى النوم .
هذا ما فعلناه اخيرا , بدون ان يسعنا إدراك ما حدث فعلا ...
في الواقع المذهل , بعد اسبوع مات عمي فجأة . ولما كان الحر شديدا , طلب الطبيب وضعه حالا في النعش . فانتظرنا بعد الظهر وصول الدفانين . وفي الساعة الحادية عشر ليلا بالظبط . وصلت عربتهم ووقفت امام المنزل . أخدوا النعش , وحضرنا المشهد الكئيب كما كان قد جرى أمامنا ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة , قبل ثمانية أيام " .
-------------------------------------------
 
الوسوم
النعش غريبة قصة
عودة
أعلى