مجموعة من القصص الصينية المختصرة

  • تاريخ البدء

الحــــر

مشرف سابق
الطفل الأذكى

كان رجل مغتربا يعمل خارج حدود الوطن . وذات يوم بينما كان واحد من أصحابه العاملين معه يهم بالعودة إلى بلدتهم طلب منه أن يوصل لعبة ثمينة رائعة الجمال إلى أهله .
سأله صديقه مستفسرا :
- لمن تريد أن أدفع بهذه اللعبة ؟
كان هذا الرجل يعتني بولده عناية خاصة و يحضنه في قلبه كما نحضن مقلة العين و نحافظ عليها . وكان يعتبر هذا الولد أذكى طفل في البلدة فقال لصديقه بكل افتخار :
- أعط الهدية لأذكى طفل في القرية .
حرك مواطنه رأسه ووضع الهدية في حقيبته و ذهب في حال سبيله .
بعد شهرين رجع الرجل المغترب إلى البلدة . و عندما علم بأن اللعبة لم تصل إلى ابنه ذهب يستفسر من صديقه عن إهماله إيصال الوديعة إلى صاحبها قائلا :
- لماذا لم تعط لولدي هديته ؟
فرد عليه الرجل :
- ألم تطلب مني إيصالها لأذكى طفل في القرية ؟
لقد قدرت أن ذلك الذكي الذي يستحق الهدية هو ولدي فأعطيته إياها ممنونا

سوار الذهب وسوار الفضة

سأل مريد حكيما :
- ما معنى الحكم المسبق ؟
فأخرج الحكيم من جيبه سوارين ، واحد كبير والآخر صغير و أجابه :
- هذا السوار الكبير من فضة و لكننا وضعناه حول معصم رجل غني ، فقال العالم أجمع ، هذا سوار من ذهب .
و هذا السوار الصغير من الذهب الخالص و لكن لو لبسه فقير لظن العالم أجمع أنه من فضة .
هذا هو الحكم المسبق يا بني .
فهل فهمت ؟



المراكبي و طفله الصغير

في يوم شتاء بارد تهاطلت فيه الثلوج ، خرج مراكبي مع ابنه الصغير لقضاء شأن من شؤون الحياة .
بعدما جدف الملاح مدة بعزم و قوة ، أحس بحرارة شديدة تجتاح كامل بدنه فنزع من على كتفيه معطفه ولم يبق على بدنه من الملابس إلا على قميص خفيف.
ثم صاح في الطفل :
- الحرارة شديدة يا ولدي ، انزع عنك معطفك بسرعة
و نزع من على جسم الصغير المعطف ولم يترك له سوى قميص
و عاد إلى المجداف فعاد العرق الغزير يروي كامل بدنه فنزع عنه القميص و بقي عاري الجسد .
- ها نحن نموت جراء هذه الحرارة الشديدة .
و التفت ناحية الصبي ، فنزع عنه القميص تاركا إياه عريان الجسد .
بينما كان بخار كثيف يطير فوق جسم المراكبي الذي عاد إلى التجديف ، كان الطفل الصغير يموت من البرد .


حكاية إبريق شاي

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل يمتلك إبريق شاي توارثه عن أجداده من جيل إلى جيل . و كان يستعمل كل يوم هذا الإبريق لشرب الشاي فيحمله معه إلى الحقل ليروي عطشه كلما ذهب للعمل .
ما كان هذا الرجل يقدر قيمة إبريقه ، فكان يرمي به بإهمال هنا أو هناك ، ذات اليمين أو ذات الشمال كلما فرغ من الشاي .
و ذات يوم ، مر بائع عاديات في طريق الرجل فعاين الإبريق ليتأكد بعد برهة من الزمن أنه يعود إلى زمن قديم جدا قد يصل إلى أسرة " مينغ " ، فاقترح على الرجل ثمنا مجزيا لاقتناء الإبريق .
فلما تأكد الرجل من أن إبريقه ثمين رفض البيع رغم إلحاح عالم الآثار .
و مضى رجل العاديات في حال سبيله إلا أن صاحب الإبريق ظل واقفا حاملا كنزه الثمين بين يديه لا يدري في أي الأمكنة يضعه .
فوق الطاولة ؟ هو هناك عرضة لأي عابر سبيل فما بالك بسارق مدرب على المهنة .
في الخزانة ؟ قد يدخل فأر وسطه و يتسبب في كسره .
ظل الرجل يدور ويدور في البيت حاملا البريق برفق بين يديه باحثا له عن مكان
هل أضعه فوق هذه الخزانة ؟ يا ويلي . قد يسقط و يذهب في خبر كان .
إذن أضعه هنا . و يدق قلبه رعبا قد أن يضع الإبريق .
إلى أن جن الليل ، فقرر أن يرقد حاملا إبريقه بين يديه ليضمن سلامته .
نام على ظهره مدة ثم استدار على جنبه الأيمن فالأيسر و لكن النوم جافاه . وعند منتصف الليل غفا .
كان في منتصف حلمه حين فتح يديه فانزلق الإبريق وسقط على الأرض فتهشم متشظيا إلى ألف قطعة ...


