هجاء مرير

ياسر المنياوى

شخصية هامة
تميم عشيرة عدنانية ضاربةٌ في التّاريخ. كان لها إمتدادات في العراق وبلاد الشّام وشبه الجزيرة العربية ومازالت. وهُم بطون كثيرة، منها بنو دارم بن مالك بن عدنان وبنو ربيعة بن مالك بن زيد وبنو مالك بن زيد وبنو عوف بن كعب وبنو الحارث بن عمرو.

خاضت تميم حروبًا عديدةً مع قبائل أخرى، إمّا دفاعًا عن النّفس أو لأسبابٍ تتعلّق بالماء والكلأ. وقد أدّت هذه الحروب، إضافةً إلى إتّساع منازلها، لأن يصبح كلّ بطن قبيلةٍ قائمةٍ بذاتها. واشتدّ الخلاف بين هذه البطون والقبائل حتّى إنّ الشاعرَين الفرزدق وجرير ظلاّ يتهاجيان رغم انتمائهماإلى أصلٍ واحدٍ هو تميم، ولكنّهما من بطنين أو قبيلتين مُختلفتين. فالفرزدق انتمى إلى قبيلة مجاشع بينما انتمى جرير إلى كُلَيب.

لم تُبدّل تميم في الفتوح الإسلامية ما عُرِفَت به في الجاهلية من حبٍ للقتال، فكان لها نصيب في جميع الفتن التّي نشبت في عهد الأمويين. فقد انتصروا للخوارج عندما أعلن هؤلاء الثّورة على الحكومة المركزيّة في دمشق.

وفي بداية الدّعوة العباسية، استجاب لها الكثيرون من بَني تميم. كما اشتركوا في تأسيس دولة الأغالبة في شمال إفريقيا على يد التّميمي بن زيد مناة.

عُرِفَت تميم بأنّها ذخر العربية الفُصحى من الشّعر والبلاغة عن طريق طائفةٍ من الشّعراء البارزين في الجاهلية والإسلام. وكانت لغتها العربية المُتميّزة سائدة في شرقي الجزيرة العربية منذ القِدَم. وهي تختلف كثيرًا عن لهجات القسم الغربي من الجزيرة.

أنجَبَت تميم أعظم شعراء الجاهليّة ومنهم الأسود بن يعفر وسلامة بن جندل وعدي بن زيد وأوس بن حجر وعلقمة الفحل وأكثم بن صيفي، ثمّ الفرزدق وجرير في الإسلام، أيّام الأمويّين.

وهنا سنحاول جلب بعض من القصائد التي يهجوا جرير فيها الفرزدق والعكس مع تمنياتي باحلى اللحظاتمع قصائد رائعة في الهجو واخيرا اترك لكم الحكم عن من فيهما استطاع غلبة الاخر.


