فائدة التكبير وقول الله اكبر

املي بالله

نائبة المدير العام
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


فادة عظيمة:
معنى قولنا "الله أكبر" أو التكبير ـ للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ


قال الشيخ حفظه الله في شرحه للآية : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) : عظمه بالتوحيد يعني أن قوله تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) معناه خُصَّ ربك بالتكبير، لأنه قدم المفعول؛ أصل الكلام: كبِّر ربك. فقدَّم المفعول على العامل فيه وهو الفعل, فدل على الاختصاص, فقال (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) قال الشيخ معنى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أي عظّمه بالتوحيد، وهذه لاشك من الشيخ رحمه الله تعالى من العلم الغزير العظيم الذي يحتاج إلى إيضاح وبسط،
** ذلك أن التكبير جاء في القرآن وله خمسة موارد :
الأول :
فتكبير الله جل وعلا يكون في ربوبيته, يعني اعتقاد أنه أكبر من كل شيء يُرى أو يُتوهم أو يُتصور أنه موجود, هو أكبر من كل شيء في ربوبيته, في ملكه, في تصريفه لأمره, في خلقه، في رزقه, في إحيائه, في إماتته, إلى آخر معاني الربوبية هذا الأول، قال جل وعلا ﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء:111]، الله أكبر يشمل هذا المعنى, ويشمل غيره من معاني التكبير التي ستأتي، إذن قوله هنا (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) يدخل فيه أولا اعتقاد أن الله جل وعلا أكبر من كل شيء في مقتضيات ربوبيته.

الثاني
أن الله جل وعلا أكبر من كل شيء في استحقاقه الإلهية والعبادة وحده دونما سواه, فإن العبادة صُرفت لغير الله، وهو جل وعلا أكبر وأعظم وأجل من كلِّ هذه الآلهة التي صرفت لها أنواع من العبادة، فالتكبير يرجع إلى الربوبية وهو الأول, وهذا التكبير يرجع إلى استحقاقه إلى الإلهية.

الثالث
وتكبير وهو الثالث اعتقاد -كما قال (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أنَّ ربك أكبر من كل شيء في أسمائه وصفاته، فإنه في أسمائه أكبر من كل ذوي الأسماء، الأشياء لها أسماء، لكن أسماء الله جل وعلا أكبر من ذلك، أكبر يرجع الكبر هنا لأي شيء؟ لما فيها من الحسن، والبهاء، والعظمة، والجلال، والجمال ونحو ذلك، وكذلك في الصفات، فصفاته عُلا، كما قال جل وعلا ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الروم:27]، وقال جل وعلا ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ [النحل:60] يعني له الاسم الأعلى، وله النعت الأعلى، وقال جل وعلا ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:4]، وقال جل وعلا ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم:65]، ونحو ذلك، فهو جل وعلا أكبر من كل شيء في أسمائه وصفاته.

الرابع
كذلك قوله (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) يعني في قضائه وقدره الكوني، فالله جل وعلا في قضائه وقدره الكوني أكبر؛ يعني أن قضاءه وقدره له فيه الحكمة البالغة، وأما ما يقضيه ويقدّره العباد لأنفسهم، يقدر الأمر بنفسه، ويفعل الأمر لنفسه، فإن هذا يناسب نقص العبد، والله جل وعلا في قضائه وقدره بما يحدثه في كونه فهو أكبر.

الخامس الأخير
تكبير الله جل وعلا في شرعه وأمره.
قال (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) تدخل فيها هذه الخمسة، الأخير يعني اعتقاد الله جل وعلا أكبر فيما أمر به ونهى، وفيما أنزله من هذا القرآن العظيم، أكبر وأعظم من كل ما يشرعه العباد، أو يحكم به العباد، أو يأمر العباد به و ينهون عنه، ولهذا صارت هذه الكلمة (الله أكبر) من شعارات المسلمين العظيمة، يدخلون في الصلاة بها، ويرددونها في الصلاة، وهي من الأوامر الأولى التي جاءت للنبي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى له (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ).

إذا لحظت هذه المعاني الخمسة، وكل واحدة منها لها أدلة كثيرة من القرآن، تدبّر وأنتَ تقرأ القرآنَ، الآيات التي فيها ذكر تكبير الله تجد أن بعضها فيه ذكر الربوبية، وبعض الآيات فيه ذكر الألوهية، وبعضها فيه ذكر الأسماء والصفات، وبعضها فيه ذكر قضاء الله الكوني؛ أفعال الله جل وعلا، وبعضها فيه شرع الله جل وعلا، إذا اجتمعت هذه الخمس رأيت أن هذا التفسير من أحسن وأعظم ما يكون.
قال ((وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) عظِّمْه بالتوحيد إذا اجتمعت هذه الخمس في الفهم، قال ((وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) عظِّمْه بالتوحيد لأن معاني التكبير هي معاني التعظيم، وتلك المتعلقات هي التوحيد بأنواعه، فصار تفسير الشيخ هنا بقوله ((وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أي: عظِّمه بالتوحيد وهو من التفاسير المنقولة عن السلف، أنه صار ها هنا اختيارا مناسبا ملائما واضح الدلالة.

أ.هـ.

شرح ثلاثة الأصول جزاه الله خيرا

 
شكرررررررررررررررررررررررا
فائدة التكبير وقول الله اكبر
 
الله اكبر على كل من طغى وتجبر ،،
 
عودة
أعلى