رجلان في الطريق

خرج رجلان " أ " و " ب " معا في رحلة على الأقدام ، وجدا في السير قاصدين الولاية المجاورة .
كان " أ " يتقدم المسيرة و " ب " يمشي وراءه و كانا يسرعان في المشي . لكنهما بعد مدة من الزمن أحسا بأنهما أضاعا الطريق و ابتعدا عن السبيل الموصلة الى المدينة ، فانفجر الرجل " ب " في وجه الرجل " أ " :
- كنت أظن أنك تعرف الطريق معرفة جيدة و أنت السباق فإذا بك تضيع الرشاد و تضيعني معك .
ما كنت أدري أنك تسلك الطريق الخاطئة .
فرد عليه الآخر :
- أنا أيضا ذهب في ظني أنك عليم بالمسالك، فأنت تمشي وراء خطوي .
وما دريت بأنك ستسكت كل هذا الوقت و أنا ذاهب في طريق الخطأ .
من أين أن أعرف أنني على خطأ و أنت ساكت .



أحزان شجرة

في يوم صيف ، كان رجلا جالسا في ظل شجرة حين أطلق طائر جاثما على غصن من أغصان الشجرة زرقه على أم أرسه .
فقام الرجل غاضبا ورمى العصفور بحجر . لكن الطائر فر في لمح البصر .
غادر الرجل المكان ليعود بعد برهة حاملا فأسا . و هم بقطع الشجرة التي صاحت محتجة :
- هذا جزائي إذن يا ابن آدم . أنما من ترتاح تحت ظلها الظليل أيام الصهد الشديد
ماذا جنيت حتى تقطع جذعي ؟
فرد عليها الرجل :
- ألم تري إلى ذلك العصفور الذي رمى بزرقه على رأسي ؟
فقالت الشجرة :
- هي غلطة العصفور . فما دخلي أنا في ذلك ؟
- ألست أنت من أسكن العصفور بين أغصانها ؟
و مهما لججت في الاحتجاج فلن ينفعك ذلك لأنني قررت قطع جذعك الى نصفين
و اندفع الرجل يقطع جذع الشجرة بكل جهده و لم تنه اليوم إلا و الشجرة ملقاة على الأرض. فأنت حزينة :
- كثيرة هي مآسي العالم التي يكون سببها الجهل .
ها أنا ضحية نزوة من نزواتك يا ابن آدم .


السيدة حوت

في المحيط ، كان القرش الرهيب يمضي وقته في إفزاع السمك . و كانت مخلوقات البحر تهابه ، فما أن تراه حتى تهرب في كل الاتجاهات.
كانت السيدة حوت بطبعها اللطيف تساعد الأسماك على الهروب من القرش . فما أن تبدأ المطاردة حتى تفتح فمها وسيعا و تناديها بمحبة :
- أسماكي الصغيرات ، لا تخشين شيئا من هذا المتجبر ما دمت هنا . هيا إلى فمي لأحميكن من خطر هذا اللعين .
فتندفع الأسماك داخل فم الحوت العملاق في سباق محموم لينغلق وراءها بعدما تعلو الرأس نافورة ماء معلنة عن نهاية المعركة قبل أن تبدأ.
و يظل القرش مدة يراقب هذا الخصم الضخم ثم يذهب في حال سبيله مدحورا .
و تفتح السيدة حوت فمها بعد دقائق لتنادي سربا جديدا من الأسماك الخائفة من بطش القرش الفتاك .
كانت سلحفاة بحرية تراقب المشهد من بعيد و تتساءل :
- هذا الحوت يريد أن يظهر نفسه للعالمين وكأنه حامي حمى الضعفاء في هذا اليم الكبير . لكن ، واعجبي ، ما رأيت سمكة واحدة تغادر فمه بعدما يذهب القرش في حال سبيله .
فأين تذهب كل هذه الأسماك يا ترى ؟




