كيف نربى ابنائنا فى زمن الانفتاح الاعلامى؟

بندق

من الاعضاء المؤسسين

دليلك العملي لحماية أبنائك من أخطار وسائل الإعلام

(التليفزيون، الألعاب الإلكترونية، التليفون المحمول، الإنترنت )


لماذا هذا الكتاب؟
إن اللعب – كما أشار العلماء ومنهم عالم النفس الروسي "كارل بيولر" له أهمية كبيرة في النمو العقلي للطفل ، ويؤكد العالم الروسي "ماكارينكو" على أن اللعب له تأثير بالغ في تكوين شخصية الطفل ، ولعله من فوائد اللعب ما يلي:
إن اللعب يساعد الطفل على تصريف طاقته الزائدة ويحقق تكاملاً بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية
كما أنه من الناحية الاجتماعية يساعد على تعلم النظام والإيمان بروح الجماعة واحترامها، وإذا استطاع إقامة علاقات متوازنة مع الآخرين؛ فإنه سيبتعد عن الأنانية والعدوانية والتمركز حول الذات.
كما يساهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل ، فمن خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار معاير السلوك الخُلقية كضبط النفس والصبر، إضافة إلى أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته.
وفي أثناء اللعب يمكن للآباء والأمهات أن يرسلوا إلى عقول أبناءهم الكثير من الرسائل التربوية التوجيهية بطريقة غير مباشرة ، حيث تكون درجة الاقتناع بها عالية جدا ًلأنها غير مباشرة وأتت في جو محبب إلى نفوسهم، ومن ثم فإن ما يشعرون به من سعادة أثناء اللعب يرتبط بهذه الرسائل ، فيتقبلونها بصدر رحب.
كما يسمح اللعب للأطفال بأن يستخدموا إبداعهم ويطوروا مخيلاتهم ومهاراتهم الجسدية والمعرفية والانفعالية. وهو مهم للتطور الصحي للدماغ... فمن خلال اللعب يرتبط الأطفال ويتفاعلون مع العالم من حولهم في عمر مبكر جداً.
و يسمح اللعب أيضاً للأطفال باستكشاف عالم يستطيعون السيطرة عليه، ويتغلبون على مخاوفهم عندما يتقمصون أدوار البالغين. وبينما يحاول الأطفال السيطرة على عالمهم، يساعدهم اللعب على تطوير بعض الكفاءات الهامةالتي تزيد من ثقتهم بأنفسهم ومرونتهم التي سيحتاجونها لمواجهة تحديات المستقبل.
فاللعب يساعد في النضج العصبي للأطفال ونمو القدرات العقلية المساعدة على التحصيل المعرفي واكتساب الخبرات عن طريق النشاط الحركي التلقائي. كما أنه يسهم في تنمية حواس الأطفال مثل اللمس الذي يساعد الأطفال على التعبير وتطوير ملكاتهم، وعلى الاستكشاف وتكرار الأفعال التي تحدث نتائج،واستدعاء الصور الذهنية -التي تمثل أحداثاً وخبرات سبق أن مرت بهم- في استخدام المهارات اللغوية.
ويجب ألا ننسى أن اللعب يهيئ للطفل فرصة فريدة للتحرر من الواقع المليء بالالتزامات والقيود والقواعد، لذا فهو يخفف من الصراعات التي يعانيها الطفل مثل التوتر والإحباط.
كما يساهم في تنمية أساسيات الابتكار عند الطفل، فالأطفال المبتكرون هم الذين يلعبون أكثر ويفكرون فيما يلعبون.
كما أن اللعب غير الموجَّه يعلم الأطفال العمل ضمن مجموعات، والمشاركة،و التفاوض،و كيفية حل النزاعات، ومهارات الدفاع الذاتية؛ ويدربهم على مهارات اتخاذ القرار.
ومادامت ألعاب هذا الزمان تتجه إلى أن تكون إلكترونية في معظمها، فإن أضرار هذه الألعاب ينبغي ألا تحرم أبنائنا من الإفادة من مميزاتها .
ومادامت حماية الوالدين أو المربين لا تستمر كثيراً وخاصة حين يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة ، لذا فإن تربيته على أن يكون واعيا ًوقادراً على أن ينتقي الجيد ويترك الرديء، وعلى أن يكون ذا شخصية مستقلة وليست تابعة، مع رفع مستوى التقدير الذاتي للأبناء، يمكن أن يجعلهم قدوة في حُسن استخدام وسائل الإعلام المختلفة... فلم يعد يخفي على أحد أن الوقت الطويل والمبالغ فيه الذي أصبح أبناؤنا يقضونه أمام هذه الوسائل يمكن حقاً أن يدمرهم مدى الحياة ، وإذا اتفقنا على أن الصراع الدائم بين الوالدين وأبنائهم للتقليل من الوقت الذي يقضونه أمام هذه الوسائل ، لا يأتي بفائدة ، بل ربما زاد من حدة التوتر في العلاقات بينهم وبين الأبناء، فقد أصبح من الضروري على كل أب وأم أو مربِّي أن يبذل ما في وسعه لتوعية أبناءه لحُسن استخدام هذه الوسائل حتى يعتمدوا على أنفسهم أيضاً في تقييم شتى الوسائل التي قد تُستحدث فيما بعد ،وحسن استخدامها .

