العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )

  • تاريخ البدء
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 1 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
فسّر أهل اللغة ( الركون ) بمطلق الميل والسكون إلى الشيء .
وذكر القرطبي أن الركون في اللغة : الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به .
وربّما كان مأخوذا من الركن ، وهو دعامة كل بناء ، ( أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) .
وللسلف والعلماء - من جميع المذاهب الإسلاميّة - أقوال في المقصود من هذا النهي القرآني المؤكّد بالأحاديث ، وأنه النهي عن مداهنة أهل الظلم ، على معنى قوله تعالى : ( ودّوا لو تدهن فيدهنون ) ، والمداهنة نوع من النفاق والمصانعة ، ومداهنتهم تكون بالرضا عن ظلمهم وعدم الإنكار عليهم .
روي عن أبي العالية : قوله ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، يقول : لا ترضوا أعمالهم .
قال ابن كثير تعقيبا على قول الطبري : وهذا القول حسن ، أي : لا تستعينوا بالظلمة ، فتكونوا كأنكم قد رضيتم بصنيعهم .
والأقوال كلها متقاربة المعنى ، تفيد النهي عن الرضا والقبول بما يفعله أهل الظلم .
وقد استخدم القرآن الكريم لفظ ( الركون ) وهو مطلق الميل ، ما يفهم منه من باب أولى المنع من موالاة أهل الظلم ومناصرتهم أو العمل معهم أو الدفاع عنهم .
و قوله : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) دال على النهي عن الميل إلى من وقع منهم الظلم . فالنهي ، إذن ، أعظم وآكد عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم وتخطوا الحدود وجاوزوا الاعتدال واستباحوا الحقوق وجعلوا الظلم أكبر همهم ومبلغ علمهم وتجرّدت أعمالهم من العدل وخلت قلوبهم من خشية الله .
وقوله تعالى : ( الذين ظلموا ) : المراد عموم أهل الظلم من الكفّار والمسلمين ، فيكون اللفظ عاما ، يشمل كل ظالم سواء أكان مؤمنا أم كافرا .
وكلمة ( ظلموا ) ، في الآية ، ليست قاصرة على أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم السياسي والسلطوي ، بل تشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاقتصادي والمادي حين يضيقون على الناس في لقمة العيش ويحاصرونهم في مطعمهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم ومتجرهم ، وتشمل أيضا أولئك الذين يظلمون الناس من منطلق وضعهم الاجتماعي والثقافي وذلك بالتفريق بينهم على أساس العرق واللون والثقافة .
ثمّ ، ما الذي يترتب على الركون إلى الذين ظلموا ؟
تبيّن الآية القرآنية الكريمة أن نتيجتان تترتّبان على هذا الركون .
النتيجة الأولى : عذاب النار في الآخرة .
والنتيجة الثانية : عدم وجود النصر والمعونة ، و : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلّصكم من عذابه .
فكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا : إنكم إن رضيتم بمسلك أهل الظلم ، ومشيتم في ركابهم ، وناصرتموهم في باطلهم ، مستكم نار جهنم في الآخرة ، ولم ينصركم أحد لا في الدنيا ولا في الآخرة .
في الآخرة نار جهنم ، وفي الدنيا قد يعجّل الله لكم العقوبة فيسلط عليكم عدوكم ، ويخذلكم .
قال بعض العلماء : الركون المنهي عنه هنا : هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم ، أو مشاركتهم في شيء مما هم عليه من المخالفات ، أو الدفاع عنهم ، أو مداخلتهم أو العمل معهم لرفع ضرر أو جلب منفعة عاجلة أو تدبير أمر معاش ، وما شابه ذلك .
ومقتضى الاستقامة والتقوى هو اجتنابهم تماما ، إذ انّه سبحانه وتعالى كاف عباده عن جميع خلقه : ( أليس الله بكاف عبده ) .
وهذه الآية أصل ودليل شرعي معتبر ، تبنى عليه بعض الأحكام ، فكل ما أدى إلى الركون الى الظلمة فلا يجوز قربانه ولايجوز إتيانه ولا يجوز تناوله .
قال الحسن البصري : جعل الله الدين بين لاَئين : ( ولا تطغوا ) و ( ولا تركنوا ) . فقد لخّص ( الحسن ) الدين كلّه بأمرين : النهي عن الطغيان ، والنهي عن الركون إلى الذين ظلموا . وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم لما في ذلك من توهين لأمر الدين وإضعاف لشأنه .
وهذه الآية الكريمة تشكل بذاتها منهجا للمسلم ونبراسا للمؤمن ، يستضيء به في دروب هذه الحياة المليئة بالفتن والمحن والمغريات والملهيات .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
وسوف أعرض ، أيضا ، في هذا الجزء من هذه السلسلة العلمية أقوال وآراء علماء وباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية ، ثم نعود لمناقشها .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 2 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومقتضى الاستقامة والتقوى هو اجتناب الظالمين تماما ، إذ إنه سبحانه وتعالى كاف عباده عن جميع خلقه : ( أليس الله بكاف عبده ) .
وهذه الآية ( وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) أصل ودليل شرعي معتبر ، تبنى عليه بعض الأحكام ، فكل ما أدى إلى الركون الى الظلمة فلا يجوز قربانه ولايجوز إتيانه ولا يجوز تناوله .
قال الحسن البصري : جعل الله الدين بين لاَئين : ( ولا تطغوا ) و ( ولا تركنوا ) . فقد لخّص ( الحسن ) الدين كلّه بأمرين : النهي عن الطغيان ، والنهي عن الركون إلى الذين ظلموا . وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم لما في ذلك من توهين لأمر الدين وإضعاف لشأنه .
وهذه الآية الكريمة تشكل بذاتها منهجا للمسلم ونبراسا للمؤمن ، يستضاء به في دروب هذه الحياة المليئة بالفتن والمحن والمغريات والملهيات .
يقول ابن كثير في معرض تفسير هاتين الآياتين ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) : إن الله تعالى يأمر رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة ، وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ، ومخالفة الأضداد ، وينهى عن الطغيان ، وهو البغي ، فإنّه مصرعه حتى ولو كان على مشرك . وأخبرنا تعالى أنه بصير بأعمال العباد ، لا يغفل عن شيء ولا يخفى عليه شيء .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( لا تركنوا ) لا تداهنوا .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال أبو العالية : لا ترضوا بأعمالهم .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، وقال ابن جرير عن ابن عباس : ولا تميلوا إلى الذين ظلموا ، أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم ( فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) أي : ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلّصكم من عذابه .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال القرطبي في تفسيره : الركون حقيقته الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، روى قتادة وعكرمة في تفسير الآية أن معناها : لا تودّوهم ولا تطيعوهم أو تصطنعوهم .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، عام في الظلمة من غير فرق بين كافر ومسلم ، وهذا هو الظاهر من الآية .
وقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، قال النيسابوري في تفسيره : قال المحققون : الركون المنهيّ عنه هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عندغيرهم ، ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب .
وقوله : ( فتمسكم النار ) بسبب الركون إليهم ، وفيه إشارة إلى أن الظلمة من أهل النار ، ومصاحبة أهل النار توجب لا محالة مسّ النار .
وقوله : ( وما لكم من دون الله من أولياء ) ، المعنى : أنها تمسكم النار حال عدم وجود من ينصركم وينقذكم منها ، ( ثمّ لا تنصرون ) من جهة الله سبحانه ، إذ قد سبق في علمه أنّه يعذبكم بسبب الركون الذي نهيتم عنه فلم تنتهوا عنادا وتمردا .
( ولا تركنوا ) تميلوا ( إلى الذين ظلموا ) بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم ( فتمسكم ) تصيبكم (النار ) ، ( وما لكم من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( أولياء ) يحفظونكم منه ( ثم لا تنصرون ) تمنعون من عذابه .
وفي لسان العرب : ( ولا تَرْكَنُوا إلى الذين ظلموا ) من ركنَ يركن ركونا إذا مال إلى الشيء واطمأنّ إليه .
وفي مختار الصحاح : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) وحكى أبو عمرو : ركن من باب خضع .
وجاء في التفسير الوجيز للواحدي : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) لا تداهنوهم ولا ترضوا بأعمالهم .
أما بالنسبة للذين ظلموا :
قال سفيان الثوري ( وهو ممّا ورد في الأثر ) : من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله .
وقال بعض السلف : النظر إلى وجه الظالم خطيئة ، ولا تنظروا إلى الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم عليهم لئلا تحبط أعمالكم .
وقال بعض السلف : من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه .
وسئل سفيان الثوري عن ظالم أشرف على الهلاك في برية هل يسقى شربة ماء ؟ فقال : لا ، فقيل له : يموت ؟ فقال : دعه يموت .
وقال سفيان الثوري : في جهنم واد لا يسكنه إلا القرّاء ( العلماء ومن في حكمهم ) الزائرون للملوك .
وعن الأوزاعي : ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور عاملا .
وعن محمد ابن مسلمة : الذباب على العذرة ، أحسن من قارىء ( عالم أو من في حكمه ) على باب هؤلاء ( الحكّام ) .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 3 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وفي تفسير أبي السعود : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) أي إلى الذين وجد منهم الظلم في الجملة ، ومدار النهي هو الظلم .
روى الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام ) .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : تركنوا : مادة ركن وردت في القرآن الكريم عدّة مرات : ( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) و ( وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) و ( فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) و ( وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : والركن لغة هوالعمود الضخم من الحجر أوالجدار الذي يربط الجدار أو يربط الأشياء بعضها بالبعض الآخر ، ثم حصل توسع في اللفظ والاستعمال وأطلق على الاعتماد والاستناد إلى الشيء .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : وفسروا الركون المنهي عنه في الآية بعدة معان منها : الميل أي لا تميلوا إلى الذين ظلموا ميل محبة ، ومنه التعاون ، ومنه إظهار الرضا لهم ، ومنه المودة لهم ، ومنه القبول بهم . وقيل : إن الجامع لهذه المعاني هو لا تستندوا عليهم ، لأن في الاستناد عليهم مضيعة الدنيا والآخرة .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، أي لا تركنوا إلى من صدر منه ظلم ما ، أيّ ظلم كان حتى ولو كان يسيرا .