[frame="1 80"]
الفرزدق يهجوا جرير


****************
رأيت جريرا



رَأيْتُ جَرِيراً لَمْ يَضَـعْ عَنْ حِمـارِهِ

عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّـذي هوَ حامِلُـهْ

أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيـعَ حِمَـارَهُ

وفَارِسَهُ ، إذْ لَمْ يَجِـدْ مَن يُبادِلُـهْ

وَجَاء بَعِدَلَيْـهِ اللّذَيـنِ هُمَـا لَـهُ

مِنَ اللّـؤمِ كانَتْ أوْرَثَتْـهُ أوَائِلُـهُ

أتَشْتُمُ قَوْمـاً أنْـتَ تَزْعُـمُ مِنْهُـمُ

عَل مَطْعَمٍ من مَطعَمٍ أنـتَ آكِلُـهْ

يَظَـلَ بِأسْـوَاقِ اليَمَامَـةِ عَاجِـزاً

إذا قـال بَيْتـاً بالطّعَـامِ يُكَايِلُـهْ

ألَمْ تَـرَ أنَّ اللّـؤمَ حَلّـتْ رِكَابُـهُ

إلى الخَطَفَى ، جاءتْ بذاكَ حَوَامِلُـهْ

أنَـاخَ إلى بَيْـتٍ عَطِـيّـةُ تَحْتَـهُ

إلَيهِ ذُرَى اللّؤمِ استَقَـرّتْ مسايلُـهْ

أظَـنّ بِنَـا زَوْجُ المَـرَاغَـةِ أنّـهُ

مِنَ الفَقْـرِ لاقِيـهِ الخِـزَالُ فَقاتِلُـهْ

وَقَدْ كان فِي الدّنْيـا مَـرَادٌ لقَعْبِـهِ

وفِي هَجَـرٍ تَمْـرٌ ثِقَـالٌ جَلائِلُـهْ

وَكانَتْ تَميمـمٌ مُطْعِمِيـهِ وَنَابِتـاً

بِهْمّ رِيشُهُ حَتَّى تَـوَازَى نَوَاصِلُـهْ

فأصْبَحَ فِي العَجْلانِ حَـوّلَ رَحْلَـهُ

إلى اللّؤمِ من قَيسِ بن عَيلان قابلُـهْ





[/frame]​
[frame="1 80"]
[/frame]​
 
[frame="1 80"]
ود جرير اللؤم


وَدّ جَرِيـرُ اللّـؤمِ لَوْ كَانَ عانِيـاً

ولَمْ يَدنُ منْ زَأرِ الأسودِ الضّرَاغـمِ

فإنْ كُنتُما قَدْ هِجتُمانـي عَلَيكْمَـا

فلا تَجَزَعَا وَاسْتَسمِعـا للمُرَاجِـمِ

لمِرْدَى حُرُوبٍ مِنْ لَدُنْ شـدَّ أزْرَهُ

مُحامٍ عن الأحسابِ صعَبِ المَظالِمِ

غَمُوسٍ إلى الغاياتِ يُلْفَـى عَزِيمُـهُ

إذا سَئِمَتْ أقْرَانُـهُ ، غَيـرَ سَائِـمِ

تَسُـورُ بِـهِ عِنْـدَ المَكَـارِمِ دارِمٌ

إلـى غايَةِ المُسَتَصْعَباتِ الشّداقِـمِ

رَأتْنَا مَعدُّ ، يَوْمَ شَالَـتْ قُرُومُهـا

قِياماً على أقْتَارِ إحْـدَى العَظائِـمِ

رَأوْنَا أحَقَّ ابْنـيْ نِـزَارٍ وَغَيْرِهِـمْ

بإصْلاحِ صَـدْعٍ بَيْنَهُـمْ مُتَفاقِـمِ

حَقَنّا دِمَاءَ المُسلِميـنَ ، فأصْبَحَـتْ

لَنَا نِعْمَةٌ بُثْنـى بـهَا فِي المَواسِـمِ

عَشِيّـةَ أعْطَتْنَـا عُمَـان أُمُورَهَـا

وَقُدْنَـا مَعـدّاً عَنْـوَةً بِالخَزَائِـمِ

وَمِنّا الّذِي أعْطَـى يَدَيْـهِ رَهينَـةً

لغارَيْ مَعَدٍّ يَوْمَ ضَـرْبِ الجَماجـمِ

كَفَى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ على ابْنِهـا

وَهُـنّ قِيَـامٌ رَافِعـاتُ المَعاصِـمِ

عَشِيّـةَ سَالَ المِرْبَـدانِ كِلاهُمَـا

عَجاجَةَ مَوْتٍ بالسّيُوفِ الصّـوَارِمِ

هُنالِكَ لَوْ تَبغـي كُلَيبـاً وَجْدْتَهَـا

بِمَنْزِلَةِ القِـرْدانِ تَحْـتَ المَناسِـمِ

وَمَا تَجعَلُ الظِّرْبَى القِصَارَ أُنُوفُهـا

إلى الطِّمّ من مَوْجِ البحارِ الخَضَـارِمِ

لهَامِيمُ ، لا يَسطِيعُ أحمـالَ مثلِهـمْ

أنُوحٌ وَلا جـاذٍ قَصِيـرُ القَوائِـمِ

يَقولُ كِرَامُ النّاسِ إذْ جَـدّ جِدُّنـا

وَبَيّنَ عَنْ أحْسَابِنَـا كُـلُّ عالِـمِ

عَلامَ تَعَنّى يا جَرِيـرُ ، وَلَمْ تَجِـدْ

كُلَيْبـاً لهَـا عَادِيّـةٌ فِي المَكَـارِمِ

وَلَسْتَ وَإنْ فَقَّأتَ عَيْنَيكَ وَاجـداً

أباً لَكَ ، إذْ عُدّ المَساعي ، كـدارِمِ

