شبهات وقعت شهوة النساء فى قلب رسول الاسلام

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الحــــر

مشرف سابق
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الكرام أحد الزملاء النصارى اشتبه عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي كبشة الأنماري - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه , فدخل ,ثم خرج وقد اغتسل , فقلنا : يارسول الله ! قد كان شئ ؟ قال : ( أجل , مرت بي فلانة , فوقع في قلبي شهوة النساء , فأتيت بعض أزواجي , فأصبتها , فكذلك فأفعلوا, فإنه (( من أماثل أعمالكم إتيان الحلال ))
وهذه هي الشبهات التي أخذ يرددها ويقول
نتحدث عن شهوة وقعت فى قلب رسول الاسلام
وهى شهوة النساء
ومع كامل احترامى للاخوة المسلمين
يقولون ان محمد هو اشرف الخلق
فكيف لاشرف الخلق ان تقع فى قلبه شهوه
لدرجة انه قام وترك اصدقاؤة
وذهب ليمارس حقوقة الزوجيه
ليطفى من نار شهوته
شهوة النساء اذا وقعت فى قلب اى شخص
فكأنه زنى بها فى قلبه
من نظرلامراءه واشتهها فقد زنى بها فى قلبه
هذا يجلعنى اسال اخوتنا المسلمين المحترمين
ايهما افضل
الذى يقع فى قلبه شهوة النساء
فيهرول الى نسائه ليست واحده بل بعض
هذا يدل على مدى قوة الشهوه
ام الذى قال
من نظر الى امراءه واشتهها فقد زنى بها.
 
السلام عليكم ورحمة الله


أنعم الله علينا بعلم الحديث لنعرف مدى صحة الحديث ونسبته للرسول صلى الله عليه وسلم
ولكي يصح الحديث يشترط فيه خمس شروط

1 عدالة الراوي.
2 حفظه وتمام ضبطه.
3 اتصال إسناده.
4 سلامته من الشذوذ.
5 سلامته من العلة .

فإذا توفرت هذه الشروط الخمسة حكمنا على الحديث بأنه حديث صحيح

و قد يصح الحديث سندا ولا يصح متنا، وقد تتوافر فيه بعض الشروط في إسناده ولا يتوافر بعضها الآخر، فالحديث إذا حكم عليه بأن رجاله ثقات أو بأن رواته ثقات فالحكم هنا ليس معناه أن الحديث صحيح، ولكن معناه أن الحديث توافر فيه الشرطان الأول والثاني وهما العدالة والضبط، وإذا قالوا: هذا إسناد صحيح، فمعناه أن الإسناد قد استوفى الشروط الخمسة، لكن المتن قد يكون فيه شذوذ أو يكون فيه علة، ولهذا إذا قالوا: إسناده صحيح لا يعني ذلك أن الحديث صحيح، قد يكون صحيحا وقد تكون هناك علة أو شذوذ في متنه، كذلك إذا قالوا هذا الإسناد رجاله رجال الصحيح فلا يعنيه أنه صحيح، احتمال أن يكون رجاله رجال الصحيح لكن فيه انقطاع أو فيه شذوذ أو فيه علة، لكن إذا قيل: إن الحديث صحيح، فمعناه إنه استوفى هذه الشروط الخمسة المتعلقة بإسناده ومتنه. وللإستزادة ويمكن مراجعة شرح الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد في التذكرة في علوم الحديث


وفي حديثنا المذكور فقد قرأت عنه هذا التحقيق وأحب أنأضعه بين أيديكم

أولاً: متن القصة :


«كان رسول الله جالسًا في أصحابه، فدخل ثم خرج، وقد اغتسل فقلنا: يا رسول اللَّه، قد كان شيء ؟
قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».


ثانيًا: التخريج :


الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية: أخرجه أحمد في «المسند» (18057/231/4) قال:
«حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه... القصة، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد اللَّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح به».
وأخرجه الطبراني أيضًا في «المعجم الأوسط» (3275/158/4) قال: «حدثنا بكر به...».