 
لماذا ينبغي أن نحميهم ونقيهم؟
أولاً: لأن أبناءنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يُولَدون على الفطرة ، إلا أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانه و يُمَجِّسانه" (صحيح مسلم )
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة ، والمجتمع قادرين على أن يسلبوا الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيع أن نقول أن المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ الوالدان الإجراءات والاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان!!!
ثانياً : لأن أولادنا هم الرعية التي استرعانا الله تعالى ، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "كُلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"
(صحيح مسلم )
ولأننا سوف نُسأل عنهم حين نقف بين يدي الله عز وجل. فهم أمانة استودعها الله تعالى إيانا ... وكم نتمنى جميعا أن يكونوا صالحين ، وأن يوفقهم الله تعالى في حياتهم دينياً ، ودنيوياً ،
ثالثاً: لأن وسائل الإعلام بشتى أنواعها تجعل أبناءنا يعتمدون بأنفسهم على اكتساب ما يريدون من معلومات والإجابة –بأنفسهم- على تساؤلات كثيرة قد تدور بمخيلاتهم الغضَّة ،وفي هذا خطورة تربوية ونفسية كبيرة لأن الطفل يعرف ما لا ينبغي أن يعرفه ويدرك أكثر مما ينبغي له ان يدركه .
رابعاً: لأن الطفل يتلقى رسائل الإعلام بعفوية تامة، ويتفاعل مع ما ينقله من مضمون ثقافي بسذاجة واضحة، وهو أكثر أفراد المجتمع استجابة لمعطياته، ووقوعاً تحت تأثيره،والإعلام بهذه الصفة من أهم الوسائل تأثيراً على تربية الطفل وبنائه الثقافي، وأشدها مزاحمة للأسرة والمدرسة على وظيفتهما التربوية الثقافية .
خامسا ً: لأن الإنسان في مرحلة الطفولة - التي تعد مرحلة بناء المعارف وتأسيس القيم - يستمد، في الأغلب، خبراته ومعارفه عن طريق حاستَي العين والأذن، ومن ثم تبقى المادة الإعلامية المصورة في مقدمة ما يجذب انتباه الأطفال، وتعود هذه الجاذبية إلى أن آليات فسيولوجية معينة في العينين والأذنين والدماغ تستجيب للمثيرات المنبعثة على شاشة التلفزيون بصرف النظر عن المضمون المعرفي للبرامج؛ لذا فإن التلفزيون يأخذ وقتاً طويلاً من حياة الطفل.
سادسا ً: أن نتائج دراسات علماء الاجتماع والنفس قد أكدت تأثير التلفاز على ثقافة الأطفال ومعتقداتهم واتجاهاتهم وقيمهم، ومن هذه الدراسات دراسة أجريت في دولة عربية لمعرفة أثر التلفاز على الأطفال من سن 1-14 سنة، تبين أن 1.76% من عينة البحث التي بلغت (5001 أطفال) يميلون إلى تقليد البطل الذي يشاهدونه في الأفلام والمسلسلات، وأجاب 8.57% من العينة بأنهم يريدون أن يكونوا مثل البطل، وهذه النتيجة توضح أن الطفل لا يميل فقط إلى تقليد البطل بل يرغب في أن يتصف بصفاته، ويتجه اتجاهه، الأمر الذي يعكس خطورة ما تبثه أجهزة التلفاز من برامج على شخصية الطفل سلباً وإيجاباً، كما أظهرت بعض الدراسات أيضاً أن بعض الأطفال كانوا يقلدون ممثلي مسرحية "مدرسة المشاغبين" لفترات طويلة في التمرد على النظام التعليمي وعدم احترام المدرس والأب.
سابعاً : لأن أبنائنا يتعرضون من خلال هذه الوسائل لمشاهد العنف والجريمة ، والأخلاقيات السيئة سواء لأطفال أو كبار، مما يكون لها أثر سيء على تصرفاتهم وسلوكهم سواء في مرحلة الطفولة أو ما بعدها ، حيث تحدث بلبلة في عقول هؤلاء الأطفال ويتولد لديهم انطباعات خاطئة عن المجتمع وكأنه مكان لممارسة العنف، مما يولِّد لدى الأطفال عدم توازن عاطفي .
ثامناً :لأن بعض وسائل الإعلام- كما تشير الأبحاث العلمية - تقدم لأبنائنا أفكاراً متحيزة ضد المرأة مثلاً أو ضد العرب أو ضد المسلمين أو ضد طعام معين أو فكرة محددة كالترابط الأسري مثلاً ،أو قد تُظهر الرجولة كمرادف للعنف أو الغضب؛ كما يحدث في البرامج الأمريكية ...بينما تشير إلى أن الرجال البيض في أمريكا يلجئون إلى حل مشكلاتهم من خلال الخداع ،أو الهيمنة ،أو السخرية بينما يلجأ رجال الأقليات الأخرى إلى الممارسات الجنسية لحل مشكلاتهم ....وكل ذلك بالطبع يؤثر - سلبياً -على طريقة تفكير الأبناء واتجاهاتهم الذهنية نحو هذه الأشياء لأنهم لا يدركون أن هناك وجهات نظر مختلفة حول الأشياء،وأن الفيلم أو اللعبة تعبر عن وجهة نظر صانعها ،
تاسعا ً: لأن هذه الوسائل تضر أبناءنا أضراراً صحية سواء بسبب عدم الحركة لفترات طويلة أو للعادات الغذائية الضارة التي تنتج عن مشاهدة التليفزيون مثلاً أو استخدام الإنترنت ، كما أن هناك أضرار أخرى تنشأ من إدمان التجول عبر الإنترنت ، وسوف يتم الحديث عنها لاحقاً .
عاشرا ً: لأن هذه الوسائل أصبحت- شئنا أم أبينا- جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي لأبنائنا، وإن استطعنا تأجيل استخدام الأبناء لها، فإننا لا نستطيع تأجيل هذا الاستخدام لأكثر من مرحلة الحضانة (5 سنوات)
وإذا تحدثنا عن الألعاب الإلكترونية سواء عبر الفيديو أو الكمبيوتر التي أصبحت تقرن بين الترفيه والعنف ، فإن الأبحاث تشير إلى أن هناك ارتباط بين السلوك العدواني للأطفال و ممارسة الألعاب العنيفة ؛ كما أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يلعب هذه الألعاب لمدة أكثر من أربعة ساعات يوميا ًيكون أقل قراءة للكتب، وأقل بذلاً ًللجهد في المدرسة ،وأقل وُدَّاً حين يلعب مع أقرانه،وأقل ممارسة للأنشطة والهوايات المختلفة ، بينما يكون احتمال زيادة وزنه أكثر من أقرانه ؛ كما تشير جمعية علم النفس الأمريكية أن هناك ثلاثة آثار رئيسة لمشاهدة العنف في وسائل الإعلام، وهي أن الأطفال قد تصبح أقل تأثراً بآلام ومعاناة الآخرين ، أو أكثر خوفاً من العالم حولهم، أو يتصرفون بشكل عدواني أو مؤذٍ تجاه الآخرين .
حادي عشر:ان الأبناء –دون الثامنة من العمر-لا يستطيعون التمييز بين المعلومات الدقيقة وبين المعلومات الإعلانية التجارية ، مما يشوش على تفكيرهم وحكمهم على الأشياء بصورة صحيحة فالأطفال دون الثانية عشرة هم أحد أهم أهداف شركات الدعاية والإعلان
ثاني عشر: إن التوجيهات والإرشادات والرسائل التي يتلقونها بشكل غير مباشر من وسائل الإعلام - سواء كانت إيجابية أو سلبية - قبل السادسة من العمر تتسلل إلى العقل اللاواعي لديهم مما يؤثر على طريقة تفكيرهم وسلوكهم واتجاهاتهم في المستقبل .
وعلى سبيل المثال فإن الدراسات أثبتت أن مشاهد العنف المتكررة تؤدي إلى أن يعتقد الطفل أن العالم مكان أكثر عنفا ً وسوءاً مما هو عليه ، وأن العنف سلوك طبيعي، مما يجعل من الطفل لاحقاً أما ضحية أو معتدي في المجتمع ، لأنه يعتقد أن هذه هي الحياة الحقيقية ، وللأسف فإن من الصعب تغيير هذه الأفكار فيما بعد في المستقبل...وجدير بالذكر أن مشاهدة العنف مثلاً على شاشات التلفزيون تكون أقل أثراً من ممارسته من خلال ألعاب الفيديو؛ وهكذا كلما شارك الطفل في العنف ، كلما كان التأثر به أكثر
ثالث عشر: أن وسائل الإعلام قد تطرح المفيد وقد تطرح الضار، وأحياناً تتخذ هذه الوسائل سياسة دس السُّم في العسل، فيكون ظاهر طرحها جيدا ، ويكمن بين جوانبه الترويج للفكر المنحرف ، وخاصة في أفلام الرسوم المحركة التي يطغي عليها غالبا جانب العنف، بينما تكاد تفتقد إلى الجوانب التربوية التي ينشُدها كل مربي جاد مثل احترام الطبيعة أو حب الوطن أو قيم التسامح و احترام الغير. فتكاد تغيب عن هذه الأعمال برمجة المسرح الموجه للأطفال أو البرامج التي يكون فيها الطفل عنصرا فاعلا مبدعا خلاقا في شتّى الميادين كالعلم والفن والرياضة !! ،
رابع عشر: لأن هناك بعض الآباء والأمهات الذين يمارسون–عن غير قصد- عادات خاطئة ؛مثل اصطحاب أبناءهم لدور السينما لمشاهدة أفلام الكبار التي يكون فيها البطل هو المطرب المشهور أو الفنان الشاب المعروف فيرى الطفل ويسمع ما هو أكبر من قدرته على التمييز وما لا ينبغي له أن يشاهد ويسمع ، مما يعرِّضه- مع الوقت- للانحراف والتأخر في الدراسة .
خامس عشر: لأن وسائل الإعلام وخاصة الإنترنت قد تدخلت في تربية الآباء لأبنائهم بشكل سافر وغير مقبول ، فنرى الحياء قد نُزع من المراهقين ،ونلاحظ ممارسات أخلاقية غير مرغوبة يتم ممارستها بين الأولاد في المدرسة،ونرى الأبناء لا يقتنعون بتوجيهات ونصائح آباءهم وأمهاتهم ، كما نلحظ أن الأبناء صاروا أكثر تمردا ًوعقوقا ً لوالديهم نتيجة إدمان استخدام هذه الشبكة ،فقد وفرت لهم هذه الشبكة عالم من صنع أفكارهم ، ووفق أهوائهم ؛ هم فيه الأسياد، فكيف يتقبلون توجيهات و سلطة الوالدين إذن ؟!!!! إنهم يعتبرونها تحكماً وسيطرة لا داعي لها .
سادس عشر: أن الدردشة عبر الإنترنت قد يسرت التخاطب بين الشباب والفتيات بحجة أن الشاب لا يراها فهي إذن حرة تتسلى كما تريد ، ومع الوقت نزع الحياء وأصبح الأمر إدماناً رغم ما يسببه لهن من إحباط واكتئاب بعد انتهاء العلاقة،بل الأسوأ من ذلك أن بعض الفتيات المخطوبات ،وكذلك النساء المتزوجات صرن يتحدثن مع الرجال والشباب بحجة التسلية أو التنفيس عن الغضب أو الضيق من الزوج أو الخطيب، فمادام لا يراها أحد فلماذا لا تتحدث إلى الغرباء؟ وإذا توجهنا إلى إحداهن باللوم قالت: أنا عندي فراغ ، وأحتاج إلى صُحبة !!!!!!
والأسوأ من ذلك أن الفتيات-إلا من رحم ربي- لم يعدن يستجبن لتوجيهات الوالدين بالصبر والعفاف حتى يأتي العريس المناسب، فقد يسرت لهن الإنترنت التواصل مع من تشاء من الرجال عبر العالم !!!!
 