هوَ الشّيخُ وَابنُ الشّيخِ لا شَيخَ مثلَه

أبُو كُلّ ذِي بَيْتٍ رَفِيـعِ الدّعَائِـمِ

تَعنّى مِنَ المَرّوتِ يَرْجُـو أرُومَتـي

جَرِيرٌ علـى أُمّ الجِحـاشِ التّوَائِـمِ

وَنِحْياكَ بالمَـرّوتِ أهـوَنُ ضَيْعـةً

وَجَحشاكَ من ذي المأزِقِ المُتَلاحِـم

فَلَوْ كُنتَ ذا عَقْـلٍ تَبَيّنْـتَ أنّمـا

تَصُولُ بِأيْدِي الأعجَزِيـنَ الألائِـمِ

نَمانـي بَنُو سَعْدِ بنِ ضَبّةَ فانتَسِبْ

إلـى مِثْلِهِمْ أخوَالِ هاجٍ مُرَاجِـمِ

وَضَبّةُ أخْوَالي هُـمُ الهَامَـةُ الّتـي

بـهَا مُضَـرٌ دَمَاغَـةٌ للجَمَاجِـمِ

وهَلْ مِثْلُنا يا ابنَ المَرَاغَـةِ إذْ دَعَـا

إلى البَأسِ داعٍ أوْ عِظـامِ المَلاحِـمِ

فَمـا مِنْ مَعَـدّيٍّ كِفَـاءً تَعُـدُّهُ

لَنا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمـسٍ وَهاشِـمِ

وَما لَكَ مِنْ دَلْوٍ تُواضِخُنـي بـهَا

ولا مُعِلِمٍ حَامٍ عَنِ الحـيّ صَـارِمِ

وَعِنْدَ رَسُولِ الله قـام ابنُ حابـسٍ

بُخطّةِ سَوّارٍ إلـى المَجْـدِ حـازِمِ

لَهُ أطْلَقَ الأسْرَى الّتـي فِي حِبَالِـهِ

مُغَلَّلَـةً أعْنَـاقُهَـا فِي الأداهِـمِ

كَفَى أُمّهَـاتِ الخائفِيـنَ عَلَيْهِـمُ

غَلاءَ المُفادِي أوْ سِهَـامَ المُسَاهِـمِ

فَإنّكَ وَالقَـوْمَ الّذِيـنَ ذَكَرتَهُـمْ

رَبِيعَةَ أهْـلَ المُقْرَبـاتِ الصّـلادِمِ

بَناتُ ابنِ حَلاّبٍ يَرُحْـنَ عَلَيْهِـمُ

إلى أجَمِ الغابِ الطّـوَالِ الغَوَاشِـمِ

فعلا وَأبِيكَ الكَلْبِ ما مِنْ مَخافَـةٍ

إلـى الشّأمِ أدّوْا خالِداً لَمْ يُسالِـمِ

وَلكِنْ ثَوَى فيهِـمْ عَزِيـزاً مكَانُـهُ

على أنْفِ رَاضٍ من مَعَـدٍّ ورَاغِـمِ

وَما سَيّـرَتْ جاراً لهَا من مَخافَـةٍ

إذا حَلّ من بَكْرٍ رُؤوسَ الغَلاصِـمِ

بِأيّ رِشَاءٍ ، يا جَرِيـرُ ، وَمَاتِـحٍ

تَدَلّيْتَ فِي حَوْماتِ تِلْكَ القَماقِـمِ

وَما لكَ بَيْـتُ الزَّبَرْقَـانِ وَظِلّـهُ

وَما لكَ بَيْتٌ عِندَ قَيسِ بنِ عاصِـمِ

وَلكِنْ بَدا للـذّلِّ رَأسُـكَ قاعِـداً

بِقَرْقَـرَةٍ بَيـنَ الجِـداءِ التّوَائِـمِ

تَلُوذُ بأحقَيْ نَهشَـلٍ من مُجاشِـعٍ

عِيَـاذَ ذَليـلٍ عـارِفٍ للمَظالِـمِ

وَلا نَقتُلُ الأسرَى وَلكـنْ نَفُكُّهـمْ

إذا أثْقَلَ الأعناقَ حَمْلُ الـمَغـارِمِ

فَهَلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَـةٌ لكـمْ

أبا عَنْ كُلَيْـبٍ أوْ أباً مِثـلَ دارِمِ

فَإنّكَ كَلْـبٌ مِنْ كُلَيْـبٍ لكَلْبَـةٍ

غَذَتْكَ كُلَيبٌ فِي خَبيثِ المَطاعِـمِ

[/frame]
 
[frame="1 80"]
تَغَنّى جَرِيـرُ


تَغَنّى جَرِيـرُ بنُ المَرَاغَـةِ ظَالِمـاً

لِتَيْمٍ ، فَلاقَى التّيـمَ مُـرّاً عِقابُهَـا

وَتَيْمٌ مكانَ النّجْـمِ لا يَستَطيعُـها

إذا زَخَرَتْ يَوْمـاً إلَيْهـا رَبَابُهَـا

وَفِيها بَنُو الحَرْبِ الّتـي يُتّقى بـهَا

وَغاها إذا ما الحَرْبُ جاشَتْ شِعابُها

وَإني لَقـاضٍ بَيـنَ تَيْـمٍ فَعَـادِلٌ

وَبَينَ كُلَيْبٍ ، حِينَ هَرّتْ كِلابُهـا

كُلَيْـبٌ لِئَـامٌ مـا تُغَيِّـرُ سَـوْءَةً

وَتَيْمٌ على الأعداءِ غُلْـبٌ رِقَابُهـا

فَهَلْ تُنْجِيَنّـي عِنْدَ تَيْـمٍ بَرَاءتـي

وَإني على أحْسَابِ قَوْمـي أهَابُهـا

وَلَوْلا الّذي لَمْ يَتْرُكِ الجِـدُّ لَمْ أدَعْ

كُلَيْباً لِتَيْـمٍ حِيـنَ عَـبَّ غُبَابُهـا

[/frame]
 
