القتل العمد..!!

سـSARAـاره

من الاعضاء المؤسسين
القتل العمد جزاء ومصير


بقلم مجاهد منعثر منشد




قال تعالى :ـ و من يقتل مؤمنا مـتعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه وأعدََّ له عذاباً عظيماً. 1.


وجاء في محكم كتابة الكريم قوله عزوجل : ـ انه من قَتَلَ نفساً بغير نفسٍ أو فساداً في الأرضِ كأنما قتل الناس جميعاً 2 .


ويقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم ):ـ لو أن أهل السماوات السبع وأهل الأرضين السبع اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله جميعاً في النار. 3.


وقال ايضا (صلى الله عليه واله وسلم) :ـ ما عجت الأرض إلى ربها كعجتها من دم حرام يسفك عليها. 4.


وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، ولكل داخل في باطل إثمان: إثم الرضا به، وإثم العمل به) 5.


نكتفي الان بذكر هذه الايات والاحاديث .وبعدها نعود الى الاحاديث لانها المصدر الرئيسي للموضوع .


القتل عمدا يقوم به كل ظالم ومستكبر. وفي القتل العمد يجمع القاتل صفتين لعملية القتل البغي والطغيان 6.


يقول اللغويون :ـ


طَغَا يَطْغَى ، ويطغو طُغياناً : جاوز الحد ، وكل مجاوز حده في العصيان طاغٍ.


وجاء تعريفه في كتاب لسان العرب :ـ


انه الأحمق المستكبر الظالم 7. ومعناه ايضا مجاوزة القدر والغلو في الكفر ، والإسراف في


المعاصي 8.


أن القرآن يعتبر الطغيان علة العلل والمصدر الرئيس لجميع الرذائل النفسية، الطغيان أصل الانحراف الأخلاقي أي الروح تطغى بسبب عدم اعتدال الغرائز النفسية، و أقبح صفة عند البشر الطغيان والبغي ومن فيه هذه الصفة لايرجى خيره أن جهنم هي مأوى أهل الطغيان ( للطاغين مآبا">9 .


وكل قاتل متعمد مغرور .وبما انه يعلم مصيره (جهنم ) الا انه يحاول ان يجر الاخرين معه في العمل تحت غطائات موهومة .فيزين الشيطان لهم اعمالهم .


وأن القاتل عندما يقتل , فأنه ابن زنا حيث لايقدم على القتل عمدا الا من كان في ولادته شك .


وقاتل العمد بطبيعته ليس انسان .وبعيد عن الانسانية ,فقد قالوا قديما :ـ


ما أسهل أن يكون المرء عالماً، وما أصعب أن يصبح إنساناً.


وبما انه بعيد عن الانسانية ولايمتلك الرحمة بعباد الله تعالى كذلك رب العالمين لايرحمه الا من شاء ربي .


وكيف تطاب رحمة رب العبادي وعطفه .وقلبك لامسكن فيه للعطف والرحمة ؟


وعند مطالعة النصوص الشرعية وكتاب الله عزوجل تجد ان الشرع يحكم بقتل القاتل حيث قال تعالى :ـ ياأيها الذين آمنوا كُتبَ عليكم القصاص في القتلى . 10.


وقبل تكملة الحديث عن القصاص لابد من التنوية لمسألة مهم حيث أن بعض الناس يقومون بقتل المسلمين او غيرهم لانهم يخالفونه الرأي او يحكمون على الناس باحكام لم ينزل الله تعالى بها من سلطان ,فقد سؤل احد المجتهدين في النجف الاشرف عن هذه القضية ترافقها قضايا اخرى عن السرقة اوذنوب الكبائر .وكان اجابته شافيه باية من كتاب الله تعالى وهي ( اذا اهتديت لايضلك من لم يهتدي ) .ولايجوز التشهير باي انسان مسلم .ومهما كان الاسباب .والحر تكفيه الاشارة .


واعود الى القصاص .وسؤال يطرح نفسه عنى الديه لعائلة المقتول ؟.


