البيت الربّانى .. خُطوات وثمرات

المنسي

الاعضاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


البيت الربّانى .. خُطوات وثمرات




جميل أن نَصِفَ بيوت المسلمين بالبيوت الربّانية ، لكن الأجمل أن نسعى لتحقيق ربانيتها بتحقيق التميز والرقي في جميع جوانبها ؛ لترقى بيوتنا رُقيًّا تصل به ومعه إلى سماء الله ، ولتكون في الأرض منارة الطهر والنقاء والعزة والإباء ؛ ليتخرج منها ناشئة الخير والفلاح ليحملوا مشاعل النور والخير لدنيا تحتاج اليوم إلى الخير والفلاح ، الذي به تنصلح الأحوال ويرضى عنا ربنا الذي أراد أن نكون خير أمة أخرجت للناس .

إصبروا وصابروا

ليكن أهل البيت السعيد على قدر طيب من الصبر والمصابرة ، فالصبر شطر الإيمان ، فإذا إبتلاهم الله بشيء من الأمراض والإبتلاءات والهموم والأحزان فليكونوا مع ذلك صابرين شاكرين مع المحتسبين الذاكرين المؤمنين .

ولينظروا إلى الإبتلاءات بأنواعها نظرة المؤمن المتمثلة في النقاط الإيمانية الآتية :

- كم من نعمة لدى الناس ما هي في حقيقتها إلا نقمة .
- الدنيا لا تستحق أبدًا أن تكون منتهى أمل المسلم وشاغلة لفكره وإهتمامه .
- يجب إستشعار أن المرض والبلاء وجميع الشدائد ربما تكون في حقيقتها نِعَمًا كثيرةً تأخذ بيد أصحابها إلى طريق الجنة.. عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله: "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض" (رواه الترمذي).

- اليقين في الله أن أيّ شدة لا بد أن تزول وتنتهي أيًّا كان أجلها ومهما كان عبؤها , ومن أروع ما قيل في هذا الأمر ، ما قاله وهب بن منبه: " لا يكون الرجل فقيهًا كامل الفقه حتى يُعد البلاء نعمة ويُعد الرخاء مصيبة ، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرجاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء ".

قوموا من الليل

إن أهل البيت السعيد هم أهل تميّز , وهذا التميّز هو الذي عرَّفَهُم على العامة ، ومن أجمل ما يجعلهم أهلاً لذلك التميز، وتلك السعادة هو تشرّفهم بالوقوف بين يدي الله في أوقات يكون الناس فيها بين يدي ربهم نائمين مستريحين , وهم لأيديهم رافعون وبرؤوسهم ساجدون وبأعينهم باكون , وإلى ربهم راغبون ، إنها أوقات السحر التي ينزل فيها ربنا إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بمقامه وبجلاله وبعظمته .
ليتدرب أهل البيت السعيد على هذا التمرين الإيماني الروحاني الربّاني , فنسمات الليل جميلة ، فيها السكينة ، فيها الصفاء النفسي والروحي والفكري ، فيها يبتعد المرء عن كل ما في الدنيا من نعيم ليقف بين يدي صاحب النعيم الأبدي ربنا- عز وجل- متمنيًا وراجيًا بذلك رحمة الرب الكريم.
ما أحلى الوقوف بين يدي الله في السحر، ما أحلى قطرات الدموع التي تنهمر من خشية الله في السحر، ما أحلى رفع الأيدي إلى الله في السحر، ما أحلى الشكوى إلى الله في السحر ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)﴾ (المزمل).

إستعدوا ليوم الرحيل

سُئل الإمام علي رضى الله عنه : ما التقوى يا إمام ؟ فقال: " التقوى هي الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل ".
سيأتي الموت ولن يمنعنا أحدُُ من ذلك..
فقد كتب الله - عز وجل- الفناء على جميع خلقه ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ (آل عمران: من الآية 185)، ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)﴾ (الرحمن)، ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ (لقمان: من الآية 34)، ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)﴾ (الجمعة).
* وسائل معينة على الإستعداد ليوم الرحيل :
- المسابقة والمسارعة إلى الفوز بمغفرة الله , يقول ربنا - عز وجل: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)﴾ (الحديد).

- كثرة ذكر الله.

- الزيارات المستمرة لقبور المسلمين والوقوف عندها موقف الخشوع والسكينة والدعاء لمن فيها من
المسلمين وإستشعار هيئة القبر من الخارج ومن الداخل .
- الإنبطاح على خشبة الموت من آن لآخر ، في مقابر المسلمين من باب التدريب العملي على
محاولة التعايش النفسي والروحي مع هذا الحدث الجلل الذي لا بد للكٌل من المرور به عاجلاً
أم آجلاً ، غنيًّا كان أم فقيرًا صغيرًا كان أم كبيرًا ، يقول ربنا- عز وجل: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ
وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) ﴾ (الزمر).
- المسارعة إلى سداد حقوق الناس وردّ المظالم إلى أهلها.
- القراءة في سِير الأنبياء والصالحين وكيف كتب الله لهم حسن الخاتمة.
- الإكثار من الدعاء إلى الله بحسن الخاتمة.
 
البيت الربّانى .. خُطوات وثمرات
 
الوسوم
البيت الربّانى خُطوات وثمرات
عودة
أعلى