[frame="1 80"]
جرير يهجوا الفرزدق


**************

أتذكرهم وحاجتك


أتَذْكُرُهُـمْ ، وَحاجَتُـكَ ادّكَـارُ

وَقَلْبُـكَ ، فِي الظّعائِـنِ، مُستَعَـارُ

عَسَفْـنَ عَلى الأماعِـزِ مِنْ حُبَـىٍّ

وَفِي الأظْعَـانِ عَـنْ طَلَـحَ ازْوِرَارُ

وَقَدْ أبكاكَ ، حِينَ عـلاك شَيْـبٌ

بِتُوضِـحَ ، أوْ بِنَـاظِـرَةَ، الدّيَـارُ

فَتَحْيَـا مَـرّةً ، وَتَمُـوتُ أُخْـرَى

وَتَمْحُـوهَـا البَـوَارِحُ وَالقُطَـارُ

فدارَ الحَـيّ لَسْـتِ كَمَـا عَهِدْنَـا

وَأنْـتِ ، إذا الأحِبّـةُ فِيـكِ ، دارُ

وَكُنْـتُ إذا سَمِعْـتُ لِـذاتِ بَـوٍّ

حَنينـاً ، كَـادَ قَلْبـي يسْتَطَـارُ

أتَنْفَعُـكَ الـحَيَـاةُ ، وَأُمُّ عَمْـرٍو

قَـرِيــبٌ لا تَـزُورُ ، وَلا تُـزَارُ

وقَد لَحِـقَ الفَـرَزْدَقُ بالنّصَـارَى

ليَنصُرَهُـمْ وَلَيـسَ بِـهِ انْتِصَـارُ

وَيَسْجُـدُ للصّلِيـبِ مَعَ النّصَـارَى

وَأفْلَـجَ سَهْمُنَـا ، فَلَنَـا الخِيَـارُ

تُخَاطِـرُ مِنْ وَرَاء حِمَـاي قَيْـسٌ

وَخِنْدِفُ، عَـزّ ما حُمِـيَ الذّمَـارُ

أقَيْـنٌ ، يا تَمِيـمُ، يَعِيـبُ قَيْسـاً

يَطِيـرُ عَلـى لَهَـازِمِـهِ الشِّـرَارُ

أخَاكُـمْ يا تَمِيـمُ ، وَمَنْ يُحامـي

وَأُمُّ الـحَـرْبِ مُجْلِـبَـةٌ نَـوَارُ

وَيَعْلَـمُ مَـنْ يُحـارِبُ أنّ قَيْسـاً

صَنَادِيـدٌ ، لَهَـا للُّجَـجُ الغِمَـارُ

وَقَيْسٌ ، يا فَـرَزْدَقُ ، لَوْ أجَـارُوا

بَنـي العَوّام ، ما افتُضِـحَ الجِـوَارُ

إذا لَحَمـىَ فَـوَارِسُ غَيـرُ مِيـلٍ

إذا مَـا امتَـدّ فِي الرَّهَـجِ الغُبَـارُ

وَكَـرّوا كـلَّ مُقْـرَبَـةٍ سَبُـوحٍ

وطِـرْفٍ فِـي حَوالِبِـهِ اضْطِمَـارُ

غَـدَرْتُـمْ بِالزّبَيـرِ وَمَـا وَفَيْتُـمْ

فَـدَادِينـاً يَبِـيـتُ لَهَـا خُـوَارُ

فَمَـا رَضِيَـتْ بِذِمّتِكُـمْ قُرَيْـشٌ

وَمـَا بَعْـدَ الزّبَيـرِ بِـهِ اغْتِـرَارُ
[/frame]
 
[frame="1 80"]
تَـقُـولُ ذاتُ الـهَـفْـهَـافِ


تَـقُـولُ ذاتُ الـهَـفْـهَـافِ

وَالـرِّدفِ وَالأنَامِـلِ الّلـطَـافِ

إنّـكَ مِـنْ ذي غَـزَلٍ لَجَافِـي

ذَهَبْـتَ فِـي تَمَثُّـلِ القَـوَافـي

وَأنْـتَ لا تُـورِدُ بِـالأجْـوافِ

غَيـرَ ثَمَـانـي أيْنَـقٍ عِجَـافِ

بُقْيَـا مِـنَ الغُـدَّةِ وَالسّـوَافِـي

عُـوجٍ ظِمَـاءٍ نَظَـرَ المُشْتَـافِ

فَـارْوَيْ مِنَ الـمَاء ، وَلا تَعافـي

عَلَّكِ إنْ أودَيْـتُ فِي اصْطِرَافِـي

تَلْقَيـنَ فِـي البُغْيَـةِ وَالتّطْـوَافِ

مِثْـلِ أبـي هَـوْذَةَ أوْ عَطّـافِ

لَـزْنَ المْحَيّـا ضَيّـق الأكْنَـافِ

يَـدْنُـو وَتَنْأيْـنَ بِلُـبٍّ جَـافِ

[/frame]
 
