عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 16 )
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
لكل مسلم في البلد دور في تحديد صلاحيات ومخصصات الحاكم ، ودور أيضا في مراقبة الحاكم ومراقبة موارد الدولة ومصروفاتها ومراقبة المال العام .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على أن المال العام ، أي مال الأمة ، هو مال المسلمين ، وإن وصف - مجازا ، وباعتبار الأصل - بأنه مال الله . فينبغي عندما يوصف بأنه مال الله أن يتمّ توضيح أنه مال المسلمين , بل إن أبا ذر الغفاري لم يحب أن يوصف مال الأمة العام بأنه مال الله ، وآثر تسميته بمال المسلمين ، حيث قال أبو ذر لمعاوية : ما يحملك على أن تسمي مال المسلمين مال الله ، وذلك لتأكيد مبدأ مشروعية مراقبة الأمة للحاكم في هذا المال لأنه مالها وهي المسؤولة عن مراقبته ومعرفة طرق جمعه وإدارته وصرفه . ومما لاشك فيه أن جميع الصحابة ومنهم أبا ذر يعلمون أن المال في أصله مال الله ، ولكنه آثر ترسيخ تسميته بهذا المصطلح من أجل أن يشعر كل واحد من الأمة بحقه المباشر في هذا المال ، مما يوحي بحق كل فرد في مراقبة أوجه صرف المال العام وفي وجوب الشفافية في جميع التصرفات فيه ولزوم أن تكون هذه التصرفات تصرفات مشروعة لا تصرفات من أجل أهواء الحكام ورغباتهم مما يتيح المجال لهم في الخوض في هذا المال بحسب شهواتهم فيعطون ويمنعون بالرغبة والهوى ، وحتى لا يجد من يأخذون من هذا المال مبررا فيحتالون على الناس ويقولون : إنّما نأخذ من مال الله .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤصل مشروعية حق الأمة صاحبة هذا المال في مراجعة جميع الأموال والمرتبات التي تصرف للحاكم ولعماله في الولايات التابعة لبلده ، وإن هذا الفعل لا يمكن أن يتم بمجرد هوى الحاكم ورأيه . ولذلك وجدنا ما ذكره ابن حزم عن أبي موسى الأشعري حيث لم يطلب من الخليفة مباشرة أن يزيد في مرتبه وعطائه بعدما تبين له أن هذا العطاء المخصص له لا يكفيه بل اتجه إلى أعيان وأشراف البصرة وهم نواب الأمة فيها حتى يتكرموا ويكلموا الخليفة في هذه الزيادة التي يحتاجها من بيت المال ، فكلم الأعيان والأشراف الخليفة في ذلك ، فقال الخليفة : يا معشر الأمراء أما ترضون لأنفسكم ما أرضاه لنفسي ؟ ، فأوضحوا له اختلاف ظروف مجتمعهم عن مجتمعه ، فقال الأشراف للخليفة : إن المدينة أرض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يعشي ولا يؤكل ، وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يعشي وإن طعامه يؤكل ، فقال : فنعم ، فإني قد فرضت لكم كل يوم من بيت المال شاتين وجريبين ، ثم أوصاهم : ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تحفينكم للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم والله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرعان في خرابه .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على أنه لا يجوز للحاكم أن يؤثر بعض الشعب بعطاء دون بقيتهم مهما كان سبب هذا الإيثار ، كقرابتهم ، سواء كانوا أولاده أو إخوانه أو أبناء عمومته أو عشيرته أو طائفته ونحو ذلك ، بل يجب عليه أن يساوي بين الناس في العطاء من المال العام . ولا يجوز لمن أخذ هذا العطاء أن يأكله لأنه مال محرم . ولا يملك الحاكم إيثار أحد به لأنه مال عموم المسلمين وليس مال الحاكم . ولذلك يجب على كل من أعطي عطاءا خصّه به الحاكم عن غيره أن يرفضه وإلا فليعلم انها رشوة وأنه أكل مالا محرما وأنه شريك في سرقة أموال المسلمين ويصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( كل جسم نشا عن حرام فالنار أولى به ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على وجوب المساواة بين المسلمين في كلّ شيء ، كالعطاء والأجور والفرص والامتيازات وسائر الحقوق .