والله تعالى جعل عقوبة الركون هي مس النار وعقوبة الظلم هي النار أيضا .
( ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) : فالظلمة مهما كثروا لا ينصرونكم ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، إذا كان الله جل وعلا هو الخاذل لكم .
( ثم لا تنصرون ) : على قول : لا تنصرون في الدنيا ، لأن النصر نوع من الثواب فيكون جزاءا للعادلين وأما الظالمين ومن يركن إليهم فحاله الخذلان في محاربة الأعداء أو النفس أو أي شيء من أجله ظلم أو ركن للظالم . وعلى قول آخر : لا تنصرون يوم القيامة بمعنى لا تنالون الشفاعة ، والتعبير ب ( ثم ) على القولين له وجه ، فعلى القول الأول مهما توهمتم من نصر عاجل وعز وربح فمآله الخذلان ، وعلى القول الثاني تكون ( ثم ) تفيد التراخي بالزمان إلى زمان يوم القيامة بمعنى ذرهم في طغيانهم يعمهون فمصيرهم الخذلان ومسّ النار والفضيحة على رؤوس الاشهاد .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
الخطاب في هذه الآية من الله للمسلمين ينهاهم فيه عن الركون إلى الذين ظلموا ، ويخبرهم أن من فعل ذلك منهم فسوف تمسه النار، لأنه خالف هذا النهي الرباني ، وارتكب ما حرم الله .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) ، لا : ناهية ، والأصل في النهي هو التحريم ، ومن ارتكب ما نهي عنه يكون قد وقع في الحرام ، ولذلك : الركون إلى الظالمين حرام ، ومن ركن إليهم فهو آثم ، وبذلك يعرض نفسه للعذاب بالنار .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) : نهي عن موالاة الظالمين .
( ولا تركنوا ) تميلوا ( إلى الذين ظلموا ) بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم أو موافقة ( فتمسكم ) تصيبكم ( النار ) ، ( وما لكم من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( أولياء ) يحفظونكم منه أو يشفعون لكم عنده ( ثم لا تنصرون ) تمنعون من عذابه .
وقال ابن زيد : الركون هنا هو الإدهان ، وذلك بأن لا ينكر عليهم .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 4 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ما هو الركون الذي ينهانا الله عنه ويحرمه علينا في الآية : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) ؟
من معانيه : الميل والاستناد والاعتماد والاطمئنان . فأساس معنى ( ركن ) هو : مال واستند واعتمد واطمأن إلى الشيء .
ولا بد في الركون من طرفين :
الطرف الأول : قوي ، أو يُظنّ أنه قوي ، وهو الركن . وركن الشيء جانبه القوي الذي لا يُستغنى عنه ، كأركان الإيمان والإسلام والصلاة وغيرها .
وركن البيت عموده وعماده الذي يقوم عليه .
وركن الدولة أو النظام هو جهازه التنفيذي القوي المتمثل بالحاكم ووزرائه ، وهم أقوى أجهزة ومؤسسات الدولة ، لأن بيدهم تنفيذ القرارات المختلفة ، وإذا كان الحاكم ووزراؤه ظالمين وطغوا على السلطات الأخرى ( التشريعية والرقابية والقضائية ) اختلط الحابل بالنابل ووقعت الطامة الكبرى في البلد .
الطرف الثاني : ضعيف أو يُظنّ أنه ضعيف : وهم الذين يركنون للظلمة ، وهم قد لا يملكون شيئا ولا قيمة لهم من دون الظلمة .
مع ملاحظة مهمّة جدا ، وهي أن الظلمة لاقيمة ولاقوّة لهم من دون الذين يركنون إليهم .
هؤلاء الراكنون قد يظنون أن كل مظاهر القوة موجودة عند أركان النظام ، من عمل ورزق وعطاء وخير ، فيعتقدون أن حياتهم مرتبطة بأيدي هؤلاء الظلمة ، فيميلون إليهم ميل الضعيف إلى القوي ، وميل الذليل المسكين المسحوق إلى ولي أمره ومالك نعمته ، وهم مخدوعون : فلو تخلّوا عن الظلمة يوما واحدا لتساقط الظلمة كأوراق الخريف .
وقد حرم الله على أي فرد من المسلمين الركون إلى الظالمين ، وبكل المعاني التي ذكرناها للركون ، وهذا التحريم يشمل كل فرد من المسلمين ، مهما كان موقعه ونوع الركون الذي يمارسه .
ويكون ركونهم : ميلهم أو استنادهم إلى الظالمين ، أو اعتمادهم عليهم ، أو اتباعهم لهم ، أو تنفيذ أوامرهم الظالمة .
والركون قد يكون بوعي ، وقد يكون بدون وعي أو تفكير أو إرادة أو شخصية حقيقية .
وهؤلاء الراكنون قد يكونون مسلوبي الإرادة والشخصية ، وواهمين عندما ظنوا أن المسؤولين الظالمين أقوياء بيدهم الأمر كله ، لأنهم خائفون مرعوبون منهم ، ولو وقفوا أمام الظالمين وواجهوهم أو امتنعوا عن مساعدتهم - ولو مرّة واحدة - لعرفوا أن هؤلاء الظالمين في الحقيقة ضُعفاء ، لا يملكون من الأمر شيئا ، ولكنها الهزيمة الروحية والنفسية ، وفراغ القلب من تعظيم الله وحده لا شريك له .
والذين يركنون إلى الظالمين ، وينفذون أوامرهم في الظلم والعدوان على المساكين المظلومين شركاء في ظلمهم ، ويعذبون مثلهم في الآخرة ، ولا عذر ولا مبرر لهم .
وإذا كان الركون إلى الظالمين ومتابعتهم حراما وجزاؤه جهنم وبئس المصير ، فإن البديل الإسلامي هو الوقوف في وجوهم وعدم طاعة أوامرهم الظالمة وإنكار ظلمهم ومناصحتهم ووعظهم سرا وعلانية ، والدفاع عن المظلومين والانحياز لهم والسعي بحاجاتهم وقضاياهم أمام الأمة الإسلامية والمحافل الدوليّة ، فإن لم يتوقف الظالمون عن ظلمهم عمل الواعون المبصرون على تغييرهم والإتيان بغيرهم .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 5 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
والذين يركنون إلى الظالمين ، وينفذون أوامرهم في الظلم والعدوان على المساكين المظلومين شركاء في ظلمهم ، ويعذبون مثلهم في الآخرة ، ولا عذر ولا مبرر لهم .
وإذا كان الركون إلى الظالمين ومتابعتهم حراما وجزاؤه جهنم وبئس المصير ، فإن البديل الإسلامي هو الوقوف في وجوهم وعدم طاعة أوامرهم الظالمة وإنكار ظلمهم ومناصحتهم ووعظهم سرا وعلانية ، والدفاع عن المظلومين والانحياز لهم والسعي بحاجاتهم وقضاياهم أمام الأمة الإسلامية والمحافل الدوليّة ، فإن لم يتوقف الظالمون عن ظلمهم عمل الواعون المبصرون على تغييرهم والإتيان بغيرهم .
من طرائف ما روي في هذا المقام : أعدّ أحد الظلمة مهرجانا خطابيا ، ودعي أحد القرّاء ليقرأ آيات من القرآن في المهرجان ، ولما كان واقفا يتأهب للقراءة انطلقت شرارة من النار ( من المبخرة ) ، وأصابت القارئ في عينيه وآلمته ، فقرأ هذه الآية : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) وقال في نفسه : هذه شرارة من نار الدنيا فكيف بنار الآخرة !
ومن طرائف ما يروى في هذا المقام أنه كان رجل في بغداد ، زمن أحمد بن حنبل ، وكان خياطا يخيط ملابس الخليفة العباسي- يُعتبر هذا الخليفة العباسي من أولياء الله الصالحين الفاتحين المجاهدين إذا قورن ببعض الحكام الذين ابتلي بهم العالم الإسلامي في هذا الزمان - فأتى الخياط إلى ابن حنبل وقال له : أنا خياط أخيط الملابس للخليفة فهل أنا بهذا من الذين ركنوا إلى الذين ظلموا ؟ فأجابه أحمد قائلا : لا ، أنت لست من الذين ركنوا إلى الذين ظلموا ، بل أنت منهم مشارك لهم في ظلمهم وأنت ظالم مثلهم ، لكن الذي يبيعك الإبرة والخيط هو الذي يركن إلى الظالمين .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) : فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم وموافقتهم في أمورهم .
والآية خطاب للمؤمنين الذين يرجون النجاح والخير في الدنيا والنجاة والجنة في الآخرة ويقصدون رضوان الله ، خطاب ينهاهم عن الركون للظالمين في أيّ شيء يُضيّع أو يفسد أو يسبب الضعف والخور في الدين ، سواء كان هذا الركون بقول أو فعل أو رضى أو صمت وخضوع ، ومن يفعل ذلك يلقى الهزيمة والخذلان في الدنيا قبل الآخرة .
ولو حصل هذا الركون فماعلى الإنسان إلّا أن يبادر بالتوبة والتكفير .
والأمور التي لا ينبغي الركون فيها للظالمين كثيرة ، ولكنها ليست غامضة ، بل هي معروفة وواضحة لمن أراد ذلك .
مثل : ما ورد : انّ الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه الى أن يدخل يده في كيسه فيعطيه . وممّا يظهر من هذا الكلام انّ من الركون للظالم حبّ بقاء الظالم - ولو مؤقتا - طمعا في ما في يد الظالم من وسخ الدنيا .
ومن أمثلة ذلك ما ورد في حكاية صفوان الجمال وكري جماله للظالم .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) : ومن الركون المنهي عنه في الآية ركون المودة والنصيحة والطاعة ، فيكون من معناه انّ من الركون موادّة الظالمين ، ومن الركون النصيحة للظالم سواء كانت فيما به الخير للظالم الذي يسبب بقاء الظلم أو نصيحته بما يقويه من خلال الاخلاص له في القول والعمل ، وكذلك طاعته في مبتدعات الدين .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) : الركون - أيضا - إظهار موالاتهم والرضا بهم . ولا فرق بين الولاية لهم وبين الركون اليهم فالولاية لهم هي الاقتراب منهم بحيث يصير المسلم في معرض التأثر بدين الظلمة وأخلاقهم وسننهم المبتدعة ، والركون هو بناء الدين والدنيا على ظلمهم ، فيكون كل مورد فيه ركون فيه ولاية لهم و كلما حصل الركون حصلت الولاية .