[frame="1 80"]
أقلي اللوم

أقِلّـي اللّـوْمَ عـاذلَ وَالعِتـابَـا

وقولي ، إنْ أصَبـتُ ، لقَد أصَابَـا

أجِـدَّكَ ما تَذَكَّـرُ أهْـلَ نَجْـدٍ

وَحَـيًّا طـالَ ما انتَظَـرُوا الإيَابَـا

بَلى فارْفَضّ دَمْعُـكَ غَيـرَ نَـزْرٍ

كَما عَيّنْـتَ بالسَّـرَبِ الطِّبَـابَـا

وَهـاجَ البْـرقُ لَيْلَـةَ أذْرِعـاتٍ

هَـوىً ما تَستَطيـعُ لـهُ طِلابَـا

فقُلْتُ بحاجِـةٍ وَطَوَيـتُ أُخْـرَى

فهَـاجَ عَلـيّ بيْنَهُـمْا اكْتِئـابَـا

ووَجْـدٍ قَدْ طَوَيْـتُ يكـادُ منْـهُ

ضَمِيـرُ القَلْـبِ يَلتَهِـبُ التِهابَـا

سألْنَاهـا الشّفَـاءَ فَمـا شَفَتْنَـا

وَمَنّتْنَـا الـمَواعِـدَ وَالخِـلابَـا

لَشَتّـانَ الـمُجـاوِرُ دَيـرَ أرْوَى

وَمَـنْ سَكَـنَ السّليلَـةَ وَالجِنابَـا

أسِيلَـةُ مَعْقِـدِ السمْطَيـنِ مِنـها

وَرَيّـا حَيـثُ تَعْتَقِـدُ الحِقَـابَـا

وَلا تَمْشِـي اللّئَـامُ لَهَـا بسِـرٍّ

وَلا تُهْـدي لجارَتِهـا السبَـابَـا

أباحَـتْ أُمُّ حَـزْرَةَ مِنْ فُـؤادي

شِعابَ الحُـبّ ، إنّ لـهُ شِعابَـا

مَتـى أُذْكَرْ بِخُـورِ بَنـي عِقـالٍ

تَبَيّـنَ فِـي وجُوهِهِـمُ اكْتِئَابَـا

إذا لاقـىَ بَنُـو وَقْـبَـانَ غَـمًّا

شَدَدْتُ علـى أُنُوفِهِـمُ العِصابَـا

أبى لي ما مَضـىَ لـي فِي تَميـمٍ

وَفِي فَرْعَيْ خُزَيـمَـةَ ، أنْ أُعَابَـا

سَتَعْلَـمُ مَنْ يَصِيـرُ أبُـوهُ قَيْنـاً

وَمَنْ عُرِفَـتْ قَصائِـدُهُ اجتِلابَـا

أثَعْلَبَـةَ الـفَـوَارِسِ أَوْ رِيـاحـاً

عَدَلْـتَ بهـمْ طُهَيّـةَ وَالخِشابَـا

كَأنّ بَني طُهَيّـةَ رَهْـطَ سَلمـى

حِجارَةُ خـارِىءٍ يَرْمـي كِلابَـا

فَـلا وَأبِيـكَ ما لاقَيـتُ حَـيًّا

كَيَرْبُـوعٍ إذا ررَفَعُـوا العُقَـابَـا

وَمَـا وَجَـدَ المُلُـوكُ أعَـزّ مِنّـا

وَأسْـرَعَ مِنْ فَوَارِسِنَـا اسْتِلابَـا

وَنَحْـنُ الحاكِمُـونَ على قُـلاخٍ

كَفَيْنَـا ذا الجَريـرَةِ وَالمُصَـابَـا

حَمَيْنَا يَـوْمَ ذي نَجَـبٍ حِمَانَـا

وَأحْـرَزْنَا الصّنائِـعَ والنهَـابَـا

لَنَـا تحـتَ المَحامِـلِ سابِغـاتٌ

كَنَسْـجِ الرّيـحِ تَطّـرِدُ الحَبَابَـا

وَذي تَـاجٍ لَهُ خَـرَزاتُ مُـلْكٍ

سَلَبْنَـاهُ السُّـرادِقَ وَالـحِجَابَـا

ألا قَـبَـحَ الإلِـهُ بَنـي عِقـالٍ

وَزَادَهُـمُ بغَـدْرِهِـمُ ارْتِيـابَـا

أجِيـرانَ الزّبَيـرِ بَرِئْـتُ مِنْكُـمْ

فألْقُوا السيّـفَ وَاتّخـذوا العِيابَـا

لَقَدْ غَـرّ القُيـونُ دَمـاً كَريـماً

وَرَحْلاً ضَـاعَ فانتُهِـبَ انْتِهَابَـا

وَقَدْ قَعِسَـتْ ظُهُـورُهُـمُ بخَيْـلٍ

تُجـاذِبُـهُـمْ أعِنّتَـهَا جِـذابَـا

عَـلامَ تَقَاعَسُـونَ وَقد دَعاكُـمْ

أهانَكُـمُ الـذي وَضَـعَ الكِتَابَـا

تعَشّـوا مِـنْ خَزيرِهِـمُ فَنَامُـوا

وَلَـمْ تَهْجَـعْ قَرائِبُـهُ انْتِحَـابَـا