ثالثًا: التحقيق


أ- هذه القصة التي أخرجها أحمد والطبراني من حديث أبي كبشة الأنماري، قصة غريبة، حيث تبين غرابتها من قول الإمام الطبراني في «الأوسط» (159/4): «لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به
معاوية بن صالح».
ب- هذا حتى لا يقول قائل بأن هذه القصة لها طرق أخرى عن أبي كبشة أو لها طرق أخرى عن أزهر بن سعيد الحرازي.
جـ- وهذه من أهم فوائد المعجم
الأوسط للطبراني؛ فيأتي في هذا الكتاب عن كل شيخ بما له من غرائب ولا بد لطالب هذا العلم أن يعلم هذا جيدًا، فالكتاب في الحقيقة كتاب غرائب ظهر فيه سعة رواية الطبراني وكثرة اطلاعه على طرق الحديث وتمييز الطرق التي اشترك فيها عدد من الرواة عن هذا الراوي، عن الطرق التي انفرد بها بعض الرواة عن بعض، وهذا الأمر
لا ينقاد إلا لإمام جهبذ من جهابذة هذا الفن الدقيق الواسع، وقد تعب كثيرًا في إخراج هذا الكتاب على هذه الطريقة لذلك كان يقول رحمه الله: «هذا الكتاب روحي».
د- وعلة هذا الحديث الذي جاءت في متنه هذه القصة «أزهر بن سعيد الحرازي الحمصي:
إ- أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1173/312/2) وقال: «أزهر بن سعيد الحمصي روى عن: أبي أمامة وأبي كبشة الأنماري وغضيف بن الحارث، روى
عنه: معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، قلت: لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وفرّق بينه وبين أزهر بن عبد الله جميع الحرازي حيث ترجم له برقم (1174) فهو مجهول.
2- وأورده الإمام المزي في «تهذيب الكمال» (303/506/1) وقال: روى عنه:
عمر بن جُعْشم القرشي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.
قلت: ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً فهو مجهول.
3- نوع المجهول: «مجهول الحال»، وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يوثَّق.
4- حكم روايته: الردُّ (على الصحيح الذي قاله الجمهور) كذا في «شرح النخبة» (ص/136) فالقصة: واهية مردودة عند الجمهور من أهل هذا الفن لجهالة أزهر والذي قال عنه ابن سعد: «كان قليل الحديث» كذا في
«تهذيب الكمال»، و«تهذيب التهذيب» (178/1).
5- قال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (191/10):«كان معاوية بن صالح يغرب بحديث أهل الشام جدًا».
قلت: وأزهر بن سعيد الحرازي الذي روى عنه معاوية هذه القصة: حمصي شامي فهي من غرائب معاوية بن
صالح.
6- وبهذا ينطبق هذا القول على حديث القصة تمام الانطباق في قول الإمام الطبراني الذي خرجناه آنفًا:«لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن صالح».
7- لذلك قال الذهبي في «الميزان» (8621/135/4) كان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين: «كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد».
8- قال الذهبي: «لم يخرج له البخاري... وترى الحاكم يروى في مستدركه
أحاديثه - يعني أحاديث معاوية بن صالح - ويقول: هذا على شرط البخاري فَيهم في
ذلك ويكرره». اهـ.
9- قلت: بل هذا الطريق الغريب الذي هو من غرائب معاوية بن صالح الذي يغرب بحديث أهل الشام جدًا وقد أغرب بحديث أزهر بن سعيد الحمصي الشامي المجهول في هذه القصة فلم يخرج له مسلم أيضًا حديثًا من هذا الطريق
الغريب المجهول.
10- وبهذا يتبين أن القصة واهية منكرة غريبة.


رابعًا: قرائن تدل على أن هذه القصة منكرة:


1- في رواية الطبراني في «الكبير»: «بينما رسول
اللَّه جالس مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا رسول الله يقطر».
قلت: وإن تعجب فعجب أن هذه القصة الواهية المنكرة تجعل النبي يترك أصحابه جالسين
لأن امرأة مرت به فوقعت شهوة النساء في قلبه فقام ليأتي بعض أزواجه فأصابها،
كل هذا والصحابة رضي اللَّه عنهم جالسون ثم يغتسل ويخرج عليهم يقطر ونتساءل هل الصحابة أملك لأنفسهم من رسول الله ؟
وللإجابة عن هذا التساؤل والذي به تظهر نكارة هذه القصة فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها «أن رسول الله كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه».واللفظ لمسلم في كتاب
«الصيام» (ح66) قال الإمام النووي في «شرح مسلم» لهذا الحديث: قال العلماء:
«معنى كلام عائشة رضي اللَّه عنها أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة، ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل النبي في استباحتها لأنه يملك نفسه، ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيجان نفس ونحو ذلك، وأنتم لا تأمنون ذلك فطريقتكم الإنكفاف عنها». اهـ.قلت: وبذلك فسره الترمذي في «السنن» (ح729) قال:
«ومعنى (لإربه) لنفسه». وفي موطأ مالك (ح650) تقول عائشة: «وأيكم أملك لنفسه من رسول الله ؟ لذا قال الحافظ الزين العراقي: وهو أولى الأقوال بالصواب؛ لأن أولى ما فسر به الغريب ما ورد في بعض طرق الحديث». اهـ.