للقاتل قصاصين دنيوي واخروي الديه تاتي بعد ان يذهب القاتل لذوي المقتول لطلب عفوهم او ان يقتلوه .والقضية تعود لذوي المقتول ,فممكن ان يقتلوه وممكن ان يعفو عن طريق الدية هذا دنيويا لطلب رضا ذوي المقتول .وشرعا عليه ان يسدد ديون المقتول من اموال وصيام وصلاة .وتكليفه للاعالة عائلته وأعتق نسمة، وصام شهرين متتابعين، وأطعم ستين مسكيناً، توبة إلى الله عز وجل) . 11.


وكل هذا دنيويا .ولكن اين يجد المقتول بعد ذلك ليسامحه ؟


وان التفكير بهذه الامور عند القاتل نادره جدا لان القاتل عندما يقتل متعمد يريد الدنيا وليس الاخرة ,فياتي بكل قوته ..ويقول تعالى :ـ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً} 14 . 12.


وهنا المهم قصاص الاخرة حيث المستقر الابدي المقتول يسوق القاتل كالخروف الى جهنم .


وهناك في الدنيا لعنه الله تعالى عليه اي انه ملعون اضافة الى العقوبات الدنيوية والبلاء المتساقط كالمطر .وفي الاخرة ملعون وعذاب اليم .


والان لنطلع على الاحاديث الشريفه عن القاتل :ـ


1. يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (يأتي المقتول بقاتله يشخب دمه في وجهه، فيقول الله: أنت قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً فيأمر به إلى النار)13.


2.عن الامام علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إن في جهنم وادياً يقال: سعيراً إذا فتح ذلك الوادي ضجت النيران منه، أعده الله تعالى للقتالين)14..


3. وعن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه)15..


4.و عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (من أعان على مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله)16.


وعن أبي عبد الله: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقف بمنى حين قضى مناسكها في حجة الوداع (إلى أن قال) :


فقال: أي يوم أعظم حرمة؟


فقالوا: هذا اليوم.


فقال: أي شهر أعظم حرمة؟


فقالوا: هذا الشهر.


قال: فأي بلد أعظم حرمة؟


فقالوا: هذا البلد.


قال: (فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلّغت؟).


قالوا: نعم.


قال: اللهم اشهد. ألا من عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها فإنه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفاراً)17.


5. و عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء فيوقف القاتل والمقتول بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله فيتشخب في دمه وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً)18.


6.وعن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام)، في وصية النبي لعلي (عليه السلام): (يا علي من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيراً أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله.


قيل: يا رسول الله وما ذلك الحدث؟ قال: القتل ـ إلى أن قال ـ يا علي (عليه السلام) إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عز وجل)19.


7.وعن أبي حمزة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: (أتى رسول الله فقيل له: يا رسول الله قتيل في (جهينه)، فقام رسول الله يمشي حتى انتهى إلى مسجدهم، وتسامع الناس فأتوه فقال: من قتل ذا؟


قالوا: يا رسول الله ما ندري.


فقال: قتيل بين المسلمين لا يدري من قتله!


والذي بعثني بالحق لو أن أهل السماء والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا بذلك لأكبهم الله على مناخرهم في النار، أو قال: (على وجوههم)16.


8. وعن ابن عباس قال: سمعت (صلّى الله عليه وآله) النبي يقول: (يأتي المقتول يوم القيامة معلقاً رأسه بإحدى يديه، ملبتباً قاتله بيده الأخرى، تشخب أوداجه دماً حتى يرفعا إلى العرش، فيقول المقتول لله تبارك وتعالى: ربّ هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، فيذهب به إلى النار)20.


9.وعن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم غدير خم ونحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه (صلّى الله عليه وآله) فقال: (لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، ولعن الله من تولى الى غير مواليه، والولد للفراش، وليس للوارث وصية، وقد سمعتم مني ورأيتموني، إلا من كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار، ألا إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)21.


ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم .وحسبنا الله ونعم الوكيل .
 
القتل العمد..!!

 
الوسوم
العمد القتل
عودة
أعلى