الانهيــار العصبى ومعناه وكيفية التعامل معه..

أميرة الأحـلام

من الاعضاء المؤسسين
دائما مانسمع عن الانهيار العصبى..فماذا يعنى؟..وماعلاجه؟..

الأنهيار العصبي المعنى وكيفية التعامل معه

حقيقة يجب أن نحدد أولاً ما هو المقصود بالانهيار العصبي؛ لأن هذا التعبير يعني أشياء مختلفة لمختلف الناس، فإذا كان المقصود به هو حالات القلق والتوتر الشديد الذي بعدها يفقد الإنسان توازنه وينهار بصورة هستيرية، هذا قطعًا يحدث في ظروف معينة للأشخاص الذين ليست لديهم القدرة على التواؤم، وليست لديهم القدرة على التكيف، وربما يعانون من علة ضعف في شخصياتهم.

أو إذا كان الانهيار العصبي يعني حالات الاكتئاب الشديد التي ينعزل بعدها الإنسان ويكون غير فعّال، هذه كلها مفاهيم مختلفة لدى بعض الناس؛ ولكن المفهوم الشائع هي حالات الإنهاك النفسي الشديد التي تصيب الإنسان حين يواجه مواقف قد تكون شديدة بعض الشيء، وهذا بالطبع يعتمد على الإنسان، وعلى الحدث نفسه، وعلى الظروف المحيطة بالإنسان، وكذلك كمية الدعم التي يجدها من الآخرين، وكذلك المؤازرة والمساندة التي تتوفر لمواجهة مثل ذاك الموقف.

أولاً:
على الإنسان أن يتعلم أن ينفّس عن نفسه، هذا أمر ضروري، بمعنى أن كثيرا من الناس الذين يتعرضون لهذه الانهيارات العصبية - إن جاز التعبير – تكون لديهم عدم المقدرة على التعبير عن ذاتهم، فالشيء الضروري هو أولاً: عليك ألا تكتمي مطلقًا، عبري عن نفسك حتى بالنسبة لصغائر الأمور التي تكون غير مرضية لك؛ لأن الاحتقان النفسي والسكوت على هذه الأمور البسيطة يؤدي إلى هذا الإنهاك أو الضعف أو الانهيار النفسي، إذن يعتبر التعبير عن الذات من أهم الأشياء.

ثانيًا:
على الإنسان أن يتذكر دائمًا أنه يجب أن يكون قويًّا وأن يكون فعّالاً، وأن يبني في فكره أن الحياة فيها المشاق وفيها المصاعب، وفيها ما هو جميل وما هو صعب وقبيح ... وهكذا، هذه المفاهيم تقلل مما يعرف بالقلق التوقعي، لأن القلق التوقعي والذي يتميز دائمًا بالتشاؤم والتطير، ربما يؤدي إلى هذه الانهيارات العصبية.

ثالثًا:
لقد وجد أن تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا في التقليل من حدوث هذه الانهيارات، وتمارين الاسترخاء يمكن أن يتعلمها الإنسان عن طريق الاستفادة من الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، أو يمكن بمقابلة أحد الأخصائيين النفسيين والذين سوف يقوم بشرحها.

أو في أبسط صورها هي: أن يستلقى الإنسان في مكان هادئ ويتأمل في شيء جميل، ولا مانع أن يستمع لشيء من القرآن من المسجل بصوت منخفض، ثم بعد ذلك يقوم الإنسان بغمض العينين وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك أخذ شهيق عميق عن طريق الأنف، ولا بد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوة وبطء، ثم بعد ذلك يمسك الإنسان على الهواء في صدره لمدة قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بالقوة والبطء التي حدث بها الشهيق، يكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم؛ يعتبر من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية الغير مرغوبة والتي تؤدي إلى الانهيارات العصبية.

التمارين الرياضة بصفة عامة أيضًا تعتبر جيدة.

أيضًا التواصل مع الآخرين، وحضور حلقات التلاوة وخلافه وسط المجتمعات أو المجمعات النسائية؛ أيضًا تقوي من شكيمة الإنسان ومقدراته النفسية وتزيد من اندفاعاته.

أيضًا القدوة ومصاحبة الأفاضل والأخيار من الناس، تساعد في تقوية النفس، وعلى الإنسان دائمًا أن يتمثل بالأقوياء وأولي العزم، فهذا إن شاء الله يرفع أيضًا من قوته ومن شكيمته، ويجعله يواجه هذه الانهيارات العصبية.

هذا هو الذي أود أن أنصح به، ولا مانع إذا كان الإنسان قلقًا أن يستعمل أحد الأدوية البسيطة، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي حبة واحدة في اليوم، وهو دواء بسيط جدًّا وغير مكلف مطلقًا، ويمكن تناوله لمدة شهرين أو ثلاثة

.
العوارض الأكثر شيوعاً:


يذكر المركز الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية، أنهناك 23 من الأشخاص المصابين بالانهيار العصبي لا يتلقون علاجاً، لأن عوارضهم تتميز بكونها:

1- غير معروفة.
2- سوء في التشخيص، وبالتالي علاج بطريقة خاطئة.
3- تفاقم حالة الانهيار هذه، بحيث يصبح المصاب غير قادر على طلب العون.
4- إعتياد الحالة هذه بسبب ضعف في شخصية المصاب.