والخطاب في الآية عام موجه لكل واحد من المسلمين والمسلمات . وهذا هو النهي الشرعي .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 6 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) : ومن الركون المنهي عنه في الآية ركون المودة والنصيحة والطاعة ، فيكون من معناه انّ من الركون موادّة الظالمين ، ومن الركون النصيحة للظالم سواء كانت فيما به الخير للظالم الذي يسبب بقاء الظلم أو نصيحته بما يقويه من خلال الاخلاص له في القول والعمل ، وكذلك طاعته في مبتدعات الدين .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) : الركون - أيضا - إظهار موالاتهم والرضا بهم . ولا فرق بين الولاية لهم وبين الركون اليهم فالولاية لهم هي الاقتراب منهم بحيث يصير المسلم في معرض التأثر بدين الظلمة وأخلاقهم وسننهم المبتدعة ، والركون هو بناء الدين والدنيا على ظلمهم ، فيكون كل مورد فيه ركون فيه ولاية لهم و كلما حصل الركون حصلت الولاية .
والخطاب في الآية عام موجه لكل واحد واحد من المسلمين والمسلمات . وهذا هو النهي الشرعي .
قال الزمخشري : إن الركون للظالمين متناول للانحطاط في هواهم ، والانقطاع اليهم ، ومصاحبتهم ، ومجالستهم ، وزيارتهم ، ومداهنتهم ، والرضا بأعمالهم ، والتشبه بهم ، والتزيّي بزيّهم ، ومدّ العين إلى زهرتهم ، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم .
وبضمّ ماقال إلى أقوال غيره ، معناه : إن الركون للظالمين متناول للانحطاط في هواهم ، أو الانقطاع اليهم ، أو مصاحبتهم ، أو مجالستهم ، أو زيارتهم ، أو مداهنتهم ، أو الرضا بأعمالهم ، أو التشبه بهم ، أو التزيّي بزيّهم ، أو مدّ العين إلى زهرتهم ، أو ذكرهم بما فيه تعظيم لهم .
( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ، هؤلاء الذين يركنون فقط ، فكيف بمن يظلمون الناس ، وكيف بمن يعمل مع الظالمين ويشاركهم ظلمهم !؟
وقد نهتنا الآية - أيضا - عن الركون إلى أولئك الذي جعلوا الظلم سمتهم وشعارهم في مناحي الحياة كافة .
وقد رتب الله سبحانه وتعالى لمن يركن إلى الذين ظلموا ثلاث عقوبات قاسية حيث قال : ( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ، وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ، ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
( فتمسكم النار ) : أي أن الذين يركنون إلى الظالم ستمسهم النار أي تحرقهم .
( وما لكم من دون الله من أولياء ) : يستدل منها أن الله لن يكون وليهم ، وأنهم لن يجدوا وليا أو معينا أو ناصرا غير الله والله لن يعينهم ولن ينصرهم ، أي سيكونون بلا ولي ولا معين ولا ناصر .
( ثم لا تنصرون ) : أي انّه من يركن إلى الظالمين لن ينتصر ولن ينصر، وانّ مصيرة الخسارة والخذلان .
يقول بعض العلماء : وقد قال غير واحد من السلف ( وهو مما ورد في الأثر ) : أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلما ، ومنهم من كان يقول : بل إنّ من يغسل ثيابهم من أعوانهم ، وأعوانهم هم من أزواجهم المذكورين فى الآية ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ) ، فإن المعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك .
فلا بدّ - إذن - من حدّ فاصل بين الحقّ والباطل ، بين العدل والظلم ، يحقّق للحقّ والعدل الحصانة التي تحميهما من كيد الباطل والظلم . وأهمّ حصانة من الباطل والظلم الحذر من الركون إليهما ، بأيّة صورة من الصور .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
قال بعض العلماء : فهذه الآية الكريمة أصل عظيم في النهي عن الوقوف مع الظالم وتأييده ، وقد ذهب أكثر المفسّرين في تفسيرها إلى أنّ الله تعالى ينهى المؤمنين عن الميل ، مجرّد الميل إلى الظالمين ، وهو معنى قلبيّ خفيّ ، له مظاهره وآثاره ، ومعلوم أنّ ذلك يقتضي - من باب أولى - النهي عمّا فوق ذلك من الموالاة للظالم وتأييده في أعماله ونصرته وإعانته . وهذا منهج قرآنيّ مقرّر وأسلوب معتبر في النهي عن كبائر الإثم والموبقات بالنهي عن مقدّماتها وأسبابها وقطع طريق الفساد بسدّ أبوابه وذرائعه ، كما في قوله تعالى : ( ولا تقربوا الزنى ) ، وقوله سبحانه : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن ) .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 7 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
يقول بعض العلماء : وقد قال غير واحد من السلف ( وهو مما ورد في الأثر ) : أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلما ، ومنهم من كان يقول : بل إنّ من يغسل ثيابهم من أعوانهم ، وأعوانهم هم من أزواجهم المذكورين فى الآية ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ) ، فإن المعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك .
فلا بدّ - إذن - من حدّ فاصل بين الحقّ والباطل ، بين العدل والظلم ، يحقّق للحقّ والعدل الحصانة التي تحميهما من كيد الباطل والظلم . وأهمّ حصانة من الباطل والظلم الحذر من الركون إليهما ، بأيّة صورة من الصور .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
قال بعض العلماء : فهذه الآية الكريمة أصل عظيم في النهي عن الوقوف مع الظالم وتأييده ، وقد ذهب أكثر المفسّرين في تفسيرها إلى أنّ الله تعالى ينهى المؤمنين عن الميل ، مجرّد الميل إلى الظالمين ، وهو معنى قلبيّ خفيّ ، له مظاهره وآثاره ، ومعلوم أنّ ذلك يقتضي - من باب أولى - النهي عمّا فوق ذلك من الموالاة للظالم وتأييده في أعماله ونصرته وإعانته . وهذا منهج قرآنيّ مقرّر وأسلوب معتبر في النهي عن كبائر الإثم والموبقات بالنهي عن مقدّماتها وأسبابها وقطع طريق الفساد بسدّ أبوابه وذرائعه ، كما في قوله تعالى : ( ولا تقربوا الزنى ) ، وقوله سبحانه : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن ) .
ومن الركون : الموافقة الناتجة عن القرب منهم ، فبعد أن نهاهم الله تعالى عن الطغيان نهاهم عن التقرّب من الظالمين ، لئلا يضلّوهم ويزلّوهم عن الإسلام .
وهذه الآية أصل في سدّ ذرائع الفساد المحقّقة أو المظنونة .
وفي هذه الآية : أمر للمؤمنين جميعا بالابتعاد عن موادّة الظالمين ، والأمر بعدم الثقة بهم .
والآية أبلغ ما يتصور في النهي عن الظلم والتهديد عليه ، لأنّ هذا الوعيد الشديد إذا كان فيمن يركن إلى أهله ، فكيف بمن ينغمس في الظلم .
وبذلك يكون الركون إلى الذين ظلموا منافيا ومضادّا للإيمان .
قال السعديّ : ففي هذه الآية : التحذير من الركون إلى كل ظالم ، والمراد بالركون : الميل والانضمام إليه بظلمه ، وموافقته على ذلك ، والرضا بما هو عليه من الظلم . و ( السعدي ) يقول - هنا - : ان مجرّد الرضا بالظلم ركون إلى الظالمين ، وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة ، فكيف حال الظلمة أنفسهم !؟ وتأمّل قوله : ( وَلاَ تَرْكَنُواْ ) فإنّ الركون هو الميل اليسير ، وقوله : ( إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ) أي : إلى الذين وجد منهم الظلم ، ولم يقل : إلى الظالمين ، وهو أعظم وأبلغ .
واللغة تستوعب معاني متدرّجة للركون ، تبدأ من الصمت وعدم الإنكار ، إلى الرضا ، إلى الميل ، إلى السكون ، ثمّ ّ إلى الاطْمئنان ، ثمّ إلى الاعتماد ، وبعض هذه المعاني يقود إلى بعض .
والظلم ليس على درجة واحدة ، بل هو أنواع ودرجات : فأدنى أنواعه ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي والذنوب التي لا يتعدّى أثرها المباشر إلى غيره ، وأعلى منه ظلم الإنسان للآخرين بالاعتداء على دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم أو أيّ حقّ من حقوقهم ، وأعلى منهما أن يكون الإنسان داعيا إلى الظلم متّخذا لذلك عصبة وأعوانا وحزبا وأنصارا وسحرة كسحرة فرعون فلا يقف ظلمه عند حدّ معيّن أو عند عدد محدود من الناس وإنّما ينتشر ويتنوّع ويسعى فيه سعيا بكلّ ما أوتي من قوّة أو حيلة . وكلّ نوع من هذه الأنواع على درجات متفاوتة . وهذا التنوّع للظلم ملاحظ مشهود ، لا يحتاج إلى تدليل وبرهان .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 8 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
واللغة تستوعب معاني متدرّجة للركون ، تبدأ من الصمت وعدم الإنكار ، إلى الرضا ، إلى الميل ، إلى السكون ، ثمّ ّ إلى الاطْمئنان ، ثمّ إلى الاعتماد ، وبعض هذه المعاني يقود إلى بعض .
والظلم ليس على درجة واحدة ، بل هو أنواع ودرجات : فأدنى أنواعه ظلم الإنسان نفسه بالمعاصي والذنوب التي لا يتعدّى أثرها المباشر إلى غيره ، وأعلى منه ظلم الإنسان للآخرين بالاعتداء على دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم أو أيّ حقّ من حقوقهم ، وأعلى منهما أن يكون الإنسان داعيا إلى الظلم متّخذا لذلك عصبة وأعوانا وحزبا وأنصارا وسحرة كسحرة فرعون فلا يقف ظلمه عند حدّ معيّن أو عند عدد محدود من الناس وإنّما ينتشر ويتنوّع ويسعى فيه سعيا بكلّ ما أوتي من قوّة أو حيلة . وكلّ نوع من هذه الأنواع على درجات متفاوتة . وهذا التنوّع للظلم ملاحظ مشهود ، لا يحتاج إلى تدليل وبرهان .
