( إياك وما يُعتذر منه )

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
تأملت كثيرا في حالي وحال المقصرين أمثالي .. فوجدتنا في غفلة ظاهرة بينة عما أرشدنا إليه ربنا جل وعلا .. ووجهنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة !.
آيات وأحاديث كثيرة .. نغفل عنها أو نقصر في معرفتها ومن ثم نخفق في تطبيقها .. فلايكون لنا منها الخير والفلاح الذي وُعد به من عمله .
تأملت كثيرا في أثر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه والذي قال فيه : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أوصني ، قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر ، وصل صلاتك وأنت مودع ، وإياك وما يعتذر منه ) . قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترهيب عند حديث 825 : حسن .
الشاهد :
أن هذا الحديث ( إياك وما يعتذر منه ) ( ولاتكلم بكلام تعتذر منه غدا ) .. يجعل العبد يقف مع نفسه كثيرا قبل أن يقول أو يعمل ما ينوي فعله أو قوله .. فيكون كالمحاسبة للنفس قبل الفعل .
ومعناه :
لاتعمل عملا أو تقول قولا .. يدعوك بعده إلى الاعتذار ... أي : لاتخطئ فتحتاج إلى أن تعتذر .
- ولو قلت بأنه لايكاد يمر يومٌ على صاحبكم دون أن يذكر هذا الحديث أو يتذكره .. لما كان ذلك بعيدا .. نظرا لتوالي الأسباب الداعية إلى تذكره .
مثال ذلك:
- تؤجل زيارة والديك أو الاتصال عليهما .. فتقول لنفسك : كلا ، بل الآن .. ( وإياك وما يعتذر منه )
- تفرط في صلة أرحامك .. فتقول لنفسك .. الآن .. ( وإياك وما يعتذر منه ) .
- تدعوك نفسك إلى التأخر عن العمل .. فتتذكر الاعتذار .. فتقول لنفسك : بادري .. ( إياك وما يعتذر منه ) .
- تدعوك نفسك إلى الغياب أو التخلف عن الدراسة أو المحاضرة .. فتتذكر أنك من الغد ستعتذر من المعلم ، وقد تُوبخ على ذلك التأخر أو الغياب .. فتقول : ( إياك وما يعتذر منه ) .
- قد تتخلف عن مناسبة يجب عليك حضورها .. فتقول لنفسك : بل عليّ أن أحضر وأبادر .. ( وإياك وما يعتذر منه ) .
- تنوي التأخر في الحضور بعد الإجازة .. فتقول : بل عليّ الالتزام .. ( وإياك وما يعتذر منه ) .
- تنوي رمي شيء من نافذة السيارة .. فتقول : ( إياك وما يعتذر منه ) .
- تسوّل النفس لبعضنا قطع إشارة أو مخالفة طريق أو تجاوز مخالف .. فيقول لنفسه : ( إياك وما يعتذر منه ) أي : لاتخالف - وإن كان الطريق خاليا - لئلا تحتاج إلى أن تعتذر لرجل المرور .
- نقصر في إعادة ما تمت إعارته من غيرنا .. فنؤجل ونؤجل .. ثم نعتذر !! ، فأقول ( إياك وما يعتذر منه ) .
والأمثلة على ذلك كثيرة .. وتختلف الأعمال والأقوال :
- فبعضها مخالفة شرعية يأثم المرء على فعلها .. ويحتاج - كذلك - إلى الاعتذار وهذه أشد .
- وبعضها مخالفة عرفية لما عليه الناس .. فتحتاج مخالفتها إلى الاعتذار .
أخيرا :
- اعتياد الاعتذار ، وتبلد الإحساس تجاه فعله مشكلة عند بعضنا .. فالاعتذار عند البعض لايعني له سوى كلمات يقولها لغيره ليبرر موقفه .. فقط .
- من أخطأ بغير قصد أو تعمّد .. فليعتذر .. ويحرص على أن لايكرر ذلك الخطأ .
- ومن أخطأ بقصد وتعمد .. ثم يقول : الأمر سهل .. كلمتين اعتذار وينتهي الموقف .. فهذا في إحساسه نظر !!.
لفتة /
ليكن لاعتذاراتنا وزن وأهمية وقيمة .. بحيث لا نخرجها إلا لسبب خارج عن إرادتنا أو دون قصد منا .
 
الوسوم
إياك منه وما يُعتذر
عودة
أعلى