إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ..!!

سـSARAـاره

من الاعضاء المؤسسين
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ

في هذه الآية صنَّف الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب وجعلهم صنفين ، وهذا إن دل ، يدل على كمال عدل الله سبحانه وتعالى ، فإنه لما ذكر أهل الكتاب صنَّفهم ، فجعل منهم قسماً خيّرا ، وقسماً آخر هو ذو شر ، بل من كمال عدله سبحانه وتعالى أنه لما ذكر في تصنيفه لأهل الكتاب ، ذكر أول ما ذكر ، ذكر الشيء الحسن ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ )
أن بعض أهل الكتاب إذا أودعته مالا كثيرا0 أو أقرضته مالا كثيرا فإنه يؤديه إليك،( وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ) هناك صنف خبيث من أهل الكتاب لو أودعته أو أقرضته دينارا واحدا لا يمكن أن يؤديه إليك إلا إذا كنت قائما عليه ، ملازما له ، مطالبا حقك منه ، بمعنى أنك تتابعه أينما ذهب وأينما سار وأينما حلَّ، حتى تحصل على هذا الدينار ، أن الواجب على المسلم أن يكون منصفناً في أحكامه ، لأن بعضاّ من الناس إذا صدر من أخيه المسلم ما لا يتناسب معه ، أو ما لا يليق به حكم عليه بحكم جائر ، وهذا منافٍ لعدالة الإسلام ، قال تعالى( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) لأن الأمر شاع وانتشر في هذا الزمن ، إذا صدر خطأ من أحدهم عُظِّم من هذا الأمر حتى حُكم على الكل بأنهم ليسوا على خير أو ليسوا على هدى – وهذا خطأ كبير – لو أننا جازفنا بأحكامنا على وجه العموم ما سَلِم منا أحد ، لو أخطأ شرطي من الشرطة وعممنا الحكم ، ما سلم أحد ، لو أخطأ إمام أو مؤذن أو موظف وعممنا الحكم ، ما سلم أحد ، فالإسلام حكيم وعادل حتى مع الكفار ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يبغض مؤمن مؤمنة ، على وجه العموم ) وقال عليه الصلاة والسلام ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خُلُقا رضي منها آخر ) يعني لو كرهت من أخيك المسلم صفة معينة ، فلتعلم أن فيه صفات طيبة خيرة ، ولا نكن مجازفين ، بل نكن منصفين متريثين متزنين ، وفي الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله ( أحبب حبيبك هوناً ما فلعله أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما ، فعله أن يكون حبيبا يوما ما ) وهذا شيء مشاهد ، أحيانا نجازف فنحب شخصا حبا عميقا وإذا بالحال ينقلب ، وأحيانا يكون العكس ، بعض الناس حينما تراه تشمئز منه ولا تحب أن تخالطه ويحصل في نفسك انقباض ، وهذا خطأ ولا شك في ذلك ، فإذا خالطته وجدت أن الأمر قد انعكس، والواجب علينا نحن كمسلمين أن نكون منصفين .
الأمانة عظيمة القدر في الدين ، ومن عظم قدرها أنها تقوم هي والرحم على جنبتي الصراط ،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه )
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن ا لله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداّ نزع منه الحياء )فإذا نزع منه الحياء نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخوناّ نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماّ ملعناّ نزعت منه ربقة الإسلام ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)
 


إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ..!!
 
الوسوم
إِلَيْكَ إِن بِقِنطَارٍ تَأْمَنْهُ يُؤَدِّهِ
عودة
أعلى