جَفْرَاءْ والدموعُ

  • تاريخ البدء

smile

شخصية هامة
[mouseover=جفراء والدموع]أنتَ لم تعِشْ سيدي
في حيٍّ ثُلثُاهُ من الثكالى
وثُلثُه الأخير يحيا دونَ عائِلْ
عزاءُ الشهيدِ فيه عرسٌ
وتأبينُ من عاشَ بعد رفاقِهِ سبعَ سنين
... روتين
أو درسُ دين
تُقدَّمُ فيه السوائلْ
أنتَ لا تعرفُ كيفَ تعيشُ الأراملْ
أنتَ لم تذُقْ ذلَّ المعابر
وأكعابَ البنادقْ
ولعابَ سارقْ
هو لم يبصُقْ عليكَ ليُذِلَّك
بلْ ليُحِسّ بالنَّصرِ على مليار تمثالٍ من الكلام
ويقنع ذاتَهُ أنَّه في دارِهِ الجديدةِ آمن
... بعيداً عن ضوضاءِ القبائلْ

في ذلك الحيِّ الذي لم تسكُنْهُ يوماً
يُبْنَى البيتُ عدة مرات
ويحيا الرجلُ الصامدُ... ألفَ حياة
ويختبئ الأطفال في بقايا سيارةِ إسعافٍ محروقة
ويختلف الناس على مِعيارِ التوابِلْ
هُناكَ في الحيِّ الأبيضِ والأسودْ
في الحيِّ الأحور
أو في الحارةِ الحوراء
لا توجدُ أيامٌ ملوّنة
ولا جدرانٌ ملونة
ولا شبابيكُ ملونة
فقط عيونٌ ملونة
والبياضُ مقرون هناكَ
برغبةِ السوادِ في التنازلْ

هُناك حيث لم تعِشْ
ذرفُ الدموعِ نوعٌ من أنواعِ الصلاة
ذرفُ الدموعِ وجبةٌ كغيرها من الوجبات
اليومية

فالعبراتُ عندهم
كالبازلاء والبطاطس والبصل
والعدس والفلافلْ
في حيِّنا
تفتخرُ الأرضُ والأحجارُ والأشجارُ والأزهارُ
بنفسِها... بعمرِها... ببركتِها
بعروقِها الذهبيَّة
لا بشكلِها ورائحتِها ومناظرِها البهيَّة
ويفتخرُ الإنسانُ بصمودِه
فوقَها
رغمَ السلاحِ المنهمرْ
رغمَ الحصارِ المستمرْ
فيَمَلُّ الصُمودُ ... ولا يَمَلّ
ويرتعدُ الخوفُ ... ولا يذِلّ
... ويطولُ الرهان
دون أن نعلم أيهما في الفَخَارِ سينتصر؟
حيٌّ ينتظر سُكَّانُه كُلّ صباحْ
وعيونهم شاخصةٌ نحو الأفُقِ القبيح
أن تأتي "جَفْرَاء"
أمُّ الجدائلِ الليليَّة
والبشرةِ القمحيَّة
والرقبةِ العاجيَّة
تركضُ على تُرابِ مَرجِ ابن عامر
أو يسمعوا صوتَ "جُبَينَة" من قعرِ الوادي
أو أن ينتحرَ التاريخُ تحتَ أقدامِهمْ المغناطِيسِيَّة
متناسياً صَفَحَاتِه عن أولئكِ الأوائلْ
حَيُّنا
حيثُ الزيتونُ والأريجُ مغناطيس القلبِ والطين
حيثُ التراب يتحوَّلُ إلى عجين
سمُّوه يوماً
حيَّ البُرتقالِ الحزين
يا .... جَاهِل[/mouseover]
 
الوسوم
الدموع جفراء
عودة
أعلى