أما ما نراه في بعض المجتمعات من استئثار الحاكم بمال المسلمين العام وإعطاء أقاربه وأعوانه والمحيطين به جل ثروات المسلمين وإبقاء فتات المال لعموم المسلمين بل وترك معظم االمواطنين المسلمين يغرقون في الفقر والتشرد ( التشرد : كون الإنسان لا يستطيع أن يملك منزلا ملائما ) والبطالة والحرمان والأمراض الجسدية والنفسية ، فهذا مما حرّمته النصوص والأدلّة وأقوال العلماء وأجمع على حرمته جميع المسلمين من جميع المذاهب وفي جميع الأمكنة والأزمنة لأنه غلول محرم لا يجوز السكوت عن فاعله والراضي كالفاعل , ولما يترتب عليه من إيجاد الطبقية المقيتة في المجتمع حيث يصبح الناس فيه إما أغنياء جدا أو فقراء جدا بدون سبب مشروع لذلك إلا القرب من الحاكم والبعد عنه , وهو ما يسمى في عصرنا الحاضر بالإثراء غير المسبب أو الثراء غير المشروع . وهذا سبب أساسي لانتشار الفقر والتشرد والبطالة والحرمان والأمراض الجسدية والنفسية في بعض المجتمعات حتى أصبحت بعض المجتمعات التي وهبها الله ثروات طائلة وموارد هائلة واستثمارات خيالية تضم في تركيبة سكانها أشد فقراء العالم حاجة ومعاناة وأكثرهم تشردا وبطالة وحرمانا ومرضا . بل أصبحت نسبة الفقر والتشرد والبطالة والحرمان والمرض في هذه البلاد - بالنسبة لعدد السكان - من أعلى النسب في العالم ، مع أنها تضم في سكانها عدة آلاف من أثرى أثرياء العالم وبدون سبب إلا قربهم من مواقع توزيع المنح والعطاءات والامتيازات والإقطاعات والفرص والاستثناءات والقرارات .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام
( بين العدل والظلم ) الأملاك والأموال العامّة والخاصّة في الإسلام ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
لكل مسلم في البلد دور في تحديد صلاحيات ومخصصات الحاكم ، ودور أيضا في مراقبة الحاكم ومراقبة موارد الدولة ومصروفاتها ومراقبة المال العام .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على أن المال العام ، أي مال الأمة ، هو مال المسلمين ، وإن وصف - مجازا ، وباعتبار الأصل - بأنه مال الله . فينبغي عندما يوصف بأنه مال الله أن يتمّ توضيح أنه مال المسلمين , بل إن أبا ذر الغفاري لم يحب أن يوصف مال الأمة العام بأنه مال الله ، وآثر تسميته بمال المسلمين ، حيث قال أبو ذر لمعاوية : ما يحملك على أن تسمي مال المسلمين مال الله ، وذلك لتأكيد مبدأ مشروعية مراقبة الأمة للحاكم في هذا المال لأنه مالها وهي المسؤولة عن مراقبته ومعرفة طرق جمعه وإدارته وصرفه . ومما لاشك فيه أن جميع الصحابة ومنهم أبا ذر يعلمون أن المال في أصله مال الله ، ولكنه آثر ترسيخ تسميته بهذا المصطلح من أجل أن يشعر كل واحد من الأمة بحقه المباشر في هذا المال ، مما يوحي بحق كل فرد في مراقبة أوجه صرف المال العام وفي وجوب الشفافية في جميع التصرفات فيه ولزوم أن تكون هذه التصرفات تصرفات مشروعة لا تصرفات من أجل أهواء الحكام ورغباتهم مما يتيح المجال لهم في الخوض في هذا المال بحسب شهواتهم فيعطون ويمنعون بالرغبة والهوى ، وحتى لا يجد من يأخذون من هذا المال مبررا فيحتالون على الناس ويقولون : إنّما نأخذ من مال الله .