السلطعون والثعلب

ذات يوم ، بينما كان الثعلب يقتفي أثر بطة سقط في مجرى ماء عميق و كاد يلقى حتفه لولا أنه التقط غصن شجرة كان يتدلى قريبا من المجرى فخرج إلى الضفة غير مصدق أنه نجا من موت محقق .
و منذ ذلك الحين أصبح الماء يعني للثعلب هولا وثبورا .
و ذات مرة ، وبينما كان يغط في نوم عميق أحس بلسعة أفاق على أثرها مذعورا فوجد سلطعونا منهمكا في قرض ذيله .
أعمى من شدة الغضب ، قرر الثعلب أن ينتقم من السلطعون كما لا يكون الانتقام فانقض عليه و حمله إلى مجرى نهر قريب ورماه في الماء قائلا بكبر :
- هذا جزاء من يعتدي على الثعلب .
- ألف شكر سيدي الكريم
هكذا حياه السلطعون الذي ذهب مع المجرى سابحا منعما .
أما الثعلب فمازال إلى حد هذه الساعة غير مدرك لشدة السعادة التي انتابت السلطعون و هو ذاهب إلى حتفه ...



القنطرة و التمثال

في الأزمان الغابرة كانت ثلاث تماثيل كبيرة من الخشب المزخرف منتصبة في مدخل معبد بوذي . وكان المعبد محاطا بخندق عميق من جميع الجهات .
ذات يوم ، وبينما كان مسافران يمران من المكان وجدا أن الخندق يقطع عليهما الطريق فراحا يفكران في حيلة تمكنهما من صنع قنطرة تسهل عليهما اجتياز الخندق . فتذكرا أنهما شاهدا ثلاثة تماثيل من الخشب المنقوش عندما كانا يتجولان داخل المعبد فاتفقا على اختيار واحد منها كقنطرة لاجتياز الخندق .
و لكن أي من هذه التماثيل سيختار الرجلان والثلاثة على قدر بعضها في الطول؟
فبدآ في تأملها واحدا بعد الآخر .
كان الأول على شكل عفريت خبيث مرعب فلم يجدا الشجاعة في الاقتراب منه .
أما الثاني فقد كانت تظهر عليه علامات الهيبة والوقار. وكانت عينا وشق تلمعان تحت جبهته فهابه المسافران وتجنبا ازعاجه.
بينما كان الثالث ذا وجه رحيم ، تطفح أمارات الطيبة على محياه .
- لو استعملنا هذا التمثال الطيب قنطرة هل يلحق بنا الأذي يا ترى ؟
و بدون أن يجدا في البحث عن تعليل يزيد في اقناعهما انقضا على تمثال البوذا الرحيم و جراه خارج المعبد ليضعاه فوق الخندق.
و في لمحة البصر كان الرجلان في الجهة الأخرى .
نائما على ظهره راح البوذا الطيب يحدث نفسه :
- وا حسرتاه على العباد . يكفي أن تكون طيبا حتى تنال منهم ما لا يرضيك . فلن يكتفوا بسبك وإنما ترقب منهم أكثر من ذلك: البهذلة و سوء المعاملة
 
وا حسرتاه على العباد . يكفي أن تكون طيبا حتى تنال منهم ما لا يرضيك . فلن يكتفوا بسبك وإنما ترقب منهم أكثر من ذلك: البهذلة و سوء المعاملة

قصص غاية في الروعه والعبرةةة ...


كل الشكر الك اخي الحررر

دمت بحفظ الكريم ورعايته
 
يسلمو ايديك حر الاحرار

قصص جميله لطيفه وذات عبر رائعه ..

دمت بخير دائم .
 
الحر... قصص روعة
الله يعطيك العافية
تقبل مرورى
تحياااتى​
 
قصص متنوعه حملت معانى عديده وعبر كثيرة

الحـــــــــــر
سلمت اناملك
لك كل الشكر
دمت بود
 
الوسوم
الصينية القصص المختصرة مجموعة من
عودة
أعلى