ضرب الأطفال وسيلة بناء أو هدم !

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
◄ إن تربية الأطفال هي من أهم المهام المنوطة بالوالِدَين وأخطرها.. ومع أنها مسؤوليّة كبيرة على كلا الوالِدَين لما فيها من صعوبات وتعقيدات ومشاكل ، إلاّ أنها متعةٌ حين يشعران أنّهما يربيان أولادهم ويغدقان عليهم من العطف والحنان والرعاية ما يجعلهم ينطلقون في الحياة بثقة وثبات وصلابة إرادة.. يقول الله جلّ وعلا: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} ..
▬ فالأولاد أمانة في أعناق الأهل ، وإنَّ أخصب مرحلة للتربية والتوجيه والتأديب هي مرحلة الطفولة التي تتميّز بالمرونة والفطرة والتلقي. ولكل بناء أساس ، فإن كانت دعائم الأسس متينة قام البناء على أفضل ما يكون بإذن الله تعالى.
فلابدّ إذاً من زرع الفضائل والقِيَم والأخلاق في نفوس الأطفال ، ولا بد من تربيتهم في الميادين كلها ابتداءً من بناء العقيدة والعبادة مرورًا ببناء الجانب الاجتماعي والأخلاقي والعاطفي والجسمي والعلمي؛ ليخرج لنا جيل قوي قادر على التغيير والإصلاح وخلافة الأرض.
▬ وللتربية أصول وقواعد يجب اتّباعها في عملية التعامل مع الطفل من حيث الإثابة والعقاب وكيفية التعامل مع الطفل إن ظهر منه سلوك غير مرغوب فيه أو بالعكس قام بسلوك جيد. يقول ابن القيم في تحفة المودود: “وممّا يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خُلُقه ؛ فإنه ينشأ على ما عوّده المربي في صغره”.
فالأهل هم الذين يغرسون في الطفل الأدب وحسن التصرف حتى إذا ما صدر منه ما يرونه معيباً أفهموه الخطأ ووجّهوه إلى السلوك الصائب وهكذا حتى يعتاد السلوك السليم.
♦ أيهما أفضل..؟!
▬ والسؤال الذي يتردّد: هل التربية بالحوار أفضل أو التربية بالحزم والقسوة ..؟ والناس في ذلك بين إفراط وتفريط ..
فالبعض يفضِّل الأسلوب الصارم واستعمال “ العصا ” مع الجيل الجديد ويراها طريقة أفضل من اللجوء إلى الأساليب التربوية والنفسية التي ينادي بها الغرب. والحقيقة أن الفريقين قد جانبا الصواب في التربية الصحيحة.
فلا اللين الدائم ولا القسوة المفرطة يمكن أن يُنبِتا طفلاً سليماً واثقاً قادراً على خوض غمار الحياة.
وهنا يقع على الأهل العبءُ الأكبر في تحمّل مسؤولياتهم تجاه أطفالهم. فهم بحاجة إلى تعرّف مراحل نمو الأطفال كافة وما يحتاجونه في كل مرحلة حتى يستطيعوا تفهّم سلوكياتهم فيوجهوهم ويرشدوهم .
ولو عدنا إلى أسباب الخطأ الذي يرتكبه الطفل فإننا نجده إمّا فكرياً ؛ كأن لا يوجد عند الطفل مفهوم صحيح عن الشيء، وإمّا عملياً كأن يقوم بعمل فلا يجيده ، وإما نابعًا عن إرادة جازمة من الطفل وإصرار على الخطأ..
ولكلّ نوعٍ طريقة في التعامل ..
فحين يكون الخطأ ناتجا عن سوء فهم حقيقة الأشياء يعمد الوالدان إلى التوضيح والتفسير، فإذا علِم الطفل الصواب اتّبعه..
وأحياناً يخطئ الطفل في القيام بعمل لم يعمله من قبل فلا يجب أن يُحاسَب على خطئه هنا لأنه من الطبيعي أن لا يُفلِح في إنجاز أمر لم يسبق له أن قام به..
أمّا إن كان الطفل يعلم أن ما يفعله خطأ ، وأصرّ عليه ، ولم يحسِّن سلوكه ، أو حين يكون في أفعاله خطرٌ على حياته ؛ فهنا يصبح التأديبُ واجبًا على الأهل حتى يقوِّموا اعوجاجَ سلوك الطفل ليمتنع عن أعمال خطيرة عليه أو عادات سيئة...منقول ... يتبع...


ضرب الأطفال وسيلة بناء أو هدم !
 
الوسوم
أو الأطفال بناء ضرب هدم وسيلة
عودة
أعلى