شاب في مقتبل العمر وريعان الشباب ,

المنسي

الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

وبعد ...



شاب في مقتبل العمر وريعان الشباب ,


له قصة عجيبة ,



كان هذا الشاب يتصف بالوسامة , بل كان آية في الجمال ,


عاش هذا الشاب في كنف والده الرحيم ,


وسط إخوته , ولكنه كان الأميز بينهم ,

كان والده شديد المحبة له , فلم يرق ذلك الأمر لإخوته فكادوا له وألقوه في بئر مظلمة ,

وادعوا أن الذئب أكله , بحيلة احتالوها , لكنها لم تنطلي على أبيهم , فكما يقال لا توجد جريمة كاملة ,

ثم تم بيع هذا الصبي بثمن بخس حين وُجد من قبل بعض المسافرين في قاع البئر ,

فاشتراه ملك من ملوك مصر , و أكرم مثواه ,

ولكن .....

لما بلغ أشده وشب واشتدت قوته , كانت الطامة , حيث راودته زوجة سيده ,
لقد كانت آية في الجمال ,
القصر فارغ , لا أحد فيه سواهما ,
وغلقت الأبواب جميعها وليس باباً واحداً , بحيث يصعب الوصول إليهما ,
وقالت له هيت لك .

فماذا فعل ذلك الشاب ؟؟
قال كلمة واحدة ( معـــــــــــــــــــــــــــــــاذ الله إنه ربي أحسن مثواي , إنه لا يفلح الظالمون )
أي كيف أخون سيدي الذي رباني !!
وفوق ذلك أعصي الله رقيبي !!
ثم هرب مسرعاً من الفتنة , وآثر السجن على المعصية .
نعم آثر السجن لأنه مكان طاعة , كره القصر لأنه مكان معصية ,

أظنكم عرفتم جميعاً من هو ذلك الشاب ولا داعي لأن أكمل القصة , إنه يوسف الصديق نبي الله عليه الصلاة والسلام ,
نعم كلنا نحفظ القصة عن ظهر قلب , بل البعض يمكنه سرد القصة بصورة أكثر عمقاً من سردي لها ,
هذا جميل , ولكن هل وعينا القصة كما يجب ؟؟؟
للأسف كلا ..


كل ظروف القصة كانت مأساوية,
تعالوا معي نعدها سريعاً ,
رمي في البئر , والذين رموه هم إخوته ..
ثم تم بيعه بأبخس الأثمان , وصار مملوكاً لسيد يخدمه ..
راودته ذات المنصب والجمال عن نفسه وهيأت كل الظروف حتى لا يتم فضحهما ..
كان غريباً عن بلده يعني لا يخشى الفضيحة من الفاحشة ..
راودته امرأة العزيز أكثر من مرة وهددته إن لم يفعل أن تسجنه , وراودنه نسوة المدينة فآثر السجن والهروب ..
كان شاباً في ريعان شبابه آية في الجمال , يعتريه ما يعتري الشباب في مثل عمره ..
يعني يمكن القول بأنه عاش فراغاً عاطفياً لم يملؤه الناس من حوله ,

إذاً ما بال شبابنا وشاباتنا اليوم , يفعلون ما يحلو لهم ؟؟
والسبب فراغ عاطفي , !!!!!
هل يقارن فراغهم العاطفي بفراغ يوسف عليه السلام , كلا لا وجه للمقارنة ..
بل أكثرهم يَّتم عواطفه بنفسه , فأمه وأبوه وإخوته وأخواته من حوله , لكنه يؤثر الوحدة ,
ثم يدعي اليتم !!!!
هل يُسوغ للبعض منا مثل هذا الإدعاء أن يرتكب الفاحشة ,!!!!
يتصيد الفتيات , وتتصيد الفتيان ,
يسمع \ تسمع الغناء ,
يشاهد\ تشاهد الأفلام الهابطة ,
وووووو , فالقائمة تطول ,
ولكن أين نحن من قلب يوسف عليه السلام , بماذا ملأ قلبه ؟؟
أخرج الحب الفاسد المتمثل في الشهوة واستبدله بحب الله الكريم المتعال ,
فأتته الدنيا وهي راغمة ,
بعد هذا كله ,
لماذا يهيم شبابنا اليوم على وجوههم ,
يكفي تتبعاً للعورات
يكفي انتهاكاً للحرمات .
يكفينا خلقاً للأعذار لنمارس معاصينا بنفوس آمنة مطمئنة ,
يكفينا لهواً وعبثاً .


لماذا انتشرت الفاحشة بهذه الصورة بيننا , حتى صار الذي يتعفف عنها جباناً , لا يفهم من الدنيا شيئاً .؟؟
لماذا صارت مسألة انتهاك أعراض الناس سهلة ميسرة ؟؟
هل تخدرت قلوبنا حقاً !!!
أم مات الإحساس فينا !!!
أعطانا الله سبل الحياة المرفهة الكريمة فسخرنا جميع السبل لمعصيته ,

أتمنى من كل من يقرأ موضوعي أن يشارك ولو بكلمة استنكار لما يجري ..
لعلها تشفع له يوم القيامة عند الله عزوجل ,
فيكون ممن أنكر المنكر باللسان والقلم ..

أسأل الله أن ينفع الله بهذا الموضوع , الكاتبة, والقارئ , والمعلق ,
وكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
 
الوسوم
الشباب العمر شاب في مقتبل وريعان
عودة
أعلى