وكثير من العلماء ، من جميع مذاهب الإسلام ، ما شدّدوا في الحذر من الركون إلى الظالمين إلاّ لما رأوا من آثار سلبيّة على أكثر من ركن إلى هؤلاء الظالمين فأساء - أوّل ما أساء - إلى سمعة الدين الإسلامي وسمعة علماء الشريعة .
والركون هو الميل والسكون ، والمودّة والرحمة ، وفيه نوع من الخضوع .
والركون أيضا يعني : المجاملة ، وإعانة هذا الظالم على ظلمه ، وأن تزيِّن للناس ما فعله هذا الظالم .
والركون إلى الظالم يدخل في نفسه أنّ له شأنا أعظم من شأن الآخرين .
وآفة العدل الركون إلى الظالمين ، لأنّ الركون إليهم هو ما يشجّعهم على التمادي في الظلم .
وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألاّ تمنعه من ظلم غيره ، وأعلى مراتب الركون إلى الظالم أن تزيِّن له هذا الظلم وأن تزيِّن للناس هذا الظلم .
ومن الركون الى الظالم : أن يتخذ الإنسان ظالما خليلا أو صديقا أو صاحبا أو شريكا في عمل أو صهرا. وهذه العلاقة بالظالم قد تؤدي بالإنسان الى أن يلعب دورا في ظلمه فيشاركه الإثم ، أو أن يستفيد من هذا الظلم فيحب هذا الظلم في قلبه فيأثم قلبه ، أو أن يرى الظلم فيسكت عنه وبذلك يشجع الظالم ويشاركه في الإثم ، أو أن يرى هذا الإنسان الظلم مرارا فيعتاده ولا يؤرق ضميره ولا يرى فيه إثما . وهذا يجعل الإنسان أكثر أستعدادا لأن يصبح ظالما . أو أن يكون الإنسان الراكن إلى الظالمين عرضة لدعوة المظلوم وليس بين دعوه المظلوم وبين الله حجاب فيصبح عرضه لعذاب الله وانتقامه . كل هذا يكتسبه الإنسان من الركون الى الظالمين . ومن الخطأ أن يظن الإنسان الذي يركن الى الظالمين أنه بخير مادام لا يشاركهم ظلمهم ولكنه يشاركهم ظلمهم ويأثم دون أن يدري .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 9 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ومن الركون الى الظالم : أن يتخذ الإنسان ظالما خليلا أو صديقا أو صاحبا أو شريكا في عمل أو صهرا. وهذه العلاقة بالظالم قد تؤدي بالإنسان الى أن يلعب دورا في ظلمه فيشاركه الإثم ، أو أن يستفيد من هذا الظلم فيحب هذا الظلم في قلبه فيأثم قلبه ، أو أن يرى الظلم فيسكت عنه وبذلك يشجع الظالم ويشاركه في الإثم ، أو أن يرى هذا الإنسان الظلم مرارا فيعتاده ولا يؤرق ضميره ولا يرى فيه إثما . وهذا يجعل الإنسان أكثر أستعدادا لأن يصبح ظالما . أو أن يكون الإنسان الراكن إلى الظالمين عرضة لدعوة المظلوم وليس بين دعوه المظلوم وبين الله حجاب فيصبح عرضه لعذاب الله وانتقامه . كل هذا يكتسبه الإنسان من الركون الى الظالمين . ومن الخطأ أن يظن الإنسان الذي يركن الى الظالمين أنه بخير مادام لا يشاركهم ظلمهم ولكنه يشاركهم ظلمهم ويأثم دون أن يدري .
ورد في بعض كتب السير والأخبار : وهذا الزهريّ على مكانته في العلم لمّا خالط السلاطين رأى أخ ناصح له خطرا على دينه من مخالطته للحكّام الظلمة فكتب إليه واعظا مذكّرا ( وهو مما ورد في الأثر ) :
عافانا الله وإيّاك أبا بكر من الفتن ، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك الله ويرحمك : أصبحت شيخا كبيرا ، وقد أثقلتك نعم الله بما فهمك الله من كتابه وعلّمك من سنّة نبيّه ، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء ، قال الله سبحانه : ( لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ، وَلا تَكْتُمُونَهُ ) . واعلم أنّ أيسر ما ارتكبت وأخفّ ما احتملت : أنّك آنست وحشة الظالمين وسهّلت سبيل الغيّ بدنوّك ممن لم يؤدّ حقّاً ولم يترك باطلاً . وحين أدنوك اتخذوك قطباً تدور عليك رحى باطلهم وجسراً يعبرون عليك إلى بلائهم وسلّماً يصعدون فيك إلى ضلالهم ، يدخلون الشكّ بك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهلاء ، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خرّبوا عليك ، وما أكثر ما أخذوا منك في جنب ما أفسدوا عليك من دينك ، فما يؤمنك أن تكون ممن قال الله فيهم : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ ، فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) ، فإنّك تعامل من لا يجهل ، ويحفظ عليك من لا يغفل ، فداو دينك فقد دخله سقم ، وهيّئ زادك فقد حضر السفر البعيد ، وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ، والسلام .
وأضاف بعض العلماء : الظاهر المشهود أنّ الركون إلى الظالمين ـ وبخاصّة من قبل العلماء ـ إنّما يبدأ بالدخول عليهم في أوّل الأمر ، ثمّ ما يلبث كثير من هؤلاء أن يستحلّوا حديثهم ويقبلوا تبريرهم لأعمالهم ، بل يخدعوا بأقوالهم ، ثمّ يترخّصون في قبول هباتهم وأعطياتهم ، فتسكت ألسنتهم ، ويتحوّل الدخول عليهم من دخول لله وابتغاء مرضاته إلى دخول لحظّ النفس وركون إليهم وركون إلى ما هم فيه من ترف الدنيا وظلم العباد وفساد البلاد .
ولا عاصم من ذلك إلاّ تقوى الله تعالى وإخلاص العمل لوجهه واستشعار هيبته وعظمته والوقوف بين يديه ، مع الحرص الشديد على عدم الدخول عليهم حتى ولوكان ذلك مع لفيف من العلماء .
ونحن هنا لسنا في مجال الإفتاء أو التوجيه أو تحديد المسؤوليات للآخرين ، فالإنسان على نفسه بصيرة ، وهو الأدرى والأعلم بالظلمة وأعوان الظلمة ، وبالتالي قد يكون هو الأدرى بالموقف الرشيد الذي يريد أن يأخذ به تجاه الظالم أيضا إذا طابقه مع الحق ووضع له موازين صحيحة تميز له الرشد من خلافه ومن بعد ذلك تكون مرحلة ما يجب وما لا يجب متروكة للفرد أو الجماعة ليحدّدوا مواقفهم بصدق وأمانة وإخلاص لله وحده لا شريك له .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 10 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وأضاف بعض العلماء : الظاهر المشهود أنّ الركون إلى الظالمين ـ وبخاصّة من قبل العلماء ـ إنّما يبدأ بالدخول عليهم في أوّل الأمر ، ثمّ ما يلبث كثير من هؤلاء أن يستحلّوا حديثهم ويقبلوا تبريرهم لأعمالهم ، بل يخدعوا بأقوالهم ، ثمّ يترخّصون في قبول هباتهم وأعطياتهم ، فتسكت ألسنتهم ، ويتحوّل الدخول عليهم من دخول لله وابتغاء مرضاته إلى دخول لحظّ النفس وركون إليهم وركون إلى ما هم فيه من ترف الدنيا وظلم العباد وفساد البلاد .
ولا عاصم من ذلك إلاّ تقوى الله تعالى وإخلاص العمل لوجهه واستشعار هيبته وعظمته والوقوف بين يديه ، مع الحرص الشديد على عدم الدخول عليهم حتى ولوكان ذلك مع لفيف من العلماء .
وهذه البحوث والدراسات ليست في مجال الإفتاء أو التوجيه أو تحديد المسؤوليات للآخرين ، فالإنسان على نفسه بصيرة ، وهو الأدرى والأعلم بالظلمة وأعوان الظلمة لو أراد ! ، وبالتالي قد يكون هو الأدرى بالموقف الرشيد الذي يريد أن يأخذ به تجاه الظالم أيضا إذا طابقه مع الحق ووضع له موازين صحيحة تميز له الرشد من خلافه ومن بعد ذلك تكون مرحلة ما يجب وما لا يجب متروكة للفرد أو الجماعة ليحدّدوا مواقفهم بصدق وأمانة وإخلاص لله وحده لا شريك له .
وهذه البحوث والدراسات ليست موقفا شخصيا ، بل هي عرض تليه مناقشات - لاحقة ، إن شاء الله تعالى - لكل موقف أو رأي يطرح ويقال .
و كل من ينظر في وضع الظلم في العالم كلّه - قديما وحديثا - يجد أنّ آفات المجتمعات الإنسانيّة إنّما تنشأ من الركون إلى الظالم ، لكنّنا حين نبتعد عن الظالم ونقاطعه فسوف يعرف أننا لم نعرض عنه إلاّ لأننا واثقون بركن شديد آخر هو الله وحده لا شريك له ، فيتزلزل الظالم في نفسه ؛ حاسبا حساب القوّة التي نركن إليها ، وفي هذا إضعاف له ، وفي هذا عزلة له وردع ، لعلّه يرتدع عن ظلمه .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين ، والممالئون لهم ، والمبرّرون لجرائمهم ! أنّهم شركاء لهم في مآثمهم !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أنّهم ممّن باع دينه بدنيا غيره !
أما آن للراكنين إلى الظالمين أن يعيدوا النظر في مواقفهم ، وأن تصحو ضمائرهم ، بعد كلّ هذا الظلم !؟
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أنّهم حين يركنون إلى هؤلاء الظالمين ، إنّما يقعون في عداء مع منهج الله ، فيتخلّى الله عنهم ولا ينصرهم أحد ، لأنّه لا وليَّ ولا ناصر إلاّ الله تعالى .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الله تعالى يأمر رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة ، وينهى عن الطغيان وهو البغي وهو الظلم ، وينهى عن الركون إلى كلّ من صدر منه ظلم أو بغي أو طغيان .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 11 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
هذه البحوث والدراسات ليست موقفا شخصيا ، بل هي عرض تليه مناقشات - لاحقة ، إن شاء الله تعالى - لكل موقف أو رأي يطرح ويقال .
