تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

ام البشاير

منسقة المحتوى
تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

تأثير شاشات الهواتف على إدراك ومستوى ذكاء الأطفال

علاقة الأطفال بالشاشات علاقة معقدة جدًا، فما بين الاعتقاد المنتشر بأنه لا بد وأن
يحظى كل طفل بـ “تابلت” ليكون مثل أقرانه، وتزامن شيوع هذا الاعتقاد مع ظهور
العديد من المشاكل السلوكية واضطرابات النوم لدي الأطفال يجب أن نتوقف لنسأل
أنفسنا، ما الذي يحدث بالضبط؟ وهل حقًا حيازة أطفالنا للتابلت هي السبيل
الوحيد لجعلهم أطفالًا أفضل وجعلنا أباءً أكفاء؟




بداية، من أين نشأ هذا الاعتقاد؟
صارت التكنولوجيا جزءًا أصيلًا من حياتنا اليومية، فنحن نستخدم الهواتف
لفعل كل شيء تقريبًا وبالتبعية يتعرض أطفالنا منذ نعومة أظفارهم لتلك الأجهزة.
لكن ما حدث في الآونة الأخيرة أنه لا توجد قوانين لتنظيم هذا التعرض وأصبح


كثير من الأطفال يقضون أكثر من نصف يومهم أمام الشاشات سواء لمشاهدة برامج
الكارتون أو للعب على التابلت أو الأيباد، فالمشكلة ليست في وجود الشاشات في
حد ذاتها وإنما في الطريقة التي نترك أطفالنا يستخدمونها بها، والتي أدت للعديد
من الآثار السلبية كما سنوضح لاحقًا.


حسنًا، لا أرى مشكلة في هذا؛ فكل الأطفال يقضون غالبية وقتهم أمام الشاشات
وضحت منظمة الصحة العالمية أن أحد أهم أسباب اضطرابات النوم في فئة الأطفال
هو شيوع استخدام الشاشات حيث أنها تؤثر سلبًا علي الساعة البيولوجية للطفل
وبالتالي علي انتظام نومه. كذلك يؤثر استخدام الشاشات لساعات طويلة على انتباه الأطفال وأدائهم الدراسي.


ولا ننسى أن انشغالنا بهواتفنا أثناء تواجدنا مع أبنائنا يوصل إليهم رسالة مفادها
أن ما نفعله على الهاتف أهم من أن نتواجد معهم مما يؤثر سلبًا علي علاقتنا
بهم ويقدم لهم قدوة سيئة حول استخدام الهواتف.


وأخيرًا الضوء الأزرق الذي يصدر عن تلك الشاشات يؤثر بالسلب علي
العينين وفي دراسة نشرت بدورية “Nature” أنه قد يؤدي على المدى
البعيد لتدمير خلايا شبكية العين.
ونتيجة لكل ذلك سيتأثر نموهم بشكل عام وقدراتهم الإدراكية بشكل خاص.






ما زلت غير مقتنع؟ لنرى رأي رواد التكنولوجيا في هذا الأمر
Bill Gates و Steve Jobs وهما أصحاب الفضل في شيوع استخدام الشاشات بين
مختلف الأعمار، عند سؤالهما عن استخدام أطفالهم للشاشات في صغرهم، رد Steve Jobs بأنه
لا يحب أن يكثر أطفاله في استخدام الايباد، وبالمثل علّق Bill Gates أنه سمح لأبنائه باقتناء
هواتف عندما بلغوا سن الرابعة عشر.


ولكن طفلي يلعب بالتابلت ولا يلعب بشيء سواه
وهنا تقع المشكلة بالأساس فقد استبدلت الشاشات الأنشطة والألعاب التي يقوم بها الأطفال للتسلية
فصار التابلت هو وسيلة الطفل الوحيدة للترفيه بدلًا من أن يمارس رياضة تنشط جسمه وتحفز
عقله وتربي شخصيته، أو أن يلعب مع أقرانه أو إخوته؛ مما يُكسبه مهارات اجتماعية لا تُكتسب
إلا بالتعامل المباشر مع البشر.


فالاستخدام المفرط للشاشات يصحبه قلة في النشاط البدني ونقص في التفاعلات الاجتماعية مما
يؤثر سلبًا علي صحته البدنية والعقلية. ومما يزيد الأمر سوءًا أن الكثير من المربين يعمد لجعل
التابلت أو الموبايل وسيلة المكافأة لأي سلوك حسن يقوم به الطفل مما يزيد تعلُق الطفل بالشاشات
وترتبط في ذهنه بأنها شيء مستحسن؛ فهو يناله عندما يكون طفلًا جيدًا.