كيف يمكننا أن نحمي أبناءنا؟
إن الوقاية دائماً تكون خير من العلاج ؛ لذا ينبغي للوالدين أن يبدآ من البداية كما سوف نورد بالتفصيل، فإن كان الوقت قد فاتهم ، فلا ينبغي لهم ان يقنطوا أبداً من رحمة الله بل يبدءوا فوراً في محاولة إصلاح ما فسد،والله لن يضيِّع سعيهم أبداً .
وكما قيل: هناك دائماً فرصة للإصلاح It is never too late!!
ومن وسائل الحماية أن يعي الآباء والأمهات والمربين أن التربية لا تقتصر على الإطعام والكساء والتعليم ، فكل ما سبق هو رعاية...أما التربية فتعني تقويم الأخلاق وتهذيبها؛ وزرع حب الخير والحق والجمال في نفوس الأبناء ؛ فضلاً عن تدريبهم على "تقوية الإرادة ، وإرشادهم إلى تحديد الهوية والانتماء لأوطانهم ودينهم ، فضلاً عن تدريبهم على تذوق الجمال واستنكار القُبح في كل شيء ، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي والنقد البنَّاء، وتحديد الأهداف والسعي لتحقيقها"
فلا يصح "أن نفترض أن كل الأساليب التي اتبعها أهلونا ومعلمونا في تربيتنا كانت صحيحة ، فإن أولادنا خُلقوا ليعيشوا في زمان غير زماننا ،ولذا فهم في حاجة إلى تربية متطورة عن طريقة التي تربينا بها "

 
w6w20050925155939fd43e5462tb.gif
 
البداية:
إن البداية الطيبة تكون - دائما ً- نهايتها طيبة بإذن الله ، لذا ينبغي أن تكون البداية هي إخلاص النية لله تعالى في الزواج ، بأن يتزوج الرجل وتتزوج المرأة بنية العِفة ،و إنشاء أسرة مسلمة تعبد الله وتطيعه وتعين الآخرين على طاعته سبحانه ؛ هذه النية تستلزم حُسن اختيار الزوج والزوجة ،بأن يكونا طائعَين لله حقاً وليس بالمظاهر والقول دون الفعل؛ فالدين المعاملة كما قال صلى الله عليه وسلم !!
بعد ذلك ينبغي إخلاص النية لله تعالى في تربية الأبناء ،ومن ثم فإن كل التعب والجهد والمشقة والإنفاق تكون صدقة جارية للوالدين ويكون سعيهم كله في سبيل الله ،كما فعلت امرأة عمران حين قالت وهي حامل: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" آل عمران -35 ؛ فكانت النتيجة أن قال رب العالمين : "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِساب" آل عمران37
لذا ينبغي أن تكون البداية هي أن ينوي الوالدان أن يربيا أبناءهما ليكونوا عباداً طائعين لله .
ومن يربي لله فلن يقنط أبداً مهما كانت الشرور حوله، ولن تفتُر قوته أو حماسه ولن يقلق على أولاده مهما كانت الظروف .
بعد ذلك يأتي اليقين في رحمة الله ولطفه، بأن الله لن يضيع أجر الوالدين ولا تعبهما ولا جهادهما في تربية أولادهما وأن الهداية تأتي من عند الله تعالى كما قال سبحانه: "لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "البقرة -272
وأن الله سبحانه سيحمي أبنائهم كما حمى موسى عليه السلام في اليَم، و يحفظهم كما حفظ إبراهيم عليه السلام في النار، ويرعاهم رعايته لمريم عليها السلام وهي مقهورة ، ويتولى أمرهم كما تولى أمر هاجر وإسماعيل عليهما السلام في صحراء مكة ، بل واليقين في أن الله تعالى هو خير حافظ كما كان يقين يعقوب عليه السلام حين وثق في نصر ربه ورعايته لابنه ؛وقال بقلبه قبل لسانه: " فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" !!
ثم نعلم تمام العلم أن التوكل على الله تعالى يعني بذل الجهد أولاً ، ثم اليقين في نصر الله وإجابته ،كما فعلت أم موسى قبل أن تُلقي وليدها في اليم بأن أرضعته وأرسلت أخته تتتبع أخباره ،وكما فعل إبراهيم كما كان يدعو ربه وهو في النار: "حسبنا الله ونِعم الوكيل"، وكما فعل حين زود امرأته والرضيع بزاد ثم تركهما في صحراء مكة في رعاية الله ، وكما فعلت مريم بأن هزت جذع النخلة لتأكل ورضيعها، ثم نذرت للرحمن صوما ًوامتنعت عن الكلام.
وبعد أن تضع الأم ، فإن على الوالدين أن يُعيذا الأبناء بالله من الشيطان الرجيم ، سواء بالرُّقية أو بالدعاء كما فعلت مريم عليها السلام: "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (آل عمران 36)
وبعد ذلك ينبغي للوالدين أن يتفقا على سياسة واحدة للتربية حتى لا يتشتت الطفل بين سلطتين مختلفتين فتكون النتيجة هي شعوره بالقلق، وعدم الاستقرار النفسي، واضطراب سلوكه،ومن ثم ضياع جهود الوالدين هباءً!!!
وغنيٌ عن القول أن السياسة الواحدة هي الهدي القرآني والنبوي في التربية ( يمكن الاطلاع على كتاب الدكتور عبد الله ناصح علوان" تربية الأولاد في الإسلام " لهذا الغرض )
بعد ذلك ينبغي للوالدين أن يستعينا بالله تعالى على هذه المهمة ، بالقلب، ثم باللسان؛؛؛ومما ينفع في هذا الشأن الدعاء :

"اللهم إني أتبرأُ إليك من حَولي وقوَّتي وعِلمي في تربية أبنائي،
إلى حَولِك وقوتك وعِلمك ، فأعِنِّي"

وفيما يلي نورد وسائل حماية الأبناء من وسائل الإعلام - في تدرج -وفقاً للمراحل العمرية المختلفة:
 