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤصل مشروعية حق الأمة صاحبة هذا المال في مراجعة جميع الأموال والمرتبات التي تصرف للحاكم ولعماله في الولايات التابعة لبلده ، وإن هذا الفعل لا يمكن أن يتم بمجرد هوى الحاكم ورأيه . ولذلك وجدنا ما ذكره ابن حزم عن أبي موسى الأشعري حيث لم يطلب من الخليفة مباشرة أن يزيد في مرتبه وعطائه بعدما تبين له أن هذا العطاء المخصص له لا يكفيه بل اتجه إلى أعيان وأشراف البصرة وهم نواب الأمة فيها حتى يتكرموا ويكلموا الخليفة في هذه الزيادة التي يحتاجها من بيت المال ، فكلم الأعيان والأشراف الخليفة في ذلك ، فقال الخليفة : يا معشر الأمراء أما ترضون لأنفسكم ما أرضاه لنفسي ؟ ، فأوضحوا له اختلاف ظروف مجتمعهم عن مجتمعه ، فقال الأشراف للخليفة : إن المدينة أرض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يعشي ولا يؤكل ، وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يعشي وإن طعامه يؤكل ، فقال : فنعم ، فإني قد فرضت لكم كل يوم من بيت المال شاتين وجريبين ، ثم أوصاهم : ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تحفينكم للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم والله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلا يسرعان في خرابه .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على أنه لا يجوز للحاكم أن يؤثر بعض الشعب بعطاء دون بقيتهم مهما كان سبب هذا الإيثار ، كقرابتهم ، سواء كانوا أولاده أو إخوانه أو أبناء عمومته أو عشيرته أو طائفته ونحو ذلك ، بل يجب عليه أن يساوي بين الناس في العطاء من المال العام . ولا يجوز لمن أخذ هذا العطاء أن يأكله لأنه مال محرم . ولا يملك الحاكم إيثار أحد به لأنه مال عموم المسلمين وليس مال الحاكم . ولذلك يجب على كل من أعطي عطاءا خصّه به الحاكم عن غيره أن يرفضه وإلا فليعلم انها رشوة وأنه أكل مالا محرما وأنه شريك في سرقة أموال المسلمين ويصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( كل جسم نشا عن حرام فالنار أولى به ) .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكد على وجوب المساواة بين المسلمين في كلّ شيء ، كالعطاء والأجور والفرص والامتيازات وسائر الحقوق .
أما ما نراه في بعض المجتمعات من استئثار الحاكم بمال المسلمين العام وإعطاء أقاربه وأعوانه والمحيطين به جل ثروات المسلمين وإبقاء فتات المال لعموم المسلمين بل وترك معظم االمواطنين المسلمين يغرقون في الفقر والتشرد ( التشرد : كون الإنسان لا يستطيع أن يملك منزلا ملائما ) والبطالة والحرمان والأمراض الجسدية والنفسية ، فهذا مما حرّمته النصوص والأدلّة وأقوال العلماء وأجمع على حرمته جميع المسلمين من جميع المذاهب وفي جميع الأمكنة والأزمنة لأنه غلول محرم لا يجوز السكوت عن فاعله والراضي كالفاعل , ولما يترتب عليه من إيجاد الطبقية المقيتة في المجتمع حيث يصبح الناس فيه إما أغنياء جدا أو فقراء جدا بدون سبب مشروع لذلك إلا القرب من الحاكم والبعد عنه , وهو ما يسمى في عصرنا الحاضر بالإثراء غير المسبب أو الثراء غير المشروع . وهذا سبب أساسي لانتشار الفقر والتشرد والبطالة والحرمان والأمراض الجسدية والنفسية في بعض المجتمعات حتى أصبحت بعض المجتمعات التي وهبها الله ثروات طائلة وموارد هائلة واستثمارات خيالية تضم في تركيبة سكانها أشد فقراء العالم حاجة ومعاناة وأكثرهم تشردا وبطالة وحرمانا ومرضا . بل أصبحت نسبة الفقر والتشرد والبطالة والحرمان والمرض في هذه البلاد - بالنسبة لعدد السكان - من أعلى النسب في العالم ، مع أنها تضم في سكانها عدة آلاف من أثرى أثرياء العالم وبدون سبب إلا قربهم من مواقع توزيع المنح والعطاءات والامتيازات والإقطاعات والفرص والاستثناءات والقرارات .
