إلى متي يا قدري ستبكيني ؟

  • تاريخ البدء

المنسي

الاعضاء
إلى متي يا قدري ستبكيني ؟




[FONT=a3d7be8c831e10780cc19050#3c0f00]إلى متي يا قدري ستبكيني ؟


.


.


في كل مكان غربه ,غربة روح , ضياع و صراع


وأينما ذهبت , وبرغم أن الناس حولي , فإني أشعر أنى وحيدة


لقد تعبت عيناي من البكاء على من فقدت في دنياي


وإن كان بكائي سابقا هو نزف للعين فلقد تبدل


و أصبح نزف للقلم ثم صار الآن بكاء للجسد


فحين تعجز العين عن البكاء ويجف الدمع فيها


من كثرة ما بكت يبدأ الجسد بالبكاء


وبكاء الجسد هنا يكون في صورة إحساس بالمرض


ثم ينتهى بتوقف الحياة


حيث لا رغبة في الحياة فنقاوم ونقاوم


ولكن كل ترسبات الحزن تصير حملا مضنيا علي الجسد


فكيف نفهم الجسد أن من فقدناهم لن يعودوا؟


ولم يتبقى لهم إلا الدعاء ؟



إلى متي يا قدري ستبكيني ؟





لقد صاروا تحت الثرى بينما أنا جثه فوق الأرض


لا يحركها إلا احتياجها


فمتى ستنتهي تلك المعاناة ؟


كم حلمت أن تصلح حياتي باقلها


ولكني عجزت أن أرتب أوراق عمري


كما عجزت أن أرسم البسمة على شفاهي


في وقت كان داخلي يصرخ بالبكاء


فماذا تريد نفسي ؟ لا شئ سوي الهدوء والأمان


بقرب من أحبهم قلبي


فلم تبكينا هذه الأقدار؟


ولم تفرض علينا أمورا ثم تعذبنا بسحبها منا ؟


كم هو مؤلم ذلك الفراق الأبدي ؟


كم يمزق أيامي وعمري ؟


ويمزق كل فرح في حياتي ؟


لم يا قدري عشقت دموعي ؟


لم تريد أن تختبر مدى صبري ؟


لست أهلا لهذا الصبر؟


لقد عجزت عن كيفية العيش يا قدري


كما عجزت عن كيفية الضحك


بل وصار كل شئ داخلي يبكي


فجسدي حاضر وروحي غائبة


فلم تعد شعلة الحياة تدب في جسدي


لقد عجزت عن أن ألملم ما تبعثر من أشلاء نفسي وما تناثر من آلامي


فأرجوك يا قدري أن تترفق بي


إذ لم يعد يبقى لي من الصبر والاحتمال الكثير


فلقد كُسِر ذلك الإنسان داخلي مرارا


كما انكسرت معه نفسي وأحاسيسي ومشاعري


حيث تبعثرتُ مراراً فلم ألقى بعد من يرقى لوفائي



إلى متي يا قدري ستبكيني ؟




وليس لي رجاء إلا أنت يا إلهي


ولا أعلم هل بعد هذا


تكون لي منزلة الصابرين أم الأشقياء ؟


فبعد كل ذلك الصبر


مللت أن أرسم الاحلام وأن أنسجها


وإذا بعاصفة هوجاء تقتل كل أحلامي


وتسلبني كل أفراحي


فلم أعد أطيق هذه الحياة


وبغيت من أتكأ عليه كيما أواصل مسيرتي


ولكن ,أين ذلك الذى أتكأ عليه ويربت علي كتفي؟


ويمسح دمع عيني ؟


أين ذلك الذي يسكب من زمن بعيد بدون حساب؟


لقد مللت من هذه الدنيا التي ضاعت فيها كل أفراحي وماتت فيها كل أحلامي


فإلى متى أصمد أمام طوفان هذا الشتات لروحي؟


والى متى ستظل روحي غريبه عن هذه الديار؟


تجوب هائمة تبحث عن هدوء و أمان و استقرار؟


عن أي وفاء باستمرار


عن صدق اللسان ووفاء الإنسان


فقلي بربك إلي متى يا قدري ستبكيني؟


.
.
إلى متي يا قدري ستبكيني ؟

[/FONT]​
 
الوسوم
إلى ستبكيني قدري متي يا
عودة
أعلى