تضخيم الجراح

املي بالله

نائبة المدير العام
أطفأ أنوار غرفته
واستلقى على سريره

أغمض عيناه وأطلق فكره
لكي يندب حظه


يتساءل بأي حق تقتل
ابتسامتي
لماذا أظلم



لماذا أنا الوحيد المحاسب من بينهم
لماذا يغفر خطأهم ولايغفر لي
يُبرر لهم وتُختلق الأعذار لهم




أما أنا فلا
لما كل ذلك؟
ماذا فعلت لهم ؟



مهما أحسنت لهم
كأنني لم أفعل شيئا
كرهتهم وكرهت حتى نفسي
ليس لي أحد أبوح له بما أجد منهم
/////



أخشى أن تفسر شكواي لهم على أنها صورة لضعف شخصيتي
ماعساي أن أعمل؟
^
ذاك شأنه كل ليلة
أيقضته قائلا
أتريد مني الإجابة
فالتزم الصمت
فقلت له


إذا

فاقبل صراحتي فــ
99%
مما أنت فيه
فإنما هو بسببك
فلقد بالغت في تضخيم جراحك
وهيأت لها فوق ماتسحتق
////
لقد أشغلت نفسك بتوافه الأمور
حتى أصبحت روحا محترقة وجسدا مهمشا


//////
أيها الغالي

//////



طور نفسك ودع عنك أفكار الحرمان وظلم الانسان

أشغل نفسك بما يفيدك اقرأ لتكون لك ثقافة واسعة ليست
لأي بشر منهم
اقرأ لكي تكون مرجعا في كل الأمور
ارتقي سلم العلم فالعلم باب الرفعة والمجد
اشغل نفسك بقراءة القرآن بتدبر وتأمل

/////
مهما قصر الآخرون في حقك
لاتتوقف
استمر في العطاء والإحسان
ابتسم لهم ...شاركهم همومهم
أشعرهم باهتمامك بهم
عُـــد مريضهم
واسأل عن حال مسافرهم

فبإذن الله بعد ذلك
لن تكون
إلا لحظات قصيرة

سيوشك الجمع بعدها
إلى أن يتجه إليك
/////
سيشعرون بعظم حاجتهم إليك
فلقد وضعت لنفسك في أنفسهم مكانا عاليا
///
كن أنت عالمهم الذي لايستطيعون الخروج منه
اجعلهم أسرى عفوك وحلمك
وكرمك وحس أخلاقك
///
أما إن ظلت نفسك كما هي فستكون كما أنت

/////
ستصبح تحت عبودية الكبير فيهم
ورهن إشارة الصغير فيهم
ستكون إمعة لاتقدم ولاتؤخر
بل منطويا كئيبا حتى تصحو على صباح الندم
بعد فوات الأوان

 
تضخيم الجراح
 
عودة
أعلى