مهلًا، أنا اشتريت لطفلي التابلت ليصبح طفلًا ذكيًا
نعم بالاستخدام الرشيد للشاشات والحرص علي نوعية البرامج التي يشاهدونها والألعاب
التي يلعبونها عليها قد نساعد أطفالنا علي تنمية بعض مهاراتهم ولكن الاستخدام الشائع
حاليًا لتلك الأجهزة هو ترك الطفل أمامها حتي نشغله فلا يتسبب في الإزعاج ونضمن بقاءه
هادئًا، وزادت حدة هذه الظاهرة مؤخرًا مع ظهور جائحة كورونا ومكوث الأطفال في المنزل.


أضف إلى ذلك حقيقة أنه في كثير من الأحيان لا نعلم نوعية ما يشاهده أطفالنا
على تلك الشاشات وهل هو مناسب لعمرهم بالأساس أم لا.


وإذا كنت حريصًا على أن يستخدم طفلك الشاشات ظنًا أن ذلك سينمي مستوي ذكائه فدعني
أخبرك أن غالبية التطبيقات التي يروج لها على أنها تطبيقات تعليمية فعّالة لم تثبت فاعليتها
بالبحث والدارسة، فليس كل ما يُقال عنه “تعليمي” يعلّم الطفل شيئًا بالفعل.


ودعني أخبرك أيضًا أن أهم ما تقدمه لطفلك لتنمية قدراته ومهاراته -وكذلك بناء علاقة قوية معه-
هو أن تشاركه اللعب بنفسك مهما كانت اللعبة بسيطة؛ فمشاركتنا لأطفالنا أثناء اللعب
هو أكبر محفز لقدارتهم الإدراكية وخلق جسور من التواصل معهم على المدي الطويل.






إذًا، هل نمنع أطفالنا نهائيًا من استخدام الشاشات؟
لا، وليس هذا الهدف من المقال وإنما الهدف أن يكون استخدامهم لها وفقًا لقواعد
وقوانين وألا نترك أطفالنا طوال اليوم أمام الشاشات فهم بالنهاية أطفال ويحتاجون
إلي توجيه الكبار حتى لا يتعرضوا للخطر.


ووضحت منظمة الصحة العالمية بأنه لا يُسمح للأطفال أقل من سنة للتعرض
للشاشات أيًا كان نوعها وبالنسبة للأطفال من سن سنة لخمس سنوات يُسمح بساعة واحدة يوميًا.


الأمر صعب ولكن
قد يبدو التحكم في تعرض أطفالنا للشاشات أمرًا مستحيلًا للوهلة الأولى.


لذا إليكم توصيات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال للتعامل مع المشكلة:


يجب أن نكون قدوة جيدة لأطفالنا فيما يخص تلك النقطة، فينبغي أن نتحكم
أنفسنا في استخدامنا للشاشات قبل أن نطلب منهم ذلك.أيضًا علينا أن نشغل أوقاتهم بالعديد
من الأنشطة البديلة التي يحبون ممارستهم من رسم أو تلوين أو قراءة قصص لهم
أو حتي ممارسة بعض الأنشطة البدنية معهم.


يجب علينا معرفة نوعية محتوى ما يشاهده أطفالنا علي الشاشات والتأكد من أنه
مناسب لعمرهم ولا يحتوي مشاهد عنيفة أو مشاهد لا تصلح لهم كأطفال.كن حازمًا أثناء تطبيق
هذه القواعد، عليك أن تعلم أن الطفل في البداية سيرفض أن تضع له حدًا لاستخدامه
للشاشات وعليك حينها أن تكون حازمًا بدون عنف بالطبع حتى يدرك أن هذا هو الواقع


الجديد ولا سبيل للتذمر وأيضًا قدّم له مكافأة في كل يوم يلتزم بالحد المسموح حتى يعتاد هذا الوضع.
في النهاية أطفالنا هم أغلى ما لدينا في الحياة وعلينا أن نبذل في سبيل تربيتهم وتنشئتهم
تنشئة صحية كل ما نملك ونستطيع، حفظ الله أطفالنا من كل مكروه.
 
الوسوم
إدراك الأطفال الهواتف تأثير ذكاء شاشات على ومستوى
عودة
أعلى