أولاً: في الشهور الأولى من عمر الطفل وحتى سنتين:
يشير التربويون وعلماء الأجِنَّة إلى أن الجنين يتأثر بما حوله ،وأن للجنين ذكاء؛ فما بالنا بالوليد والرضيع؟!!!
لذلك ينبغي ألا نظن أن الطفل لا يفهم، بل على العكس هو يفهم ويستجيب، لذا ينبغي أن نولي الطفل الرعاية الكافية لأنه في مرحلة التأسيس الأخلاقي والعقَدي والاجتماعي ، وينبغي أن نعطي هذه التربية الأولوية على غيرها من الأعمال التي تهمنا ونراها ضرورية مثل التحضير للدراسات العليا مثلاً أو العمل أو غير ذلك، ولنتذكر أن الله تعالى قد تكفَّل برزقنا ورزق أولادنا، فلا ينبغي أن ننشغل بما تكفل الله به عن مسئولياتنا تجاه أبناءنا ،ولا ينبغي أن نسعى وراء الرزق الذي يشتري الكماليات لأبناءنا على حساب تربيتهم في الوقت المناسب؛ لأن أكثر سنوات العمر تأثيرا ًفي مستقبل أبناءنا هي السنوات الخمس الأولى، لذلك ينبغي أن نعطيهم حقهم من الرعاية والاهتمام والتربية حتى نرتاح فيما بعد ونراهم كما تمنينا إن شاء الله .
مع ملاحظة أن التربية والرعاية والاهتمام ليس من واجب الأم فقط ، وإنما واجب الأبوين معاً ، فإن لم يكن هناك سوى الأم ، فالله المستعان.
وبعد أن يتمكن الطفل من الجلوس تستطيع الأم أن تشتري له القصص الملونة المصنوعة من القماش أو البلاستيك غير الضار وتحكي له الحكايات من هذه الكتب الملونة ، وتتركه يلعب بها ويضعها في فمه – بعد التأكد من نظافتها- بل و يصحبها معه وهو يأخذ حمام الصباح ليلهو بها مع الماء والصابون !!
وفي هذا تحبيب له في القراءة ، تلك الهواية الممتعة والمفيدة في نفس الوقت ولكن ينبغي أن نفحص ما يقرؤه أطفالنا جيدا في شتى مراحله العمرية ، حتى نطمئن أن هذه المواد القرائية خالية من الأفكار الدخيلة.
وأما بخصوص بقية وسائل الإعلام الترفيهية ، فلا ينبغي للأم أن تفرح بأن طفلها مشغول بمشاهدة قنوات الرسوم المتحركة (الكارتون) لأنها تريد أن تقوم بأعمال المنزل ، أو إجراء محادثة تليفونية أو غير ذلك،لأن التليفزيون هو أسوأ جليس للطفل ، سواء بسبب الإعلانات المُغرضة، أو أفلام الرسوم المتحركة التي تكتظ بالمخالفات الأخلاقية والعقَدية ، وقبل أن نسمح له بمشاهدة أحد هذه الأفلام ينبغي لنا أن نشاهدها بأنفسنا ، وندرسها بعناية ، فإن لم تكن صالحة لأن يشاهدها أبناءنا فلنشتري لهم أفلام الفيديو التربوية الهادفة،وفي نفس الوقت الممتعة ؛ منها على سبيل المثال:" سَلام وفرسان الخير"، وسلسلة "الإبن البار"،التي تمتعه وتربيه في نفس الوقت . مع الحديث معه حول ما يدور ي هذه الأفلام والإجابة عن تساؤلاته الكثيرة بصبر وحكمة وبما يتناسب مع عمره .
وجدير بالذكر أن الكثير من الآباء يتركون الأطفال في هذه المرحلة يلهون بالحاسب الآلي ويشترون لأبناءهم ألعابا ًتربوية، ولكن في رأي كاتبة هذه السطور أن الطفل سوف يستخدم الحاسب الآلي كثيراً في المراحل القادمة من عمره، فلماذا نتعجل ونعرِّضه للإشعاع والمجال المغناطيسي الصادر عن هذا الجهاز ، ونغامر بتعرضه للمخاطر الصحية المختلفة ؟!!

 
إنه حينما يرى الوالدين يستخدمانه سوف يقبل عليه ولكن ينبغي أن نخبره أنه حينما يكبر أكثر فسوف يستطيع استخدامه .
فتربية الطفل ينبغي أن تتسم بالعطف الحازم كما يوصي الدكتور ياسر نصر مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب – جامعة القاهرة ، و استشاري التربية و التوجيه النفسي ؛ فكلمة "لا" التي نقولها للطفل لا ينبغي أن تُقال بحدة حتى لا تأتي بنتائج عكسية ، وإنما ينبغي أن نقلل نبرة الحدة في الصوت ، وننظر له بحنان ولكن مع الحزم ...وفي نفس الوقت حين نقول له " لا " ينبغي أن نوفر له البديل ، مع تشجيعه على الاختيار حتى لا يشعر بأننا نحرمه مما يريد أن يفعله ونفرض عليه ما نريد.
ثانياً : من ثلاث إلى ست سنوات:
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه و ذاته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد، لذا ينبغي أن ننتبه إلى أن:

القدوة هي خير مؤثر في تربية الأبناء
فإذا أردنا أن ينشأ أبناؤنا على الاعتدال في استخدام وسائل الإعلام المختلفة ، فينبغي أن نبدأ بأنفسنا ولا نسرف في استخدامها ، ولا ينبغي أن نتركها تسرقنا من الأسرة أو من واجباتنا الأساسية .ولنتذكر أننا قد نوينا بتكوين هذه الأسرة وتربية الأبناء مرضاة الله تعالى ، إذن ينبغي للآباء أن يلتزموا حتى يلتزم الأبناء طواعيةً ودون جهد كبير من الآباء!!
ولنتذكر أن عيون الأبناء وآذانهم مفتوحة لرصد كل ما يجري من حولها(كما يقول الشاعر العربي:

مشى الطاووسُ يوما باختيالٍ
*** فقلَّد شَكْل مَشيته بَنُوه

فقال: علامَ تختالون؟ قالوا
*** بدأتَ به ونحن مُقلِّدوه !!

فخالِف سَيرك المُعوَجَّ واعدِل
*** فإنا إن عدَلتَ مُعدِّلوه

أما تدري أبانا كلَّ فرعٍ
*** يُجاري بالخُطى من أدَّبوه؟!!

وينشأ ناشئ الفتيان مِنَّا
*** على ما كان عوَّده أبوه !!

 
وكما يقول المثل الإنجليزي:
"Little dogs have big ears"
ولنعلم أن هذه الحواس تستقبل ما حولها من المعلومات ليتم تخزينها بالذاكرة لحين القدرة على فعل ما رأته وتقليده !!
ومن المفيد أن نعود بأبناءنا إلى اللَّعِب باللُّعَب البريئة التي لا تحتاج إلى كهرباء والتي تبتعد عن العنف ،وفي نفس الوقت تساهم في توجيهه وتربيته من ناحية أو أخرى ؛ فإن لم تتوافر بالسوق فلنصنعها بأنفسنا من أبسط الخامات وأجملها ، ولنشجع أبنائنا على صنعها فإن هذا يزرع فيهم الثقة بالنفس ويشجعهم على إنتاج المزيد من المنتجات التي يحتاجون إليها من أبسط الخامات مما يشغل وقتهم بالمفيد ويعزز تقديرهم لأنفسهم ، وهو مما يعود عليهم في المستقبل بكل خير !!
هذه المرحلة من العمر تتسم بالخطورة، ولعلنا ندرك خطورة هذه المرحلة ، بعد قراءة القصة التالية:
كان هناك طفل صغير في التاسعة من عمره.. أراه والده زجاجة عصير صغيرة وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة.. فتعجب الطفل؟! كيف دخلت هذه البرتقالة داخل هذه الزجاجة الصغيرة ؟ وهو يحاول إخراجها من الزجاجة.. عندها سأل والده كيف دخلت هذه البرتقالة الكبيرة في تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة !؟ أخذه والده إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة.. وربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار ! ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جداً وتركها..
ومرت الأيام فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة!! حينها عرف الطفل السر وزال عنه التعجب.. وقتها قال له والده يا بني سوف يصادفك الكثير من الناس.. وبالرغم من ذكائهم وثقافتهم ومراكزهم.. إلا أنهم قد يسلكوا طرقاً لا تتفق مع مراكزهم ومستوى تعليمهم.. ويمارسون عادات ذميمة لا تناسب أخلاق وقيم مجتمعهم! لأن تلك العادات غرست في نفوسهم منذ الصغر فنمت وكبرت فيهم.. وتعذر تخلصهم منها مثلما يتعذر إخراج البرتقالة الكبيرة من فوهة الزجاجة الصغيرة
ومن المفيد أن يرى الطفل أبويه يقرآن الكتب والمجلات المفيدة، ويتناقشان حول ما قرآ ، فإن هذا أفضل مشجع له على القراءة في المستقبل ، وفي هذا العمر يمكن أن نشتري له ما يناسبه من الكتب والقصص التعليمية والترفيهية .
ولكي نضمن تقدمه في هواية القراءة ينبغي أو نعلمه مهارة القراءة باللغة العربية في البيت ولا ننتظر أن يتعلمها في المدرسة ولنركز في البداية على نطق الحروف ، ثم تركيبها لتكوين كلمات ، ومن ثم التهجي للقراءة ونكافئه كلما تقدم ونمدحه أمام الآخرين لأنه أصبح يجيد القراءة ؛ فإن هذا لا يفيده على المستوى الشخصي فقط وإنما في دراسته ومستقبله المهني أيضا ً.
وهناك ملحوظة وهي أن الاهتمام بالطفل الأول يعد استثماراً لما بعد ذلك، لأن إخوته الصغار يعتبرونه قدوتهم ، وهو أقرب إليهم من الأبوين ، لذا فإنهم يقلدونه تماماً كالببغاء !
وفي عصرنا الحديث نجد أن هناك الكثير من القنوات التليفزيونية المتاحة لنا ولأطفالنا، لذلك من السهل أن يسيطر عليهم هذا الكم الهائل من الخيارات، مما يستدعي مراقبة الوالدين بعناية لكيفية استخدام الأطفال لأجهزة الاستقبال ذات القنوات المتعددة. كما أنه من المهم أن يضع الوالدان القواعد والضوابط الصارمة من البداية.
إن أجهزة القنوات المتعددة قد تكون ذات فائدة كبيرة للأسرة، شريطة أن يكون استخدامها تحت سيطرة الوالدين أو أحدهما ، فهناك قنوات رائعة مخصصة للأطفال الصغار؛ منها على سبيل المثال : قناة المجد للأطفال ،وقناة كراميش ،وقناة طيور الجنة، وقناة CBeebies وهي مفيدة للأطفال بالأخص في سن ما قبل دخول المدرسة.
كما ينبغي أن نجنب أطفالنا مشاهدة البرامج المخصصة للكبار، فقد اشتكى الكثير من الآباء والأمهات من بعض محتويات قنوات الموسيقى لأنهم يرون أن لغة وصور هذه القنوات يمكن أن تحتوى على مضمون غير مناسب أخلاقياً.
وحين يصل الطفل إلى الرابعة من العمر يمكن للآباء أن يبدءوا في شراء اللعب التعليمية ، لأن هذا هو السن الذي يكون فيه الأطفال سعداء بمتعة التعلم والاستمتاع بالكثير من الأشياء التي يشجعهم عليها الآباء والأمهات.
 
