يا شام يا شام والتاريخ مشتعل

املي بالله

نائبة المدير العام
بعنوان "يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ"

رائعة للشاعر أحمد التويجري تضامناً مع الشعب السوري

تفاعلاً مع ما يحدث في سوريا ونزيف الدم الذي يسيل لأبناء الشام في مواجهة الآلة العسكرية للدبابات والقاذفات, وتصاعد موجة الاستنكارات لما يحدث, تفاعل الشاعر الدكتور أحمد بن عثمان التويجري مع أبناء الشام، وسطَّر رائعته "يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ" وقال الدكتور التويجري في مقدمتها: "لم يبلغ نظامٌ سياسيٌ من الخِسَّةِ والدَّناءَةِ والحقارة ما بَلَغَهُ نظامُ البعثِ الطائفيّ في سوريا، خلال مواجهته الهمجية لثورة الشعب السوري العظيم خلال الأشهر الستة الماضية، وفي المقابل لم يصمد شعب من الشعوب العربية في وجه الطغيان والهمجية وآلة الدمار في ربيع العرب مثلما صمد الشعب السوري، فإلى الأحرار والأبطال الذين قدموا أنفسهم وأولادهم وكل ما يملكون ثمناً لحريتهم وكرامتهم وعزتهم أهدي هذه الأبيات", وفيما يلي نص القصيدة:

آليتُ كُلُّ الذي أهواهُ والولدُ
فِداكِ يا شامُ بلْ روحي وما أجِدُ

تَزَاحَمَ الشِّعرُ في صَدري فَمَزّقّهُ
وأشعلَ الوَجدَ حتّى ذَابتِ الكَبِدُ

فَلا تَلومي إذا التاعَ القَصِيدُ جَوىً
إن الشُّجُونَ بِقَلبي اليومَ تَتَّقِدُ

يا شَامُ يا زَهرةَ الدُّنيا وَبَهجَتَهَا
أنتِ السَّناءُ الذي بِالمَجدِ يَنفَرِدُ

أنتِ الضِّياءُ الذي في كلِّ بَارِقَةٍ
وأنتِ قَطْرُ النَّدى والغَيثُ والبَرَدُ

خَابَ الطُّغاةُ وخابت كلُّ زُمرَتِهِمْ
وخابَ ما زَرَعُوا بَغْياً وما حَصَدوا

السَّافِلونَ كِلابُ البعثِ مَنْ نَكَثُوا
كُلَّ العُهُودِ لَكَمْ خانُوا وكم فسّدُوا

الأرذَلونَ الأولى بالعارِ قد غَرِقوا
المَارِقونَ على الإلحادِ هم مَرَدوا

هَيْهاتَ هَيْهاتَ تَعلوا اليومَ رايتُهُمْ
هَيْهاتَ يَرقى لَهُمْ شأنٌ وإنْ جَهِدوا

هَيْهاتَ يَبقى لهم صَرحٌ وَقَدْ وَثَبَتْ
كُلُّ الشَآمِ وثَارَ السَّهلُ والنُّجُدُ

يا شامُ يا شامُ والتاريخُ مُشتعِلٌ
كُلُّ البُطُولَةِ في بُرديكِ تَحتَشِدُ

نَهرُ الشَّهادةِ أنتِ اليومَ مَنبَعُهُ
وفي ثراكِ سَواقي المَجدِ تَتّحِدُ

في رِيفِ دَرعا أغارَ العِزُّ مؤتَلِقاً
وَمن حَماةَ أتاهُ الرِّفدُ والمَدَدُ

وفي رُبى حِمصَ قَامَ المَجدُ مُنتَفِضاً
يُخزي الفَسادَ وَيَجلو كُلَّ مَنْ جَحَدوا

وفي حَمى الدَّيرِ دَير الزّورِ مَلحَمَةٌ
مِنَ الفِداءِ تُحيّي كُلَّ مَنْ صَمَدوا

يا شَامُ أنتِ رَبيعُ الأرضِ أجمعَهُ
وأنتِ أنتِ الهَوَى والحُسْنُ والغَيَدُ

وأنتِ مَفخَرَةُ الأوطانِ قَاطِبَةً
وفي بَنيكِ لِواءُ العِزِّ مُنعَقِدُ

يَا شَامُ يَكفيكِ إيمانٌ صَدَعْتِ بِهِ
لَهُ الطّواغيتُ في الآفاقِ تَرتَعِدُ

يا شَامُ لَنْ يُدركَ البَاغُونَ غايتَهُم
أو يَبلُغُوا رَغمَ طُولِ المَكرِ ما قَصَدُوا

وَلَنْ يَنالوا وإنْ خَسَّتْ مَكائدُهُمْ
مِنْ بَأسِ صِيدٍ لِغَيرِ اللهِ ما سَجَدُوا
 
الوسوم
أحمد التويجري رائعة للشاعر
عودة
أعلى