يخلق ما يشاء و يفعل ما يشاء

املي بالله

نائبة المدير العام
يخلق ما يشاء و يفعل ما يشاء
قال الله جل وعلا في سورة آل عمران ذاكرا تعجب زكريا عليه السلام من رزقه بولد على كبره :
( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء)
بعدها ذكر الله استغراب مريم لما بشرت بولد
فقال تعالى :
( قالت ربي أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق مايشاء )
تأمــــــــــل :
رد الله على زكريا بأنه سبحانه يفعل ما يشاء ورد على مريم بأنه يخلق ما يشاء
فلماذا فرق سبحانه في اللفظين مع أن البشارة بشيء واحد وهو الولد ؟


لأن استبعاد زكريا الولد لم يكن لأمر خارق بل نادر بعيد فحسن التعبير( بيفعل) .
واستبعاد مريم للولد كان لأمر خارق إذ لا يكون ولداً إلا بين زوجين فكان ذكر الخلق أنسب.


( انظر: فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن، لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ).
وقال الدكتور فاضل السامرائي:
" إن الفعل أيسر من الخلق بدليل أنك تسأل أحدهم: لم تفعل هذا؟ فيجيب: أنا أفعل ما أشاء.
لكنه لا يستطيع أن يقول لك: أنا أخلق ما أشاء، لأن الفعل أيسر من الخلق في واقع الأمر.
لذلك فقد جعل الله سبحانه وتعالى الفعل الأيسر (يفعل) مع الأمر الأيسر (الإيجاد من أبوين).
وجعل الفعل الأصعب (يخلق) مع الأمر الأصعب (الإيجاد من أم بلا أب) ".
ويمكن أن يقال أيضاً:
التعبير بالخلق في خلق نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام
للرَّدّ على شُبَهِ النَّصارَى الَّذين يقولونَ:إنَّ عيسَى هو الله، واللهُ ثالثُ ثلاثةٍ؛
فيكون فيه التَّصريح بأنَّه مخلوقٌ وليس بخالق، ويكونُ هذا قطعًا لدابرِ قولهم فيه.
 
الوسوم
يخلق يشاء يفعل
عودة
أعلى