ولكن ينبغي اتباع القواعد الخاصة باستخدامها !!
ما المجالات التي ينبغي الاهتمام بها أثناء الشراء ؟
هناك الكثير من البرامج الممتازة التي تساعد في تعليم القراءة والكتابة ومهارات الحساب للأطفال تحت سن السبع سنوات.
ما الذي ينبغي شراؤه؟
إن أفضل مصدر للنصيحة بشأن الألعاب التي ينبغي شراؤها هم الآباء والأمهات الآخرون. كما يمكن أيضاً الحصول على بعض النصائح من المعلمين في المدرسة، لأن لديهم المعرفة بما يفيد طفلك. ولكن ينبغي أن نتأكد من شراء الألعاب التي يستمتع بها الأطفال داخل المنزل، ولنشتري من أماكن مختلفة ، وهناك دليل للشراء على شبكة الإنترنت يوفر خيارات أكثر من المحلات الأخرى العادية.حيث يوجد أحد أدلة الشراء على موقع مثل الموقع التالي:
http://www.brainworks.co.ukوعندما نجد لعبة أو برنامج كمبيوتر مناسب فلابد من أن نتأكد قبل شرائه من أنه سوف يمتع الطفل ويشجعه على عمل مفيد.
ولتيسير هذه المهمة على ذلك، فهناك عشرة أسئلة ينبغي أن يسألها الوالدان لأنفسهم :
الأسئلة العشرة التي ينبغي أن يسألها الوالدان لأنفسهم بشأن ألعاب الكمبيوتر:
كيف يمكن لهذا البرنامج مساعدة طفلي على التعلم؟
هل يبدو البرنامج جذاباً؟
ما هو عمق و مجال محتوى البرنامج؟
هل سيجده طفلي سهل الاستخدام؟
هل سيرغب طفلي في استخدامه؟
هل يوجد به تعليقات حول تقدم مستوى طفلي؟
هل سيرغب طفلي في العودة له مراراً وتكراراً؟
هل يساعد على التعلم بالمنزل أم أنه مخصص للاستخدام في المدرسة؟
هل يوفر دعماً للمناهج الدراسية؟
10- علامَ تشجع المواد التي يحتوى عليها البرنامج؟ ( على سبيل المثال، هل هناك مجموعة من الأنشطة التي تشجع على المهام التي لا علاقة لها بشاشة الكمبيوتر؟)
حمايتهم من أخطار أفلام السينما وأفلام الفيديو DVD
انتقاء الأفلام :
إذا تحدثنا عن الأفلام التي يشاهدها أبناؤنا بالمنزل ( على التلفزيون أو الفيديو أو الـ دى في دى أو في السينما ) ، فمن المهم أن يعرف الآباء والأمهات خبايا أنظمة تصنيف الأفلام، ومنها الفرق بين تصنيف أفلام الفيديو والـ دى في دى DVD ،والتصنيف الذي يحدد الأفلام التي تناسب الأطفال من سن 12 سنة.
فالتصنيف الأول ، على سبيل المثال، يخبرنا بأن المحتوى يناسب الأطفال من سن 8 سنوات فما فوق .
بينما الثاني يخبرنا بأن المحتوى يناسب الأطفال من سن 12 سنة فما فوق.
وهناك تصنيف لأفلام السينما يسمح للأطفال سن 12 سنة بدخول الأفلام التي تم تقييمها لهم ولكن بمصاحبة أحد الكبار ويعرف بتصنيف A12 .
والجدير بالذكر أيضاً أن المادة التي تقدم بالأفلام المُوصَى بها للأطفال في سن 12 سنة لمشاهدتها بمفردهم أو تحت إشراف الوالدين؛ ليست دائماً مناسبة للأطفال في هذه السن.
فإذا أراد الوالدان اصطحاب أبنائهم إلى دور عرض الأفلام السينمائية، فالأفضل أن يتأكدوا من صلاحية الفيلم قبل الذهاب لمشاهدته، وذلك من خلال الدخول إلى الموقع البريطاني التالي: http://www.parentsbbfc.co.ukوكتابة اسم الفيلم في مستطيل البحث،والضغط على أيقونة search لتظهر تفاصيل وافية حول هذا الفيلم ومدى ملاءمته لعمر الطفل ،وهذا عن تجربة.
 
وعلى الأسرة أن تشارك طفلها في الألعاب كوسيلة أساسية للحد من أثر عنف الألعاب على سلوك الطفل، وأن تنمي الأسرة لدى أبناءها حب القراءة وخاصة القصص الهادفة التي تربط الأطفال بتاريخهم وبقضايا أمتهم، ومن ثم تشجيعهم على ممارسة هواياتهم كالرسم والخط والأشغال اليدوية والرياضة وألعاب التراكيب والصور المقطعة وغيرها. وأن تخصص أوقات محددة للأبناء للتسلية والترفيه كزيارة الحدائق والمنتزهات العامة أو زيارة الأقارب والأصدقاء
ومن المفيد أن ننمي لدى الأبناء مهارات التفكير ، فلقد كرم الله سبحانه الإنسان على سائر المخلوقات وجعله سيد الكون ،وسخر له كل ما في الكون لخدمته بشيء واحد هو العقل ، لذا ينبغي له ان يُحسن استخدامه ، ولن نجد أعز ولا أغلى من ثمرات القلوب وحبات العقول ألا وهم الأبناء لننمي عقولهم ونحررها من الجمود والتخلف" ونحميها من البرامج الهدامة التي تهاجمهم من كل مكان من خلال وسائل الإعلام ... و إذا علمنا:
أن التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف أسرار الحياة
وان التفكير لا ينمو تلقائيا ً،وإنما يحتاج إلى المِران والممارسة
وأن التفكير يلعب دوراً هاماً في النجاح الحياتي والدراسي
وأن التفكير قوة متجددة للأبناء في عالم اليوم ليتبوؤا عالم الغد .
وأن العضلة التي لا تُستخدم تضمُر،وأن صاحب اللياقة البدنية يتميز بأمور أربع في عضلات جسمه،وهي : المرونة والقوة والتحمل والتناسق؛
فكذلك صاحب اللياقة العقلية يحتاج لهذه الصفات الأربعة في قدراته العقلية ليصل إلى التميز في لياقته العقلية.
ومن ثم فإن تعليمهم مهارات التفكير وتدريبهم عليها لتنشيط العقل أمر لا غنى عنه .
 
