[font="]رفع درجات من حسن خُلقه :[/font]
[font="]عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :«إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ [/font][font="]دَرَجَات قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَار[/font][font="]ِ».(25)[/font]
[font="]البر حسن الخلق:[/font]
[font="]عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : عَنِ الَبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقَالَ :«[/font][font="]الِبِرُّ حُسْنُ الْخُلُق[/font][font="]ِ ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».(26)[/font]
[font="]وعَنْ أَبِي ذَرٍّ [/font][font="]رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [/font][font="]، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" [/font][font="]اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْت[/font][font="]َ ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".(27)[/font]
[font="]يقول الإمام ابن رجب –رحمه الله- في" جامع العلوم والحكم" :"وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" هذا من خصال التقوى ، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرده صلى الله عليه وسلم بالذكر للحاجة إلى بيانه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله ، دون حقوق عباده، فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس .(28)[/font]
[font="]وعن عبد الله بن عمر : أن معاذ بن جبل أراد سفرًا فقال : يا رسول الله أوصني قال : أعبد الله ،و لا تشرك به شيئًا" قال : يا رسول الله! زدني. قال :" إذا أسأت فأحسن "قال : يا رسول الله! زدني. قال : [/font][font="]استقم[/font][font="] ،و لتحسن خلقك".(29) [/font]
[font="]و[/font][font="]عن قتادة قال: كان يقال مثل المرأة السيئة [/font][font="]الخلق[/font][font="] كالسقاء الواهي في المعطشة ، ومثل المرأة الجميلة الفاجرة كمثل خنزير في عنقه طوق من ذهب [/font][font="].(30)[/font]
[font="]وكان النبي[/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="] يدعو ربه في الاستفتاح للصلاة بأن يهديه لأحسن الأخلاق ويصرف عنه سيئها، بقوله : "وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ ، وَلا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا ، وَلا يَصْرِفُ عَنْ سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ . . ."الحديث (31)[/font]
[font="]ولقوله [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وخَطايايَ كُلَّها ، اللَّهُمَّ أنْعِشْنِي واجْبُرْنِي ، واهْدِني لِصالِحِ الأَعْمالِ والأَخْلاقِ، فإنَّهُ لا يَهْدِي لِصالِحِها ولا يَصْرِفُ سَيِّئَها إلاَّ أنْتَ ".(32)[/font]
[font="]
[/font]
[font="]الأخلاق بين الطبع والتطبع :[/font]
[font="]وكما يكون الخُلقُ طبيعة , فإنه قد يكون كسبًا , بمعنى أن الإنسان كما يكون مطبوعًا على الخلق الحسن الجميل , فإنه أيضًا يمكن أن يتخلق بالأخلاق الحسنة عن طريق الكسب والمرونة .[/font]
[font="]ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :" إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ [/font][font="]الْحِلْمُ وَالأَنَاة[/font][font="]ُ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا أَمِ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا قَالَ « بَلِ اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا ». قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ.[/font][font="](33)[/font]