و كل من ينظر في وضع الظلم في العالم كلّه - قديما وحديثا - يجد أنّ آفات المجتمعات الإنسانيّة إنّما تنشأ من الركون إلى الظالم ، لكنّنا حين نبتعد عن الظالم ونقاطعه فسوف يعرف أننا لم نعرض عنه إلاّ لأننا واثقون بركن شديد آخر هو الله وحده لا شريك له ، فيتزلزل الظالم في نفسه ، حاسبا حساب القوّة التي نركن إليها ، وفي هذا إضعاف له ، وفي هذا عزلة له وردع ، لعلّه يرتدع عن ظلمه .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين ، والممالئون لهم ، والمبرّرون لجرائمهم ! أنّهم شركاء لهم في مآثمهم !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أنّهم ممّن باع دينه بدنيا غيره !
أما آن للراكنين إلى الظالمين أن يعيدوا النظر في مواقفهم ، وأن تصحو ضمائرهم ، بعد كلّ هذا الظلم !؟
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أنّهم حين يركنون إلى هؤلاء الظالمين ، إنّما يقعون في عداء مع منهج الله ، فيتخلّى الله عنهم ولا ينصرهم أحد ، لأنّه لا وليَّ ولا ناصر إلاّ الله تعالى !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الله تعالى يأمر رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة ، وينهى عن الطغيان وهو البغي وهو الظلم ، وينهى عن الركون إلى كلّ من صدر منه ظلم أو بغي أو طغيان !
و الركون إلى الظالمين ظاهرة خطيرة ومنتشرة ، رغم العلم بأنّ هذا الأمر خطير، لكننا نجد هنا وهناك من يعين الظّالم على أخيه المظلوم أيضا ! فهناك من يدافع عن الظلم ويتّحد معه ، وهناك من يحارب من أجل الباطل مع الظالم ضد المظلوم ، وهناك من يصرّ على أن يتخندق مع الظلم والبغي والطغيان في خندق واحد .
إذا كان ذلك من أجل أن تكسب ود الظالم أو مجاملة له ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
إذا كان امتناعك عن نصرة المظلومين ، ولو بكلمة حقّ أو شهادة حقّ ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ) .
وإذا كان امتناعك عن نصرة المظلومين بعدم حفظ حقوقهم ، كما إذا رأيت أحدا يقوم بطريقة أو بأخرى بنهب أموال أو أملاك المسلمين ، أويضعها في غير مصارفها الشرعية ، ولم تمنعه ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من يتصرف بأموال المسلمين بالباطل يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ ) رواه البخاري . التخوض : التصرف بالباطل .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 12 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
و الركون إلى الظالمين ظاهرة خطيرة ومنتشرة ، رغم العلم بأنّ هذا الأمر خطير، لكننا نجد هنا وهناك من يعين الظّالم على أخيه المظلوم أيضا ! فهناك من يدافع عن الظلم ويتّحد معه ، وهناك من يحارب من أجل الباطل مع الظالم ضد المظلوم ، وهناك من يصرّ على أن يتخندق مع الظلم والبغي والطغيان في خندق واحد .
إذا كان ذلك من أجل أن تكسب ود الظالم أو مجاملة له ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
إذا كان امتناعك عن نصرة المظلومين ، ولو بكلمة حقّ أو شهادة حقّ ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ) .
وإذا كان امتناعك عن نصرة المظلومين بعدم حفظ حقوقهم ، كما إذا رأيت أحدا يقوم بطريقة أو بأخرى بنهب أموال أو أملاك المسلمين ، أويضعها في غير مصارفها الشرعية ، ولم تمنعه ، فقد أعنت هذا الظالم على ظلمه وأنت معه في الإثم سواء !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من يتصرف بأموال المسلمين بالباطل يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ ) ، رواه البخاري . التخوض : التصرف بالباطل !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من يسكت على الظالم فهو مهدّد بعقاب الله تعالى ، ليسمعوا أبا بكر ، قال : يا أيها الناس : إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) ، وإني سمعت رسول الله يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) رواه أحمد !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين ، من أهل المجاملات والمداهنات وأصحاب المصالح الذين يتخلون عن كل شي من أجل الحفاظ على مصالحهم ، ويركنون إلى الذين ظلموا ! أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ يُضْرَبُ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً ، فجُلد جلدةً واحدةً ، فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ وَأَفَاقَ قَالَ : عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي ؟ فقِيلَ له : إنَّك صَلَّيْت صلاة واحدة بِغَيْرِ طَهُورٍ ، وَمَرَرْت عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ ) !
فهذا حال من لم ينصر مظلوما مرّة واحدة فقط ! فما حال الذي يظلم الناس كلّ يوم ، وما حال من يركن إليه !؟
جاء في الأثر : إذا كان يوم القيامة قيل : أين الظلمة وأعوانهم ، أو قال : وأشباههم ، فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار .
وقد قال غير واحد من السلف ( وهو مما ورد في الأثر ) : أعوان الظلمة من أعانهم ، ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلما ، ومنهم من كان يقول : بل حتى من يغسل ثيابهم فهو من أعوانهم .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن الظلم يؤدي الى هلاك الفرد والمجتمع والدولة والأمة ويفسد الحرث والنسل !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من الواجب شرعا : الإنكار على الظالمين بكل الوسائل سرا وعلانية ، ومنعهم من الظلم ، وعدم الاستكانة لهم ولا الركون اليهم ، وبهذا تنجو الأمة مما يحل بها من عقاب أو هلاك بسبب الظلم الواقع فيها .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن المرء مسؤول عن نفسه أمام الله لا يضرّه من ضلّ اذا اهتدى ، إلا انّه محاسب على التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا تسقط عن الفرد ولا عن الأمة التبعة في كفاح الشر ومقاومة الظلم ومحاربة الفساد ، لأن المنكر لا ينفع الفرد ولا ينفع الأمة أن تهتدي وهذا المنكر قائم بينهم !
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 13 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من يسكت على الظالم فهو مهدّد بعقاب الله تعالى ، ليسمعوا أبا بكر ، قال : يا أيها الناس : إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) ، وإني سمعت رسول الله يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) رواه أحمد !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين ، من أهل المجاملات والمداهنات وأصحاب المصالح الذين يتخلون عن كل شي من أجل الحفاظ على مصالحهم ، ويركنون إلى الذين ظلموا ! أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ يُضْرَبُ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً ، فجُلد جلدةً واحدةً ، فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ وَأَفَاقَ قَالَ : عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي ؟ فقِيلَ له : إنَّك صَلَّيْت صلاة واحدة بِغَيْرِ طَهُورٍ ، وَمَرَرْت عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ ) !
فهذا حال من لم ينصر مظلوما مرّة واحدة فقط ! فما حال الذي يظلم الناس كلّ يوم ، وما حال من يركن إليه !؟
جاء في الأثر : إذا كان يوم القيامة قيل : أين الظلمة وأعوانهم ، أو قال : وأشباههم ، فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار .
وقد قال غير واحد من السلف ( وهو مما ورد في الأثر ) : أعوان الظلمة من أعانهم ، ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلما ، ومنهم من كان يقول : بل حتى من يغسل ثيابهم فهو من أعوانهم .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن الظلم يؤدي الى هلاك الفرد والمجتمع والدولة والأمة ويفسد الحرث والنسل !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن من الواجب شرعا : الإنكار على الظالمين بكل الوسائل سرا وعلانية ، ومنعهم من الظلم ، وعدم الاستكانة لهم ولا الركون اليهم ، وبهذا تنجو الأمة مما يحل بها من عقاب أو هلاك بسبب الظلم الواقع فيها !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن المرء مسؤول عن نفسه أمام الله لا يضرّه من ضلّ اذا اهتدى ، إلا انّه محاسب على التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا تسقط عن الفرد ولا عن الأمة التبعة في كفاح الشر ومقاومة الظلم ومحاربة الفساد ، لأن المنكر لا ينفع الفرد ولا ينفع الأمة أن تهتدي وهذا المنكر قائم بينهم !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن نشر العدل ومكافحة الظلم وردع الظالمين هي الصفات الأساسية للمسلم ، وأن المقومات الضرورية للمؤمن : صفة الانتصار من البغي وعدم الخضوع للظلم ، وليس الركون إليه والخضوع له ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) ، ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) ، ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وذلك كي لا يسود الظلم ويتبجح ويطغى حين لا يجد رادعا يكفّه عن الإفساد في الأرض والعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين فيمضي وهو آمن مطمئن !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الأرض لا تصلح وفيها ظالم لا يقف له الناس ليكفّوه ويمنعوه من ظلمه ، وفيها باغ يجور ولا يجد من يقاومه ويقتصّ منه ، وأنّهم مشمولون بعقاب الله في الدنيا والآخرة !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الله تعالى قد توعد الظالم الباغي ومن يركن إليه بالعذاب الأليم ، وأن عليهم أن يمتنعوا من الركون إليه !
وقال الألوسي : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : أي ينتقمون ممن بغى عليهم .
وقال أبو بكر بن العربي : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح ، فيكون الانتقام منه أفضل ، أي : الانتقام من الظالمين أفضل من الانتصار منهم .
وقال الشوكاني : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : أي أصابهم بغي من بغى عليهم بغير الحق ، لان التذلل لمن بغى ليس من صفات المؤمنين ، ليست من صفات من جعل الله له العزة حيث قال : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، فالانتصار عند البغي فضيلة وليس البغي من صفات المؤمنين ، والمهانة والذلة ليست لهم بل للظالمين ومن يركن إليهم .