ولقد صدق القائل:
"إن معظم دول العالم تعيش على ثروات تقع تحت أقدامها ولكنها تنضب بمرور الوقت،أما نحن فينبغي أن نعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها "
ولكي نعين أبناءنا على تنمية التفكير ومهارات الإبداع فيمكن الاستعانة بثلاثة كتب للدكتور عادل قباري، ، تحتوي على تمارين إبداعية تتفق مع الفئة العمرية من ثلاث إلى عشر سنوات ، حيث يمكن للأم أن تختار منها ما يناسب طفلها ؛ وهي أيضاً فرصة طيبة لقضاء الطفل مع والدته (أو والده) وقتاً يشعره بالأمان والود ويقرِّب المسافات بينهما ويمهد لأن يكون الطفل طائعاً وبارَّاً ؛ فكلما قضت أحد الوالدين مع طفله وقتاً ممتعاً أكثر ، كلما كانت تربيته أيسر وكلما كانت نتيجة هذه التربية أفضل .
أضرار التليفزيون في هذه المرحلة :
إن التليفزيون يمثل خطرا ًحقيقياً على الطفل في مرحلة ما قبل السادسة من العمر- كما أفادت آخر الدراسات في علم نفس الطفل– لأن الانتقال السريع للصورة على شاشة التليفزيون يؤثر بشكل مباشر في عدم اكتمال نمو قدرات معينة في الدماغ !
فالتليفزيون عامل حقيقي في زيادة العنف لدى الأطفال، لذا فإنه من المقترح:
- تحديد ساعات البقاء أمام التليفزيون والأفضل استبداله بنشاط آخر.
- زيادة الأنشطة البدنية لطفل مثل كرة القدم ،والسباحة وكرة السلة وكرة المضرب، واللعب في الهواء الطلق .
- توجيه الطفل إلى التركيز على ألعاب الفك والتركيب .
- التوجيه إلى عادة القراءة للترفيه والتعلُّم الذاتي ، مع تحبيب الطفل في الذهاب إلى المكتبة العامة القريبة من المنزل أو المكتبة المدرسية ، سواء أثناء الدراسة أوفي العطلة الصيفية .
ثالثا ً: من سبع إلى عشر سنوات:
عندما يصل الأطفال إلى سن ما بين السابعة والثانية عشر يصعب على الآباء والأمهات أن يصرفوا اهتمامهم عن هذه البرامج والألعاب إلى برامج وألعاب المواد التعليمية. وهذا يرجع- بشكل أساسي- إلى اكتشافهم وحبهم لألعاب البلاى ستيشن. لكن على الرغم من ذلك،ينبغي أن نستمر في شراء الألعاب البرامج التعليمية للأطفال في هذه السن لأن فيها إفادة كبيرة لهم خاصة تلك البرامج المصممة لدعم المناهج الدراسية والمراجعات كما أن هناك برامج متعددة الأنشطة وتساعد على الابتكار وتلقى رواجاً كبيراً عند البنات بصفة خاصة. هناك أيضاً بعض البرامج المتاحة لتحسين مهارات تكنولوجيا المعلومات ومهارات الكتابة على الكمبيوتر ومهارات تعلُّم اللغة.
وفي هذه المرحلة ينبغي أن نوضح لأبناءنا - بهدوء - أن السبب الرئيس من وجودهم في الدنيا هو تعمير الأرض بعبادة الله وطاعته ومعاملة الخلق بما يُرضي الله ، فإن لم يحصلوا على ما يريدون في هذه الحياة الدنيا فلهم أن يحلموا ويأملوا في الحياة الآخرة الباقية الخالدة في النعيم الأبدي الذي يختاروه هم بأنفسهم ، ووِفق أهوائهم ...بشرط الصبر على طاعة الله في الدنيا .
لذلك ينبغي أن يشتمل البرنامج اليومي للطفل على الكثير من الأنشطة وليس اللعب أو التسلية والترفيه ، والدراسة فقط !!
بل ينبغي أن يكون برنامجه متوازنا ًقدر المستطاع ،وأن يتعلم فن إدارة الوقت على قدر فهمه ، ويمكن مساعدته على ذلك بعمل جدول مثل التالي ، يقوم بتلوينه أو طباعته ، وتزيينه بما يحب من الصور ،ويساعد هو الوالدين في ملء الخانات ؛ بحيث يكون بمثابة جدول محاسبة يومي ، مما يساعده في المستقبل أن يحيا حياة مستقرة وفعالة على كافة المستويات . وفي نهاية الأسبوع يحاسبه والداه، فإذا زاد عدد تنوع أنشطته عن عدد محدد ،فإنه يحصل على مكافأة بشيء يحبه ، هذه المكافأة ينبغي أن تتنوع حتى لا يزهد فيها بمرور الوقت .
 
جدول رقم (2) الأنشطة اليومية التي تساعد على التوازن في الحياة

الخميس 2/4/2010
(مجموع الأنشطة في اليوم = )
الرقم المسلسل عبادات أنشطة أسرية أنشطة شخصية أنشطة ثقافية أنشطة رياضية أنشطة تعليمية أنشطة اجتماعية أنشطة أخرى
1 الصلاة مساعدة الوالد ترتيب الحجرة القراءة ممارسة تمرينات اللياقة الصباحية الواجبات المدرسية
زيارة أو مساعدة الجيران
2 الصدقة مساعدة الوالدة ترتيب خزانة الملابس حضور نشاط بالمكتبة العامة ممارسة الرياضة المفضلة للطفل إطلاع خارجي في مجال الدراسة زيارة أو مساعدة الأصدقاء
3 الصوم مساعدة الأخ أو الأخت ممارسة الهوايات المحببة إليه كالرسم أو التطريز أو غيرها مشاركة في مكتبة المدرسة المشاركة في مهرجان رياضي ألعاب تعليمية رحلة مدرسية
4 تلاوة القرآن ابتكار لعبة أو اختراع نافع كتابة قصة أو مقال تعلُّم لغة جديدة رحلة مع النادي
5 صلة الأرحام الاشتراك في الإذاعة المدرسية أو المحلية
6 زيارة دار يتامى مع الأسرة
مجموع الأنشطة
كما يمكن تشجيعهم على قراءة مجلات الأطفال الهادفة مثل "ماجد"، و"سعد" اللتان تصدُران في الإمارات العربية،و"العربي الصغير" الكويتية، و سلسلة كتب "أخلاقيات من حكايات"التي تنشرها "المصرية للنشر والتوزيع"(*)- وهي سلسلة مفيدة يشرف عليها المركز الفني للطفولة وتحكي قصصاً تغرس القيم ا لدينية في قلوب الأطفال بلطف،وسلسلة "أخلاق من حكايات"، وسلسلة "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال" التي تصدر عن "دار الإيمان للنشر والتوزيع"(**)، وسلسلة كتب: أطفالنا، و سفير... وغير ذلك مما يتيسر.