[font="]فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعًا وتكون تطبعًا , ولكن الطبع بلا شك أحسن من التطبع , لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعيًا صار سجية للإنسان وطبيعة له , لا يحتاج في ممارسته إلى تكلف , ولا يحتاج في استدعائه إلى عناء ومشقة , ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء , ومن حُرم هذا - أي حُرم الخلق عن سبيل الطبع - فإنه يمكنه أن يناله عن سبيل التطبع , وذلك بالمرونة , والممارسة ، ومجاهدة النفس لابتغاء مرضاة الله ، وثق بأنه سيوفقك الله إلى أحسن الأخلاق، لقوله تعالى:" وَالَّذِينَ [/font][font="]جَاهَدُوا[/font][font="] فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69){العنكبوت:69 }.(34)[/font]
[font="]يقول الإمام ابن كثير في"تفسيره" { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } يعني: الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، وأصحابه ،وأتباعه إلى يوم الدين { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } ، أي: لنُبَصرنهم سبلنا، أي: طرقنا في الدنيا والآخرة.[/font]
[font="]وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إنَّ الله تعالى قَسَمَ بَينَكُم أَخلاقَكُم كَما قسمَ بَيْنَكُم أَرزَاقَكُم ، وإنَّ الله تَعالى يُعطِي المَالَ مَن أَحَبَ ومَن لا يُحِبُّ ، ولا يُعْطِي الإيمانَ إلا مَن يُحِبُ ، فَمَن ضَنَّ بالمَالِ أنْ يُنْفِقَهُ ، وخَافَ العَدوَّ أنْ يُجَاهِدَهُ ، وهَابَ الليلَ أنْ يُكَابِدَهُ ، فَليُكْثِر مِن قَول : لا إِلهَ إِلا الله ، وسُبْحَانَ الله ، والحَمدُ لله، والله أَكْبَرُ ).(35)[/font]
[font="]ـــــــــــــــــــــــــ[/font]
[font="](1)مسلم(746).[/font]
[font="](2)البخاري(6203)،ومسلم(2150).[/font]
[font="](3)تفسير الكريم الرحمن "للإمام السعدي –رحمه الله-()[/font]
[font="](4)البخاري برقم (6038) ومسلم (2309)[/font][font="]،وأحمد(13044) ،وأبو داود(4774)[/font][font="] ،والترمذي(2015).[/font]
[font="](5)البخاري(6031)،وأحمد في "المسند"(12296).[/font]
[font="](6)البخاري(6853)،ومسلم(2328)واللفظ له،وأحمد([/font][font="]25756[/font][font="])،وأبو داود([/font][font="]4785[/font][font="])،وابن ماجة(1984)[/font]
[font="](7)البخاري(3861)[/font]
[font="](8)[/font][font="] أخرجه أحمد (8939) [/font][font="]تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد قوي رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عجلان فقد روى له مسلم متابعة وهو قوي الحديث [/font][font="]،و"البُخاري" في "الأدب المفرد"( 273 )وصححه الألباني في"الصحيحة"(45).[/font]
[font="](*)جودة : جمع جَوَاد ، هو المبالغ في الكرم ، وقيل : الجَوَاد : هو الّذي يُعطِي بلا مَسأَلة صيانةً للآخِذ من ذُلِّ المسألة .[/font]
[font="](*) وقال الشاعر : وما الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا ما سأَلْتَه [/font][font="]...[/font][font="] ولكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال .[/font]
[font="](*) سفسافها : حقيرها ورديئها .[/font]
[font="](9) تاريخ دمشق لابن عساكر [ 14 / 289 ] ، تعليق الألباني "صحيح" ، صحيح الجامع [ 1800 ].[/font]
[font="](10) حلية الأولياء [5 / 29 ] ، تعليق الألباني "صحيح" ، صحيح الجامع [1744 ] .[/font]
[font="](11)صحيح: أخرجه الطبراني (471) ، قال المنذري (3/274) : رواته محتج بهم في الصحيح . وقال الهيثمي (8/24) : رجاله رجال الصحيح ،وابن حبان (486) قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح ، والطبراني في الأوسط (6380) ، والحاكم (8214) وسكت عنه الذهبي ،وصححه الألباني في" صحيح الجامع"(179).[/font]
[font="](12)[/font][font="] البخاري(3759).[/font]
[font="](13)البخاري(6035)،ومسلم(2321)،وأحمد في"المسند"(6818)،والترمذي(1975).[/font]