بتصرّف وإيجاز .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
حرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلمية متّصلا وطريق سيرها واضحا ، إن شاء الله تعالى ، وحرصا على أن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ من تطوّرات وتحديثات في مسيرة هذه السلسلة العلمية ، أودّ إيضاح التالي :
المرحلة الأولى من هذه السلسلة العلمية بدأتها بهذا التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
وفي المرحلة الثانية أضفت التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
العدل والظلم : آيات الظلم في القرآن الكريم ، من سلسلة : عدل ( العدل ) ، وظلم ( الظلم ) ، ودعاء ( الدعاء ) ، ودعوة مظلوم ( دعوة المظلوم ، الدعوة للمظلوم ، دعوة للمظلوم ) ، ودعاء مظلوم ( دعاء المظلوم ، الدعاء للمظلوم ، دعاء للمظلوم ) ، ودعاء مظلومين ( دعاء المظلومين ، الدعاء للمظلومين ، دعاء للمظلومين ) ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . أبدأ هذه السلسلة بجداول : آيات الظلم في القرآن الكريم ( ولكلّ جدول أهميّته الخاصّة في هذه السلسلة العلمية ) ، فبعد عرض الجداول ، سوف أبدأ - إن شاء الله تعالى - المرحلة الثانية - بالإستناد إلى هذه الجداول وغيرها من المصادر- ثمّ تليها المرحلة الثالثة ، وهكذا ..
جميع أنواع الأدعية المذكورة ، تعني ، شكلا ومضمونا : ( دعوة على الظالم ، دعوة على الظالمين ، دعاء على الظالم ، دعاء على الظالمين ، الدعاء على الظالم ، الدعاء على الظالمين ) .
ماورد أعلاه هو المدخل المبدئي لهذه السلسلة . والموضوع أشمل وأعمق ممّا ذكرت في هذا المدخل الموجز . وإن كانت البداية من هنا . القرآن الكريم ثمّ السنّة ثم سائر علوم الدين هي المنطلق الأوّل . وكان التركيز على الدعاء _ لأهميّته العظيمة _ والذي هو من أسباب تنبيه الظالم وتذكيره ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على التمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ( كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث ) مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث واقعيّة وتاريخيّة ولغويّة وفلسفيّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان . وهي ليست ببعيدة عن الهمّ الأساسي في كتبي السابقة ، مثل : كتاب / روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب / من أين لهم هذه القوة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان / من الذي يعبث ؟ ، وديوان / لماذا أحبك أو أكرهك ؟! ، وكتاب / الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ ، وكتاب / ديوان / كيف نكون ؟ ، وغيرها من الكتابات والنشاطات الإعلاميّة ، وإن كان لكلّ كتاب من كتبي أو ديوان أو نشاط إعلامي مجاله (أو تخصّصه ) الذي قد يختلف عن الآخر , فقد كانت كلّها من أجل الإنسان وحقوقه ومعاناته وهمومه وأحلامه ومن أجل عالم أكثر إنسانية وصدقا وعدلا وإنصافا وسعادة ونقاء .
وفي هذه المرحلة ( الثالثة ) أضيف التعريف ( أو التقديم ) أدناه :
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
( القرآن الكريم ثمّ السنّة هي الأساس والمنطلق الأوّل ، والتركيز على العلم الديني الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والمناصحة وعلى الدعاء لأهميته ودوره في تنبيه الظالم ونزول العقوبة به وتعجيلها وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه وتذكير الجميع بالله وبعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم وانتقامه منه في الدنيا والآخرة . وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أوليّتها وأهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث حقوقيّة ولغويّة وفكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأدبيّة وغيرها ، كما أنّها ليست موجّهة لإنسان معيّن باسمه وصفته أو لجهة معيّنة أو لطائفة ما ( مع إيراد أمثلة من التاريخ والواقع ، أحيانا ، وحسب الحاجة ) ، بل هي لكلّ إنسان ( ظالم أو مظلوم ) ولكلّ جهة ( ظالمة أو مظلومة ) في كلّ زمان ومكان ، إبراءا للذمّة وطاعة لأمر الله تعالى بالعدل واجتناب الظلم ، ( ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار دقيق وواضح للعدل والظلم ، ونشر ثقافة العدل ونبذ ومنع الظلم ) . وماأنشره هنا هو طرح مبدئي سوف أعود إليه لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة وإستيفاء وبحث ما يستجدّ ويرد من التفاتات وملاحظات واستدراكات واعتراضات ووجهات نظر أخرى ) لتوثيقه وتحقيقه ومراجعته وتدقيقه ومناقشته وتصنيفه وترتيبه ، أعتمد فيه ، بعد الله سبحانه وتعالى ، على عشرات المصادر والمراجع . وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
توزيع