ضبط الانفعالات عندما يُخطىء الطفل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل ابن آدم خطاء ، وخيرُ الخطائين التوابون" حديث حسن
فإذا كان الكبار يُخطئون، فإن الأطفال أولَى بذلك ، ولهم العُذر، لذا فإنه
" من المفيد أن ننتبه إلى أن الصراخ في وجه الطفل وعقابه في وقت الغضب والحدة أكثر الأمور – من وجهة نظري – التي تؤدى إلى اعوجاج ملحوظ في سلوك الأولاد.
فالصراخ والتهديد ينشئ طفلاً إما جباناً رعديداً؛ فيتعلم المراوغة والكذب و اختلاق القصص والأعذار ليتفادى هذا التيار الجارف من الصراخ والتهديد، وإما طفلاً غير مبالٍ مستهتراً بارداً ( إن صح هذا التعبير ) لا يكترث لشيء ، وتقوم الدنيا وتقعد وهو غير عابئ بشي.
والوالدان الغاضبان الصارخان دائماً لا يتخيلان كم يخسران عندما لا يحاولان ضبط انفعالاتهما خاصة عند العقاب!
إن من أضرار هذا الأسلوب أن الطفل الذي ينشأ عليه لا ينمو لديه الإحساس بتمييز الأشياء، فما الخطب الجلل ؟ وما الأمور العادية البسيطة ؟ ومتى ينهض ويتحمس ؟ ومتى يتروَّى ويتأنى ؟ فيلتبس عليه الأمر، وتصبح سلوكياته غير مناسبة للموقف بأي حال، هذا فضلاً عن اكتساب الطفل هذه الخاصية التي تُفسد علاقاته الاجتماعية جميعاً، بدءاً بعلاقاته بأبويه ، ومروراً بزملاء الدراسة والعمل، وبرؤسائه ومرءوسيه ، ونهاية بزوجته وأولاده الذين يكتسبون ذات الصفة بعد ذلك. والأضرار عديدة وكثيرة للدرجة التي لا نتخيل أنها نتيجة الانفعالات والعصبية.
وأنا أزعم أن معظم الغاضبين والمنفعلين يستطيعون التحكم في انفعالاتهم مهما تكن درجة الغضب أو الحدة ، وأكبر دليل على ذلك إذا سألنا الشخص الحاد الطباع المنفعل دائماً: هل تستطيع أن تفعل ذلك مع رئيسك في العمل؟ ( ولا أعنى بالطبع ذلك الرئيس الذي عُرِف عنه الضعف أو اللين، بل أعنى ذلك الرئيس الذي يهابه المحيطون به ، أو الذي يستطيع أن يلحق الأذى بمرءوسيه). ولنسأل الأم عن هذه الانفعالات أين تذهب أمام أهل الزوج مثلاً؟ أو مع شخص له مهابة في نفسها؟ أو الذي تخشاه بصورة أو بأخرى.
إذنْ فنحن نستطيع ضبط الانفعالات فعلاً، ولكن الفرق كبير بين ضبط الانفعالات وبين كبتها، فضبط الانفعالات يحدث عن إدراك إرادة، وعن قُدرة على إنفاذ الغضب ، والكبت غير ذلك.
وأظن أنه من الأجدر ، بل من الشهامة والمروءة، ضبط النفس والانفعالات مع الأضعف والأقل قدرة،،، ومن هؤلاء أولادنا !!"
ومن المهم أن نضع في الاعتبار أننا نتعامل مع بشر وليس آلة ؛ بمعنى ألا ننتظر التحسن بعد الاتفاق مباشر ة ، بل الأمر يتطلب جهداً ووقتاً وصبراً مع الاستعانة الشديدة بالله تعالى ، وعدم التعجل لظهور النتائج.
فالعصا وجارح القول –كما يقول الأستاذ حسن العشماوي – لا يخلقان إنساناً صالحاً أبداً؛ وإنما قد يخلقان قرداً مدرَّباً تبدو على حركاته وسكَناته مظاهر الأدب؛ ولكننا نريد أولاداً من البشر وليس من القرود ... وإني لأربأ بالبشرية التي كرَّمها الله عز وجل –وإن أخطأَت-عن مسخها قِرَدة لا تُخطىء...,لا أقول تُصيب؛ لأن مناط الصواب عقل وقلب خُصَّ بهما الإنسان دون القِرَدة؛ فنال عليها بذلك –وعلى غيرها من الكائنات- فضلاً،وإن أديا به إلى الصواب تارةً، وإلى الخطأ تارة أخرى " ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة، حيث كان يعفو ويسامح ويوجِّه بالرفق ويقول:
"إن الله لم يبعثني مُعَنِّتاً ولا مُتعنِّتاً ولكن بعثني مُعلِّماً ومُيَسِّراً" حديث حسن
كما ينبغي أن يتوفر العدل في العقاب بمعنى أن توقيع العقوبة بما يتناسب مع الذنب الذي اقترفه الطفل ، لا يزيد ؛ ويتجلى هذا العدل في العقاب - في أروع صوره - فيما روته عائشة رضي الله عنها :
"أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال : يا رسول الله إن لي مملوكَين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم ، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك ، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك ، فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك ما تقرأ كتاب الله ؟)وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ( الأنبياء 47 .
فقال الرجل : يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء ، يعني عبيده ، أُشهِدُك أنهم كلهم أحرار"
رواه المنذري، وإسناده متصل ورواته ثقات
وقبل أن نفكر في عقاب أبنائنا ، علينا أن نعي ما تفعله بهم أجهزة الإعلام ووسائلها حتى نكون مُنصفين .
 
تأثير وسائل الإعلام على ثقافة ونفسية الطفل :
إن الآباء والمربين لن يستطيعوا مجالسة الأبناء في كل وقت يتعرضون فيه لوسائل الإعلام، لذا فإنه من المفيد "تربية مهارة النقد البنَّاَّء لدى الأطفال حتى تكون مشاهدتهم لوسائل الإعلام واستخدامها إيجابية "....ومن ثم فإن دور الأبناء لا ينبغي أن يتوقف على الاستقبال فقط ،وإنما أيضاً التفكير فيما يرونه ويسمعونه ويتعاملون به، مع تشجيع الأبناء على مناقشة الآباء فيما يرونه ويسمعونه وفتح باب الحوار حول هذه الأشياء لتتم توعيتهم بشكل غير مباشر... ومن ثم يتسلحون بأسلحة تنفعهم في حالة عدم وجود الوالدين معهم .
فيما يلي بعض النصائح التي تعين الآباء والأمهات فيما يتعلق بتأثير وسائل الإعلام على ثقافة ونفسية الطفل :
* إنتبه إلى وسائل الإعلام التي تستخدم اللهجات المحلية لبلد معين أو لو ن البشرة لتربطها بسلوكيات سلبية من أجل الإساءة إلى أهل هذا البلد أو الفئة أو الوظيفة (مثل القرويين ، او رجال الدين أو المعلمين أو أساتذة الجامعة مثلا ً) ، وينبغي أن يعرف الأبناء أنه لا توجد فئة معينة من الناس أو شعب معين يتصف بالغباء أو العدوانية أو الدونية أو غير ذلك.
* ساعد طفلك على أن يتعرف على الطرق التي تقد م بها وسائل الإعلام الجنسين ، فالرجال هم دائماً الأبطال، بينما تلعب النساء أدوار هامشية، على الرغم من أن المرأة نصف المجتمع ،والتاريخ يشهد على أنها قادرة على ان تقوم بأدوار إيجابية ومتميزة .
* ساعد طفلك -من خلال الشخصيات التي يقدمها الإعلام- ليدرك أنه ليس الشباب وحدهم هم الأقوياء، كما أن كبار السن ليسوا جميعا ضعاف، أومن السهل خداعهم.
* حاول أن تتحدث مع الطفل عن المقارنات التي يعقدها بين شكله أو تصرفاته، وشكل وتصرفات أبطال الأفلام التي يشاهدها ، وحول الفرق بين التقدير الذاتي لنفسه، وبين الشعور بالتفوق على الآخرين ، شجعه على التقاط الصور أو كتابة القصص التي تعبر عن كونه إنسان متميز وفريد .
* حاول أن تعثر على أفلام أو برامج تقدم أناسا ًمن كل الثقافات، وتقدم رجالاً ونساءً ذوي أشكال وأحجام مختلفة،و أطفال ذوي شخصيات و مواهب مختلفة .
* علِّم طفلك أن ما يراه على شاشة التلفزيون من جمال وتألق الممثلين سببه فريق مصففي الشعر وفناني التجميل، ومصممي الأزياء ،والمدربين الشخصيين لهؤلاء الممثلين والمذيعين لكي يجعلوهم يبدون وكأنهم نجوم ؛ كما ينبغي له أن يسمع عن الحيل السينمائية التي يعملها صانعوا الأفلام لكي يبدو البطل أكثر جرأة وشجاعة وقوة مما هو عليه في الحقيقة .
* علم طفلك عدم قبول الظلم من خلال الإشارة إلى الصور التي تضم جنسيات وأعراق وأجناس مختلفة ، وأن عليه أن يقدِّر الناس من خلال سلوكياتهم ، وأدوارهم الإيجابية في الحياة وليس على أساس جنس أو عرق أو لون أو غير ذلك . وكما قال الرسول صلى الله عليه و سلم : " يا أيها الناس ، ألا إن ربكم عز وجل واحد ، ألا وأن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، ألا قد بلغت ؟ قالوا : نعم، قال : ليبلِّغ الشاهد الغائب " إسناده صحيح
 
ج- مشاهدة الأفلام في منزل الجيران أو الأصدقاء:
لكي نجنب أطفالنا أن يتعرضوا لمشاهد غير مناسبة أثناء المشاهدة في منزل أحد أصدقائه، فينبغي أن نتحدث إلى والد أو والدة هذا الصديق بشأن هذه المخاوف لنعرف هل يمكنهم التحكم في الموقف عندما يذهب إليهم الطفل أم لا.
وإن كان هذا الأمر صعب التنفيذ فينبغي أن تكون الزيارة تحت إشراف الأهل ووجودهم.
لمساعدة الطفل الاعتماد على نفسه ينبغي توجيهه إلى التحكم فيما يشاهده بنفسه، وأن نعطيه الثقة والشجاعة ليخبر صديقه- على سبيل المثال- أنه يفضل القيام بنشاط آخر.
كما ينبغي ألا يقطع الوالدان الصلة بينهم وبين أطفالهم، بالانفعال إذا أخبرهم انه شاهد بأن شيئاً غير مناسب، وبدلاً من ذلك ينبغي أن يشرحا له سبب اعتقادهم أنه غير مناسب لسنه.
 