وعليه، فالطريقة المثلى للعلاج، تتبلور من خلال معرفة العوارض المتكررة للانهيار العصبي، ويمكن حصر هذه العوارض بشكل إجمالي من خلال هذه اللائحة:


1- التغيرات المزاجية:

أ- مزاج انهياري يظهر عملياً طوال النهار، وفي أكثر الأوقات.
ب- عدم الرغبة بالقيام بكافة النشاطات اليومية.
ج- ضمور الرغبة الجنسية، وعدم الاكتراث بالجنس الآخر.
د- سرعة الغضب.
هـ- الميل الدائم للبكاء.
و- الشعور المستديم بالضعف وخيبة الأمل.


2- العوارض الجسدية:

أ- نقصان في الوزن أو زيادة فيه، انخفاض الشهية للطعام أو ازديادها.
ب- صعوبة دائمة في النوم (أرق)، أو النوم لساعات طويلة.
ج- هياج حركينفسي (انعدام القدرة على البقاء في مكان معين) أو بطء في الدوافع (بلادة شديدة في الحركات).
د- تعب وانخفاض في النشاط.
هـ- عوارض جسدية أخرى من قبيل الإمساك، آلآم الرأس، الغثيان.. وهذه العوارض غير قابلة للاختفاء حتى بعد زوال حالة الانهيار العصبي.
3- تغير في التفكير، أو في القدرة على التركيز.

أ- الشعور بانخفاض القيمة، وعدم النفع.
ب- الشعور المفرط بالذنب، وانعدام الملائمة.
ج- صعوبة في التفكير، والتركيز، واتخاذ القرارات.
د- التفكير المستمر بالموت أو بالانتحار.
هـ- اللجوء إلى الانتحار.


4- عوارض أخرى:

أ- قلق نفسي.
ب- ضعف في تقييم قدرات الذات.
ج- تعاطي الكحول والمخدرات.


5- في العمل:

أ- انخفاض في الانتاجية.
ب- الشعور بالوهن والاحباط في العزيمة.
ج- عدم التعاون مع الآخرين.
د- انعدام الطمأنينة.
هـ- التعرض للحوادث
و- الغياب المتكرر.
ز- شكوى من الإحساس بالتعب المستمر.
ح- الشكوى الدائمة من الشعور بضيق غير مفهوم.


مميزات الانهيار العصبي عن الأمراض المزمنة الأخرى

لطالما اعتبر الانهيار العصبي كشؤم يصيب فرداً معيناً، ويحول حياته إلى جحيم.. ويعتبر الآن من الأمراض المزمنة، ويمكن توصيفه باعتبار كونه حالة عطب.. فالاشخاص الذين لا يتبعون علاجاً وقائياً على أثر اصابتهم بهذا المرض، يكونون أكثر عرضة للانتكاس مرة أخرى في السنوات الثلاث التالية، بنسبة 50%.. وهذه النسبة قد تطرد وتتسع إلى 70% بعد حادثتي انهيار، وإلى 90% بعد حوادث عدة

تكثر مع الأسف الأحكام المسبقة التي تطال المصابين بالانهيار العصبي مقارنة بالاحكام المرافقة للأمراض الأخرى المزمنة من مثل: السكرى، أمراض القلب .. الخ.. وتتمحور هذه الأحكام المسبقة باعتقاد الكثيرين.. بل وربما حتى المصابين بهذا المرض أنفسهم.. أن الانهيار العصبي مرض مرتبط بضعف في شخصية المصاب، وهذا بالطبع أمر خاطئ.

ترى المنظمة العالمية للصحة أن المصابين بالانهيار غالباً ما يعانون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من المقربين, وأرباب العمل، ويشعرون بالعزل والانكفاء عن النشاطات الاجتماعية، ويتفاقم لديهم الاحساس برفض الآخر لهم.. وكل هذا وغيره، يزيد من شعورهم اتجاه أنفسهم بالذل والاحتقار.


لماذا أنا؟

سؤال لطالما يطرحه المصاب بمرض الانهيار العصبي، وفي سبيل التوسع بهذا، فلا بد لنا أولاً من التذكير بأن الانهيار العصبي هو مرض معقد لا تزال أسبابه الحقيقة غير معلومة بشكل تام.. وإنما يمكن اعتبار طروئه ناتج عن عوامل عديدة، غالباً ما تكون مترابطة ببعضها البعض لدى المريض، وتتضمن:
أ- العناصر الجينية والورائية.
ب- حزن شديد، أو صدمات نفسية قوية، تعرّض لها المصاب إبان طفولته.
ج- اسباب بيولوجية - اختلالات كيميائية في الجسم.
د- فترات طويلة من القلق.
هـ- صفات شخصية من مثل: التشاؤم، احتقار الذات، القلق الدائم.
و- أمراض أخرى، مثل التعرّض لنوبات قلبية، أو
الاصابة بانسداد الشرايين


هل الانهيار العصبي عائد لخلل كيميائي في الدماغ؟

بالواقع هناك تغيرات كيميائية تحصل في الدماغ، يمكن لبعضها أن يؤديإلى انهيار عصبي. فالحال هنا، كما هو لدى المصاب بداء السكري، حين يحتاج دوماُ إلى الانسولين، فالمصاب بالانهيار العصبي يحتاج دوماً إلى المضاد لحالته تلك، وذلك في سبيل إعادة التوازن الطبيعي للمواد الكيميائية في الدماغ، كما ويحتاج للعلاج النفسي في سبيل مساعدته لاكتشاف واستخدام مكامن القوة وأساليب المواجهة لمشاكله في الحياة.. وبالتالي السيطرة على القلق

اتمنــى ان يفيد الجميع
دمتم بحفظ الرحمن
 
fdetke2e89c2dc3.gif
 

مواضيع ذات صلة

الوسوم
الانهيــار التعامل العصبى معه وكيفية ومعناه
عودة
أعلى