لذا يحرم الركون إلى الظالمين بأي نوع من أنواع الركون إليهم ، لأن الظالمين جبناء خبثاء مخادعين لا يرتكبون المظالم إلا بأعوانهم وبسكوت المظلومين وأهل الحق عنهم أو بركونهم اليهم .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 14 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن نشر العدل ومكافحة الظلم وردع الظالمين هي الصفات الأساسية للمسلم ، وأن المقومات الضرورية للمؤمن : صفة الانتصار من البغي وعدم الخضوع للظلم ، وليس الركون إليه والخضوع له ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) ، ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) ، ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وذلك كي لا يسود الظلم ويتبجح ويطغى حين لا يجد رادعا يكفّه عن الإفساد في الأرض والعدوان على دماء أو أموال أو أعراض المسلمين فيمضي وهو آمن مطمئن !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الأرض لا تصلح وفيها ظالم لا يقف له الناس ليكفّوه ويمنعوه من ظلمه ، وفيها باغ يجور ولا يجد من يقاومه ويقتصّ منه ، وأنّهم مشمولون بعقاب الله في الدنيا والآخرة !
وربّما لا يعلم الراكنون إلى الظالمين أن الله تعالى قد توعد الظالم الباغي ومن يركن إليه بالعذاب الأليم ، وأن عليهم أن يمتنعوا من الركون إليه !
وقال الألوسي : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : أي ينتقمون ممن بغى عليهم .
وقال أبو بكر بن العربي : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح ، فيكون الانتقام منه أفضل ، أي : الانتقام من الظالمين أفضل من الانتصار منهم .
وقال الشوكاني : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ ) : أي أصابهم بغي من بغى عليهم بغير الحق ، لان التذلل لمن بغى ليس من صفات المؤمنين ، ليست من صفات من جعل الله له العزة حيث قال : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، فالانتصار عند البغي فضيلة وليس البغي من صفات المؤمنين ، والمهانة والذلة ليست لهم بل للظالمين ومن يركن إليهم .
لذا يحرم الركون إلى الظالمين بأي نوع من أنواع الركون إليهم ، لأن الظالمين جبناء خبثاء مخادعين لا يرتكبون المظالم إلا بأعوانهم وبسكوت المظلومين وأهل الحق عنهم أو بركونهم اليهم .
فلا تميلوا الى الطغاة الظالمين ، بأي ميل سواء أكان بالصحبة أو بالميل القلبي ، فان هذا بغي واقرار لظلمهم ومشاركة لهم ، فتمسكم نار جهنم ولا ناصر ولا منقذ لكم .
قال البيضاوي : الركون هو الميل اليسير أي لا تميلوا اليهم أدنى ميل ، فتمسكم النار بركونكم إليهم ، وإذا كان الركون اليسير إلى من وجد منه ما يسمى ظلما كذلك ، فما ظنكم بالركون الى الظالمين الموسومين بالظلم ، والميل اليهم كل الميل !
وقال الشوكاني : الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب ، إنه يعذبكم بسبب الركون الذي نهيتم عنه .
وكذلك لا يجوز معاونة الظالمين على ظلمهم بأي شكل من أشكالها ، لأنها تقوية لهم لتنفيذ ظلمهم ، فيعمهم العذاب .
قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .
وقال تعالى : ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) .
وقال تعالى : ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) .
فالله تعالى جمعهم بوصف الخطيئة ومنها الظلم وجعلهم جميعا ظالمين ، فأهلكهم .
فالظالم لا يعان على ظلمه ، بل يجب على المسلم أن يزيله والقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
قال بعض العلماء : وهذا خطاب لجميع الأمة في وجوب إنكار المنكر وإزالته ، ومنه الظلم ، فيكون بالقوة إن توقف تغييره عليها ، فإن لم يستطع تغييره بالقوة فيغيره بالنصيحة والإرشاد والتوبيخ والتذكير والبيان ، فإن لم يستطع بهذا فكان الإنكار القلبي بكراهية المنكر وعدم الرضا به ويعزم أن لو قدر عليه بقول أو فعل لأزاله ، وهذا أضعف الايمان وأقله ثمرة .
ولكن من شأن المسلم أن يكون قوي الإيمان ، يقول الحق ويعمل به أينما كان ولا يخاف في الله لومة لائم .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير ) .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 15 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
لا تميلوا إلى الطغاة الظالمين ، بأي ميل سواء أكان بالصحبة أو بالميل القلبي ، فان هذا بغي واقرار لظلمهم ومشاركة لهم ، فتمسكم نار جهنم ولا ناصر ولا منقذ لكم .
قال البيضاوي : الركون هو الميل اليسير أي لا تميلوا اليهم أدنى ميل ، فتمسكم النار بركونكم إليهم ، وإذا كان الركون اليسير إلى من وجد منه ما يسمى ظلما كذلك ، فما ظنكم بالركون الى الظالمين الموسومين بالظلم ، والميل اليهم كل الميل !
وقال الشوكاني : الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة ، أو تحسين الطريقة وتزيينها عند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب ، إنه يعذبكم بسبب الركون الذي نهيتم عنه .
وكذلك لا يجوز معاونة الظالمين على ظلمهم بأي شكل من أشكالها ، لأنها تقوية لهم لتنفيذ ظلمهم ، فيعمهم العذاب .
قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .
وقال تعالى : ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) .
وقال تعالى : ( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) .
فالله تعالى جمعهم بوصف الخطيئة ومنها الظلم وجعلهم جميعا ظالمين ، فأهلكهم .
فالظالم لا يعان على ظلمه ، بل يجب على المسلم أن يزيله والقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .
قال بعض العلماء : وهذا خطاب لجميع الأمة في وجوب إنكار المنكر وإزالته ، ومنه الظلم ، فيكون بالقوة إن توقف تغييره عليها ، فإن لم يستطع تغييره بالقوة فيغيره بالنصيحة والإرشاد والتوبيخ والتذكير والبيان ، فإن لم يستطع بهذا فكان الإنكار القلبي بكراهية المنكر وعدم الرضا به ويعزم أن لو قدر عليه بقول أو فعل لأزاله ، وهذا أضعف الايمان وأقله ثمرة .
ولكن من شأن المسلم أن يكون قوي الإيمان ، يقول الحق ويعمل به أينما كان ولا يخاف في الله لومة لائم .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير )
ويقول عليه الصلاة والسلام : ( من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ) .
ولكن ، لماذا يحذر الله جلّ وعلا من الركون إلى الذين ظلموا ، وإن كان ميلا يسيرا ؟
لأن الإنسان لو ركن إليهم شيئا قليلا , فإنهم سيستدرجونه بعد ذلك إلى الشيء الكثير , وهذا ديدن الظلمة وطبعهم وتلك سجيتهم , فهم لا يتوقفون أبدا عن استدراج المسلمين ، إمّا تحقيقا لمصالحهم , أو لحرف المسلمين عن دينهم ما أمكن . ومن المعلوم أن الحق لا يمكن أن يلتقي مع الباطل أو يختلط به أبدا , فالحق حقٌّ لا يتغير ولا يتبدل ولا تعتريه الشوائب ولا يتلون كألوان الطيف , فليس في الحق منطقة رمادية , وهذا يعني أن الحق يبقى حقا ، وأن الباطل يبقى باطلا مهما عمل أصحابه من أجل تزيينه ورفعة شأنه . لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يحذر من الركون إلى الظلمة لأن الظلم باطل , بقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
والركون هو الميل اليسير . فإذا كان الله سبحانه وتعالى يحذرنا من الميل اليسير إلى الظالمين ، فكيف بالميل الكثير ، أو بالميل كل الميل كموالاتهم والسير في ركابهم !؟
وعدم الركون إلى الذين ظلموا هو تثبيت من الله على الحقّ ، فالله سبحانه وتعالى يمنّ على الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالتثبيت فيقول : ( ولَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) .
وهذا الموضوع متعلق - أيضا - بالأحكام الشرعية , وبكل من خالفها مهما علت منزلته وعظم مقامه , فالأصل فينا كمسلمين أولا , وكحملة دعوة ووعّاظ ومبلّغين ثانيا , وكآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ثالثا ، أن ندافع عن الدين لا عن الرجال .
وسنبين - لا حقا - بعض ما يستدرج به الظالمون الأمة , وبخاصة علماءها حين يستدرجونهم شيئا فشيئا , ورويدا رويدا , حتى يصلوا بهم ومعهم إلى ما لم يستطيعوا الوصول إليه من قبل .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 16 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
يقول عليه الصلاة والسلام : ( من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ) .
ولكن ، لماذا يحذر الله جلّ وعلا من الركون إلى الذين ظلموا ، وإن كان ميلا يسيرا ؟
لأن الإنسان لو ركن إليهم شيئا قليلا , فإنهم سيستدرجونه بعد ذلك إلى الشيء الكثير , وهذا ديدن الظلمة وطبعهم وتلك سجيتهم , فهم لا يتوقفون أبدا عن استدراج المسلمين ، إمّا تحقيقا لمصالحهم , أو لحرف المسلمين عن دينهم ما أمكن . ومن المعلوم أن الحق لا يمكن أن يلتقي مع الباطل أو يختلط به أبدا , فالحق حقٌّ لا يتغير ولا يتبدل ولا تعتريه الشوائب ولا يتلون كألوان الطيف , فليس في الحق منطقة رمادية , وهذا يعني أن الحق يبقى حقا ، وأن الباطل يبقى باطلا مهما عمل أصحابه من أجل تزيينه ورفعة شأنه . لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يحذر من الركون إلى الظلمة لأن الظلم باطل , بقوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
والركون هو الميل اليسير . فإذا كان الله سبحانه وتعالى يحذرنا من الميل اليسير إلى الظالمين ، فكيف بالميل الكثير ، أو بالميل كل الميل كموالاتهم والسير في ركابهم !؟
وعدم الركون إلى الذين ظلموا هو تثبيت من الله على الحقّ ، فالله سبحانه وتعالى يمنّ على الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالتثبيت فيقول : (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) .
وهذا الموضوع متعلق - أيضا - بالأحكام الشرعية , وبكل من خالفها مهما علت منزلته وعظم مقامه , فالأصل فينا كمسلمين أولا , وكحملة دعوة ووعّاظ ومبلّغين ثانيا , وكآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ثالثا ، أن ندافع عن الدين لا عن الرجال .