د- التعامل مع الأفلام المزعجة :
ينبغي ملاحظة أبناءنا وهم يشاهدون الأفلام المختلفة ولا نفرح بانشغالهم لكي نقوم بما نحب من الأعمال، فالتليفزيون المفتوح سلاح ذو حدين، ومن ثم فإن فتحه يتطلب ملاحظة الأبناء، ويمكن إنجاز المهام اليدوية التي لا تحتاج إلى تركيز في نفس الغرفة التي يجلس بها الطفل، أو بالقرب منه بحيث تسهل ملاحظته؛ فإذا لا حظنا انزعاج الطفل من أحد المشاهد ، فمن المهم أن نتحدث معه ونتركه يعبِّر عما يجول في خاطره، ونستمع له جيداً ؛ثم نحاوره بهدوء، ونحاول إقناعه بأن ما يشاهده مجرد تمثيل لقصة كتبها مؤلفٌ ما من وحي خياله وأن العالم الواقعي مختلف ؛كما ينبغي أن نشجعه-بعد انتهاء الفيلم- على كتابة ما يشعر به وكأنه يشتكي للورق؛ فالكتابة تساعد على التنفيس وتحرير المشاعر المكبوتة داخل النفس؛ سواء كانت مزعجة أو مخيفة أو مثيرة للقلق أو الحزن .
 
هـ- تنظيم وقت مشاهدة التلفزيون :
إذا اتفقنا على ان التليفزيون المفتوح سلاح ذو حدين، فإن استخدام هذا الجهاز ينبغي أن يتم بحكمة، وذلك من خلال تنظيم أوقات المشاهدة ، مع انتقاء الأفضل للمشاهدة ، فتعدد القنوات المتاحة يعطي فرصة للاختيار ، ومن ا لمفيد أن يشترك الطفل في الاختيار من بين البدائل التي يحددها الوالدان، مع التغيير كل فترة بشيء من المرونة .
وتنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics (AAP) بأن الطفل قبل عمر السنتين لا ينبغي له مشاهدة التليفزيون،وأن الأطفال الأكبر سناَ من السنتين ينبغي ألآ يزيد معدل مشاهدتهم له أكثر من ساعة أو ساعتين مع ملاحظة ان يكون ما يشاهدونه هو برامج قيمة تم انتقائها بعناية !! وتوضح الأكاديمية سبب تحديد هذا الوقت لأن التليفزيون أصبح يطغى على أنشطة أخرى هامة ينبغي للأطفال القيام بها مثل ممارسة الرياضة، والقراءة وأداء الواجبات المدرسية ، واللعب مع الأقران ، وقضاء الوقت مع الأسرة !!
أما وقت المشاهدة فإن أفضل وقت له هو بعد إنجاز الطفل لمهامه الدراسية أو أعماله المنزلية التي يساعد بها والديه ، مع ملاحظة إغلاق التليفزيون بعد انتهاء البرامج المختارة مباشرة ، وينبغي أن يقوم الطفل بنفسه بذلك وإلا حُرم من مشاهدة البرنامج التالي في الجدول المحدد !!
 
كيف نحميهم من القنوات الفضائية التي تعرض الأفلام و الفيديو كليب غير اللائقة ؟
فيما يلي خطوات عملية تعين على ذلك :
إختر من ريموت الرسيفر menu ثم service organizing ثم edit channels ثم أدخل الpassword و دائما يكون أربع أصفار إلا لو سبق تغييره ،ثم تختار delete و تحدد القناة التي ترغب في إلغائها و تضغط ok ثم exit،سيسألك الجهاز هل ترغب في تسجيل التغييرات ؟ إضغط yes ، بالطبع قد تختلف الطريقة من جهاز لآخر فيمكنك الرجوع للكتالوج الخاص بالريسيفر.
أما إذا أردت تغيير الpassword ستجد الطريقة في الكتالوج و تكون غالبا بعنوان parental
 
انتقاء الأفلام :
هناك هيئات تقوم بتصنيف الأفلام والرقابة عليها،ومنها الهيئة البريطانية ولها موقع على شبكة الإنترنت http://www.bbfc.co.uk(وهو موقع مهم ننصح بزيارته)، فعلى سبيل المثال،نجد وصفاً قصيراً للأفلام الحديثة وشرحاً لأسباب إعطائها تصنيفاً معيناً.
كما أن به قسماً للأطفال يشرح كيف يتم تصنيف الأفلام. إذن، فالتصنيف أمر مهم. ولو كان الأبناء يقدِّرون نظام التصنيف وعلى علم بكيفية اهتمام الوالدين بهذا الأمر فسيسهل عليهم ذلك عملية مراقبة ما يشاهده. (وللمزيد من التفاصيل راجع صفحة 35)
إن الهدف ليس هو منع الأطفال من المشاهدة وإنما تنقية ما يشاهدونه ، حمايةً لهم من أشياء تصدمهم أو تخدش حيائهم أو تغتال طفولتهم ، مع تحقيق أقصى فائدة ممكنة لهم .
ولذلك يمكن توجيههم للإفادة من المواقع الآمنة التي تقدم لهم مجموعة متنوعة من الأفلام والقصص والأنشطة على شبكة الإنترنت .
 
مواقع الإنترنت العربية الآمنة للأطفال
ينبغي أن نعلم أن الآباء والأمهات بالدول الغربية ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية مصابون أيضاً بالقلق على أبناءهم من ارتياد المواقع غير المناسبة المتاحة عبر هذه الشبكة؛ حتى أن المكتبات العامة لا تتيح الاتصال المباشر بالإنترنت إلا إلى مواقع محددة تضعها في قائمة " المواقع المفضلة favorites " فإذا كان هذا هو حال الغرب، فإن العالم العربي أولى بهذه الإجراءات، ومن ثم فإن الوالدين ينبغي أن يوجهوا أبناءهم إلى استخدام مواقع الأطفال الآمنة مثل:

مجلة الأطفال http://atfal.itgo.com/
الطفل العربي http://www.attefl.com
موقع الفاتح http://www.al-fateh.net/
أدب الأطفال العربي http://www.adabatfal.com/
راديو دال للأطفال http://www.almajdtv.net/dal.asp
فِراس توون http://www.ferastoon.com/
مجموعة قصصية للأطفال www.khayma.com/bandarkd
شبكة الطفل العربي http://www.arabian-child.net/
موسوعة الطفل http://www.rafed.net/child/index2.html
موسوعة أخرى للأطفال http://www.rafed.net/child/
***
 
مرحلة المراهقة المبكرة (من الحادية عشرة حتى الرابعة عشرة):
رغم اعتقاد الوالدين بأن الطفل في هذه المرحلة لا يزال صغيراً، إلا أنه يمر بتغييرات كبيرة ومهمة جداً. ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يعامَل كراشد وبين رغبته في أن يهتم به الأهل.. مما يجعل الأمر صعباً و مُربكاً للوالدين.
و تنعكس حاجة المراهق لمزيد من الحرية في العديد من الأمور، فيبدأ برفض جميع أفكار ومعتقدات الأهل ويشعر بالإحراج إن وجد في مكان واحد مع أهله. وقد يبدو أكثر عصبية وتوترا ، وتزداد حاجته للخصوصية والانفراد بنفسه. و قد تبدو هذه المرحلة في غاية العشوائية بالنسبة للأهل ولكن عليهم التحلي بالصبر، والإصغاء إلى احتياجات أطفالهم، ودعمهم لتطوير وتنمية شخصيتهم المستقلة والخاصة
ومن الضروري مساعدة أبنائنا على الثقة في أنفسهم وفي قدراتهم ، فإن هذا يرفع من درجة التقدير الذاتي لديهم ويجعلهم أكثر سعادة وقوة ، بل وطاعة للوالدين ؛ كما يقلل من احتمالات استقطابهم من خلال الإنترنت أو غيرها،وتبعيتهم لأصدقاء السوء ، وفيما يلي نصائح للدكتور ياسر نصر - مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب – جامعة القاهرة ، و استشاري التربية و التوجيه نفسي- لتنمية الثقة بالنفس لدى المراهقين :
 
الوسوم
ابنائنا الاعلامى؟ الانفتاح نربى
عودة
أعلى