الحب هو أساس الفطرة والحقد هو العارض

جانا

الاعضاء
السلام عليكم ..|



عندما خلق الله الكائنات، خلقها على الميل إلى جنسها، فهذه الظبية تميل إلى قطيع الظباء، ولا تذهب مع قطيع الحمير الوحشية. وهذه الضباع تتآلف فيما بينها نتيجة ميل الضيع إلى جنسه. وهكذا الإنسان مفطور على الميل إلى بني جنسه، وهذا هو الأساس في تكوين البشرية. لذا نقول إن الأساس في البشرية هو الحب أو المحبة.

وهذه ليست أفكاراً أو عملية رومانسية، بل إنك لو كنت وحيداً في مكان خال، وبه الحدائق الغناء، ثم سمعت دبيباً لحركة، ونظرت فرأيت إنساناً، فإنك تفرح أن هناك إنسان قريب منك، وهو تعبير عن الحب. والذي يمكننا تعريفه بأنه ميل الإنسان إلى نفسه أي بني جنسه.

الإنسان يملك داخله غل، وهي بذرة تهيج الإنسان ضد شيء خارجي. وهي ليست موجهة ضد أحد. وهي جزء من آلية الدفاع عن النفس.

أهل الجنة لا يحتاجوا إلى عملية الدفاع عن النفس، لذا يصفهم الله تعالى: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين"، وطالما ليس لديهم الغل فلا يستطيعوا أن يحقدوا وبالتالي أن يؤذوا ولوا أرادوا ذلك.

كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالس بين أصحابه رضوان الله عليهم، فقال لأصحابة سيدخل عليكم من هذا الباب أحد أهل الجنة" فدخل رجل، وفي اليوم التالي، قال الرسول عليه الصلاة والسلام نفس الكلام ودخل تفس الرجل، وحدث نفس الشيء في اليوم الثالث. ففسر ابن عمر رضي الله عنه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجل من المبشرين بالجنة.

فذهب إليه وقال له أن يستضيفه، واستضافه الرجل لثلاثة أيام فوجد أن الرجل لا يعمل شيئاً زيادة، يؤدي الصلاة وينام بعد العشاء. لا زيادة في السلوك والعبادات! يعني لا يقوم الليل. فقال للرجل قصته، فقال الرجل: عندما أنام لا يوجد بغض في قلبي لأحد.

وهذا يشير إلى أن ما يعنية الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الرجل به مواصفات أهل الجنة، وهي نزع الغل من صدره، فلا يستطيع أن يحقد!

إذن فالغل موجوداً في البشر عامة، وإذا ما حصل عدوان فتتولد شحنة نفسية سلبية نحو المعتدي. في هذه الخطوة توجد آلاف السيناريوهات التي تتحكم في صورة مخرج العملية.

وقد لا يكون اعتداء بالمعنى المتعارف عليه، بل مجرد أن يكسر اعتزازه بنفسه، كما حصل مع إبن آدم عليه السلام. حين سأل كيف أنت تفوز بهذا؟ هذا الأمر اعتبره كسر لاعتزازه بنفسه، فتولدت شحنة سلبية تجاهه، وأراد أن يعتدي عليه، فقال له أخوه: "لئن بسطت إلى يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك"، "فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله" فبقيامه بالعمل، تم تفريغ الشحنة النفسية، فقال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين".

تهييج الغل إذا لم يتم تلبيته لضعف، فإنه يولد الحقد. فالحقد هي الشحنة النفسية السالبة المتولدة تحت تأثير تهييج الغل المتجهة إلى موضوع ما، دون التمكن من تفريغها. وكان هذا وضع اليهود عندما ذاقوا الذل في الأسر البابلي، لذا حولوا العهد القديم إلى كتلة من الأحقاد لا يمكن أن تكون صادرة عن الله عز وجل، فاليهودية هي دين الحقد. وهو ما قاله الفيلسوف الألماني هيجل عنها. لذا عندما نتناول القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تنجح إلا إذا تم معالجة اليهود نفسياً من ضخ ما يسموه زوراً الحقد المقدس، يعني هم بحاجة إلى علاج نفسي قبل المفاوضات.

لذا يوجهنا الله تعالى توجيهه الكريم: "ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً، فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا".

فالأساس في الطبيعة البشرية هو الحب أو المحبة، والعارض أو الطارئ هو العدوانية التي تتولد نتيجة تهييج الغل، والتي تتحول إلى أحقاد إن ارتبطت بعدم تفريغ نتيجة ضعف. لذا فالحقد يدل على الضعف وليس على القوة. لذا يقول الله تعالى: إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"


وبالله التوفيق،،،
 
الحب هو أساس الفطرة والحقد هو العارض
 
الوسوم
أساس الحب العارض الفطرة والحقد
عودة
أعلى