لن أغضبهم أو أجرح مشاعرهم

خالدالطيب

شخصية هامة
لن أغضبهم أو أجرح مشاعرهم

أحيانا،،، عندما أستلقي على ظهري، وأرغب في النوم ،،، يأخذني خيالي قليلاً ، فأتأمل شريط يومي ، و يمر الشريط أمامي سريعاً ؛ و لكن يتوقف هذا الشريط فجأة ، حيث أجد أن هناك أشخاصاً يعلقون بذاكرتي لا يغادرونها . و أحاول أن أدير رأسي يمنة و يسرة ، و لكن لا فائدة ، فهم عالقون ليسوا فقط في الذاكرة ، و لكنهم أيضاً في ثنايا روحي ، أو بين أضلعي ، حتى إني أجدهم في أنفاسي . بل تصعد ذكراهم و تنزل مع كل شهيق و زفير ... يالهم من أشخاص نادرين ! أسأل نفسي : (كيف سمحت لهم أن يحتلوا هذه المكانة و يتربعوا على عرش قلبي ، و يغوصوا في أعماقه ؟ و لكن ـ بكل حب ـ لا أجد إجابة ! أستغرب ! ألهذه الدرجة هم قريبون ؟ حتى عندما أغمض عيني أجدهم في النن داخل سوادها - كيف سحرني : أدبهم الجم ، جمال ، و ذوق ، و رقة تعاملهم ، فيض مشاعرهم ؟ - أجد خوفهم و صدقهم يفيض - أذني تستعذب ألسنتهم لحديثهم (حين يتحدثون معي ) معي - إشراقه وجوهم نور يتلألأ كمحارة ألقتْ بما في جوفها على رمال الشاطئ ، أتباهى كثيراً بصحبتهم - تسعدني رفقتهم - أخاف أن أغضبهم يوماً أو أجرح مشاعرهم - دفئهم حنوهم صبرهم أتأمله دائماً - أجد كل ذلك و أكثر منه يشدني يقربني إليهم - أسأل نفسي : هل هؤلاء الأشخاص ، أنا من سمحت لهم بأن يخترقوا حواجز وجداني ؟؟؟ - أو هو طيب معشرهم و لين تعاملهم قام بذلك ؟ هل السبب في حدوث ذلك أن يكونوا دائماً بقربي - و من دون أن أبحث عنهم أجدهم – يراقبون يتأملون تصرفاتي ليكونوا على قرب مني ؟ هل أنشر صورهم في كل ركن و زاوية ؟ أو أكتفي بأن قلبي يراهم و يشعر بهم فأحتفظ بهم في وجداني و بين حنايا ضلوعي ؟ هل أكتب أسماءهم بين طيات صفحات دفتري ، أو أحفرها على الصخور ليراها كل من مر بساحات وجودهم ؟ أو أرسمها على رمال الشاطئ ليجرفها الموج و يلقي بها داخل أعماقه ؟ أو أحتفظ بها لنفسي لتكون صورهم ورسوم أسمائهم لي فقط ؟ لا أعلم .
 
الوسوم
أجرح أغضبهم أو لن مشاعرهم
عودة
أعلى