كيف ترد الجميل؟

smile

شخصية هامة
ذا قدم لك أحد الأشخاص معروفًا فلا تعتبر هذا جميلًا ترده لهذا الشخص فقط بل اعتبره أيضًا دينًا فى رقبتك لله عز وجل وعليك أن تساعد غيرك كما يسر الله لك من يساعدك.

فمثلًا: لو أوصلك أحد أصدقائك بسيارته، فأنوي أنك عندما تشترى سيارة ستوصل بها شخصًا ليس معه سيارة
ولو سلفك أحدهم نقود فأنوى أنه لو وسعها الله عليك فأنك لن تتردد فى أن تسلف صديقًا نقودًا وليس فقط الشخص الذى أعارك نقوده.

وهكذا:
خذها قاعدة سأقف بجوار غيرى كما وقف "فلان" بجوارى.

ولكن ما الهدف من كل هذا؟

جميع المتدينين باختلاف أديانهم بل والملحدين اتفقوا على أن نشر ثقافة مساعدة الغير تعود بالنفع على المجتمع وبالتالى على جميع أفراده.

ومن الأفلام الأجنبية التى عبرت عن ذلك "pay it forward" والتى يقترح فيها ولد صغير أن يقدم كل فرد 3 خدمات مجانية لأفراد لا يعرفهم بشرط أن يؤدى كل منهم 3 خدمات مجانية لأفراد آخرين وكانت نظريته أنه فى يوم من الأيام سيجد كل فرد قدم خدمة مجانية من يقدم له خدمة مجانية هو الآخر.

هذه الفلسفة موجودة فى الثقافة الهندية (فى ديانة الهندوس وديانة السيخ) ومعروفة باسم الكارما، إذا فعلت خيرًا سيعود لك خيرًا باى طريقة وإذا فعلت شرًا سيعود عليك شرًا بأى طريقة.

فماذا عن الإسلام؟
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)
"والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"
إذًا فعلى قدر مساعدتك لغيرك سيأتى العون من الله عز وجل أما عن طريق نفس الشخص الذى ساعدته أو عن طريق أشخاص آخرين أو قد يمنحك الله القوة والصبر والجلد التى تعينك على أمرك أو ييسر أمرك بأى طريقة.

ولكن قد يقول أحدهم أنه يساعد الكثير من الناس ولا يجد أى عون؟

فهنا نرجع لشرط أساسى وهو أهم شىء فى الإسلام بلا مبالغة..الشىء الذى تم ذكره فى أول حديث فى صحيح البخارى.."النية"
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم):
"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى"
النية أن مساعدتك للغير هى لوجه الله تعالى، هذه النية هى التى تجلب لك العون من الله أما إذا كانت نيتك شىء آخر كمجاملة اجتماعية أو تكبر أو من وذل أو واجب، فعندها عليك أن تنتظر الجزاء من الشخص الذى تساعده، إن كان كريمًا ملكته بجميل صنعك وإن كان لئيمًا تمرد عليك وعض اليد التى مُدت له.

لذا فقد يكون نفس الموقف تمامًا يفعله شخصان مختلفان ولكن شتان ما بينهما بسبب النية..فمثلًا قد تنجح صديقة لى، فأنزل للمحال وأظل أبحث عن أكثر شىء يعجبها واشترى لها كارت واكتب فيه تهئنة وكل هذا ونيتى هى إدخال السرور على قلب مسلم. وقد افعل نفس الأمر تمامًا واشترى نفس الهدية ونفس الكارت واكتب فيه نفس الكلام ونيتى أنها مجاملة اجتماعية وانتظر أن تردها لى عندما أنجح أنا الآخرى.

الفرق بين العمل الأول والثانى هو أن العمل الأول هناك ثواب عليه وسواء ردت صديقتى الهدية أم لم تردها فقد وصل الأجر وبشكل ما سيسعدنى الله جزاء وفاقًا لسعيي لإسعادها..اما العمل الثانى فهو هباءًا منثورًا..ليس عليه ثواب ولا عقاب...هو عمل اجتماعى بحت خاضع لمقاييس الدنيا وحسابات البشر.

لذا فإن كان هناك شيئًا سأقسم عليه فإنى سأقسم بكل ما رأيته فى حياتى وحياة من حولى أن من يفعل خيرًا يجده عن الله هو خيرًا وأعظم أجرًا وأن من يضع غيره قبل نفسه سيجد العون من الله على هموم نفسه من حيث لا يدرى ولا يعلم. أن "البر لا يُبلى" وأن الزبد يذهب جفاء وأن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض..فإذا كان هذا هو الجزاء الوفاقا من الله سبحانه وتعالى فى الدنيا فما بالنا بيوم القيامة؟!
"يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"
 
0041.gif
 

يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)
"والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"
إذًا فعلى قدر مساعدتك لغيرك سيأتى العون من الله عز وجل أما عن طريق نفس الشخص الذى ساعدته أو عن طريق أشخاص آخرين




النية أن مساعدتك للغير هى لوجه الله تعالى، هذه النية هى التى تجلب لك العون من الله أما إذا كانت نيتك شىء آخر كمجاملة اجتماعية أو تكبر
فعندها عليك أن تنتظر الجزاء من الشخص الذى تساعده، إن كان كريمًا ملكته بجميل صنعك وإن كان لئيمًا تمرد عليك وعض اليد التى مُدت له.

"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى"



سمااايل
موضوع قيم جدااا
لطالما كانت مواضيعك متميزة

 
الوسوم
الجميل ترد
عودة
أعلى