أتَنْسَوْنَ الزّبَيـرَ وَرَهْـطَ عَـوْفٍ

وَجِعْثِـنَ بَعـدَ أعيَـنَ وَالرَّبَابَـا

وَخُورُ مُجاشِـعٍ تَرَكُـوا لَقِيطـاً

وَقالوا : حِنْـوَ عَينِـكَ وَالغُرَابَـا

وَأضْبُـعُ ذي مَعـارِكَ قَدْ علِمْتـمْ

لَقِيـنَ بجَنْبِـهِ العَجـبَ العُجَابَـا

وَلا وَأبيـكَ مـا لـهُم عُقُـولٌ

وَلا وُجِـدَتْ مَكاسِرُهُـمْ صِلابَـا

وَلَيْلَةَ رَحْرَحـانَ تَرَكْـتَ شِيبـاً

وَشُعْثـاً فِـي بُيُـوتِكُـمُ سِغَابَـا

رَضِعتُمْ ، ثـمّ سالَ على لِحاكُـمْ

ثُعالَةَ حيَـثُ لَمْ تَجـدوا شَرَابَـا

تَرَكْتُـمْ بالوَقيـطِ عُضـارِطـاتٍ

تُـرَدِّفُ عِنـدَ رِحْلَتِـها الرّكابَـا

لَقَدْ خَـزِيَ الفَـرَزْدَقُ فِي مَعَـدٍّ

فأمسَـى جهَـدُ نُصرَتِـهِ اغْتِيابَـا

وَلاقَى القَيـنُ والنَّخَبـاتُ غَمًّـا

تَرَى لوُكُوفِ عَبـرَتِـهِ انصِبَابَـا

فَما هِبْـتُ الفَـرَزْدقَ قد عَلِمتـمْ

ومَا حَـقُّ ابنِ بَـرْوَعَ أنْ يُهابَـا

أعَـدّ اللهُ للـشّـعَـراءِ مِـنّـي

صَوَاعِقَ يُخضِعُـونَ لـهَا الرّقَابَـا

قَرَنْتُ العَبْـدَ ، عبدَ بَنـي نُمَيـرٍ

مَـعَ القَيْنَيـنِ إذْ غُلِبَـا وخَـابَـا

أتَانـي عَنْ عَـرادَةَ قَـوْلُ سُـوءٍ

فَـلا وَأبـي عَـرادَةَ مـا أصَابَـا

لَبِئْسَ الكَسْـبُ تكسِبُـهُ نُمَيـرٌ

إذا استَأنَـوكَ وَانتَظَـرُوا الإيَابَـا

أتَلْتَمِـسُ السبـابَ بَنُـو نُمَيـرٍ

فقـد وأبيهـم لاقـوا سبـابـا

أنَا البازي الـمُدِلُّ عَلـى نُمَيـرٍ

أُتِحْتُ مِنَ السّماءِ لـها انصِبَابَـا

إذا عَلِقَـتْ مَخـالِبُـهُ بِـقِـرْنٍ

أصَابَ القَلبَ أوْ هتَـكَ الحِجابَـا

تَرَى الطّيـرَ العِتـاقَ تَظَـلّ مِنْـهُ

جَوَانـحَ للكَـلاكِـلِ أنْ تُصَابَـا

فَلا صَلّـى الإلَـهُ عَلـى نُمَيـرٍ

وَلا سُقِيـتْ قُبُورُهُـمُ السّحابَـا

وَخَضْـراءِ المَغابِـنِ مِـنْ نُمَيـرٍ

يَشينُ سَـوادُ مَحجِرِهـا النّقابَـا

إذا قامَـتْ لغَيـرِ صَـلاةِ وِتْـرٍ

بُعَيْدَ النّـوْمِ ، أنْبَحـتِ الكِلابَـا

وَقَدْ جَلَـتْ نِسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ

وَمـا عَرفَـتْ أنامِلُـها الخِضَابَـا

وَلَوْ وُزِنَـتْ حُلُـومُ بَنـي نُمَيـرٍ

علـى المِيـزانِ ما وَزَنَـتْ ذُبَابَـا

إِذا حَـلّـتْ نسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ

علـى تِبـراكَ خَبثـتِ التّـرَابَـا

فَصَبـراً يا تُيُـوسَ بَنـي نُمَيـرٍ

فإنّ الـحَـرْبَ مُوقِـدَةٌ شِهابَـا

لَعَمْرُ أبـي نِسَـاءِ بَنـي نُمَيـرٍ

لَسَـاءَ لَهـا بمَقْصَبَتـي سِبَـابَـا

سَتَهْـدمُ حائِطَـيْ قَرْمـاءَ مِنّـي

قَـوَافٍ لا أُريـدُ بـهَا عِتـابَـا

دَخَلْنَ قُصُـورَ يَثـرِبَ مُعْلِمـاتٍ

وَلَمْ يَترُكْـنَ مِنْ صَنعـاءَ بَـابَـا

تَطـولُكُـمُ حِبـالُ بَنـي تَميـمٍ

وَيَحْمـي زَأرُهـا أجَمـاً وَغَابَـا

