دراسة نواقض الاسلام 2

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
الناقض_الأول 2

تفصيل الكلام في نواقض الاسلام
..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وبعد:
نكمل اليوم احبتي التفصيل في الناقض الأول وكما قلت لكم أننا سنعودُ إلى كتاب الله تعالى لننظُرَ المسألة من كتاب الله ...

الإحياءُ والإماتة من خصائص مَن ؟
من خصائص الرب جل جلاله ..
يقول الله تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا }
وقال ابراهيم :
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}
وقال سبحانه :
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
كان المُشركون كفار قريش يعتقدون في اصنامهم القدرة على ذلك .. ومع كون الإحياء .. والإماتة من خصائص الله جل وعلا .. إلَّا أن الله تعالى في كتاب التوحيد الذي هو القُرآنُ العظيم .. في كتابه يُخبِرُنا عن نِسبةِ الإحياءِ إلى غيره .. قال الله جل وعلا :
{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا }
توفته ... التَّوَفِّي هنا .. نسبه الله تعالى إلى الملآئكة .
مع أنه قد جاء في الآيات { الله يتوفى الأنفس حين موتها } ..
- إذاً من الذي يتوفى الله .. أم الملائكة ؟؟
هل هناك تعارُض بين الآيتين ؟
ج/ لا ....
احفظوا هذه القاعدة ⬇️..
" نُسِبَ التَّوَفِّي إلى الله خَلقاً وإيجادا .. ونُسِبَ التَّوَفِّي الى الملائكة تسبباً واكتسابا"
- فلو نسب العبدُ إلى عبدٍ فعلا من باب التسبُّبِ والإكتساب .. أي من الباب الذي أجازهُ القُرآن ...
الذي أجازَ القُرآنُ النِّسبةَ إليهِ .. وهو باب التسبب والإكتساب .
لو نسب العبدُ الى عبدٍ فِعلاً من باب التسبب والإكتساب .. لم يفعل شيئاً زائداً على مافي كتاب الله تعالى ..
ويقول الله جل وعلا :
{ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}
ويقول مُخبِراً عن عيسى عليه السلام ..
عيسى يقول عن نفسه ..
{ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا #بِإِذْنِ_اللَّهِ }..
بإذن الله .. نسب الخلق إلى نفسه بإذن الله تعالى ..
- أهو خلقُ إيجادٍ أم خلقُ تسبُّب ؟
ج/ خلقُ تسبب .. أمّا خلق الإيجاد فَحَقُّ اللهِ تعالى لا يجوز أن يُصرفَ إلى غيره تبارك وتعالى ..
وقال في نفس الآية في خاتمتها ..
{ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ }
فنسب الإحياء إليه من باب التَّسَبُّبِ والإكتساب ...

- في الرزق أيضا .. قال الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
ويقول أيضاً ..
{ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا }
فنسب الرزق إلى نفسه خلقاً وأيجاداً ونسبه إلى وَرَثَةِ الميت .. تسَبُّبَاً واكتسابا ..

- الجنة .. من الذي يُدخل الجنة أو يَحرمُ منها ؟
ج/ الله جل جلاله ..
إذا سألتَ فاسألِ الله .. من الذي قال ذلك ؟
ج/ النبي صلى الله عليه وسلم ..
جاءه الرجل وقال يارسول الله أَسأَلُ الله أن يجعلني رفيقك في الجَنَّه .. هكذا قال الصحابي ؟؟
ج/ لا ..
قال الصحابي أسألُكَ .. بِكافِ الخِطابِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أسألُكَ مُرافقتَكَ في الجَنَّة .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم .. -أعِنِّي على نفسِكَ بِكثرةِ السُّجُود ..
ما معنى أسألُك مرافقتك في الجنة ؟
يعني أسألُكَ أن تسأَلَ الله لي .. لأن هذا الصحابي يعرف أن محمدٌ عبدُ اللهِ ورسوله .. لا يملِكُ نفعاً ولا ضَرَّا .. {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه}
فيسأَلُهُ باعتباره سبباً .. باعتباره واسطةً إلى كُلِّ خير صلى الله عليه وسلم ..
كما قال الإمام الشافعي في مَطلَعِ رِسالته ..
"ما من خيرٍ او ما من نعمةٍ إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم واسطتُنا فيها "
فسأله باعتباره واسطة ً.. باعتباره سائلاً .. ولم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له الصحابي أسألك مرافقتك في الجنه ..
- لا .. اتق الله اسأل الله تبارك وتعالى .. لم يقل له ذلك !
لماذا ؟
ج/ لأن مقصده معروف .. مقصده معروف .

- كتابة أفعال العباد .. من يكتُبُها ؟
ج/{وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ } ..
وقال { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ }
فنسب الكتابة إلى نفسه .. ونسب الكتابة إلى ملائكته ..

فهل هناك تعارض بين الآيتين ؟
حاشا ولكن كما قلنا لكم ان النسبة الثانية هي نسبة تسبب واكتساب

- التدبير .. {وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} ..
 
ويقول الله عز وجل { فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} الملائكة !
نسب التدبير إلى نفسه خلقاً وإيجادا .. ونسب التدبير للملائكة تسبباً واكتسابا .

- الهداية من الهادي ؟
ج/ الله جل جلاله ..
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}
وقال في آيةٍ أخرى ..
{ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
وإنك لتهدي ؟
" فنسب الهداية إليه هذا خلقٌ وإيجاد .. وهذا تسببٌ واكتساب" ..
- إذا فُهمت هذه النسبة .. الأمثلة في ذلك في كتاب الله كثيرة .. لن نُطيل بِذكرِ الأمثلة .. لكن خلاصتها .
أن مجرد النِسبة لا تدل على أن من نَسَبَ يعتقد أن المنسوب إليه خالقٌ وَمُوجِدٌ وَرَب .. هذا لا يمكن أن يكون وإلا كانت هذه النِّسَب الموجودة في القُرآن ..
ماذا تُفيد ؟
هذه النِّسَب تُفيد التسبب والإكتساب ؟
ج/ نعم .. وكذلك حين يُدعى الصالِحُ أو العالِمُ أو الولي .. المُرادُ بذلك الدعاء التسبب والإكتساب .

ونكمل ان شاءالله التفصيل في الناقض الثاني في الدرس القادم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•

الشيخ سيف العصري
 
الوسوم
الاسلام دراسة نواقض
عودة
أعلى