وسنبين - لا حقا - بعض ما يستدرج به الظالمون الأمة , وبخاصة علماءها حين يستدرجونهم شيئا فشيئا , ورويدا رويدا , حتى يصلوا بهم ومعهم إلى ما لم يستطيعوا الوصول إليه من قبل .
فيجد الظلمة عند بعض هؤلاء : لكل معضلة حلّ يرضي الأسياد ويفرح الأوغاد , ولكل مستجدّ فتوى مفصلّة على حسب الرغبة والهوى !
ولكن مهما اختلف الناس ، ، فلن يختلف اثنان في تشخيص مواضع الظلم ، وتحديد الظلمة أو درجات تعسفهم واستبدادهم ، ولن يحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى النطق بالحقّ في كيفية التعامل مع الظلم أو طريقة مواجهته .
ومع أن السجال لايزال على أشده في أكثر من دائرة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات ، إلا انّه لن يحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى النطق بالحقّ ( الحقّ ، وليس الباطل ) في كيفية التعامل مع الظلم أو طريقة مواجهته.
في جانب ما ، ترى بعض الناس ، وفي سبيل مصالحه الدنيوية الزائلة ، سرعته واحدة في جميع الطرق والمنحدرات ولا يرى وجودا للحدود في التعامل مع أي ظالم ، الأبواب كلها مفتحة مع أي ظالم ، والأضواء قد طليت باللون الأخضر لكي لا يتوقف هنا أو ينتقل إلى طريق آخر، وعنده لكل خطوة يخطوها أعذار ومبرّرات جاهزة عند الطلب !
وفي جانب آخر، ترى بعض الناس يعتبر الالتقاء والتزاور والمراودة أفضل وسيلة لإيصال النصائح والمواعظ إلى الظالم ، ويقول لك دائما : أليس الدين النصيحة ! ، وقد ردّ عليه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) ، فهم يريدون من الظالم أن يدهن قليلا ليدهنوا قليلا فليلتقون في المنتصف !
وفي جانب آخر ، ترى آخرين قد عرفوا ماوراء الأكمات ، بعد أن يئسوا من أن يجدوا : لا قلبا واعيا ، ولا أذنا صاغية ، ولا عقلا سليما ، حتى يسمعوه الموعظة أو يرجعوه عن غيّه ، فالظالم الذي أمامهم لم يحمل وسام ( الظلمة ) إلاّ بعد أن أشرب قلبه حبّ الدنيا وسيطرت على عقله سكرة الظلم ونشوة القدرة ، فهو يصبح ويمسي بدون إرادة ووعي ، ولا هم له إلا البقاء في مركز قوّته وبطشه أكبر فترة ممكنة ولو اقتضى الأمر إبادة الحرث والنسل ، ومقاطعة هكذا ظالم أمر حتمي لا نقاش فيه ، وعدم الالتقاء معه في أية نقطة أمر لا غبار عليه وقد يكون مطلوبا وضرورة .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 17 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
فيجد الظلمة عند بعض هؤلاء : لكل معضلة حلّ يرضي الأسياد ويفرح الأوغاد , ولكل مستجدّ فتوى مفصلّة على حسب الرغبة والهوى !
ولكن مهما اختلف الناس ، ، فلن يختلف اثنان في تشخيص مواضع الظلم ، وتحديد الظلمة أو درجات تعسفهم واستبدادهم ، ولن يحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى النطق بالحقّ في كيفية التعامل مع الظلم أو طريقة مواجهته .
ومع أن السجال لايزال على أشده في أكثر من دائرة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات ، إلا انّه لن يحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى النطق بالحقّ ( الحقّ ، وليس الباطل ) في كيفية التعامل مع الظلم أو طريقة مواجهته.
في جانب ما ، ترى بعض الناس ، وفي سبيل مصالحه الدنيوية الزائلة ، سرعته واحدة في جميع الطرق والمنحدرات ولا يرى وجودا للحدود في التعامل مع أي ظالم ، الأبواب كلها مفتحة مع أي ظالم ، والأضواء قد طليت باللون الأخضر لكي لا يتوقف هنا أو ينتقل إلى طريق آخر، وعنده لكل خطوة يخطوها أعذار ومبرّرات جاهزة عند الطلب !
وفي جانب آخر، ترى بعض الناس يعتبر الالتقاء والتزاور والمراودة أفضل وسيلة لإيصال النصائح والمواعظ إلى الظالم ، ويقول لك دائما : أليس الدين النصيحة ! ، وقد ردّ عليه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ) ، فهم يريدون من الظالم أن يدهن قليلا ليدهنوا قليلا فليلتقون في المنتصف !
وفي جانب آخر ، ترى آخرين قد عرفوا ماوراء الأكمات ، بعد أن يئسوا من أن يجدوا : لا قلبا واعيا ، ولا أذنا صاغية ، ولا عقلا سليما ، حتى يسمعوه الموعظة أو يرجعوه عن غيّه ، فالظالم الذي أمامهم لم يحمل وسام ( الظلمة ) إلاّ بعد أن أشرب قلبه حبّ الدنيا وسيطرت على عقله سكرة الظلم ونشوة القدرة ، فهو يصبح ويمسي بدون إرادة ووعي ، ولا هم له إلا البقاء في مركز قوّته وبطشه أكبر فترة ممكنة ولو اقتضى الأمر إبادة الحرث والنسل ، ومقاطعة هكذا ظالم أمر حتمي لا نقاش فيه ، وعدم الالتقاء معه في أية نقطة هو الآخر أمر لا غبار عليه .
وفي جانب آخر ، ترى آخرين لا يميلون إلى هذا ولا ذاك ، الكيّ دواؤهم المفضل ، والانتفاضة العارمة أو المسلحة هي وحدها التي تطفئ ظمأ العطشى وتطوي صفحة الظالمين من الوجود .
ونعود إلى معنى الركون ، ماذا يعني الركون ، وماهي الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الظالم ؟
ننطلق من من الآية القرآنية الكريمة ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) لنوضح معنى الركون ، ونعرض آراء بعض علماء التفسير والبلاغة وغيرهم في ذلك ، وحتى نستطيع أن نقارن ونحدد بعض الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الظالم أيضا .
قال الطبرسي في مجمعه : الركون إلى الشيء هو السكون إليه بالمحبة له والإنصات إليه ، وقد نهى الله عن المداهنة في الدين والميل إلى الظالمين ، لأن الركون إلى الظالمين المنهي عنه هو الدخول معهم في ظلمهم وإظهار الرضا بفعلهم ، وإظهار موالاتهم .
وقال الطباطبائي في ميزانه : والحق أنه - أي الركون - الاعتماد على الشيء عن ميل إليه .
وقال فخر الدين الطريحي : ولا تركنوا ، أي لا تطمئنوا إليهم ولا تسكنوا إلى قولهم ، ومنه قوله : ( لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) أي لقد قاربت أن تميل إليهم أدنى ميل فتعطيهم بعض ما سألوك .
ويقول الشيرازي : ولا تركنوا ، أي لا تعتمدوا الميل والسكون إلى شخص أو وجهة ظلموا في عقيدة أو عمل ، وهو انحراف عن الاستقامة .
وقال الفخر الرازي : الركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه ، قال المحققون : الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب .
أما الزمخشري فقال: ولا تركنوا ، من أركنه إذا أماله . والنهي متناول للانحطاط في هواهم ، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم ، والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومدّ العين إلى زهرتهم ، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم .
وتأمل قوله تعالى : ( ولا تركنوا ) فإن الركون هو الميل اليسير . وقوله تعالى : ( إلى الذين ظلموا ) أي إلى الذين وجد منهم الظلم ، ولم يقل إلى الظالمين . وإلى ذلك أشار رشيد رضا في المنار أيضا .
إذن : مجرد الميل اليسير إلى الذين ظلموا والسكون إليهم والاطمئنان بأفعالهم يوجب لفحات جهنم ومساس نارها .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 18 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
وفي جانب آخر ، ترى آخرين لا يميلون إلى هذا ولا ذاك ، الكيّ دواؤهم المفضل ، والانتفاضة العارمة أو المسلحة هي وحدها التي تطفئ ظمأ العطشى وتطوي صفحة الظالمين من الوجود .
ونعود إلى معنى الركون ، ماذا يعني الركون ، وماهي الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الظالم ؟
ننطلق من من الآية القرآنية الكريمة ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) لنوضح معنى الركون ، ونعرض آراء بعض علماء التفسير والبلاغة وغيرهم في ذلك ، وحتى نستطيع أن نقارن ونحدد بعض الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الظالم أيضا .
قال الطبرسي في مجمعه : الركون إلى الشيء هو السكون إليه بالمحبة له والإنصات إليه ، وقد نهى الله عن المداهنة في الدين والميل إلى الظالمين ، لأن الركون إلى الظالمين المنهي عنه هو الدخول معهم في ظلمهم وإظهار الرضا بفعلهم ، وإظهار موالاتهم .
وقال الطباطبائي في ميزانه : والحق أنه - أي الركون - الاعتماد على الشيء عن ميل إليه .
وقال فخر الدين الطريحي : ولا تركنوا ، أي لا تطمئنوا إليهم ولا تسكنوا إلى قولهم ، ومنه قوله : ( لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) أي لقد قاربت أن تميل إليهم أدنى ميل فتعطيهم بعض ما سألوك .
ويقول الشيرازي : ولا تركنوا ، أي لا تعتمدوا الميل والسكون إلى شخص أو وجهة ظلموا في عقيدة أو عمل ، وهو انحراف عن الاستقامة .
وقال الفخر الرازي : الركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه ، قال المحققون : الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب .
أما الزمخشري فقال: ولا تركنوا ، من أركنه إذا أماله . والنهي متناول للانحطاط في هواهم ، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم ، والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومدّ العين إلى زهرتهم ، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم .
وتأمل قوله تعالى : ( ولا تركنوا ) فإن الركون هو الميل اليسير . وقوله تعالى : ( إلى الذين ظلموا ) أي إلى الذين وجد منهم الظلم ، ولم يقل إلى الظالمين . وإلى ذلك أشار رشيد رضا في المنار أيضا .
