ظاهرة الكتابة على الجدران

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
ظاهرة الكتابة على الجدران


تكمن أهمية تعديل السلوك وتوجيهه من كونه غاية التعليم وأساسه في العملية التعليمية والتربوية بصفة عامة ومحور رئيسي في الحركة الكشفية بصفة خاصة .

ونظراً لكون الكشاف لا يعيش بمفرده عن الآخرين بل يعيش في علاقة تفاعلية مستمرة مع البيئة ومتغيراتها تتطلب منه التكيف معها والنمو من خلالها تتوافق فيها الأحداث والمواقف السلوكية
وبناءً على ذلك تعاظمت مسؤولية الحركة الكشفية التي تتركز جميع برامجها وخدماتها الكشفية بصورة مباشرة باستراتيجياتها الإنمائية والوقائية والعلاجية .



عرض المشكلة :

إن قضية الكتابة على الجدران بصفة ملفتة للنظر وخصوصاً في دورات مياه المساجد والمدارس وجدران المنازل والمدارس والتي تتضمن ألفاظا بذيئة إن دلت فإنما تدل على فكر أو خلق أو تصور يحاول كاتبه تجسيده في هذا أو ذاك الجدار , كما أن هذه الظاهرة تعاني منها جميع الدول أيضاً وتحاول مكافحتها والقضاء عليها .

أسباب المشكلة :

يمكن أن نقسم أسباب المشكلة والفئات التي تقوم بمثل هذا السلوك إلى الآتي :

أولا : الشباب المنقطع عن الدراسة ويعاني من الفراغ الكبير الذي يدفعه إلى مثل هذه الممارسة التي تستوجب دراستها.

ثانياً : التربية ويمكن أن نعتبر التربية ركن أساسي في تهيئة الطفل لحياة سعيدة بأخلاق وآداب حسنه والتزام بنظافة المكان الذي يعيش فيه والمكان الذي حوله فكلما كانت التربية سيئة فسوف يكون احترامه للآخرين والأنظمة والسلوك سيء أيضاً .

ثالثاً : سلوكيات بعض أولياء الأمور من انحرافات سلوكية وعدم مبالاة لأمور أولادهم سواء داخل المنزل أو خارجه , مما يدفع بعض الأبناء إلى التعابير الغامضة عن تلك المشاكل لهذه الطريقة السيئة .

رابعاً : الأحقاد بين الشباب . وهي وقوع بعض المشاكل بين الشباب مما يحدو بهم إلى الكتابة عن بعضهم البعض من سب وشتم وتفريغ تلك الشحنات في الكتابة على الجدران .

خامساً : التشهير بالغير . وذلك عن طريق التشهير عن العائلات والمشكلات التي تدور داخل الأسر والوقيعة بين شخص وآخر .

سادساً : تفريغ شحنات مكبوتة داخل هذه الفئة من الناس تنعكس أثارها في مثل هذه السلوكيات .



التشخيص :

يمكن أن يتم تشخيص تلك المشكلة على أنها مشكلة اجتماعية بيئية تربوية لها دوافعها وأسبابها الخاصة والتي تكثر في حي دون آخر تنم عن مدى إهمال بعض أولياء الأمور في تربية أولادهم وعدم متابعتهم .


العلاج :

لعلاج هذه الظاهرة يجب أن تتظافر الجهود بين المدرسة والمنزل والمسجد ورجال الأمن وكذلك رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك بعض الحلول والمقترحات التي يمكن محاولة تطبيقها للحد من هذه الظاهرة , وأوجزها فيما يلي :

1-
المسجد وذلك عن طريق إلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات .

2-
متابعة الأبناء وذلك عن طريق معرفة أصدقائهم وإبعادهم عن أصدقاء السوء ومعرفة مع من يذهب ويتحدث ويخالط والجلوس معهم لمعرفة مشاكلهم .

3-
المراكز الصيفية وذلك بغرض قضاء أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والمحافظة على هذا الوقت الضائع .

4-
محاولة طباعة الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والحكم والمواعظ على الأماكن البارزة في الأحياء والمدارس مثل ( اتق الله حيثما كنت ) ( سبحان الله – الحمدلله – الله أكبر ).

5-
تفريغ الشحنات الموجودة في الطلاب داخل المدرسة وذلك من خلال حصص التربية الفنية وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم أثناء تلك الحصص .

6-
مشاركة سكان الحي وذلك لمسح هذه الظاهرة عن طريق طلاء الجدران مرة أخرى بطلاء بلاستيكي ( لامع ) يمكن إزالة الكتابة منه بطرقة سهلة وحينما تتكرر عملية الطلاء فسوف ييأس هذا الشاب من الكتابة وهذا الحل يحتاج الكثير من الوقت ولكنه سوف يكون ناجحاً إن شاء الله .

7-
الاستفادة من مجالس الآباء والمعلمين والذي ينعقد في المدارس لتوجيه أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم أثناء تلك الحصص .

8-
وضع بعض اللافتات في الشوارع التي تحث الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه الأعمال والتقليل من شأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال .

9-
توعية الطلاب في الطابور الصباحي عن الأضرار الناجمة عن الكتابة عن الجدران .

10-
إصدار مطويات إرشادية عن أضرار الكتابة على الجدران .

11-
تنظيم مسابقة بين الطلاب في كتابة مقالة عن أضرار الكتابة عن الجدران .



الأهداف المتميزة من علاج هذه الظاهرة :

1-
اكتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى في ذلك , لأن هذه الكتابات تؤذي المشاة والمارة بل
أن فيها من الكتابات المسيئة والفحـش شيئاً غير قليل , لذلك فإن إزالتها من باب إماطـة
الأذى عن الطريق الذي هو شعبة من شعب الإيمان , وهو كذلك إزالة للكلام الفاحش الذي
يؤذي المسلمين ويجرح مشاعرهم .

2-
ينمي الشعور بالمسؤولية لدى الكشاف , ويغرس فيهم المواطنة والانتماء مجتمعهم ويؤكد
لهم أن العمل التطوعي له آثاره الإيجابية على الجميع .

3-
تنمية حب العمل اليدوي ذي الآثار المباشرة المرئية التي تثير الفخر والاعتزاز .

4-
إدخال البهجة والسعادة في نفوس أهل الحي وسكانه حيث يجدون هذا الاهتمام والعمل
المثمر على أيدي أبنائهم وفلذات أكبادهم .
 
عودة
أعلى