ألَـمْ نُعْتِـقْ نِسَـاءَ بَنـي نُمَيـرٍ

فَـلا شُكْـراً جَزيـنَ وَلا ثَوَابَـا

ألَمْ تَرَنـي صُبِبْـتُ علـى عُبَيـدٍ

وَقَـدْ فَـارَتْ أبَاجِلُـهُ وَشَـابَـا

أُعِـدُّ لَـهُ مَوَاسِـمَ حـامِيَـاتٍ

فَيَشْفـي حَـرُّ شُعْلَتِـها الجِرابَـا

فَغُضّ الطّـرْفَ إنّـكَ مِنْ نُمَيـرٍ

فَـلا كَعْبـاً بَلَغْـتَ وَلا كِلابَـا

أتَعْـدِلُ دِمْنَـةً خَبُثَـتْ وَقَلَّـتْ

إلى فَرْعَيـنِ قَـد كَثُـرا وَطَابَـا

وَحُـقّ لِمَـنْ تَـكَنّفَـهُ نُمَيـرٌ

وَضَبّـةُ ، لا أبَـا لكَ ، أنْ يُعابَـا

فَلَوْلا الغُـرّ مِنْ سَلَفَـيْ كِـلابٍ

وَكَعْـبٍ لاغتَصَبتُكُـمُ اغتِصَابَـا

فـإنّكُـمُ قَطِيـنُ بَنـي سُلَيْـمٍ

تُرَى بُـرْقُ العَبَـاءِ لكُـمْ ثِيابَـا

إذاً لَـنَفَيْـتُ عَبـدَ بَنـي نُمَيـرٍ

وَعَلّـي أنْ أزيـدَهُـمُ ارتِبـابَـا

فَيَـا عَجَبـي! أتُوعِدُنـي نُميَـرٌ

بِراعي الإبْـلِ يَحْتَـرِشُ الضِّبابَـا

لَعَلّكَ يا عُبَيـدُ حَسِبْـتَ حَرْبـي

تَقَـلُّـدَكَ الأصِـرّةَ وَالعِـلابَـا

إذا نَهَضَ الكِـرامُ إلـى المَعالـي

نَهَضْتَ بِعُلْبَـةٍ وَأثَـرْتَ نَـابَـا

يَحِـنُّ لَـهُ العِفـاسُ إذا أفاقَـتْ

وتَعْـرِفُـهُ الفِصَـالُ إذا أهَـابَـا

فَـأْوْلِـعْ بالعِفـاسِ بَنـي نُميَـرٍ

كَمَـا أوْلَعْـتَ بالَّدبَـرِ الغُرَابَـا

وَبِئْسَ القَرْضُ قَرْضُـكَ عند قيـس

تُهَيّجُهُـمْ وَتَمْتَـدِحُ الوِطَـابَـا

وَتَدْعُو خَمْـشَ أمّـكَ أنْ تَرانَـا

نُجُـوماً لا تَـرُومُ لـهَا طِلابَـا

فلَنْ تَسطيـعَ حَنظَلَتـي وَسُعـدىَ

وَلا عَمْـرَى بَلَغْـتَ وَلا الربَابَـا

قُـرُومٌ تَحْمِـلُ الأعْبَـاءَ عَنكُـمْ

إذا ما الأمْرُ فِي الحَدَثَـانِ نَـابَـا

هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بـذاتِ كَهـفٍ

وَهُمْ مَنَعـوا منَ اليَمَـنِ الكُلابـا

يَـرَى المُتَعَيـدونَ عَلَيّ ، دونـي

أُسُـودَ خَفِيّـةِ الغُلْـبِ الرّقَابَـا

إذا غَضِبَـتْ عَلَيـكَ بَنُو تَميـمٍ

حَسِبتَ النّـاسَ كُلّهُـمُ غِضَابَـا

ألَسْنَـا أكْثَـرَ الثّقَلَيـنِ رَجْـلاً

ببَطْـنِ مِنـىً ، وَأعظَمَـهُ قِبَابَـا

وأجْدَرَ إنْ تَجاسَـرَ ثـمّ نَـادَى

بدَعـوىَ يالَ خِنـدِفَ أنْ يُجَابَـا

لَنَا البطحـاءُ تُفْعِمُـها السّوَاقـي

وَلَمْ يَكُ سَيْـلُ أوْدِيَتـي شِعَابَـا

فَمـا أنْتُـمْ إذا عَدَلَـتْ قُرُومـي

شَقَـاشِقـهَا وَهافَتَـتِ الُّلعَابَـا

تَنَـحّ ، فَـإنّ بَحْـري خِنْدِفِـيٌّ

تَـرَى فِي مَـوْجِ جِرْيَتِـهِ عُبَابَـا

بِمَـوْجٍ كالجِبـالِ ، فـإنْ تَرُمْـهُ

تُغَـرَّقْ ثـمَّ يَـرْمِ بِـكَ الجَنَابَـا

فَمَـا تَلْقـىَ مَحَلـي فِي تَميـمٍ

بـذي زَلَلٍ وَلا نَسَبـي ائْتِشَابَـا

عَلَـوْتُ عَلَيـكَ ذِرْوَةَ خِنْدِفِـيٍ

تَـرىَ مِنْ دونِـهَا رُتَبـاً صِعَابَـا