2- هل الصحابة أغض لأبصارهم من النبي فلم يتأثروا بمرور المرأة ويتأثر رسول الله حتى تقع في قلبه شهوة النساء ويترك أصحابه ويفعل ما يفعل وهو الذي أنزل اللَّه تعالى عليه:
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النور: 30].


وتظهر نكارة هذه القصة في أن اللَّه سبحانه أعطى نبيه محمدًا أطهر بصر
في العالمين، زكَّاه بقوله: ما زاغ البصر وما طغى [النجم: 17].


3- أم كيف تقع شهوة النساء في صدر النبي بمرور امرأة أجنبية وقد زكى اللَّه تعالى صدره فقال: ألم نشرح لك صدرك [الشرح: 1].


4- هذا الفعل لا يفعله إنسان عادي في مجلسه فكيف بسيد ولد آدم يوم القيامة، وقد أخرج البخاري
ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله أشد حياءً من العذراء في
خدرها». وبهذا يتبين من السنة الصحيحة المطهرة أن هذه القصة واهية منكرة.


5- وتظهر نكارة هذه القصة من أن النبي من أخشاهم لله وأتقاهم له فقد أخرج
البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال : «... إني لأخشاكم لله وأتقاكم
له...». فليحذر القارئ الكريم من مثل هذه القصص الواهية التي يتخذها زنادقة
الشرق والغرب للطعن في خاتم النبيين محمد ويلبسون على من لا دراية له بهذا
العلم أن هذه القصص موجودة في كتب السنة.


خامسًا: قصة أخرى واهية:


1- هذه قصة أخرى واهية منكرة تذكر أن النبي رأى امرأة فأعجبته فلم يملك نفسه فأتى زوجته
سودة وعندها نساء، فلم يملك النبي نفسه حتى تخرج الصحابيات وأخذ سودة من
بينهن وأختلى بها حتى قضى حاجته.


2- القصة أخرجها الدارمي في «السنن» (196/2)
(ح2215) قال: «أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن
حلاَّم عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «رأى رسول الله امرأة فأعجبته فأتى سودة
وهي تصنع طيبًا، وعندها نساء فأخليته فقضى حاجته...».


التحقيق: الحديث الذي جاءت به هذه القصة «ليس صحيحًا» والقصة منكرة، وعلتها عبد اللَّه بن حلاّم.


ولقد أورد هذه القصة الحافظ الذهبي في «الميزان» (4280/412/2) وجعلها من مناكير عبد اللَّه بن حلاَّم حيث قال: «عبد اللَّه بن حلاَّم عن ابن مسعود مرفوعًا: إني رأيت امرأة فأعجبتني...» الحديث رواه أبو إسحاق عنه وبعضهم وقفه لا يكاد يعرف». اهـ.


قلت: فهو مجهول العين فحديثه مردود ولا يصلح للمتابعات
والشواهد، وهكذا تأتي هذه القصص الغريبة المنكرة، فنكشف بفضل اللَّه وحده عوارها ونبين بطلانها.
هذا ما وفقني اللَّه إليه، وهو وحده من وراء القصد.



وأقول :
على فرض صحة الحديث فيجب أن يلاحظ القارئ اللفظ " فوقع في قلبي شهوة النساء " ولم يكن اللفظ " فوقع في قلبي شهوة هذه المرأة " وهذا يصرف المعنى عما قد يجول بخاطر أحد ان الرسول صلى لاله عليه وسلم قد وقع في قلبه شهوة هذه المرأة ولكن وقع في قلبه شهوة النساء ولهذا دخل فباشر أحد زوجاته



حياكم الله
 
شاكر هذا التعليق الجميل اخي الحزين
جزاك الله كل خير لهذا التوضيح
دمت ودامت ارائك وابداعاتك
تقبل شكري
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الوسوم
الاسلام النساء رسول شبهات شهوة فى قلب وقعت
عودة
أعلى