لا تعنف طفلك امام الاخرين

املي بالله

نائبة المدير العام
لا تعنف طفلك امام الاخرين


لا تعنف طفلك أمام الآخرين
أطفالنا هم بارقة الأمل التي تتراء لنا في أحلامنا المستقبلية وننشدها في إبداعاتهم ونغذيها بتربية قويمة ليتحقق فيهم المأمول منهم بنجاحهم في الحياة الذي هو نجاحنا الحقيقي , فأبناؤنا هم أغلى ما نملك في الحياة وهم طموحنا لمستقبل مشرق نجني منه ثمار ما بذرناه فيهم ليكونوا بناة حضارة في المجتمع وحملة راية التقدم والعز , وإن أنفع ما نقدمه لهم في حياتهم التربية القويمة السليمة الكريمة التي تكفل لهم نضوج عقلي ونفسي سليم خال من العلل والعقد والاضطرابات ليسيروا في دروب الحياة بخطى ثابتة واثقة في ظل رعاية حنونة وتربية صالحة تراعي حاجاتهم الحياتية وفق منظومة التوازن التربوي المعتدل السليم .

في بعض الأحيان تصدر من أطفالنا سلوكيات خاطئة وخاصة في بداية حياتهم التي يحاول فيها الطفل أن يبرز نفسه أمام الآخرين , وغالبا ما تكون هذه السلوكيات غير مقصودة أو لا يدركون واقع الخطأ فيها , ولكنها تزعج الوالدين وقد تضعهما في موقف محرج مع الآخرين
فتأتي ردت الفعل المتسرعة في تأديبه وخيمة وقد تسبب في سقوط الطفل في هاوية الأمراض النفسية وفقدان الأمن الأسري لديه مما يؤثر على شخصيته في الكبر .

وكثيرا ما نشاهد أحد الوالدين أو كليهما ينهر ولده ويعنفه بصوت عال ويسمعه من الإهانات والعبارات القاسية التي تسبب له الحرج والانتقاص والسخرية من الآخرينخاصة إذا كان ذلك في حضرة أطفال في نفس مرحلته العمرية , وقد يتطاول الأمر إلى الضرب المبرح فتكون صدمة الطفل أشد على نفسه من ضرب والديه , وغالبا ما يولد الضرب المبرح لدى الأطفال زرع الكراهية تجاه من ضربه ناهيك أن يكون الضرب أمام
أقرانه أو أقاربه أو في الأماكن العامة فهذا يقتل مشاعر الطفل المتعلقة بوالديه ويحول حياته من بعد أمنة خوفا يخلو من الاحترام والتقدير وفي هذا من العواقب ما فيه فقد ينتج عنه خلق التردد في نفس الطفل وعدم الإقدام على شيء خشية الوقوع في الخطأ وهذا يقتل الإبداع في الطفل وتلاشي الموهبة في أعماله .

إنني أجزم يقينا وفي ذلك يتفق معي الكثير أن المرء ليضحي بنفسه وكل ما يملك من أجل ولده , ولا يرضى بشوكة تشوكه , وإن أشد ما ينغص حياتنا ويؤرق مضاجعنا هو تعرض فلذات أكبادنا للأمراض المزمنة والمستعصية وهذا حالنا في سرنا وعلننا , فكيف لنا أن تقسى قلوبنا في حالة غضب وتهور من تصرف خاطئ تصرفه طفل بعفوية الأطفال فيكون عرضة لوابل من الإهانات والتعنيف المرير والضرب الموجع دون تحسبا للوقت والمكان ودون رعاية لمشاعر الطفل التي تنهار أمامه حنان الوالدين ومحبتهما واللجوء إليهما وما من معين له في ظل فقدانه مصدر أمانه .

أيها الأب الحنون ليست التربية الحسنة بالضرب المبرح والتعنيف الجارح والسباب المضيض , بل هي من أسوء أساليب التربية التي يلجأ إليها الآباء بدون وعي وبصيرة , وإن مساوئها وآثارها لتلازم الطفل طوال حياته , فلماذا نقسو على أطفالنا هذه القسوة وهم أحوج ما يكونون لنا ولحناننا ورعايتنا وتذكرا يوما كنت تكره أن تتعرض للضرب والإهانة من والديك وخاصة أمام الآخرين
, فمالك لا تكره لطفلك ما كنت تكرهه لنفسك ونحن ندعي أن حبنا لأطفالنا يفوق محبتنا لأنفسنا ؟ كيف نجني على أطفالنا بقسوة تعاملنا وندعي الحنان لهم ؟ كيف نرمي أطفالنا في هاوية الأمراض النفسية والعقلية ونحن ندعي حمايتهم ورعايتهم ؟ إنها مفارقات عجيبة يجب أن نضعها نصب أعيننا من أجل أطفالنا ولأجلهم يهون الصعب ويحقق المستحيل .

أيها الأب الحنون إن أطفالنا أمانة في أعناقنا ورعايتهم والعناية بهم حق شرعي أوجبه علينا ديننا الإسلامي الحنيف , فمن الواجب علينا تربيتهم التربية السوية والواعية التي تحقق لهم الأمن والاستقرار وتحقيق الذات من غير إفراط ولا تفريط , فكن حريصا على أن تغذي طفلك
بالعاطفة الدافئة وتوليه الرعاية والعناية الكافية , وكن قدوة له في تصرفاتك حين غضبك وحين مرحك , واعمل على التوجيه والمناصحة والإرشاد والموعظة فإنها تزرع في نفس الطفل المثل والأخلاق الكريمة , وتثري فيه الطموح والإبداع وهذا مبتغى آمالنا فيهم .

أيها الأب الحنون إن العنف مع الأطفال أسلوب تربوي خاطئ يهدد حياتهم ويدمر مستقبلهم فلا يكون علاجنا لتصرفاتهم الخاطئة أسلوب تربوي خاطئ فإنه لخطأ فادح أن نعالج الخطأ الصغير بخطأ كبير يصعب علاجه فالحكمة في معالجة الأخطاء والروية عند الغضب من محاسن الإنسان فما أروعه من خلق نتخلق به وخاصة مع أطفالنا , ( وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .

وصلى الله وسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
 
الوسوم
الاخرين امام تعنف طفلك لا
عودة
أعلى