ضوابط العبادة الصحيحة
للشيخ الفوزان حفظه الله تعالي
إن العبادة التي شرعها الله سبحانه وتعالى
تبنى على أصول وأسس ثابتة تتلخص فيما يلي :
أولا : أنها توقيفية
** بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها **
بل لابد أن يكون المشرع لها هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ
كما قال تعالى لنبيه :
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ}
.. ( هود ) ، الأية : ' 112 '
. وقال تعالى :
{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
.. ( الجاثية ) ، الأية : ' 18 ' .
وقال عن نبيه : { إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى }
.. ( الأحقاف ) ، الأية : ' 9 ' .
ثانيا :لا بد أن تكون العبادة خالصة لله تعالى
من شوائب الشرك كما قال تعالى :
{ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}
.. ( الكهف ) ، الأية : ' 110 '
فإن خالط العبادة شيء من الشرك أبطلها ،
كما قال تعالى :
{ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
.. ( الأنعام ) ، الأية : ' 88 ' .
وقال ـ تعالى ـ :
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ }..(الزمر) ،
الآيتان:'65ـ 66'
ثالثا : لابد أن تكون القدوة في العبادة والمبين
لها رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
كما قال ـ تعالى ـ :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
.. ( الأحزاب ) ، الأية : ' 21 ' .
وقال تعالى :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}
.. ( الحشر ) ، الأية : ' 7 ' .
وقال النبي ، " صلى الله عليه وسلم "
(( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))
الحديث رواه مسلم . .. وفي رواية
(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
متفق عليه ..
وقوله ، " صلى الله عليه وسلم "
(( صلوا كما رأيتموني أصلي )) متفق عليه
.. وقوله ، " صلى الله عليه وسلم "
(( خذوا عني مناسككم )) . رواه مسلم ..
إلى غير ذلك من النصوص .
رابعا : أن العبادة محددة بمواقيت ومقادير ،
لا يجوز تعديها وتجاوزها ، كالصلاة مثلا ؛
قال تعالى :
{ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }
.. ( النساء ) ، الأية : ' 103 ' .
وكالحج قال تعالى :
{ الحج أشهر معلومت } .. ( البقرة ) ،
الأية : ' 197 '
. وكالصيام ، قال تعالى :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
.. ( البقرة) ، الأية :'185' .
خامسا : لابد أن تكون العبادة قائمة على محبة الله
تعالى والذل له ، وخوفه ورجائه ، قال تعالى :
{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ }
..الاسراء ) ، الأية : ' 57 ' .
وقال ـ تعالى ـ عن أنبيائه :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا
رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ..
(الأنبياء ): ' 90 ' .
قال ـ تعالى ـ :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}
.. ( ال عمران ) ، الآيتان : ' 31 ـ 32 ' .
فذكر ـ سبحانه ـ علامات محبة الله وثمراتها
أما علاماتها :: فاتباع الرسول " صلى الله عليه وسلم "
، وطاعة الله ، وطاعة الرسول
أما ثمراتها :: فنيل محبة الله ـ سبحانه ومغفرة الذنوب
والرحمة منه سبحانه
سادسا : أن العبادة لا تسقط عن المكلف من بلوغه عاقلا
إلى وفاته ، قال تعالى :
{ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
.. ( ال عمران ) ، الأية : ' 102 ' .
وقال ـ تعالى ـ : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}
.. ( الحجر ) ، الأية : ' 99 ' .
منقوووول