لَـهُ حَـوْضُ النّبـيّ ، وساقِيـاهُ

وَمَـنْ وَرِثَ النّبُـوّةَ وَالكِتَـابَـا

وَمِنّا مَنْ يُجِيـزُ حَجيـجَ جَمْـعٍ

وإنْ خاطَبْـتَ عَزّكُـمُ خِطـابَـا

ستَعْلَـمُ مَنْ أعـزُّ حِمـىً بنَجْـدٍ

وَأعْظَمُنَـا بغَـائِـرَةٍ هِضَـابَـا

أعُـزُّكَ بالحِجـازِ ، وَإنْ تَسَهّـلْ

بغَـوْرِ الأرْضِ تُنْتَهَـب انتِـهابَـا

أتَيْعَـرُ يا ابنَ بَـرْوَع مِنْ بَعيـدٍ

فقَدْ أسـمَعتَ فاستَمـعِ الجَوَابَـا

فَـلا تَجـزَعْ فـإنّ بَنـي نُمَيـرٍ

كأقْـوَامٍ نَفَحْـتَ لَهُـمْ ذِنَابَـا

شَياطِيـنُ البِـلادِ يَخَفْـنَ زَأرِي

وَحَيّـةُ أرْيَحَـاءَ لـيَ اسْتَجَابَـا

تَرَكْتُ مُجاشِـعاً وَبَنـي نُمَيـرٍ

كَدارِ السَّـوْءِ أسرَعَـتِ الخَرَابَـا

ألَمْ تَرَنـي وَسَمْـتُ بَنـي نُمَيـرٍ

وَزِدْتُ علـى أُنوفِهِـمُ العِـلابَـا

إلَيْـكَ إلَيْـكَ عَبْدَ بَنـي نُمَيـرٍ

وَلَمّـا تَقْتَـدِحْ مِنّـي شِهَـابـَا
[/frame]
 
[frame="5 80"]
عند موت الفرزدق نظم جرير قصيدة يرثي فيها الفرزدق

وها هي.

****************

لَعَمرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيماً وَهَـدَّهَا

عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ

عَشِـيَّةَ رَاحُـوا لِلفِـرَاقِ بِنَعْشِـهِ

إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ

لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي

إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ

ثَوَى حَامِلُ الأثْقَالِ عَنْ كُلِّ مُغْـرَمٍ

وَدَامِغُ شَيْطَانِ الغَشُـوْمِ السَّمَـلَّقِ

عِمَـادُ تَمِـيْمٍ كُـلُّهَا وَلِسَانُـهَا

وَنَاطِقُهَا البَذَّاخُ فِي كُـلِّ مَنْطِـقِ

فَمَنْ لِذَوِي الأَرْحَامِ بَعْدَ ابْنِ غَالِبٍ

لِجَارِ وَعَانٍ فِي السَّلاَسِـلِ مُـوَّثِقِ

وَمَنْ لِيَتِـيْمٍ بِعْدَ مَـوْتِ ابْنِ غَالِبِ

وَاُمّ عِـيَـالٍ سَـاغِبِيـنَ وَدَرْدَقِ

وَمَنْ يُطْلِقُ الأَسْرَىَ وَمَنْ يَحْقِنُ الدِّمَا

يَدَاهُ وَيَشْفِي صَدْرَ حَـرَّانَ مُحْـنَقِ

وَكَـمْ مِنْ دَمٍ غَالٍ تَحَـمَّلَ ثِقْـلَهُ

وَكَانَ حَمُوْلاً فِي وَفَـاءٍ وَمَصْـدَقِ

وَكَمْ حِصْنِ جَبَّارِ هُمَـامٍ وَسُوقَـةٍ

إِذَا مَـا أَتَـى أَبْـوَابَهُ لَمْ تُغَـلَّقِ

تَفَـتَّحُ أَبْـوَابُ المُـلُوكِ لِوَجْـهِهِ

بِغَيـرِ حِجَـابٍ دُونَـهُ أَوْ تَمَـلُّقِ

لِتَـبْكِ عَلَيْهِ الإنْسُ وَالجِـنُّ إِذْ ثَوَى

فَتَى مُضّرٍ فِي كُلِّ غَرْبٍ وَمَشْـرِقِ

فَتَىً عَاشَ يَبْنِي المَجْدَ تِسْعِينَ حِجَّـهً

وَكَانَ إلَى الخَيْرَاتِ وَالمَجْدِ يَرْتَقِـي

فَمَـا مَاتَ حَتَّى لَمْ يُخَـلِّفْ وَرَاءَهُ

بِحَـيَّةِ وَادٍ صَـوْلَةً غَيْـرَ مُصْـعَقِ
[/frame]
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
مرير هجاء
عودة
أعلى