[font="](14)صحيح: رواه البخاري في" الأدب المفرد(633)،وأحمد(17767،17778)[/font][font="] تعليق شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره [/font][font="] ، وابن حبان في"صحيحه"(482،5557) وقال شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات على شرط مسلم [/font][font="]،والبيهقي في"شعب الإيمان"،وصححه الألباني في" صحيح الجامع"(1535)،والترمذي (2018) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.[/font]
[font="](15)صحيح : رواه أحمد في"المسند"([/font][font="]27536،27577)تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح [/font][font="]،وأبو داود [ 4799 ] تعليق الألباني "صحيح".[/font]
[font="](*) البذي : هو الردي والقبيح من الكلام .[/font]
[font="](16) البخاري في الأدب المفرد [ 464 ] باب الرفق ، تعليق الألباني "صحيح".[/font]
[font="](17)أخرجه أحمد (7894،9085،9694) ،والبُخاري في "الأدب المفرد"(289، 294)، وابن ماجة (4246)، والتِّرمِذي (2004)، وابن حِبَّان(476)وحسنه الألباني. [/font]
[font="](18)حسن:رواه أبو داود(4800)قال الشيخ الألباني : حسن [/font]
[font="](19)[/font][font="]صحيح: رواه أبو داود(4682)، وابن حبان في "صحيحه" وصححه الألباني في"صحيح الجامع" (1230). [/font]
[font="](20)صحيح: رواه أحمد(7396)[/font][font="] تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو فمن رجال أصحاب السنن [/font][font="]،والترمذي(1162) ،وابن حبان(4176) ،وصححه الألباني في" صحيح الجامع"(1232).[/font]
[font="](21)صحيح:رواه أحمد في" المسند"(10068،10245) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم [/font]
[font="](22)صحيح:رواه أحمد في" المسند"(10237) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم .[/font]
[font="](23)أخرجه الطبراني (13/18 رقم 26) . وأخرجه أيضاً : ابن نصر فى تعظيم قدر الصلاة (2/600 ، رقم 639)،وصححه الألباني في" صحيح الجامع"(1129). [/font]
[font="] (24)صحيح: رواه أحمد(18477)[/font][font="] تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج له سوى أصحاب السنن [/font][font="]،وابن حبان (6061)،،وابن ماجة(3436) وصححه الألباني في"صحيح الجامع"(1977).[/font]
[font="](25) رواه الحاكم [ 199 ] كتاب الإيمان ، تعليق الحاكم "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و شاهده صحيح على شرط مسلم" ، تعليق الذهبي في التلخيص "على شرطهما" ، تعليق الألباني "صحيح" ، صحيح الجامع [ 1620 ] ، الصحيحة [ 794 ] .[/font]
[font="](26) مسلم ( 2553 ) ،والبخاري في "الأدب المفرد"(295)،وأحمد في""المسند" (17668 ) ، الترمذي (2389) .[/font]
[font="](27)حسن: أخرجه أحمد (21681،21732،) ،والدارِمِي( 2791 )، و"التِّرمِذي"( 1987)وحسنه[/font]
[font="](28)" جامع العلوم والحكم""ط.دار المنار ومكتبة فياض.الطبعة الأولى (1/185).[/font]
[font="](29)حسن: رواه الطبراني ،والحاكم في" المستدرك"(179)،والبيهقي في "شعب الإيمان"، وحسنه الألباني في " صحيح الجامع" (951).[/font]
[font="](30)رواه عبد الرزاق في"مصنفه"(20600)[/font]
[font="](31) مسلم(771)،وأحمد(803)،وأبو داود(760) ،والترمذي(3421،3422)،والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب.[/font]
[font="](32)[/font][font="] حسن :رواه الطبراني في"الكبير"وحسنه الألباني في " صحيح الجامع " (1266). [/font]
[font="](33)رواه مسلم(17)عن ابن عباس، وأبو داود(5225) عن أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع ،واللفظ له، ومسلم(18)عن أبي سعيد الخدري.[/font]
[font="](34)"مكارم الأخلاق " للعلامة محمد بن صالح العثيمين –حتى قوله-والممارسة.[/font]
[font="](35)صحيح موقوف في حكم المرفوع :رواه البخاري في"الأدب المفرد"(275)وصححه الألباني في (( الصحيحة )) (2714) .[/font]