إذن : مجرد الميل اليسير إلى الذين ظلموا والسكون إليهم والاطمئنان بأفعالهم يوجب لفحات جهنم ومساس نارها .
فعدم الركون إلى الذين ظلموا بأي شكل وعذر وحجة هو نوع من الوقاية والحماية والحذر من الوقوع في الظلم أو شيوعه وانتشاره ، كما انّه أسلوب عملي لإضعاف الظالم ومنعه من ارتكاب الظلم ، والظلم لا يرتكب إلاّ بالأعوان وبسكوت أهل الحق عن حقهم ، وبالميل إلى أعوان الظلمة وليس إلى الظالم فقط .
ومن هنا جاء التحذير واضحاً لا لبس فيه ولا يحمل التأويل والتوجيه ، لأن الركون بداية انزلاق وسقوط في مخاطر كبيرة لا نجاة منها .
كما انّ مواقف خيار الصحابة والتابعين والعلماء في مواجهة الظالمين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، لأنهم خير موضع لمنهاج السماء ، وأفضل مفسر لتعاليم الأنبياء .
ومن الركون إلى الذين ظلموا : الأكل من طعام الظلمة والجلوس في مجالسهم وموائدهم .
وقد وردعن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه نهى عن إجابة الفاسقين الظلمة إلى طعامهم .
ومن الواجب : الدعاء على الظالم ، ولا يجوز الدعاء له .
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال : ( من دعا لظالم بالبقاء فقد أحبّ أن يعصى الله في أرضه ) .
وورد : لا تصفنّ لظالم دواء فإن نفعه لم يحمدك ، وإن ضرّه اتهمك .
وسئل سفيان الثوري عن ظالم أشرف على الهلاك في بريّة ، هل يسقى شربة ماء؟ فقال : لا . فقيل له : يموت !؟ فقال : دعه يموت .
ولا يجوز أن يعذر الظالم أو أن تلتمس له الأعذار .
قال جعفرالصادق : من عـذّر ظالماً بظلمه سلّط الله عـليه من يظلمه وإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته . (عذّرته) : رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غير ملوم .
ولا تجوز قراءة القرآن للظلمة .
عن جعفر الصادق أن أباه كان يقول : من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات ولعن المستمع بكل حرف لعنة .
ولا تجوز مصاهرة الظلمة .
ولا يجوز التواجد في ديوان الظلمة .
عن جعفر الصادق قال : من سوّد اسمه في ديوان ولد فلان ، حشره الله عزّ وجلّ يوم القيامة خنزيرا .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 19 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
فعدم الركون إلى الذين ظلموا بأي شكل وعذر وحجة هو نوع من الوقاية والحماية والحذر من الوقوع في الظلم أو شيوعه وانتشاره ، كما انّه أسلوب عملي لإضعاف الظالم ومنعه من ارتكاب الظلم ، والظلم لا يرتكب إلاّ بالأعوان وبسكوت أهل الحق عن حقهم ، وبالميل إلى أعوان الظلمة وليس إلى الظالم فقط .
ومن هنا جاء التحذير واضحاً لا لبس فيه ولا يحمل التأويل والتوجيه ، لأن الركون بداية انزلاق وسقوط في مخاطر كبيرة لا نجاة منها .
كما انّ مواقف خيار الصحابة والتابعين والعلماء في مواجهة الظالمين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، لأنهم خير موضع لمنهاج السماء ، وأفضل مفسر لتعاليم الأنبياء .
ومن الركون إلى الذين ظلموا : الأكل من طعام الظلمة والجلوس في مجالسهم وموائدهم .
وقد وردعن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه نهى عن إجابة الفاسقين الظلمة إلى طعامهم .
ومن الواجب : الدعاء على الظالم ، ولا يجوز الدعاء له .
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال : ( من دعا لظالم بالبقاء فقد أحبّ أن يعصى الله في أرضه ) .
وورد : لا تصفنّ لظالم دواء فإن نفعه لم يحمدك ، وإن ضرّه اتهمك .
وسئل سفيان الثوري عن ظالم أشرف على الهلاك في بريّة ، هل يسقى شربة ماء؟ فقال : لا . فقيل له : يموت !؟ فقال : دعه يموت .
ولا يجوز أن يعذر الظالم أو أن تلتمس له الأعذار .
قال جعفرالصادق : من عـذّر ظالماً بظلمه سلّط الله عـليه من يظلمه وإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته . (عذّرته) : رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غير ملوم .
ولا تجوز قراءة القرآن للظلمة .
عن جعفر الصادق أن أباه كان يقول : من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات ولعن المستمع بكل حرف لعنة .
ولا تجوز مصاهرة الظلمة .
ولا يجوز التواجد في ديوان الظلمة .
عن جعفر الصادق قال : من سوّد اسمه في ديوان ولد فلان ، حشره الله عزّ وجلّ يوم القيامة خنزيرا .
ولا يجوز تكثير سواد الظلمة .
ولا يجوز الدخول على الظلمة .
عن الباقر قال : إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء : محبة الدنيا ، ونسيان الموت ، وقلة الرضا بما قسم الله .
ولا السعي بأخبار الناس إلى السلطان .
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( شرّ الناس المثلث ) ، قيل : يا رسول الله ، وما المثلث ؟ قال : ( الذي يسعى بأخيه إلى السلطان ، فيهلك نفسه ، ويهلك أخاه ، ويهلك السلطان ) .
ولا تجوز مداهنة الظلمة .
ورد : قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( أوحى الله إلى أيوب : هل تدري ما ذنبك إلى حين أصابك البلاء ؟ قال : لا. قال : إنك دخلت إلى فرعون فداهنت في كلمتين ) .
ولا يجوز الحب القلبي للظلمة .
عن صفوان بن مهران الجمال ، قال : دخلت على أبي الحسن الأول ، فقال لي : يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ، فقلت : جعلت فداك ، أي شيء ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون - قلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق ، يعني طريق مكة ، ولا أتولاه بنفسي ، ولكني أبعث معه غلماني ، فقال لي : يا صفوان ، أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت : نعم - جعلت فداك - قال : أتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك ؟ قلت : نعم ، قال : من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان ورده إلى النار .
ولا يجوز النظر إلى الظلمة .
عن سليمان بن جعفر قال : قلت لأبي الحسن الرضا : ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال : يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق بها النار .
ومن وصية علي بن أبي طالب لكميل : يا كميل إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .​
 
العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 23 )
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .
( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 20 )
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .
ولا يجوز تكثير سواد الظلمة .
ولا يجوز الدخول على الظلمة .
عن الباقر قال : إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء : محبة الدنيا ، ونسيان الموت ، وقلة الرضا بما قسم الله .
ولا السعي بأخبار الناس إلى السلطان .
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال : ( شرّ الناس المثلث ) ، قيل : يا رسول الله ، وما المثلث ؟ قال : ( الذي يسعى بأخيه إلى السلطان ، فيهلك نفسه ، ويهلك أخاه ، ويهلك السلطان ) .
ولا تجوز مداهنة الظلمة .
ورد : قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ( أوحى الله إلى أيوب : هل تدري ما ذنبك إلى حين أصابك البلاء ؟ قال : لا. قال : إنك دخلت إلى فرعون فداهنت في كلمتين ) .
ولا يجوز الحب القلبي للظلمة .
عن صفوان بن مهران الجمال ، قال : دخلت على أبي الحسن الأول ، فقال لي : يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ، فقلت : جعلت فداك ، أي شيء ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون - قلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق ، يعني طريق مكة ، ولا أتولاه بنفسي ، ولكني أبعث معه غلماني ، فقال لي : يا صفوان ، أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت : نعم - جعلت فداك - قال : أتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك ؟ قلت : نعم ، قال : من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان ورده إلى النار .
ولا يجوز النظر إلى الظلمة .
عن سليمان بن جعفر قال : قلت لأبي الحسن الرضا : ما تقول في أعمال السلطان ؟ فقال : يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم والسعي في حوائجهم عديل الكفر ، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق بها النار .
ومن وصية علي بن أبي طالب لكميل : يا كميل إياك والتطرق إلى أبواب الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم .
قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ﴾ والمسلمون هم أكرم البشر عند الله وهم المقبولون عنده لأنهم ينطلقون من القاعدة الإلهية الصحيحة في العقيدة والفكر والسلوك ، لكن الأكرم من المسلمين عند الله هو الأتقى ، وكلما كان إلتزامه أقوى وأشد كلما كان أكثر إكراما عند الله وقربا منه سبحانه وتعالى ، لأنّ مقياس التقوى مقياس دقيق جعله الله وسيلة للتفاضل حتى بين المسلمين الموحِّدين .
والمسلمون أمة واحدة أرادها الله أن تنصهر جميعها في قالب واحد لاتنازع فيه ، بل تقارب وتلاحم وتراحم وتواص بالحق والصبر وتسابق إلى فعل الخير ونيل المغفرة من الله ومسارعة إلى نجدة المسلم لأخيه المسلم فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الشعوب ، لأنّ هذا التفاعل والإحساس بالشعور الإسلامي المتبادل يجعل المسلمين يعيشون هموم بعضهم البعض ويتعاونون في السراء والضراء لما فيه خيرهم وسعادتهم جميعا .
وقال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) وهذا هو التصور الإسلامي للأمة الإسلامية التي قال عنها بأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، سواء فيما بين بعضهم البعض ، أو في مواجهة الظالمين وأعوانهم ومن يركن إليهم سواء أكانوا في موقع العداء الواضح المكشوف للأمة أو لم يكونوا .
والنصوص والأدلّة وأقوال العلماء تؤكّد على أن الأصل في الموقف الشرعي من الفئات الظالمة ليس هو الاستسلام أو القبول أو الانقياد ، وإنما الموقف الاسلامي الصحيح هو الرفض والرد والمواجهة وتحريم الركون .
قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .
وقال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .
وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .
بتصرّف وإيجاز
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، ومقارنة ) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع .
وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :
الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم ، وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين .
وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ( كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة ، وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر .
والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .
فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار !
وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :
سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .
وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها .
وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .
وأعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع .
وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .
من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
2 23 الإسلام العدل في ميزان والظلم
عودة
أعلى