عذرا إن تألمتم

HADI

الاعضاء
عذراً إن تألمتم
عذراً إن تذكرتم
فأنا مثلكم ما كنت أذكر
ولا أريد أن أذكر
لكنى نسيت
نسيت ماذا كنت أنوى أن أكتبه لكم
ووجدتني رغماً عنى أكتب عنهم
عذراً أنى نسيت
فلو سمعتم همساتهم لنسيتم أفكاركم
ولو رأيتموهم بقلوبكم لنسيتم حتى أنفسكم
ولتمنيتم مثلى .. لو كنت نسياً منسياً

إنها الدموع يذرفها قلبي فتدمى مجراها وتقطع مسراها
ولاتصل إلى شيء
دموع تغشى القلب فتقبضه حيا ويلجمه الصمت طويلاً
في ماذا كنت أفكر .. وعن ماذا كنت أريد الكتابة !!!

؟؟؟؟

عن القرآن .. ومدى تهاوننا به
لنثور ونصرخ لإهانة الكافرين له
لكن حين رأيته .. تضألت فكرتي و بهتت

عذرا إن تألمتم

رأيت الجوع يفتك به
نعم .. فهو مسلم
وهل يجوع ويسفك دمه غير المسلم

عذرا إن تألمتم

ثم رأيته يجتهد رغم قسوة حياته
فيستعير المصحف الوحيد بقريته بمجاهل أفريقيا
وينقل منه بعض آيات ليحفظها لنفسه
وقد تناسى جوعه .. كما تناسينا نحن وجوده
فماذا كنت سأكتب عن القرآن
أمام ما كتبت يد هذا الطفل البائس

كنت أفكر أن أكتب لكم
عن الصلاة .. الخشوع .. عن العبادة المخلصة
ونسيت ما نحن فيه من نعيم .. نسيت الإحساس بالأمان
الذي لا يشعر به إلا من حرموه
فشعرت به مع هؤلاء

عذرا إن تألمتم

رأيتهم كيف يضحون بحياتهممن أجل صلاة فى بيت
من بيوت الله

ولسان حالهم يتمنى شيء من الأمان فقط ليستطيعوا
آدائها مثلنا

فهل تستشعرون ما تملكون من خير كبير
حين منَّ الله عليكم بالأمان

وغيركم يتمنى صلاة مثلكم دون أن تفتك به وبمسجده
قذيفة غدر ومهان

كنت أريد أن اكتب لكم عن الحجاب فرأيت أخواتى يواجهن الموت فى سبيله

يتمنون العيش ليفتخروا بطاعة الله فيه بأمان

عذرا إن تألمتم


فما وجدت في أبجديتي ما أعبر به عن هذا
لكن وجدت شعورا تفتقده المتبرجات
المتبجحات بأتفه الأسباب

كنت أريد الكتابة لكم عن الحمية والرجولة

فوجدتها تصرخ بكل قوتها … هنا
وجدتها تتعاظم عن عزم الرجال

عذرا إن تألمتم


فصغر معنى الرجولة فيداخلي
وأختفى تحت ظل صرختها

وضاعت حتى رأيتها تستبدله بجذع شجرة
علّ زيتها يضيء شمعة الحق

عفوا ... نسيت أن أذكر نفسي أنها توأم
أبدي لهذا الجذع


عذرا إن تألمتم


كنت أفكر بالطفل المسلم
كيف نحميه من السقوط وكيف نربيه على الدين القويم

لكن وقعت عيناي على تلك الصورة
فنسيت

ولم أتذكر سوى همساته الباكية لأخته
لم أتذكر سوى نسيانه لجروحه

ونسيانها لجروحها
ونسياني لفكرتي


أختاه .. ابعدي تلك اللعبة .. لا أريدها ..ادفنيها
أريد حضن أمي .. لم حرموني من أمي ..


عذرا إن تألمتم

ليتهم دفنوني بحضنها مثل أخي

عذرا إن تألمتم



يا فلـذة أكبادنا أمام نظراتك الباكية ارتعشت خلجاتي


كيف ولم تشتكى .. كيف ولم تذكر جراحك ... وكيف

تموت بصمت مهين



أمنياتك الصغيرة ورغبتك الأخيرة في اختيار مدفنك بأحضان أمك



لقد اعتصر قلبي .. وحييت لأتحدث بشيء أمام كلماتك

فهل أبكى من أجلك .. أم من أجلأمك .. أم من أجل أمـة

أضحى اختيارها مدفنك




حينما تعبر الصورة لا يبقى للكلمات إلا الظل
وبعد هذه المهانة التي نحياها
ماذا بأيدينا ..

غير ... الدعاء ..

غير .... البكاء ..

هل صدق الجندي الصربي حين وقف على جثث إخواننا
قائلاً بسخرية : محمد مات .. خلف بنات

وربما حقا .. بنات .. خير من كثير من رجال


عذرا إن تألمتم


أي جرح في فؤاد المجد غائر
أي موج في بحار الذل هادر
أي حزن أمتي
بل أي دمع في المآقي
وأي أشجانٍ نُشاطر

عذرا إن تألمتم

عذرا إن تألمتم
 
سلمت يداك هادي

رائع ما كتبت وصورت من مظاهر الظلم والقهر والحرمان ..

لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل

دمت بود ..
 
ايفلين
الله يعافيكي
صغير بس خطير
يسلمو ع المرور

sunshine
يتميز الموضوع بحضورك
وروعة ردودك

** بـحـر الشـــوقــ **
الله يعافيكي
ويعلم الناس منك
روعة الردود
 
رووووعه هاادى

دائماً متميز

كل الشكر على مجهودك الواضح

لك تحياتى
 
عذراً .. عذراً..عذراً

فعذراً لهم

هادي
هنا ابجدية ثائرة
وحروف مضيئة

كلمات كتبت من احساس
زينها عطر الفكر

و
أبكت العيون
دمت


 
بندق
رنا
سمايل
عيون البحر
لكم خالص الشكر والمدة لدعمكم الرائع
وكل الشكر لمن أرسل لي هذه الخاطرة
 
لا حول ولا قوه الا بالله

صامدين رغم الجراح حتى لو اخر نقطه دم نزفت

هادى

يسلموا على الكلمات التى لا توصف

بارك الله فيكى وجزاك كل خير

دمت بالف خير
 
هادي


كانت كلمات معبرة

عن واقع مؤلم



مشكور على هذا المتصفح الانساني

اخي الكريم
أبو يمان
شكرا لمرورك العطر
وتواجدك في صفحتي
يزيدها رونقا وبهاءً
تحياتي لك
واهلا بك أخا عزيزا بيننا
 
الوسوم
إن تألمتم عذرا
عودة
أعلى